الإمام ناصر محمد اليماني
23 - 08 - 1432 هـ
24 - 07 - 2011 مـ
07:31 صباحاً
ــــــــــــــــــ
{ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً } صدق الله العظيم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي وحبيب قلبي محمد رسول الله إلى الناس كافةً، يا أيّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلّموا تسليماً، وأما بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كافة الباحثين عن الحقّ الذين لا يريدون غير الحقّ سبيلاً، حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ، فاتّقوا الله عباد الله، فوالله الذي لا إله غيره إنّني أريد لكم النجاة جميعاً وأتمنّى من الله أن يجعل الإنس والجنّ أمّة واحدةً على صراطٍ مستقيم يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئاً، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
كون هدف الإمام المهدي هو تحقيق الهدف من خلق الجنّ والإنس ليعبدوا الله وحده، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
ويا عباد الله، والله الذي لا إله غيره إنّ الإمام المهدي لهو أشدّ حرصاً عليكم من أنفسكم وخير صديقٍ لكم وأخ كريم يعفو عمّن ظلمه ويعطي من حرمه ويعرضُ عن الجاهلين، ويَشْهَدُ على ذلك الذين يعرفونني والموقنين منكم، وأُشهدُ الله أنّي الإمام المهدي الذي ابتعثه الله ليحاجُّكم بالقرآن المجيد ليهديكم به إلى صراط العزيز الحميد.
ويا عباد الله إنّي أدعوكم إلى نعيم رضوان الله ليغفر لكم ذنوبكم ويغفر للإمام المهدي معكم إنّ ربي غفورٌ رحيمٌ، فهل ترون في الله شكّاً الذي خلق السموات والأرض وخلقكم لتكونوا له عابدين؟ فلِمَ أنتم معرِضون عن دعوة الحقّ من ربّكم؟ فهل وجدتم الإمام ناصر محمد اليماني جاء مخالِفاً لدعوة الأنبياء والمرسَلين؟ وسوف يحكم الله بيني وبينكم بقوله تعالى: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١﴾ اللَّـهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٢﴾ الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٣﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٤﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴿٥﴾ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴿٦﴾ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴿٧﴾ وَقَالَ مُوسَىٰ إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّـهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴿٨﴾ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّـهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖيَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚقَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١١﴾ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿١٢﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴿١٣﴾ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ۚذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴿١٤﴾ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [ابراهيم].
اللهم عبدك يتوسّل إليك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن لا تفتح بيني وبين إخواني المسلمين بعذابٍ مهينٍٍ بل بالهدى المبين، فبصِّر قلوبهم بدعوة الحقّ من ربّهم وبصّر بالبيان الحقّ للقرآن العظيم أفئدة العالمين، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أفرغ على قلب عبدك صبراً وثبّت قدمي وثبّت أنصاري على الحقِّ المبين. اللهم لا تُجِب دعائي ولا دعاء أنصاري على عبادك المعرضين من المسلمين. اللهم فاغفر لهم فإنّهم لا يعلمون، برحمتك يا أرحم الراحمين.
ألا والله يا عباد الله ما كان هذا الدُّعاء رحمة منّي بعباد الله، ولكنّي أحببت الله أرحم الراحمين وعلمتُ ما يحبّه وترضى به نفسه لعباده؛ في قول الله تعالى: {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7]، ولذلك أطمع في تحقيق رضوان الله عليكم، حتى يكون ربّي سعيداً وليس مُتحسّراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم وضلّوا عن الصراط المستقيم ويحسبون أنّهم مهتدون.
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الجاهلين فيقول: "كيف يقول الأنبياء المكرّمون وأتباعهم في عصرهم: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} [الأعراف:89]، وقال الله تعالى: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴿١٥﴾} [ابراهيم]، وقال الله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]؟ ولكنّك يا ناصر محمد اليماني تقول دعاءً مختلفاً عن دعاء كثيرٍ من أنبياء الله وأتباعهم وهو أن لا يفتح بينك وبين المعرضين عن دعوة الحقّ من ربّك ببأسٍ من الله شديدٍ، فما السبب؟". ومن ثمّ يردّ عليه المهدي المنتظر وأقول: لقد خيَّركم الله الواحد القهار بين النصر والصبر، فاختار المهدي المنتظَر الصبرَ حتى يهتدوا إلى صراط العزيز الحميد فذلك هو نصري، ولسوف أصبر بإذن الله وصابرٌ ومرابطٌ على الدعوة إلى ربّي حتى يتمّ الله بعبده نوره ولو كره المُجرمون ظهوره، ولكنّي لا أعلم فهل سوف يجيب الله دعاء عبده فلا يعذبكم حتى يهديَكم أم أنّه سوف يهديكم كما أرى في الكتاب ببأسٍ شديدٍ؟ فتقولوا: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان]، فالأمر لله من قبل ومن بعد.
ألا والله ما صبري إلا بالله ومن أجل الله لكون هدفي ومنتهى غايتي هو في نفس الله، فاحذروا ما يُغضِب نفسه تعالى، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّـهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]، أي ويحذركم الله غضب نفسه عليكم يا أصحاب أعمال السوء والفساد في الأرض، ولا تيأسوا من رحمة الله، واعلموا أنّ الله رؤوف بالعباد بشكلٍ عامٍ ومن تاب وأناب ليجدنَّ له ربّاً غفوراً رحيماً حتى ولو كان الشيطان إبليس الذي غضب الله عليه ولعنه وأحلّ عليه لعنته ولعنة ملائكته والناس أجمعين فلو يتوب إلى ربّه ليهدي قلبه ليجدنَّ له ربّاً عفواً غفوراً رحيماً.
ولربّما يودّ أن يقاطعنا أحد العلماء الذين لا يعلمون فيقول: "يا ناصر محمد إنّك لمجنونٌ فكيف تريد أن يغفر الله للشيطان إبليس لو يتوب إلى الربّ من بعد أن لعنه الله وأحلّ عليه لعنته إلى يوم الدين!". ومن ثم يكرّر السؤال مرةً أخرى ويقول: "كيف تفتي يا ناصر محمد اليماني إلى الذين لعنهم الله وغضب عليهم وأحلّ عليهم لعنته ولعنة ملائكته والناس أجمعين، كيف تفتيهم أنّهم لو يتوبون إلى ربّهم فينيبون إليه ليهدي قلوبهم فإنّ الله سوف يغفر ذنوبهم فيتوب عليهم لو أنّهم تابوا وأنابوا إلى ربّهم؟"، ومن ثم يردُّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: يا حبيبي في الله إنّك لمن الخاطئين، وبينك وبين المهدي المنتظر اختلافاً كبيراً كونك تدعو عباد الله إلى اليأس من رحمة الله ولكنّي المهدي المنتظر أدعو عبادَ الله جميعاً إلى رحمة ربّي الذي وسِع كُلّ شيءٍ رحمةً وعلماً، ألا والله لو يُلقي إليك المهدي المنتظَر سؤالاً وأقول: أليس إبليس وكافة شياطين الجنّ والإنس من عباد الله؟ لقال كافة علماء المسلمين: "اللهم نعم فهذا لا جدال فيه أنّ كلّ من في السموات والأرض عبيدٌ الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَـٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [مريم]".
ومن ثم يردُّ عليهم الإمام ناصر محمد اليماني، وأقول: ألا والله لو تعتقدون أنّ إبليس يخرج عن نطاق هذا النداء فإنّكم لن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚأَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾ وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
فلو أنّكم تُخرجون إبليس عن دائرة هذا النداء فتزعمون أنّه لا يشمله نداء الله إلى العبيد الذين أسرفوا على أنفسهم فمن ثم نقول لكم: فهل تعتقدون أنّ الشيطان وَلَدُ الله سبحانه! ما لكم كيف تحكمون؟ سبحان الله العظيم وتعالى علوا كبيراً! فلا ينبغي لكم أن تُخرجوا إبليس من نطاق هذا النّداء الربّاني في محكم الكتاب؛ أن يقول المنادي إلى عباد الله جميعاً من الإنس والجن: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚأَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾ وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم
ولربما يودُّ عالِمٌ آخر أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني فنحن لا نقصد هذا أنّ الشياطين ليسوا من ضمن عبيد الله سبحانه، ولكنّ شياطين الجنّ والإنس من المغضوب عليهم، أي من الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأحلَّ عليهم لعنته ولعنة ملائكته والناس أجمعين إلى يوم الدين، ولذلك أخرجناهم من دائرة هذا النداء كون الله لن يغفر لهم أبداً إلى يوم الدين". ومن ثم يردُّ عليهم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [يونس:68].
ومن ثم يردُّ علينا كافة الحافظين لِلَفْظِ القرآن العظيم، فيقولون: "قال الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]، فكيف يا ناصر محمد يهدي الله من غضب عليه ولعنه وأحلّ عليه لعنة عباده من الجنّ والإنس؟ أفلا ترى أنّنا أقمنا عليك الحجّة من القرآن يا من يزعم أنّه المهدي المنتظر؟ فآتِنا بالدليل المفصَّل من مُحكم الذكر أنّ الله يغفر لمن تاب وأناب إلى الربّ من العبيد بعد أن لعنه الله وأحلّ عليه لعنة ملائكته والناس أجمعين". ومن ثم يردُّ عليكم أيّها الدُعاة إلى اليأس من رحمة الله وعلى المُبلسين اليائسين من رحمة الله وأقول إليكم البرهان المبين، قال الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
أفلا ترون أنّ النداء من الربّ إلى رحمة الله في محكم الكتاب كان نداءً يشمل كافة العبيد سواءً الضالين من الجنّ والإنس أو المغضوب عليهم من شياطين الجنّ والإنس الذين لعنهم الله بكفرهم وأحلَّ عليهم لعنته إلى يوم الدين إلا من تاب منهم من قبل موته؟ فهنا يتقبّل الله توبتهم ويرفع مقته وغضبه ولعنته عنهم من بعد كفرهم شرط التوبة قبل موتهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٦١﴾ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿١٦٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ويا عباد الله من الجنّ والإنس، إنّني الإمام المهدي ولعنة الله على الكاذبين إن كنت مفتريًا لشخصية المهديّ المنتظَر لعناً كبيراً، فلا تجتمع الظلمات والنور، أفلا تبصرون؟ فاتّقوا الله وأطيعون، وإن دعونا الله بعدم الفتح بيننا وبينكم بالعذاب الأليم حتى يهديَكم إلى الصراط المستقيم فلا نقصد بعدم الفتح بحكم العذاب بيننا وبين الذين علموا علم اليقين أنّ ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر ومن ثم يسعون إلى إطفاء نور الله هيهات هيهات، ويأبى الله إلا أن يُتمّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره، إلا من تاب وأناب منهم إلى ربِّه ليهديَ قلبه من قبل الفتح الأكبر فإنّ ربّي غفور رحيم.
ولكنّني وللأسف أرى وكأنّ من علماء المسلمين من هم من شياطين البشر وهم من خطباء المنابر في بيوت الله! ولربّما يغضب من المهدي المنتظَر ناصر محمد أحدٌ من علماء المسلمين فيقول: "يا ناصر محمد، إنّك في بياناتك حَسَنُ الأخلاق لَيِّنُ القلب ومهذّبٌ في الخطاب، غير أنّك أحياناً تقسو على علماء المسلمين بالذات في خطابك وهم علماء تحترمهم أمّةُ الإسلام جميعاً في أقوامهم، ولكنّنا نرى في بيانك هذا وكأنّك تصف بعضاً منهم أنّهم كمثل شياطين البشر من خطباء المنابر"، ومن ثم يردُّ عليكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: يا أمّة الإسلام ما ظنّكم بعلماءٍ أقول لأحدٍ منهم إنّني المهديّ المنتظَر أدعوكم إلى الحُكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لنجمع شملكم ونوحّد صفوف أمّتكم فتقوى شوكتُكم ليعود عزّكم ومجدكم وليس لي شروط عليكم غير شرطٍ واحدٍ فقط هو أن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ثم ترتضوا بالله أن يكون هو الحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وليس على المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلا أن يستنبط لكم حكم الله بينكم بالحقّ من كتاب أحكام الله في محكم القرآن العظيم، وشرطٌ علينا غير مكذوب أن نأتي بأحكام الله من محكم كتابه القرآن العظيم من آيات أمّ الكتاب البيّنات وليست المتشابهات إلا إن وجدتكم تجادلونني بالمتشابه فسوف أُهيمن عليكم بالبيان الحقّ له من ذات القرآن وأحسنُ تأويلاً منكم وأحسن تفسيراً، فإن وجدتم أنّ ناصر محمد اليماني لا يجادله عَالِمٌ من القرآن العظيم إلا وهيمنَ عليه بالعلم والسلطان فقد أصدقني ربّي الرؤيا بالحقّ عن طريق رسوله: [كان مني حرثك وعلي بذرك أهدى الرايات رايتك وأعظم الغايات غايتك وما جادلك أحدٌّ من القرآن إلا غلبته].
وفي أخرى: [وإنك أنت المهديّ المنتظَر وما جادلك عالِم من القرآن إلا غلبتَه] انتهى.
وبما أنّه لا ينبغي لكم أن تصدّقوا بأنّني المهدي المنتظَر بسبب هذه الرؤيا إذاً فلن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً لكون الله لم يأمركم أن تؤسِّسوا على الأحلام أحكاماً شرعيةً في دين الله ما لم يصدق الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي، وهنا تصبح الرؤيا حجّة عليكم ولا مجال للتكذيب بها من بعد أن صدَق الله عبده الرؤيا بالحدث الحقّ على الواقع الحقيقي، وهنا تصبح تلك الرؤيا حجّة عليكم من ربّكم لكونه صدّقها على الواقع الحقيقي، كونها تبيّنت لكم أنّها ليست من أضغاث الأحلام كون الشيطان يغالط عن معرفة الرؤيا الحقّ عن طريق المكر بأضغاث الأحلام السيئة وذلك حتى لا تفرقوا بين الرؤيا الحقّ وأضغاث الأحلام، وعليه فإذا وجدتم أنّ ناصر محمد اليماني حقاً وطوال سنوات سبعٍ لا يجادله عالِمٌ ولا من عامة الناس من القرآن إلا وهيّمنَ عليه بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم وكأنّه قرآن جديد بين أيديكم من بعد أن فقهتم الحقّ في محكم كتاب الله فلكلِّ دعوى برهان وما هو بقرآنٍ جديدٍ، فإن قلت لكم بغير ما نطق به لسان محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فلا تتبعونِ لكون المهدي المنتظر لن يبعثه الله رسولاً جديداً ولا نبيّاً يوحى إليه بوحيٍ جديدٍ؛ بل يبعث الله المهدي المنتظر ناصرَ محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك يجادلكم بما تنزَّل على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنّكم تريدون مهديّاً مفترياً على الله! ألا والله لا يتّبع الحقُّ رضوانَكم لو حاورتكم طيلة يوم الله هذا الأخير الطويل من الدهر يوم القيامة، ولكنّكم لا تعلمون أنّكم في يوم القيامة حسب أيام الله والذي تتخلّله أحداث الأشراط الكُبرى للساعة، ومن ثم تقوم الساعة في آخرهِ حسب أيّامكم في الحساب.
فاتّقوا الله يا أولي الألباب فقد جُمِع الشمس والقمر في أوّل الشهر وهو هلال، فتلك علامةٌ لدخول البشر في يوم القيامة، ومن آيات التصديق للمهدي المنتظر يا معشر الكُفّار برؤية أهِلَّة المستحيل في نظر علماء الفلك كما سوف يحدث في هلال رمضان لعامكم هذا 1432 بعد غروب شمس السبت ليلة الأحد، كما يفتي بذلك الدكتور العالِم الفلكي (محمد عودة) بما يلي:
استحالة رؤية هلال رمضان 1432 في جميع الدول العربية والإسلامية
ومن ثم يقول له المهدي المنتظر: يا أيّها الدكتور (محمد عوده) من مصر، لقد أدركت الشمس القمر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر في أوّل الشهر وأنتم في غفلةٍ معرضون عن الداعي إلى الذكر لهدي البشر، فاتّقوا الله الواحد القهار يا أولي الأبصار من قبل أن يسبق الليل النهار، واعلموا يا أولي الأبصار أنّ القمر في ليلة الاتّساق الكامل يظهر مع ظهور الشفق بالغرب، فإذا ظهر الشفق بالغرب فانظروا إلى الشرق ترون القمر البدر يظهر، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴿١٦﴾ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴿١٧﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴿١٨﴾ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ ﴿١٩﴾ فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠﴾ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ ﴿٢١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴿٢٢﴾ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿٢٣﴾ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٤﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الإنشقاق].
ونستنبط من ذلك ميقات ليلة الاتساق للبدر الكامل، ليعلم الذين لا يعلمون أنّ تلك الليلة هي ليلة النصف من الشهر بظهور القمر عند ظهور الشفق مباشرةً بعد غروب الشمس فيدخل بدءُ الليل بظهور الشفق ومن ثم يظهر القمر البدر الكامل، وذلك لكي يسلك الليل من أوّله بدقة متناهية من بدءِ ظهور الشفق مباشرة، وأما غروب القمر فيوافق نهاية الليل عند ميقات النداء لصلاة الفجر في نهاية الليل، ولا ينبغي للقمر في ليلة اكتمال البدر ليلة النصف أن يغرب في ميقات الظلّ كون الظل هو من النهار؛ بل يغرب في طرف الليل بالضبط حين يبدأ الليل بالإدبار والانحسار من جهة الشرق بسبب ظهور طرف النهار، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [المدثر].
وعلى سبيل المثال فأنا لا أحاجّكم برؤية هلال المستحيل لرمضان 1432 حتى لا تفتنوا عليَّ أنصاري، وأخصّ منهم من الذين لم يُحِطهم الله بعد بحقيقة اسم الله الأعظم لكونكم سوف تردّون شهادة رؤية أهلّة المستحيل في نظركم كما حدث في أهلّة مضت وانقضت، ولذلك قلنا لن نحاجّكم بهلال المستحيل لرمضان 1432، وحتى لا نخرج عن الموضوع نعود إلى شروق القمر البدر في ليلة الاتساق الكامل فنجده في كتاب الله أنه يحدث بعد غروب الشمس ومع ظهور الشفق بالغرب، فإذا ظهر الشّفق بالغرب انظروا للشرق ترون القمر بازغاً بالشرق، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ ﴿١٦﴾ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴿١٧﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴿١٨﴾ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ ﴿١٩﴾ فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠﴾ وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩ ﴿٢١﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ ﴿٢٢﴾ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ ﴿٢٣﴾ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٢٤﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الإنشقاق].
وكم من مرة رأيتم القمر ليلة النصف من الشهر ولم ينقضِ من الشهر إلا ثلاثة عشر يوماً؟ وأما غروب القمر في تلك الليلة فتجدوه يوافق لظهور طرف النهار من جهة الشرق عند صلاة الفجر. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [المدثر].
وأما في ليلة السادس عشر من الشهر فتجدون أنّ القمر لن يغرب إلا قُبيل طلوع الشمس، بمعنى أنّه لن يغرب إلا وقد دخل النهار، وستجدونه يغرب خلال ميقات الظلِّ، والظلُّ جزءٌ من النهار وميقاته من بعد صلاة الفجر إلى قبيل شروق الشمس، وأمّا الظلّ عند الغروب فهو جزءٌ من الليل وميقاته بعد غروب الشمس وقبل دخول الظُلمة، وعلى كُلِّ حالٍ نزيدكم تفصيلاً بإذن الله كل شيءٍ في حينه.
ويا أحبّتي الأنصار لا تقلقوا على إمامكم إذا وجدتموه أحياناً لا يشارك بردودٍ لعدّة أيّام، فنحن مشغولون بإقناع قومٍ بعدم المشاركة في الفساد في اليمن ودخول البلاد في حربٍ أهليّة لا يُحمد عقباها، وكذلك آمر كافة الانصار القادرين على نشر الدعوة الحقّ للعالمين أن يهتموا بهذا البيان الذي سوف نأتي لكم برابطه كما يلي:
https://albushra-islamia.org/showthread.php?3375
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ..
_________________
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]