( ردود الإمام على العضو الضارب )
- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 07 - 1429 هـ
16 - 07 - 2008 مـ
11:43 مساءً
ـــــــــــــــــ
ويا أخي الضارب إنك تحاجّني بالأخطاء اللغوية وذلك من معجزات التصديق ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه أستعين وأتلقّى منه التفهيم للبيان الحقّ للقرآن العظيم، وإذا لم آتِكم بسلطان العلم للبيان من نفس القرآن فإنّ ذلك ليس وحيٌ من الرحمن بل وسوسة شيطان إذا لم يُصدِّقه البرهان من القرآن، وصلى الله على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله النبيّ الأميّ وآله الأطهار، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين ولا أفرِّقُ بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، وبعد..
ويا أخي الضارب إنك تحاجّني بالأخطاء اللغويّة وذلك من معجزات التصديق، وأضرب لك على ذلك مثلاً في محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قول الله تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت:٤٨].
فأصبحت الأميّة برهاناً للنبيّ الأميّ لدى علماء اليهود فعرفوا أنّه رسولٌ من ربّ العالمين؛ إذ كيف يأتي بهذا القرآن العظيم الذي يُعْلِمهم بحقائق ما في التّوراة والإنجيل ويبيّن لهم الحقّ فيما كانوا فيه يختلفون برغم أنّه أمّيٌّ لا يقرأ قبله من كتابٍ؛ لا كتاب التّوراة ولا الإنجيل، ومن ثم يبيّن كثيراً مما كانوا فيه يختلفون. فتبيّن لهم أنّه حقاً تلقّى القرآن من لدن حكيمٍ عليمٍ، فعرفوا أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم هو حقاً رسولٌ من ربّ العالمين كما يعرفون أبناءهم، ثم أنكر المُبطلون منهم فأنكروا الحقّ من بعد ما تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربِّهم فأعرضوا عن الحقّ كفاراً حسداً من عند أنفسهم، ولذلك قال: {إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} [العنكبوت:48].
وذلك لأنهم يشكّون بأنّ محمداً رسول الله هو الحقّ من ربِّهم لأنّه أميٌّ لم يقرأ في التوراة ولا الإنجيل، فكيف يستطيع أن يأتي بهذا القرآن الذي يصدّقُ ما بين أيديهم من التوراة والإنجيل ويبيّن لهم كثيراً مما كانوا فيه يختلفون! ولأنه أميٌ علموا أنه لا ينبغي لأميٍّ أن يأتي بهذا القرآن العظيم وعلموا أنّ القرآن حقًا تلقّاه من لدُن حكيمٍ عليمٍ في أول الدعوة المحمديّة؛ بل كان يقينهم بأنّه رسولٌ من ربّ العالمين أشدّ من يقين محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بادئ الأمر، وقال الله تعالى: {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚلَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [يونس].
وكذلك المهديّ المنتظَر الذي يوحي إليه الله بالبيان الحقّ من القرآن فيأتي بسلطان البيان من نفس القرآن فيُلجم علماء الأمّة بالحقّ مع أنّ جميع علماء المسلمين لا يخطئون في الإملاء والنحو والتجويد والغُنّة والقلقة؛ إذاً فكيف استطاع ناصر محمد اليماني أن يأتي بالبيان الحقّ للقرآن فيُلجِم جميع من حاوره من القرآن من علماء الأمّة! فلا يحاوره أحدٌ من علماء الأمّة إلا غلبه ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن مع أن جميع علماء الأمّة أعلم من ناصر محمد اليماني بالنحو والإملاء والتجويد والغنّة والقلقة ثم يغلبهم ناصر محمد اليماني بالبيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن، فكيف استطاع ناصر محمد اليماني أن يعلم البيان الحقّ للقرآن؟ ومن ثمّ تعلمون بأنّ ناصر محمد اليماني حقًا تلقّى البيان الحقّ للقرآن بوحي التّفهيم من ربّ العالمين، فأصبح جهلي في النحو والإملاء هو معجزة للتصديق وحُجّة لي وليست عليَّ أيها الضارب المحترم.
ولم يأتِ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ليُعلِّمكم قواعد النحو والإملاء فأنتم أعلم مني بذلك، ولكني أعلِّمكم البيان الحقّ للقرآن فلا أُخطِئ في البيان الحقّ شيئاً، وإن رأيتم بأنّ ناصرَ محمد اليماني يخطئ في بيانه للقرآن فقد جعل الله لكم علينا سلطاناً، وأما إذا غلبتُ علماء الأمّة بالبيان الحقّ للقرآن فقد جعل الله ذلك سلطان الحقّ عليكم، ولم يجعل الله سلطان الحُكم بيننا هو أن لا أخطِئ في الإملاء؛ بل السلطان بيني وبينكم هو أن لا أخطئ في البيان الحقّ للقرآن. فأصبح جهلي في النحو والإملاء هو معجزة البيان الحقّ للقرآن؛ إذ كيف أستطيع أن آتيكم بالبيان الحقّ للقرآن وأُخرس ألسنة جميع العلماء بالحقّ ما لم أكن حقًا تلقّيتُ البيان من الرحمن بوحي التّفهيم بالحقّ من ربّ العالمين ولم آتِكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل آتيكم بالبيان الحقّ من نفس القرآن ولا أستمسك بالقرآن وحده بل وبالسُّنة المحمديّة، ولسوف أقدم لكم البرهان بأني حقاً مستمسكٌ بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ إلا ما خالف منها لمحكم القرآن العظيم تصديقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ما تشابه مع القرآن فهو مني] صدق عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار.
ولربّما يأتي بعض علماء الأمّة فيطعن في هذا الحديث فيقول إنّه موضوع أو يُضَعِّفه، ومن ثم نحتكم إلى القرآن فإن وجدنا آياتٍ محكماتٍ في القرآن العظيم جاءت مصدِّقة لهذا الحديث النبويّ الذي جعل القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث فقد تبيَّن لنا بأن هذا الحديث النبويّ حقاَ نطق به الذي لا ينطق عن الهوى، ولكن إذا وجدنا هذا الحديث جاء مخالفاً لآيةٍ محكمةٍ في القرآن العظيم فقد تبيّن لنا بأن هذا الحديث النبويّ من عند غير الله ورسوله.
وعليك أن تعلم أيها الضارب بأنّ الله أغناني عن البحث عن الثقاة من رواة الحديث ومصادره؛ بل مجرد ما أعثر عليه أنه روي عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن ثم أسنده مباشرةً إلى القرآن العظيم، فإن جاء الحديث موافقاً لآيةٍ محكمةٍ في القرآن العظيم فقد علمت أنّه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن جاء مخالفاً لإحدى آيات القرآن المحكمات فقد علمت بأنّ هذا الحديث النبويّ السُّني من عند غير الله ورسوله وذلك تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ما تشابه مع القرآن فهو مني].
بمعنى أنّ أيّ حديثٍ نبويٍّ جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فهو ليس من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأما إذا جاء الحديث لا يخالف القرآن ولم يكن له برهانٌ في القرآن فأتبع ما اطمأنَّ إليه قلبي وصدَّقه عقلي كمثل حديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: [لولا أخاف أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا لا يخالف القرآن ولذلك أصدِّقه لأنه يصدقه العقل والمنطق ولو لم يكن له برهان في القرآن فهو حقّ وهو من أحاديث الحكمة وذلك لأن الله يُعلّم رسله الكتاب والحكمة. تصديقاً لقول الله تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١٢٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
إذاً حديث السواك من أحاديث الحكمة التي علَّمها الله لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجميع أحاديث الحكمة تجدونها يُصدِّقها العقل والمنطق ويطمئن إليها القلب ولسوف آتيكم بالحكم الحقّ من كتاب الله وسنّة رسوله فأثبت العقيدة الحقّ في السنّة النبويّة الحقّ أنها من عند الله بمعنى أنه ما جاء من الأحاديث النّبويّة مخالفاً لمحكم القرآن فإنه من عند غير الله.
إذاً فقد أمرنا محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن نجعل القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث فإن رجعنا للقرآن لكشف صحة الحديث المروي عن النبيّ فجاء مخالفاً لمحكم القرآن فإنه ليس عن النبيّ عليه الصلاة والسلام، وذلك لأنّه قال: [ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ بمعنى أنّه ما خالف القرآن فإنه ليس منه عليه الصلاة والسلام، وصدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإليك سند هذا الحديث الحقّ مباشرةً من محكم القرآن العظيم فآتيكم بسنده مباشرةً من القرآن العظيم، وإنا لصادقون. وذلك لأنّ هذا الحديث جعل القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث وهذا الحديث هو من الأحاديث الأمّ في السُّنة النّبويّة ومن القواعد الرئيسيّة لتبيان الحقّ، وكذلك الحديث الآخر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه] صدق عليه الصلاة والسلام، وهذا الحديث أقسمُ بربّ العالمين بأنه قد نطق به محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، ولم يجعل الله الحُجّة لي عليكم في القسم ولا في الحلم ولا في الاسم؛ بل في العلم والسلطان المبين من القرآن العظيم ولسوف آتيكم بالبرهان الحقّ لهذه الأحاديث الحقّ من الأحاديث الأميّة في السنّة المحمديّة.
وتعال أيها الضارب وجميع الباحثين عن الحقّ وجميع علماء الأمّة لننظر سوياً لهذين الحديثين من أمّهات السُّنة المحمديّة هل هما الحق نطق بهما الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام؟ وسوف أستنبط لكم سنَدَهُنّ مُباشرةً من محكم القرآن العظيم ونبحث أولاً في صحة الحديث الأول: [ما تشابه مع القرآن فهو مني] صدق عليه الصلاة والسلام. والمطلوب من علماء الأمّة تدبر ما جاء في هذا الحديث أولاً من قبل تطبيقه على المحكم في القرآن العظيم.
ويا أولي الألباب إنّ هذا الحديث: [ما تشابه مع القرآن فهو مني] والمستفاد من هذا الحديث الحقّ هو ما يلي:
1 - الفتوى من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم بأنّ أحاديث السُّنة النبويّة ليست محفوظةً من التحريف والتزوير على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
2 - يفتيكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنّ القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث نظراً لأنّه محفوظ من التحريف تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر].
وكذلك الحديث الحقّ من الأمهات الأساسيات لحقيقة المنهج للسُّنة النبويّة الحقّ قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتعالوا لننظر سوياً في محكم القرآن العظيم فأستنبط لكم البرهان المبين لصحة هذين الحديثين من أمهات الأحاديث في السنّة النّبويّة الحقّ، وإياكم يا معشر علماء الأمّة وجميع الباحثين عن الحقّ أن تتّبعوا ناصر محمد اليماني فتصدقوا بأنّه المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم ما لم يخرس ألسنة الممترين المكذبين بهذين الحديثين النّبويين الأمّ في السُّنة المحمديّة الحقّ، فلا تقبلوا من ناصر اليماني بيان القرآن في أساسيات هذا الدين الإسلامي الحنيف ما لم يأتِكم بالبيان الحقّ من آياتٍ هُنّ أمّ الكتاب وليس من المتشابهات التي لا يعلم بتأويلهن إلا الله ولا يزلن بحاجة للتأويل نظراً لعدم وضوحهن؛ بل لا تتبعوا ولا تصدقوا المدعو ناصر محمد اليماني ما لم يخرس ألسنتكم بالحقّ المبين من الآيات المحكمات هنّ أمّ الكتاب في تبيان أمر هذا الدين الإسلامي الحنيف، ولا تقولوا صدقتَ من قبل أن يتبيّن لكم أنه الحقّ من ربّكم، ولا تقولوا كذبتَ بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ، ولكن قولوا:
"سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين ونحن نعلم بأنّ المهديّ المنتظَر لا يأتي بكتابٍ جديدٍ ولا بدينٍ جديدٍ وذلك لأنه ليس نبياً ولا رسولاً بل يدعونا إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله فيعيدنا على منهاج النبوة الحقّ كما كان عليها محمد رسول الله ومن معه قلباً وقالباً. وحتى يستطيع المهديّ المنتظَر أن يجمع شمل المسلمين فيوحد صفّهم فلا بد أن يجعله الله قادراً على أن يحكم بين علماء المسلمين في جميع ما كانوا فيه يختلفون فيأتينا بالحكم المقنع لجميع الأطراف حتى لا يُنكر الحقّ إلا من أنكر وكفر بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
وبما أنّ هذين الحديثين هما من الأحاديث الأساسية التي اختلف عليها علماء الأمّة ويتطلب منك يا ناصر محمد اليماني إن كنت حقاً المهديّ المنتظَر من ربّ العالمين رحمةً لنا وفضلاً من الله فعليك أن تحكم بيننا في هذين الحديثين من أهم الأحاديث التي اختلف فيها علماء الأمّة وهما: [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه]، فاستشهدَ بذلك أهل السُّنة بأنّ السُّنة النبويّة جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم وخالفهم علماءٌ آخرون وتفرّق المسلمون إلى شيعٍ وأحزابٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، فتفرّق شمل المسلمين وفشلوا وذهبت ريحهم كما هو حالهم. وكذلك الحديث النّبويّ الآخر: [ما تشابه مع القرآن فهو مني]، ففي هذا الحديث مِنْ علماءِ السنة مَنْ طعن في صحته ووصفه بالضعيف أو الموضوع واستمسكوا بالسُّنة والثقاة في الرواة دون أن يجعلوا القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث؛ بل حسبهم ما وجدوا عليه السّلف الصالح في السُّنة النبويّة دون أن ينظروا هل لا يخالف القرآن في شيء؟ فبرغم إيمانهم بالقرآن قالوا بأنّ محمداً رسول الله الذي جاء بشرع السنة هو أعلم منهم بالقرآن ولذلك سوف يعتصمون بما جاء في السُّنة النبويّة الواردة عن الثقات في الروايات بشكلٍ عامٍ من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما الشيعة فقالوا حسبنا ما ورد عن العترة من آل البيت فهم أعلم بكتاب الله منا وحسبنا ما ورد إلينا من أئمة آل البيت فلا يأخذون ما ورد عن الصحابة الآخرين إلا ما وافق ما لديهم عن أئمة آل البيت ولم يجعلوا القرآن هو المرجع برغم أنهم بالقرآن مؤمنون ولكنهم قالوا بأنّ آل البيت هم أعلم بكتاب الله منهم ولذلك سوف يستمسكون بالروايات والأحاديث الواردة عن العترة من آل البيت وحسبهم ذلك.
وأمّا القرآنيِّون فقالوا حسبنا القرآن المحفوظ من التحريف ولا نعتمد إلا ما جاء في القرآن العظيم فهم لا يُصَلّون غير ثلاث فروضٍ من الصلوات، فإن كنت حقاً المهديّ المنتظَر من ربّ العالمين فلا بُدّ أن يؤيّدك الله بالبيان الحقّ للقرآن فهو الوحيد الذي اتفقنا في العقيدة بأنّ القرآن كتاب الله محفوظ من التحريف برغم أنّنا اتَّخذناه مهجوراً نظراً لأنّه لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا".
ومن ثم يرد عليكم المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني فأقول: جميعكم لستم على منهاج النبوة الحقّ وليس الحقّ أن تتّبعوا ما جاء في السُّنة النبويّة وحدها وتتخذوا هذا القرآن مهجوراً يا معشر أهل السُّنة، وذلك لأن السُّنة ليست محفوظةً من التحريف حتى تتخذوا هذا القرآن مهجوراً وكأنَّ الله وعدكم بحفظ السّنة من التحريف؛ بل الحقّ أن تستمسكوا بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف للمحكم في القرآن العظيم، ولا أنهاكم عن شيء من أحاديث السُّنة النبويّة إلا ما خالف منها لمحكم القرآن العظيم في آياته المحكمات من اللاتي هنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عنهنّ إلا هالكٌ ظالمٌ لنفسه مبين، غير أنّكم من أقل الناس شركاً.
وكذلك أنتم يا معشر الشيعة ما كان لكم أن تحصروا السُّنة المحمديّة فتجعلوها حصرياً على أئمة آل البيت وتذروا الأحاديث والروايات النبويّة التي وردت عن الأنصار الحقّ لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل الحقّ أن تأخذوا بجميع ما ورد من الأحاديث السُّنّية سواء عن أئمة آل البيت أوعن غيرهم من الصحابة الأخيار إلا ما خالف لآيات القرآن المحكمات هنّ أمّ الكتاب حتى ولو كان سند هذا الحديث عن جميع الائمة الاثني عشر وعن أبي بكر وعثمان وعمر غير أنه مخالف لآيةٍ محكمةٍ في القرآن العظيم فإن المهديّ المنتظَر يكفر بهذا الحديث المخالف لمحكم القرآن العظيم مهما كان سنده، وأكرر الكفر به جملةً وتفصيلاً ما دام قد جاء مخالفاً لآيةٍ محكمةٍ في القرآن العظيم، فأنا أكرر الكفر به حتى ولو كان سنده عن الأئمة الاثني عشر وعن أبي بكر وعمر، وذلك لأنه حديثٌ مفترى عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن أئمة الاثني عشر وعن أبي بكر وعمر، ولذلك لا أسبّ أحداً من رواة الحديث الباطل من الصحابة الأخيار والأنصار الأبرار فهو مفترى عليهم، وذلك لأن الذي تجرَّأ بالافتراء على النبيّ كذلك يفتري عند سماعه من الصحابة الأبرار.
فكذلك أنتم يا معشر الشيعة تمسكتم بما ورد عن العترة وحسبكم ذلك واتَّخذتم هذا القرآن مهجوراً، ومنكم من يُغالي في آل البيت بغير الحقّ فأشركوا بربّهم عبادَه المقربين، ولا أقول بأنّ الشيعة كلهم مشركون؛ بل فيهم من يغالون في آل البيت بغير الحقّ فيدعونهم من دون الله وهم يعرفون أنفسهم فلا أريد أن أظلم الذين لا يشركون بالله شيئاً من الشيعة الاثني عشر، وأكثر الروايات عن المهديّ المنتظَر توجد لديهم ولولا أنهم دخلوا سرداباً مظلماً بسبب فرية المفترين بأسطورة الإمام محمد الحسن العسكري فجعلوا ميلاد المهديّ المنتظَر قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور قُبيل سنة عصر الظهور ببضع وثلاثون عاماً لكانوا أول من يُصدّق بشأني لأنّهم يعلمون أني لا أقول غير الحقّ ولكن أكثرهم للحقّ كارهون ولا يريدون أن يكون المهديّ المنتظَر غير الإمام المزعوم في السرداب! فكم أكرر النداء وأقول يا معشر الشيعة الاثني عشر لقد ظهر البدر فاخرجوا من سرداب سامراء فلا أظنّ من كان في سردابٍ مظلمٍ أن يرى البدر حين يظهر. وأقسم بربّ العالمين بأنّه لن يصدق بالمهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المطهر أي عالِمٍ شيعي ما لم يكفر بفرية السرداب المخالفة لما نزل في الكتاب، وكان أمر الله قدراً مقدوراً في الكتاب المسطور. ولا أعلم بأنّ عمر المهديّ المنتظَر في الذِّكر المحفوظ في عصر الحوار والظهور بأكثر من أربعين عاماً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].
وذلك عمر وقول المهديّ المنتظَر الحقّ لو كنتم تعلمون، فيصلحه الله ويظهره في ليلةٍ على العالمين ولم يقل إنّه نبيٌ ولا رسولٌ بل: {قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم.
ونأتي الان للتصديق بالفتوى الحقّ في صحة الحديث المروي عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: [ما تشابه مع القرآن فهو مني] صدق عليه الصلاة والسلام، ولا يقول المهديّ المنتظَر كمثل قولكم يا معشر علماء المسلمين حينما تقولون حديثاً للنبيّ ومن ثمّ تقولون: "أو كما قال عليه الصلاة والسلام"! وذلك لأني أعلم علم اليقين مما علّمني ربي في القرآن العظيم هل نطق بهذا الحديث جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم إنّه كان حديثٌ مُفترى! ولذلك تجدوني حين أتحدّث بحديث نبويٍّ حقٍّ فأقول: صدق عليه الصلاة والسلام، ولا أقول: أو كما قال عليه الصلاة والسلام. وذلك لأنّي لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ ولا أقول على الله ورسوله ما لم أعلم، وكذلك حديث محمد رسول الله بالفتوى الحقّ منه عليه الصلاة والسلام، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه] صدق عليه الصلاة والسلام.
ولكن قبل التطبيق للتصديق في القرآن العظيم يتوجب علينا فهم الحديث النبويّ أولاً وما يستفاد منه إن كان عن النبيّ حقًا فيستفاد منه ما يلي: وهي الفتوى بأن السنّة النّبويّة الحقّ جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عند الله. وصدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأما الحديث الآخر: [ما تشابه مع القرآن فهو مني] فيستفاد منه ما يلي: وهي الفتوى بالحقّ بأنّ السُّنة النبويّة ليست محفوظةً من التحريف والتزييف ولذلك أفتى محمد رسول الله بالحقّ وقال بأنَّ القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث وأنّه ما تشابه مع القرآن فإنه منه عليه الصلاة والسلام؛ بمعنى أنّ ما خالف القرآن فليس منه عليه الصلاة والسلام. فتعالوا لنبحث سوياً في القرآن العظيم المرجع الحق للبحث عن سند هذين الحديثين ولسوف أستنبط لكم الحكم بالفتوى بالحقّ وأنطق بالحقّ من الكتاب الحقّ الذي نزل بالحقّ حقيقٌ لا أقول على الله ورسوله غير الحق، قال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وفي هذه الآيات بيَّنَ الله لكم أموراً عدة ذات أهمية كبرى لو كنتم تعلمون، وهي:
1 - بأن هناك طائفة من الذين يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله بأنهم يخادعون الله ورسوله والذين آمنوا وأنّهم إذا خرجوا من عند محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيمكرون بأحاديثَ غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام لعلكم تعلمون بمكرهم، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: [ما تشابه مع القرآن فهو مني]؛ وذلك لكي يؤمنكم من المنكر من الذين يُبيِّتون بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام.
2 - ثم بيَّن الله لكم بأن السُّنة المحمديّة جاءت من عند الله كما جاء هذا لقرآن العظيم، وتجدون ذلك في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وفي هذه الآية المحكمة جاء البرهان الفصل من القرآن والحكم الحقّ بأنَّ السُّنة المحمديّة جاءت من عند الله، وفي هذه الآية القصيرة المحكمة جاء برهانان للحديثين الحقّ، فأكّد اللهُ في القرآن بأن القرآن هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث، ومن ثم علّمكم اللهُّ القاعدة الحقّ وهي بأنّكم إذا وجدتم بأنّ الحديث النبويّ قد جاء بينه وبين آية محكمة في القرآن اختلافاً كثيراً ثم أفتاكم الله بأنّ ذلك الحديث النبويّ الذي خالف المُحكم في للقرآن العظيم فقد تبيَّن لكم بأنّ هذا الحديث النبويّ من عند غير الله؛ من عند الذين يقولون طاعة: {فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ}، ومن خلال هذه الآية المحكمة نأتي بالبرهان بأن السُّنة من عند الله كما القرآن من عند الله فأصبح الحكمان متّفِقان في الكتاب والسنّة النبويّة الحقّ تصديقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه] صدق عليه الصلاة والسلام، بمعنى أن السنة من عند الله كما القرآن من عنده تعالى.
3 - ثم علَّمكم بأن السنّة ليست محفوظةً من التحريف والتزييف، والبرهان واضح في قول الله تعالى: {فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم، ولذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم: [ما تشابه مع القرآن فهو مني] صدق عليه الصلاة والسلام؛ بمعنى أنَّ الحكم في الكتاب والسّنة؛ بأنّ السّنة ليست محفوظةً من التحريف وأنّ القرآن هو المرجع لما اختلفتم في في السّنة المحمديّة.
4 - ثم أمركم أن تجعلوا القرآن هو المرجع لما اختلفتم فيه من الأحاديث النبويّة وعلَّمكم أن ترجعوا للآيات المحكمات في القرآن العظيم، وإذا كانت هذه الأحاديث من عند غير الله فإنّكم سوف تجدون بينها وبين آيات القرآن المحكمات في نفس الموضوع اختلافاً كثيراً.
5- ثم علَّمكم أن المفترين على محمدٍ رسول الله في السُّنة النبويّة إنما يمهِّدون للتصديق للشيطان وتكذيب المهدي المنتظَر الحقّ من ربّكم.
6 - ثم علَّمكم أنّ المسيح الدجال هو الشيطان، وأنّ لولا فضل الله الشامل على جميع المسلمين ببعث المهديّ المنتظَر فضل الله ورحمته لاتّبعتُم الشيطان جميعاً يا معشر المسلمين إلا قليلاً.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
الإمام المهدي الناصر لكتاب الله وسنّة رسوله الحق؛ الإمام ناصر محمد اليماني .
_________________