الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 08 - 1430 هـ
10 - 08 - 2009 مـ
11:06 مساءً
ــــــــــــــــــ
ردّ المهديّ المنتظَر على الذي يرى الحجّة في ظهور المهديّ المنتظَر وليست الحجّة في القرآن ذي الذكر. سُبحان الله عما يصفون!
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النّبيّ الأمّي الأمين خاتم الانبياء والمُرسلين وآله الطيبين والتابعين للحق في كُل زمان ومكان إلى يوم الدين..
أخي الكريم، إن كنت تريد الحقّ فحقيق لا أقول على الله إلا الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتبع، ومُشكلتكم وعُلماؤكم هي أنّكم لا تعلمون كيف تعرفون المهديّ المنتظَر إذا حضر في عصره المُقدر بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور وكان أمر الله قدراً مقدوراً، فلطالما وجّهنا سؤالاً لعلماء الأمّة فنقول: أجيبوني هل المهديّ المنتظَر جعله الله نبياً جديداً يدعو إلى كتاب جديد؟. وأعلمُ جوابهم: "كلا يا ناصر محمد اليماني نفتيك بالحقّ أنّ خاتم الأنبياء والمُرسلين هو مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما يأتي المهديّ ناصرَ مُحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثم أقول لهم: وما معنى قولكم (وإنما يأتي المهديّ ناصرَ مُحمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم )؟. ثم يجيبوني: "أي؛ ناصراً لما جاء به مُحمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثم أقول لهم: إذاً تبين لكم الحكمة من تواطؤ الاسم محمد في اسمي في اسم أبي (ناصر محمد)، وذلك لأنّ المهديّ المنتظَر ليس بنبيٍّ جديدٍ بل ناصر محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم. ومن ثم أوَّجّه لعلماء الأمّة سؤالاً آخر: فهل تؤمنون أنّ المهديّ المنتظَر يجعله الله خليفةً لهُ في أرضه؟ ومعلوم جوابهم: "اللهم نعم". ومن ثم أوجّه لهم سؤالاً آخر: وهل اختصّكم الله باصطفاء خليفته من دونه فتصطفونه من بينكم بشرطٍ منكم أن ينكر أنّه المهديّ المنتظَر ثم ترغمونه على البيعة وهو من الصاغرين ثم تؤتوه علم الكتاب القرآن العظيم ليحكمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّكم الآن في عصر المهديّ المنتظَر وأنّه بينكم، فهيّا اصطفوه وعلِّموه البيان للقرآن إن كنتم صادقين! فهل يُصدق بهذا الافتراء المُبين إنّكم أنتم من يقول لشخصٍ ما: أنت المهديّ المنتظَر! فما يُدريكم هل هو خليفة الله ولم يُعلمكم الله باسمه؟ ثم أقول لكم: أنبئوني باسم المهديّ المنتظَر إن كنتم صادقين بأنكم أعلمُ من الله! ولن يصطفي خليفته سواه وحين اعترض الملائكة بالرأي على ربهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة:30]؟ وكأنهم يعلمون غيب الخُلفاء المُصطفين في الكتاب ثم عرضهم الله على الملائكة وقال لهم: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}صدق الله العظيم [البقرة:31]. وهُنا عجز الملائكة أن يعلموا أسماء خُلفاء الله المُصطفين، فكيف علموا أنّهم سيفسدون في الأرض ويسفكون الدماء وهم لم يستطيعوا أن يعلموا حتى بأسمائهم؟ ومن ثم علِم الملائكة أنّهم تجاوزوا حدودهم فيما ليس لهم الخيرة في الأمر إلا أن يكونوا له ساجدين بالطاعة سجوداً لأمر الله الذي اصطفى آدم خليفته في الأرض، وما دام اختيار الخليفة شأن يختصّ به الله وحده ولا يشرك في حُكمه أحدٌ فلماذا تتجاوزون حدودكم يا معشر عُلماء السّنة والشيعة؟ فأمّا الشيعة فاصطفوه قبل أن يخلقه الله؛ الإنسان؛ الإمام المهديّ في قدره المقدور، ثم يعلمه البيان الحقّ للقرآن حتى يجعله مُهيمناً بسلطان العلم من القرآن على كافة علماء الأمّة ليحكمُ بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، فيجمع شملهم من بعد تفرقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، ثم يجعلهم حزباً واحداً ضدّ حزب الطاغوت فيوحد صفّ المؤمنين بالقرآن العظيم.
وأقسمُ بربي إني لا أطلب من عُلماء المُسلمين إلا أن يؤمنوا بالقرآن العظيم وأعلمُ جوابهم: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني، فهل تحسب عُلماء المُسلمين ليسوا بمؤمنين بكتاب الله القُرآن العظيم؟". ومن ثم أقول لهم: إذاً لماذا لا تجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله؟. ولربّما يجيبنا أحدهم فيقول: "إن القرآن لا يعلمُ بتأويله إلا الله، وحسبنا السُّنة النّبويّة الواردة عن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أو روايات العترة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم". ومن ثمّ أردّ عليهم وأقول: "إذا لماذا تقولون إنّكم على نهج كتاب الله وسُنّة رسوله وأنتم قد اتخذتم هذا القرآن مهجوراً بحُجة أنّه لا يعلم بتأويله إلا الله؟ فإن كان القرآن كُله لا يعلمُ بتأويله إلا الله فأتوني بسُلطان مُبين. ثم ينطق أحدهم بآية من القُرآن، فيقول قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].
ثمّ أردّ عليهم فأقول: ولماذا هذه الآيات المُحكمات عن فتوى الله عن آيات الكتاب علمتم بتأويلها فأوّلتموها بغير الحقّ وقُلتم إن القرآن لا يعلمُ بتأويله إلا الله ولم يقُل الله ذلك؟ فهل تقولون على الله الكذب وأنتم تعلمون إنهُ لا يقصد كافة القرآن إنه لا يعلم بتأويله إلا الله؟ بل أخبركم الله إن منه آيات مُحكمات بيّنات هُنّ أمّ الكتاب ظاهرها كباطنها يعلمها جميع عُلمائكم ثم يعرضون عنها فيحكمون بحُكم الطاغوت الذي جاء من عند غير الله من عند الشيطان الرجيم في حُكم الزنى على لسان أوليائه المُفترين من شياطين الإنس. ثمّ يزأر علينا أحد عُلماء الدين فيقول: "قف عند حدّك يا ناصر محمد اليماني فلسنا من أولياء الطاغوت حتى نعرض عن حُكم الله ثمّ نحكم بحُكم الطاغوت". ومن ثمّ أردّ عليه وأقول: أليس ما يلي من الآيات من البيّنات أم ترونهنّ من المُتشابهات في قول الله تعالى؟ {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جلدة وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جلدة وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (7) وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (8) وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ (9) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (10)}صدق الله العظيم [النور].
فهل قال الله أنّ هذه الآيات من المُتشابهات لا يعلمُ بتأوليهن إلا الله؟ قُل هاتوا بُرهانكم إن كنتم صادقين؟ وأمّا برهان ناصر محمد اليماني إنَّهن من الآيات المُحكمات البيّنات هو قول الله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جلدة وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)} صدق الله العظيم [النور].
ومن ثمّ لن تجدونني أحكمُ بغير حكم الله الحق من بعد التمكين في الأرض فآمر بالمعروف وأنهى عن المُنكر بإذن الله، ثم أحكم على الذين يأتون فاحشة الزنى بمائة جلدة على الحر والحرة من المُسلمين بشكل عام، فلا أسأل هل هو مُتزوج أم أعزب. وبخمسين جلدة على العبيد والإماء غير الحرّات بخمسين جلدة دون أن أسأل هل هم مُتزوجون أم عُزاب.
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد عُلماء السّنة والشيعة فيقول: "مهلا مهلاً، اتقِ الله أيها الخارج عن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يأمرنا رسول الله أن نجلد المُتزوجين؛ بل رجم بالحجارة حتى الموت، فلا يستوي الزُناة المُتزوجون من العُزاب؛ فالعازب لهُ حجة على الاعتداء على أعراض الناس لأنهُ لا زوجة له ولذلك فحكمُ الزناة المُتزوجين فصلته السُّنة النّبويّة رجماً بالحجارة حتى الموت"! ثمّ أردّ عليهم وأقول: والله لو لم يكن الحديث مُخالفاً للحُكم الحقّ في كتاب الله لاتّبعتُكم، لأني لا أكفر بسُنة محمدٍ رسول الله الحقّ التي لا تُخالف للأحكام البينة في كتاب الله ولا اُفرّق بين الله ورسوله، وأعوذُ بالله أن أكون من الذين يستمسكون بالقُرآن وحده فيجعلون سُنّة محمد رسول الله الحقّ وراء ظهورهم، وأعوذُ بالله أن أستمسك بالسُّنة النّبويّة وأذر القرآن وراء ظهري، ولكني الإمام المهديّ أحكمُ بكتاب الله القرآن العظيم فإذا لم أجد فمن السُّنة النّبويّة الحقّ التي لا تُخالف للآيات البيّنات في كتاب الله ولكنّكم تحكمون بما خالف للآيات البيّنات في كتاب الله: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جلدة وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)} صدق الله العظيم [النور].
فجعلتم الزنى نوعين اثنين، الزاني المُتزوج والزاني الأعزب! ولكن الزنى واحد وهو الذين يتماسّون من غير سنة الزواج في كتاب الله وسنة رسوله سواء متزوج أم أعزب فلم يعذر الله العُزاب بالاعتداء على أعراض الناس، أفلا تخبروني لو أنكم ألقيتم القبض على زانٍ مُغترب في مكان بعيد عن زوجته فهل تجلدونه أم تحكمون عليه بالرجم؟ أفلا تتقون؟
ويا عُلماء الأمة، الذين يقتلون أنفساً بُحجة الزنى إن جريمتكم عند الله وكأنما قتلتم الناس جميعاً، فمن ينجيكم من عذاب الله؟ فكيف أنّ الله فصّل لكم في مُحكم كتابه ما هو أدنى وأبسط الأمور ثم لا يُفصِّل الله لكم حُكم الزنى حتى لا تضلوا عن سواء السبيل فتقتلون أنفساً حرّم الله عليكم قتلها بغير الحقّ. وأما حُجتكم أنّ الزاني المُتزوج يختلف عن الزاني الأعزب فكيف يأمركم الله أن تجلدوا المُتزوجة من الإماء بنصف ما على المُحصنة الحُرة إلا لكي لا تكون لكم حُجّة على الله، إن ضللتم فلحكمتم بغير ما أنزل الله، وأراد الله أن تعلموا أنّ المائة جلدة للزناة بشكل عام المُتزوج الحُر والمُتزوجة الحُرة، وأفتاكم الله أن تجلدوا الأمَة المُتزوجة بنصف ما على الأمَة المُتزوجة الحُرة لكي تعلموا علم اليقين إنَّ حكم الزنى مائة جلدة للأحرار وخمسين للعبيد، وأفتاكم الله بذلك في محكم كتب الله في قول الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ}صدق الله العظيم [النساء:25].
ومن ثم تعلمون ما هو العذاب للمُتزوجة الحُرة إنهُ كذلك مائة جلدة، فكيف تستطيعون أن تُنَصِّفوا الرجم إن كنتم صادقين؟ وإن قُلتم: "بل يقصد الله المُحصنة المُسلمة العزباء التي لا زوج لها التي حكم الله عليها إن زنت بمائة جلدة ثم أمرنا الله أن نجلد الأمة المُتزوجة بنصف ما عليها خمسين جلدة ". ثم يُرد عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني: ألستم من قال إنه لا يستوي حُكم الزناة المتزوجين من الزُناة العُزاب فكيف تحصرون المائة الجلدة على الزانية العزباء ثم تجلدون الأمَة الزانية المُتزوجة بنصف ما على التي لا زوج لها؟ أفلا تعقلون؟
ويا أُمّة الإسلام، لو إن لأحدكم امرأتين إحداهن حُرّة والأخرى أمَة ومن ثم أتين فاحشة الزنى - ولا قدر الله - ثم يحكم على الحرة برجم بالحجارة حتى الموت بينما الأخرى ليس إلا خمسين جلدة نصف حدّ الزنى! ولم تجدوا الله حكم على الأمَة المُتزوجة إلا بنصف حدّ الزنى وهي مُتزوجه فكيف يحكم على أمته الحُرة بالرجم بالحجارة حتى الموت؟ أليس هن جميعهن إماء الله؟ وإن الفرق لعظيم بين خمسين جلدة ورجماً بالحجارة حتى الموت، وأقسمُ بالله ربّ العالمين لا يطمئن لهذا الحُكم الباطل برجم بالحجارة حتى الموت إنسان عاقل، أفلا تتفكرون؟ فتقولون: "يا سُبحان الله العظيم وما كان الله ظالماً! فكيف يحكم على إحداهن رجماً بالحجارة بينما الأخرى لم يحكم عليها إلا بخمسين جلدة نصف حدّ الزنى؟". ثم يقول الإمام المهدي: سُبحان الله العظيم ولا يظلمُ ربك أحدا؛ بل حكم على الزانية الحرّة المُتزوجة بمائة جلدة وحكم على الأمَة المتزوجة بنصف ما على المُحصنة الحُرة خمسين جلدة وجعل الله هذا الحُكم في مُحكم كتابه في قول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [النساء:25].
ولربّما يودّ عالم آخر أن يقاطعني فيقول أفلا ترى إن الله قال: "{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ} إذاً ذلك هو المقصود بالمحصنات". ثم نرد عليه ونقول: وما تراه يقصد بذكر المحصنات في هذه الآية؟ ثم يجيبني فيقول: "شيء معروف إنه يقصد المُحصنات لفروجهن كما يتوصانا الله ورسوله بالزواج منهن". ثم نرد عليه: وهل ترى عليها حداً جزاءً لعفتها ثم تجلد الأمَة بنصف ما عليها! أفلا تتقون الله؟ فلم أجد في الكتاب لكلمة المُحصنات غير معنيين اثنين وهن: المُحصنات لفروجهن والمُتزوجات، إذاً هو يقصد المُحصنة لفرجها ذات الدين فاظفر بذات الدين تربت يداك.
ولربما يأتينا آخر بروايةٍ كاذبةٍ عن عمر فيقول: "إنه قال: إني أخشى عليكم من قوم يأتون فينكرون الرجم بحجة أنه لا يوجد في كتاب الله، ألا وإنها كانت في كتاب الله آية قرأناها وعقلناها {الشيخ والشيخة فارجموهما نكالا البته}". قاتلكم الله أنّا تؤفكون؛ بل موجود حدّ المتزوجين والأحرار والإماء والعبيد في محكم الكتاب ولكنكم قومٌ تفترون، فإن استطاع علماء الأمّة أن يثبتوا أنّ ناصر محمد اليماني على ضلال في نفي حدّ الرجم فكفى به بُرهاناً على ضلال ناصر محمد اليماني ثم لا يتراجع أنصاره عن اتباعه جميعاً، وإن هيمن ناصر محمد اليماني بنفي حدّ الرجم وأثبت أن علماء الأمّة هم الذين على ضلالٍ فلكُل دعوى بُرهان.
ويا أيها المارّ لا تمرّ على طاولة الحوار المرور الأعمى فمن جاءنا أعمى يبحث عن الحقّ جعلنا له بصراً حديداً بإذن الله، ذلك للذين يتقون الله فيتدبرون من قبل أن يحكموا يجعل الله لهم نوراً ومن لم يجعل الله لهُ نوراً فما له من نور، فهل تستوي الظُلمات والنور أيها المارّ من هُنا فإلى أين؟ فهل بعد الحق إلا الضلال؟ وأما فتواك إنّه لا حجة لله عليك إلا بظهوري فإنك لمن الخاطئين فلم يجعل الله الحجّة على الناس المهديّ المنتظَر بل بما يُحاجُّهم به المهديّ المنتظَر البيان الحقّ للذكر حُجة الله ورسوله والمهديّ المنتظَر القرآن العظيم ذكر العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
أخوك؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ