الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 10 - 1434 هـ
17 - 08 - 2013 مـ
04:57 صبـاحاً
ـــــــــــــــــــــــ
أسرع تعويضٍ للدم الرطبُ الْجَنِي ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الأطهار وجميع أنصارهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..
ويا أيّها الأنصاري السائل عادل المحترم، بالنسبة لتساقط التّمر على مريم لتعويض الدّم من بعد الولادة إنّما كان بمعجزةٍ لكونها كانت مُسندةً ظهرها إلى جذع النّخلة، حتى إذا ولدت المسيحَ عيسى ابن مريم -عليه وعلى أمّه الصلاة والسلام- فمن ثمّ ناداها وليدُها الطفل المسيح عيسى ابن مريم، وقال الله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا(25)} صدق الله العظيم [مريم].
فمن ثمّ هزّت بيدها الجذع المتين لكونها نظرت بين أرجلِها فرأت طفلها صار في مهدٍ له بقدرةٍ ربّه، وعلمت ما دام قد تكلّم الطفل بقدرة الله فتلك معجزة كما خلقه من قبل بكن فيكون من غير أبٍ، فكذلك أيقنت أنّ الذي أنطق الطفل وهو في المهد صبياً لقادرٌ أن يجعل جذع النّخلة المتين يهتزّ، وكانت مسندةً ظهرها إلى جذع النّخلة وبعد أن نطق الطفل وأفتاها أن تهزّ جذع النّخلة فمن ثمّ جعلت يدها وراءها على جذع النّخلة فحرّكت يدها فحدثت المعجزة فهزّت لترى المعجزة، فإذا بجذع النّخلة يهتزّ واهتزّت النّخلة بكامل سعفها فتناثر عليها من التّمر ما كان ناضجاً رطباً جنياً.
وأمّا سؤالك الذي تقول فيه مَنْ المُنادي في قول الله تعالى: {فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}؟ فالمُنادي هو الطفل المسيح عيسى ابن مريم ولدته أمُّه فجعل الله بقدرته كن فيكون مهداً سرياً له وجعله كمثل مهد الأطفال في ذلك الزمان، ولم يخرج من رحم أمِّة على التراب كونه سوف يمرغه التراب وهو مبللٌ؛ بل جعل الله له بقدرته مهداً فخرج من رحم أمّه إلى المهد مباشرةً، وجاءت به قومَها تحمله في ذلك المهد حتى وضعته بين أيديهم، وقال الله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا ﴿٢٧﴾يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴿٢٨﴾} [مريم].
ولكنّ مريم عليها الصلاة والسلام التزمت بأمر طفلها مسبقاً أن لا تُكلِّم النّاس لإثبات براءتها لكونه مكلّفٌ من الله أن يثبت براءتها فينطق في المهد صبيّاً، ولذلك لم تكلم مريم قومها بل أشارت إلى طفلها أن يسألوه: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ﴿٢٩﴾قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴿٣٠﴾وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴿٣١﴾وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [مريم].
وسبق شرحُ ذلك في بيانٍ من قبل وزدنا في هذا البيان نقاطاً سأل عنها أخونا عادل.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
____________