الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 11 - 1430 هـ
13 - 11 - 2009 مـ
02:52 صبـاحـاً
ـــــــــــــــــــــــ
السُنّة هي بيانٌ لبعض آيات الكتاب ويتوارثها الناس عَمليّاً ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخي الكريم حبيب قلبي (أبو محمد الكعبي)، بارك الله فيك وثبّتك وجميع الأنصار السابقين الأخيار على الصِّراط المستقيم، وبالنسبة للحديث الحقّ: [إني تاركٌ فيكم ما إن تَمسَّكتم به لا تضِلّون بعدي أبداً: كتاب الله وسُنّتي].
ألا وإن السُنّة هي بيانٌ لبعض آيات الكتاب ويتوارثها الناس عَمَليّاً لأنّ بيانها يكون عَمليّاً للناس جميعاً، ألا والله لو التزموا بأمر محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بعدم كتابة الأحاديث لما استطاع شياطين البشر أن يُضلّوهم شيئاً لأنّ السُنّة سوف يتوارثونها عَمليّاً فيصبح معروفاً لدى المسلمين كيف يُصَلّون، كيف يُزكّون، وكيف يصومون، وكيف يحجّون، فيتوارثون ذلك عَمليّاً بالتطبيق من جيلٍ إلى جيلٍ بالوراثة العَمليّة، ولكنهم حين خالفوا أمر رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فكتبوا الأحاديث من بعد وفاة الرسول - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بسنين كثيرةٍ ومن ثمّ حانت الفرصة لأعداء الله فيما كانوا يُبيِّتون من الأحاديث لِيصدّوا الناس عن الصراط المستقيم بأحاديثَ لم يقُلها محمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حتى أخرجوهم عن السُّنة العَمليَّة إلى السُّنة المقروءة فاتَّبع علماءُ الأُمَّة السُّنةَ المُحرَّفةَ وهم لا يعلمون فضَلّوا وأضَلّوا إلّا من رحم ربي.
وبالنسبة لِنَهي محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن كتابة أحاديث السُنّة فالسبب لأنّ الله علَّمه أنه توجد طائفةٌ يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر يُبيِّتون أحاديثَ عن النّبيّ غير التي يقولها النّبيّ عليه الصلاة والسلام وآله يريدون أن يُضِلّوا المسلمين ضلالاً بعيداً عن طريق أحاديث السُنّة النَّبويَّة وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ} صدق الله العظيم [النساء:81].
ولذلك أراد محمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يُجنِّب المسلمين من فتنة شياطين البشر الذين يُظهِرون الإيمان ويُبطِنون الكفر ولذلك أمر المسلمين بعدم كتابة الأحاديث وبهذا يضمن أنّ شياطين البشر لا ولن يستطيعوا فتنتهم عن طريق الأحاديث المُفتراة في السُنّة النَّبويَّة فجعل السُنّة هي التطبيق العمليّ يتوارثه المسلمون من جيلٍ إلى جيل والقرآن محفوظٌ من التحريف، ولكنّهم خالفوا أمر الله ورسوله وكتبوا الأحاديث ثمّ تسَنَّتْ الفرصة لشياطين البشر بوضع الأحاديث التي كانوا يُبيِّتونها من قبل، ثمّ رَدّوا المسلمين من بعد إيمانهم كافرين.
وها أنتم ترون أنّ ناصر محمد اليمانيّ كم ينادي الليل والنهار عبر جهاز الأخبار: "يا معشر البشر اتّبعوا الذِّكر المحفوظ من التحريف رسالة الله إلى الناس كافةً"، فإذا أوّل من يتصدَّى للمهديّ المنتظَر هم المسلمون وقالوا: "بل أنت كذّابٌ أشِرٌ ولستَ المهديّ المنتظَر، فكيف تأمرنا أن نتّبع الذِّكر ونترك سُنّة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟". ثُمّ ردّ عليهم المهديّ المنتظَر وقال: أعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل أنا المهديّ المنتظَر مُستمسكٌ بكتاب الله و بسُنّة رسوله الحقّ، وإنما أكفر بما خالف لمُحكم القرآن في السُنّة النَّبويَّة حسب فتوى الله في مُحكم كتابه أنّ ما خالف لمُحكم القرآن من أحاديث السُنّة فإنّ ذلك الحديث من عند غير الله أيْ: من عند الشيطان الرجيم، وذلك لأنّ القرآن وسُنّة البيان هما جميعاً من الرحمن ولا ينبغي لسُنّة البيان أن تُخالف لمُحكم القرآن، ألا وإنّ في القرآن الفرقان بين الحقّ والباطل ولكن علماء الأُمَّة إلى حدّ السّاعة لصدور ردّي هذا وهم لا يزالون مُعرضين عن دعوة المهديّ المنتظَر إلى الاحتكام إلى كتاب الله، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنهم يعلمون أنّي سوف أُخالفهم في كثيرٍ ممّا هم عليه ولذلك لم تُعجبهم دعوة المهديّ المنتظَر إلى اتّباع الذِّكر والاحتكام إليه! أفلا يعلمون أنّي مُكلَّفٌ ببيان القرآن كما كان يُبيِّنه محمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - للناس؟ فأُعيدُ المسلمين إلى منهاج النبوّة الأولى كما لو كان المسلمون في عصر محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وإنا لصادقون.
وأنا المهديّ المنتظَر أؤمن بالقرآن وبسُنّة البيان وآتيكم بالبرهان لسُنّة البيان من ذات القرآن، ألا والله الذي لا إله غيره لو استجاب علماء الأُمَّة لدعوة الاحتكام إلى الكتاب لوجدوا العجب العُجاب بالحقِّ وكأنّ القرآن تنزّل اليوم عليهم لأنّهم فهموه وعقلوه وعلِموه ولكن أكثر الناس لا يشكرون.
فيا أُمّة المهديّ المنتظَر في عصره وقدَره المقدور في الكتاب المسطور لقد منَّ الله عليكم أن بعث المهديّ المنتظَر في جيلكم في هذه الأُمّة أفلا تكونوا من الشاكرين؟
ويا أُمّة الإسلام كيف إن المهديّ المنتظَر يُفتيكم أنه لا يجوز لكم أن تُفتوا بالاجتهاد بغير علمٍ ثُمّ يفتري هو على الله ويقول إنّه المهديّ المنتظَر؟ ما لم يكن هو حقاً المهديّ المُنتظَر إذا وجدتم أنّ الله قد أيَّده بسلطان العلم فكيف تجتمع النور والظلمات يا قوم أفلا تعقلون؟
ألا والله إن الإنترنت نعمةٌ من الله كُبرى، فدعوة المهديّ المُنتظَر وحُجّته مكتوبةٌ تُقرأ الليل والنهار خيرٌ من أن أُلقِي إليكم البيان فيسمعه من سمعه ويذهب سُدىً؛ بل بيانٌ محفوظٌ يُقرأ الليل والنهار من جميع الأقطار، وبرغم أنه وفد إلينا آلافٌ من البشر فاطّلَعوا ولا يزالون يطّلعون على البيان الحقّ للذِّكر في موقع المهديّ المنتظَر فيُبلّغون به بعضهم بعضاً ولكن للأسف لم يوقنوا أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو حقاً المهديّ المنتظَر! بمعنى أنهم لم يُصدِّقوا ولم يُكذِّبوا فلا يزال الكثير في رَيبهم يتردَّدون هل هذا هو حقاً المهديّ المنتظَر أم إنه كذّابٌ أشر؟ ولكن المهديّ المنتظَر سوف يقول لكم في أنفسكم قولاً بليغاً:
يا أحبابي في حُبّ الله يا جميع المسلمين والمسلمات: إنني والله أُحبّكم في الله وذليلٌ عليكم فلا تخشوا قسوتي في بعض البيانات إنّما أريد أن أزجركم من الظلمات إلى النور، وأما القول البليغ هو أن تختلوا بأنفسكم مع ربّكم وحده لا شريك له فتُناجون الله في مكانٍ لا يسمع مُناجاتكم سواه ثُمّ تتضرَّعوا إلى الله فتقولوا:
(اللهم إنك أنت الحقّ ووعدك الحقّ فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم إنك تعلم وعبادك لا يعلمون ولا علم لنا إلّا ما علَّمتنا إنك أنت العزيز الحكيم، اللهم إن كنت تعلم أنّ المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليمانيّ فلا تجعله حسرةً على عبدك (أو أَمَتك)، فأندم أني لم أكن من أتباعه وأنصاره السابقين الأخيار، اللهم فبصِّرني ببيانه للكتاب حتى أعلم أنه ينطق بالحقِّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، اللهم إن كان يدعو إلى الحقِّ والحقُّ هو معه اللهم فاهدِ قلبي إلى اتّباع الحقّ بحقّ القول الحقّ لا إله إلّا الله مُحمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم).
ثُمّ يستمرّ بالتضرّع حتى يخشع قلبه وتسيل عيناه من الدمع فيشعر في نفسه حُبّاً عظيماً لناصر محمد اليمانيّ، وتلك علامة التقوى للإمام ناصر محمد اليمانيّ أنه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـٰنُ وُدًّا ﴿٩٦﴾ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا ﴿٩٧﴾} صدق الله العظيم [مريم].
وقد رأيت أخي عبد الله ابن عبد العزيز ينصحكم من الحسد، وصدق الرجل فإن بعض الباحثين عن الحقّ ما بحث عن المهديّ المُنتظَر إلّا لأنه يظنّ أنه لربما هو المهديّ المنتظَر حتى إذا عثر على الحقّ فقد ينزغه الشيطان بحسدٍ في نفسه فلا يريد أن يتبيّن له أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر ويتمنى أن لا يكون ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ المنتظَر لكي يستمرّ الأمل عنده أنه هو المهديّ المنتظَر. ويا سبحان الله فهل تعبدون منصب المهديّ المنتظَر أم تعبدون الله يا معشر الباحثين عن الحقّ! ألا ليتني جنديٌّ مجهولٌ في سبيل ربّي فلا يهمّني شأن منصب المهديّ المنتظَر، ويا قوم فما تريدون بالزينة والملك؟ ألا والله لو تعلمون المتعة في حُبّ الله والتنافس على قُربه وحبّه لنبذتم ملكوت الدنيا والآخرة وراء ظهوركم ولن ترضوا بغير حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه بديلاً أبداً.
ويا معشر المسلمين: هل تريدون أن يحبَّكم الله؟ فكونوا طيّبين تعفون عمّن ظلمكم، وتُعطون من أعطاكم وتُعطون من حرمكم، وتدرأون السيّئة بالحسنة تكونون حقاً عظماءَ في نظر البشر، ثُمّ يَشهد اللهُ لكم الخالق العظيم أنّكم لعلى خُلقٍ عظيمٍ، وتلك أخلاق الأنبياء والمقرَّبين من عباد الله أولئك هم عباد الرحمن الذين لا يستكبرون ويمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.
فلتكن حياتكم من أجل الله، ألا والله إنّ الذين لا يعيشون من أجل الله إنهم لم يعرفوا الله ولم يُقدِّروه حقّ قدره، وما تريدون بهذه الحياة ومتاعها؟ فاتّبعوني تستمتعوا بالنعيم الأعظم من نعيم ملكوت الدنيا والأعظم من ملكوت الجنّة التي عرضها السماوات والأرض والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ لو يحبُّكم الله ولن يحبَّكم الله حتى تتبعوا دعوة الحقّ من ربّكم فتعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد فتذروا تعظيم عباده فتُشمّروا لتنافسوا المهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمرسلين في حُبّ الله وقُربه بالمسارعة في الخيرات فتكونوا لله خاشعين، فما أجمل الحسد في المسارعة في الخيرات فيشعر الحاسد بالحسد الجميل حين يرى أخاه الذي لديه المال يُسارع بالخيرات في التقرّب إلى ربّه ثُمّ يبكي فيقول:
(يا ربّ إنك تعلم أني لا أحسد الناس على الدُنيا ولكنّي أحسد الناس فيك على التقرّب إليك بحلال أموالهم، اللهم فافتح علينا أبواب فضلك ورحمتك وثبِّتني على التنافس في حُبّك وقُربك فأنت ربّي وأنا عبدك أعبد حُبّك وقُربك حتى ترضى، ألا وإن النعيم الأعظم هو في رضوانك وفي حبّك وقُربك، فكم أنت جميلٌ يا إلهي فما أجمل صفاتك يا أرحم الراحمين).
ويا أيّها الناس: اتقوا ربّكم فاعبدوه وذروا تعظيم عباده جميعاً من حملة العرش الثمانية إلى البعوضة، جميع عباد الله ما يَدبُّ أو يطير فإنّهم عبيدٌ لله أمثالكم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وإنما الرُّسل والأنبياء عبيدٌ لله أمثالكم لا يتفوَّقون عليكم بمثقال ذرةٍ من الحقّ في ذات الله؛ بل هو ربّكم جميعاً، ولكن مشكلة البشر حين يرون الله يكرّم أحد البشر فبدل أن يُنافسوه لكي ينالوا التكريم من ربّهم مثله فإنهم يتّخذون الطريق المعوجّ فيعمدون إلى هذا العبد الذي كرّمه الله فيتمسّحون بقبره و يتوسّلون به قربةً إلى ربّهم ليشفع لهم عنده فضلّوا عن سواء السبيل.
ويا أيّها الناس إني المهديّ المنتظَر لا أقول لكم: إنّ ربّي الله هو لي وحدي حصريّاً فلا ينبغي لكم أن تنافسوني في حُبّ الله وقُربه. ألا والله لو أُفتيكم بذلك لما أغنَى عنّي مَن في السماوات والأرض مِن الله شيئاً فأكون من المعذَّبين وأعوذُ بالله أن أقول ما ليس لي بحقّ؛ بل اعبدوا الله ربّي وربّكم، وأُشهدُ الله وجعلني عليكم شهيداً ما دمت فيكم فاشهدوا على دعوتي بالحقِّ، وإنما أنا بشرٌ مثلكم ولي في الله ما لكم وشأن المهديّ المنتظَر كشأن الأنبياء والمرسلين وليس نبيّاً ولا رسولاً ولكن الله كرّمه تكريماً فجعل من الرُسل له وزراءَ وإنّ هذا لهو التكريم العظيم ولن يزيدني إلّا ذُلاً بين يدي الله، وأدعوكم إلى عبادة الله كما ينبغي أن يُعبد فانطلقوا وراء المهديّ المنتظَر نحو الله، فليحاول أحدكم أن يَجُرَّ المهديّ المُنتظَر بقميصه من دُبرٍ ليسبقَه إلى الله إن استطاع بالمسارعة بالخيرات والتعبّد في حُبّ الله وقُربه فيعبد الله وحده لا شريك له فلا يُعظِّم المهديّ المُنتظَر فيُفضِّله على الله.
ولربّما يودّ أحدكم أن يقاطعني: "وكيف أن نُفضِّل المهديّ المنتظَر على الله! ونعوذ بالله من ذلك". ومن ثُمّ أردّ عليكم بالحقِّ وأقول: إنكم حين تُفضِّلون المهديَّ المنتظَر أن يكون هو أحبّ إلى الله منكم فقد فضَّلتم المهديَّ المنتظَر على الله! ثُمّ لا يُغني عنكم المهديّ المنتظَر من الله شيئاً. يا أيّها الأنصار السابقين الأخيار استجيبوا لله ليحيي قلوبكم فاستجيبوا لأمر الله في مُحكم كتابه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٢١﴾} [البقرة]، و {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].
وإنما الأنبياء والمرسلين عبادٌ أمثالكم لهم في الله ما لكم فنافسوهم في حُبّ الله وقُربه، أفلا ترون إنهم يتنافسون على حُبّ الله وقُربه ولم يُفضِّلوا بعضهم بعضاً لأنهم يعلمون أنه لا يجوز لهم أن يُفضِّلوا بعضهم بعضاً إلى الله؛ بل يتنافسون أيّهم أقرب إلى الربّ، فإن فضَّلتَ أحداً سواك فإنك لمن المشركين، فانظروا هل فضَّل بعضهم بعضاً؟ والتفضيل بيد الله وليس بأيدي البشر وما عليهم إلّا أن يتنافسوا على حُبّ الله وقُربه أيّهم أقرب تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ ۖ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ ۚ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴿٢٥٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وقال الله تعالى: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿٥٤﴾ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
إذاً يا قوم، إنّ أمر التنافس في حُبّ الله وقُربه لم يجعله الله حصريّاً على الأنبياء والمرسلين، فلا تشركوا بالله إني لكم لمن الناصحين فاتّبعوا الأنبياء والمرسلين فتَنافسوا جميعاً عباد الله إلى الله أيُّكم أحبّ وأقرب، فلا تجعلوا الله حصرياً لرُسلِه ليتنافسوا عليه وحدهم أيّهم أقرب، أفلا ترون فتوى الله في شأن الأنبياء والمرسلين: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [الإسراء:57]، تنفيذاً لأمر الله في مُحكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة:35] صدق الله العظيم؟
اللهم قد بلَّغت، اللهم فاشهد.. فاشهدوا بالحقِّ يا معشر الأنصار السابقين الأخيار أنّ المهديّ المنتظَر قد بلَّغ الأمانة فحطَّم الحاجز الذي افتراه المُعَظِّمون لعبادِ الله المُبالِغون ونسوا التعظيم لربّهم فضلّوا عن سواء السبيل.
يا أيّها الناس قدِّروا ربّكم حقّ قدْره إن كنتم إياه تعبدون، فلا تلوموني يا معشر الأنصار وكافة الزوار حين تجدوني أجيبكم فأزيدكم علماً بل ُأكرِّر عليكم التذكير في حقّ العبوديّة للربّ سبحانه فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_________________