الموضوع: ورحمتي وسعت كل شيء

النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. افتراضي ورحمتي وسعت كل شيء

    الحمد لله رب العالمين

    هناك غاية من المعرفة وغاية متحققة بالعلم لمن أراد التدبر في آيات الكتاب
    الذي أنزله الله بعلمه ، فالله تعالى عظيم الصفات ومعرفته سبحانه هي معرفة
    صفاته والله عز وجل ما خلق الجن والانس الا ليعبدون

    قال تعالى في محكم كتابه العزيز

    (قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء )

    وقوله تعالى : عذابي أصيب به من أشاء متعلقة بالارادة ، والارادة لا تتعلق بالقديم
    لأن العذاب من صفة الفعل فعلقه بالمشيئة ( من أشاء) وهذا يعني أنه معلق بمشيئة الله
    وفيه اشارة أن أفعاله غير معللة بأكساب الخلق ، ولم يقل سبحانه عذابي أصيب به العصاة
    بل قال سبحانه : (من أشاء ) ، وفي ذلك اشارة الى جواز الغفران لمن أراد ، فأحكامه سبحانه
    ليست معللة بأكساب الخلق ، وعندما انتهى الى الرحمة قال سبحانه وتعالى
    ( ورحمتي وسعت كل شيء ) لم يعلق رحمته بالمشيئة لأنها من صفات الذات
    ولا ننسى في هذا الباب دعاء الملائكة الكرام بقولهم على لسان الله في محكم كتابه العزيز

    ( ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر )

    فكيف يعرف العبد ربه وهو ليس له علم بصفات ربه العظيمة وهو الأرحم بعباده وخلقه ، وكيف يود
    العبد القرب من ربه ويبتغي الوسيلة وهو لا يعرف ما يقدم وما يؤخر لأن هذا العلم أكبر من أن تحيط به
    المدارس المقلدة ، وحتى لا يصدق فينا قول الله عز وجل ( ما قدروا الله حق قدره) ، أو قوله سبحانه
    لنبيه نوح عليه السلام ( اني أعظك أن تكون من الجاهلين ) وأن لا يسأله ماليس له به علم
    وهنا تتجلى الحكمة الظاهرة ، فالعباد لم يقدروا عظمة الله بعظيم صفاته ومنها أنه سبحانه وتعالى
    أرحم الراحمين والأرحم بعباده وخلقه ، وكيف يسعى العبد الى الفوز بالجنة ومعرفته بربه قاصرة
    والجنة والنار ليستا غايتين في حد ذاتهما رغم أنهما مخلوقتان ، وبهذا يعلم أن رضوان الله في نفسه
    صفة من صفاته وهي صفة النعيم الأعظم وهي الغاية التي يجب أن يناضل من أجلها العبد
    العابد المتحقق الذي أحب الله تعالى حبا صادقا ، وصدق فيهم قول الله عز وجل :

    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )

  2. افتراضي الإشائة الإختيارية وهي بيد العبد أما تحقيق الإشاء الفعلية فهي بيد الرب


  3. افتراضي

    ويسأل السائل فيقول هل الانسان مسير ام مخير ؟
    واجاب الذى عندة علم الكتاب فقال :ـــــــــــــــ


    بسم الله الرحمن الرحيم

    أنا لم أقول أن الإنسان مخير وليس مُسير بل أقول إن الإنسان مُخير ومن ثم يُسيره الله على حسب أختياره أي يُصرف الله قلبه على حسب إختياره فأما دليل التخيير فهو قول الله تعالى)

    (((أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)صدق الله العظيم

    وكذلك قول الله تعالى(إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)صدق الله العظيم

    ومن ثم يأتي التسيير على حسب إختياره )


    تصديقاً لقول الله تعالى(فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)صدق الله العظيم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين

    أخو الأنصار السابقين الأخيار الإمام المهدي ناصر محمد اليماني





    وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين)
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    الصراط____________________________________________ ____المُستقيم
    ((((((( الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق الإمام ناصر محمد اليماني)))
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

    ولي جنة بناري اذا ربي راضي ::: طيبةُ المقامِ ولي قلب راضي
    رضــاء نفس ربي هذا مـــرادي ::: لهذا نذرت حتى تفنى حياتي

  4. افتراضي بارك الله في الأحباب الأنصار

    بارك الله فيك أخي الكريم محمد الكعبي
    وبارك الله فيك أخي الكريم عبد النعيم الأعظم

    ( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ) الآية

  5. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احببت المشاركة معكم في هذا الموضوع القيم

    قال تعالى في محكم كتابه العزيز

    (عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ )

    اذن نفهم من ذلك ان الله هو الذي يقسم رحمته بين العباد
    وصحيح الله يصيب عذابه على من يشاء ولكن لاننسى
    ان الله صرح في القران الكريم بقوله عز وجل :

    مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴿فصلت: ٤٦﴾

    اذن لايظلم الله الانسان وانما يسير العبد في سعيه بناء على
    مشيئة العبد الاختيارية لكن بالمقابل مشيئة الله العليا تطغى على مشيئة العبد
    بدليل قوله عز وجل :

    وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ

    اذن حتى لو شاء العبد او اختار او كانت نيته ان يقوم بشئ ما فلن يتحقق الا باذن لله ومشيته العليا
    وهذا يدل على انما الله يفعل مايشاء ويقدر وفعال لمايريد لااحد يسأله عما يفعل والعبيد مسؤولين

    إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴿الحج: ١٤﴾
    فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴿البروج: ١٦﴾
    لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴿الأنبياء: ٢٣﴾

    لماذا لان الله صفته هو الغني وليس بحاجة الى مشورة أحد لانه لايوجد من هو أحكم منه
    وأعلم منه لانه هو الحكيم الخبير :

    أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ﴿التين: ٨﴾
    وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴿الأنعام: ١٨﴾

  6. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    لا خلاف ابدا فى ان الله بيدة قلوب العباد يقلبهم كيفما يشاء وهو صاحب الامر القاهر على كل شئ والذي لا يُسأل عما يفعل وهم يُسلون .

    ولكن الله كذلك ليس بضلام للعبيد وعلى ذلك قال تعالى

    {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }الإنسان3

    بينا لة الطريق القويم اعطيناة العقل الذي يميز بة بين الحق والباطل والذى سيحاسبة بموجبة وبذلك لم ولن يضلمة ابدا وعلى اساس اختيارة ياتى تسيير الله لة وبذلك تركة الله لعقلة واختيارة .

    وقال تعالى

    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ }الملك10

    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

    ولي جنة بناري اذا ربي راضي ::: طيبةُ المقامِ ولي قلب راضي
    رضــاء نفس ربي هذا مـــرادي ::: لهذا نذرت حتى تفنى حياتي

  7. افتراضي سبحان من ألبس كلماته ثياب الجلالة والرحمة لتكون رحمة وعلما وهدى وشفاءا وبصائر للمتقين

    الحمد لله رب العالمين

    بارك الله في كل الاخوة الأنصار ومنها مداخلة الأخ جومارت القيمة ومداخلة الأخ عبد النعيم الأعظم 2

    ولا أخفي عنكم أحبابي الأنصار وكذا امامنا المنصور أنني البارحة في منامي كانت تأتيني هذه الآية ويقوى
    علي سلطانها وكنت أفكر في الموضوع الذي طرحته في المنتدى (ورحمتي وسعت كل شيء ) وهذه الآية
    لم أكن أفكر فيها ، وهذه الآية هي قول الله تعالى ( وأن إلى ربك المنتهى ) الآية ، فسبحان الله ...

    وانها والله لعبرة تشع منها الرحمة ، فالملاحظ أن ذكر الرحمة في القرآن الكريم يأتي مسبوقا على العلم (وسعت كل شيء رحمة وعلما) الآية ، فالله تعالى هو الذي له خزائن الرحمة ، وليس كل علم رحمة ، وكتاب الله العزيز كتاب فيه الهداية والرحمة ، فالذي علم القرآن (الرحمن علم القرآن) الآية ، بأن ألبس كلماته ثياب الجلالة والرحمة لتكون رحمة وعلما وهدى وشفاءا وبصائر للمتقين .

    وانها مسألة معرفة فمعرفته سبحانه نور، وأنوار محبته رحمة ورضوان للقلوب الضمآى الوجلةالتي هي معدن الاسرار للقرب والانس والتلذذ بحبه واشتياقه .
    وهذه المعرفة معرفة سامية ومحققة ،فالمؤمن أخلص نيته وهذب ملكاته نوازعه وطهر جسمه بالماء الطهور فخشعت اعضاءه واقبل على الله الطاهر القدوس مناجيا اياه بهمة وخشوع في ذكره ودعاءه في ركوعه وهو قريب منه تعالى في سجوده، والعبد الخائف الوجل يدعوه بخوف وتضرع ووجل وبكاء ، فما اعظم هذا السجود والخنوع له سبحانه ، فالفضل كله بيد الله عز وجل، فلا اله الا هو سبحانه له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
    واعلم ان الله عظيم الشان وأكثر مما تعتقد وان الأمر كله بيده سبحانه من قبل ومن بعد ، وقد أطلعنا سبحانه على اسماءه وصفاته ،فهو قدوس رحيم ودود لعباده ، فما أعظمك من رب رحيم وما أعظم توددك لعبادك ولله الخلق والأمر وعنده أم الكتاب ولا خير فينا ان لم نعرف ربنا حق معرفة .
    فما أعظمك يا الهي فانت خير صاحب وأنيس ، وأنت البر الرحيم الغفور الودود ، فقلوب عبادك أشجار غصونها وأوراقها تزدان بعطر محبتك وأنوار ذكرك ، وماءها معرفة عزتك و عظمتك وما هبت عليها نسائم الرحمة الا ورسخت المحبة ..
    نلمس أن الله تعالى واسع الرحمة والمغفرة ورحمته وسعت كل شيء وهو سبحانه القائل في محكم التنزيل (وهو الغفور الودود)
    جاء في معنى (الغفور الودود) أي أن الله تعالى كثير المغفرة ،قابل المعذرة تام الغفران.
    (يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات) الآية ، ولقد قرن الله تعالى المغفرة بالرحمة (وكان الله غفورا رحيما)الآية.
    قول الله تعالى (سلام قولا من رب رحيم) الآية ، فالله عز وجل دائم الرحمة وهو الذي له خزائن الرحمة
    ففي النعيم يفتح أبواب الشكر، وفي البلاء يفتح أبواب الصبر وهو رحيم بعباده ويفتح لهم خزائن رحمته، ورحمته تعالى تعم الدنيا والآخرة.وعباده المخلصين يرجون رحمته قال تعالى (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم)الآية
    ومن دلالات هذين الاسمين العظيمين وطهرهما أنه من يتداركهما بعلم انه يتخلق بهما فيسامح من أساء إليه ، (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم )الآية، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم للإمام علي كرم الله وجهه:
    "إن أردت أن تسبق المقربين فصل رحمك واعف عمن ظلمك"
    (والودود) معناه أن الله تعالى كثير الود لعباده المتحبب إلى الطائعين بمعرفته والى المذنبين بمغفرته ،والى الخلق برزقه وكفايته وكل اسم هو له سبحانه وتعالى لايسعنا أن نحيط بكل دلالاته وفهم المعان البعيدة الغور وهذا اسم عظيم من أسمائه سبحانه الذي أحصى كل شيء عدا وعلى المؤمن أن يتدبر هذه الأسماء التي تقربنا إلى طاعته وحبه والإخلاص في العمل إليه فنحب الخير لجميع الخلق ونحب للعاص التوبة

    ونعم الدرجات للربانيين الذي ينفقون العفو والصفح محبة لله ورضوانا
    (فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ) الآية

    والاسم الذي يقربنا الى الحب العظيم الى الله معرفة وحكمة من كتاب الله الحكيم والذي أودع الله تعالى فيه حكمته وبيانه الحق النعيم الأعظم وهو ينبوع من الرحمات
    بقول الله عز وجل ( ورضوان من الله أكبر ) فالرضوان الأكبر نعيم أكبر من كل نعيم وهو موصول بالحب الشديد لله تعالى ومعرفته ، وحكمته جلية القصد في العبادة المتحققة اذ أن الجنة والنار ليستا غايتين في العبادة في حد ذاتهما رغم أنهما مخلوقتان ، وما خلق الله تعالى الجن والانس الا للعبادة والمعرفة ، وقولوا لي بالله عليكم فالمرأة التي تحمل وليدها هل تستطيع طرح فلذة كبدها في النار فكيف وأن الله أرحم
    الراحمين وأرحم بهذه الأم مع وليدها
    الله الله
    (ياحسرة على العباد ) الآية
    ومن المعرفة علينا أن نحب للمؤمن الصالح الثبات في التقوى ونعفو عمن أساء طالبين من الله الهداية للعباد والخلق أجمعين بدين الرحمة للعالمين ، ونكون ليني الجانب لجميع الناس صغيرهم وكبيرهم ، يقول الله تعالى (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) الآية
    وعندما انتهى الله عز وجل الى الرحمة قال ( ورحمتي وسعت كل شيء ) الآية ، فالفعل من الارادة
    بقوله تعالى ( عذابي أصيب به من أشاء ) وهي معلقة بالمشيئة ، بينما الرحمة فهي قديمة وعندما أقول لكم قديمة فهي تعني الكثير فقبل أن يخلق الله تعالى الخلق كتب في كتاب عنده فوق العرش ان رحمتي سبقت غضبي وفي رواية غلبت غضبي -حديث صحيح-
    والله تعالى هو الحق بقول الله سبحانه ( ذلك بأن الله هو الحق ) الآية
    أي الواجب لذاته، الثابت في نفسه، الواحد في صفاته وأفعاله، فإن وجوب وجوده ووحدته يقتضيان كونه مُبديًا لكل ما يوجد من الموجودات وهنا يعلم أنه وسع كل شيء رحمة وعلما ، عالمًا بكل المعلومات. وإذا ثبت أنه الحق فدينُه حق، وعبادته حق، ( وأن ما تدعون من دونه ) إلهًا ( هو الباطل ) أي: المعدوم في حد ذاته، أو الباطل ألوهيته، ( وأن الله هو العليُّ الكبيرُ ) أي: المتعالي عن مدارك العقول، وعن سمات الحدوث، أو المرتفع على كل شيء بقهريته، أو المتعالي عن الأنداد والأشباه، الكبير شأنًا وعظمةً وكبرياء ؛ إذ كل شيء يصغر دون كبريائه، فلا شيء أعلى منه شأنًا وأكبر سلطانًا؛ لأنه هو المحيط وله الوجود المطلق.
    فقوله تعالى ( ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ) فيجب أن نعلمها علما يقينا واليقين هو العلم الذي لا يتحول ولا يتغير في القلب ، فنعلم يقينا أنه اذا كان الله تعالى هو الحق فلا نرجع منه إلى غيره لأن ما سواه باطل .
    فسبحان الله الملك الحق المبين
    فيا أحبابي في الله والله لو عرف الخلق الله تعالى ربهم حق معرفة لعلموا العلم الذي ليس بعده جهل ولزالت الجبال بدعائهم.
    فطوبى لمن كساه الله تعالى بنور معرفته ومحبته فأشرق قلبه بالنور ، قال أحد الصالحين الخوف نار في نور والرجاء نور في نار والمعرفة نور في نور ، ألهمنا الله تعالى طاعته وتقواه ومعرفته ومحبته وصلى الله على مبعوث الرحمة للعالمين وآله الأطهار ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

  8. افتراضي قصة فيها كل عبرة فهل من متدبر ؟

    الحمد لله رب العالمين

    أحبابي الأنصار سأحكي لكم قصة استوحيتها من حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم
    لتحقيق غاية ومقصد أسمى بالعلم والمعرفة التي هي أساس العبادة بعلم مدركين ومستشعرين
    قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ ) الآية ، وغايتي تقريب حقائق عظيمة بعظمة الله عز وجل
    وما نتوخى من سردها الا الحكمة والمعرفة ، ولا أبتغي من ذكرها الا وجه الله العزيز الحكيم
    وما توفيقي الا بالله ، واذا وجد الأحباب الأنصار فائدتها فلنعممها بعد ترجمتها الى لغات العالم

    الحديث النبوي

    قدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟
    قلنا : لا والله ! وهى تقدر على أن لا تطرحه .
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أرحم بعباده من هذه بولدها . رواه البخاري ومسلم .

    هكذا اغتنم الرسول صلى الله عليه وسلم الموقف ليُذكّر أصحابه ويعِظهم
    وليذكّرهم بسعة رحمة الله عز وجل
    وأن الله هو أرحم الراحمين
    وأنه أرحم بعباده من الوالدة بولدها


    القصة التي تحمل كل عبرة وتبين قدر رحمة الله

    كان لأم أطفال تحبهم حبا شديدا ومرة سافروا سفرا بعيدا عنها ورغم ذلك فقد بقيت على اتصال بهم
    بواسطة الرسائل وكانت الأم تعرف ما يعملون من عمل وكان بعض أطفالها مطيعين لها ولا يعصون أمرها
    بينما البعض الآخر كانوا عاصين لأمرها وكانت تبعث لهم رسائل توجههم فيها لخيرهم وواعدتهم بجائزة
    لمن كان صالحا من أبناءها والحرمان لمن عصاها ومرت الأيام تلو الأيام ، والأم يزداد حزنها على أطفالها
    الذين عصوها ولم يسمعوا كلامها وعبثوا برسائلها ورغم ذلك فهي كانت تحبهم رغم عصيانهم لها ، وفي
    أحد الأيام تلقت رسالة من ابنها المطيع الذي قادته طاعته أن يفكر في وسيلة لارضاء أمه الحزينة وبعث لها رسالة يقول فيها : أمي اني أعرف أنك حزينة بسسب غضبك على اخوتي وهم عصوك فلا تحزني
    يا أمي ولا تغضبي فهؤلاء جهلوا قدرك وما يقدم على الشر الا جاهل بالخير ، فلا تحزني يا أمي فأبناؤك
    سيعودون يوما اليك منكسرين بضلالهم وغيهم ، واني أعرف قدر عطفك وحنانك وكل ما أريده وأسعى اليه
    وسأظل أسعى اليه طول عمري أن تكون راضية في نفسك وسأنفق من عفوي وصفحي وأعفو عمن ظلمني
    وأرتجي رحمتك ورضاك فمسعاي هو رضاك في نفسك ولقد جعلتها غاية في حياتي مما لمسته من حزن
    في خطابك ورسالتك، وجائزتك يا أمي غالية ولكن يا أمي منتهى فرحي أن تكون راضية في نفسك لأن الأغلى في جائزتك رضاك وسرورك يا أمي لأن حبي لك أكبر من كل شيء ، أما اخوتي فهم عصوك بجهلهم
    وضلالهم وغيهم ، وأعلم يا أمي قدر حنانك وعطفك ورحمتك واخوتي عصوك عصيانا كبيرا وأنت عليمة بهم
    وافتقارهم اليك لأنك كل شيء في حياتهم وعند عودتهم اليك تبقى مشيئتك في عقابك لهم لكني أعلم قدر رحمتك التي ينتهي اليها كل شيء وكل شيء تم بقدرك حقا وعدلا وتصريفا ، ومن اخوتي الطائعين
    لك لا يهمهم الا الجائزة التي وعدتهم وهم يحبوك لكن لم ينظروا ما أصاب أمهم من حزن بسبب عصيان باقي اخواني ، وانك حقا وعدتهم يا أمي وأنت عليمة بحبهم لك لكن يا أمي حبي الأكبر لك أنساني الجائزة ووددت
    في كل لحظة وحين أن أعرف هل أنت حزينة أم مسرورة لأن كل ما يهمني هو أنت ولا شيء الا أنت مهما تصرف قدرك فغايتي وسروري ومسعاي هو سرور أمي وسأسعى من أجله منذ الآن فترضي وسأعفو وأصفح
    حتى تعلمي حق العلم أني أحبك وسأخبر كل اخوتي بذلك وخصوصا من عصوك فيرجعوا عن غيهم وضلالهم وليعلموا قدر أمهم ، يا غالية علي يا أمي يا حبيبتي وقرة عيني واني أعلم أنك لم تشددي عليهم وعيدك
    الا حبا ورحمة بهم وعصيانهم لك لا يخرجهم من دائرة حبك لهم وسأدل اخواني جميعا على رضوانك وسرورك باتباع رضوانك وما يجعلك ترضى فيعرفوا مدى حنانك ورحمتك عليهم ويعلموا قدرك الذي يجهلونه وان لم أدلهم سيبقوا جاهلين به طول حياتهم فيضيع المقصد العظيم الذي أودعتيه في خطاباتك ورسائلك
    الحكيمة وما أفرشت لهم من نعيم ليحبوك ويشكروك ، ولقد خاب من لم يعرفك يا أمي لأن كلما زاد علمهم بك أحبوك وانك تستغني عن كل شيء بعزتك وغناك والمقصد الأسمى هو معرفتك ومعرفة خصالك وقدرك العظيم ، وسأدعو بالحق لكل اخوتي الطائعين وسأدل العصاة عن الغاية والمقصد الأسمى .


    قال الامام المهدي ناصر محمد اليماني

    اللهم إجعلني وأنصاري ممن يُسارعون في الخيرات المُتنافسين في حُبك وقربك ونعيم رضوان نفسك حتى ترضى إنك أنت السميع العليم واغفر وارحم وأنت خير الراحمين وافتح علينا ابواب فضلك ورحمتك لنزداد بالإستمتاع بالنفقة في سبيل حُبك وقربك إنك أنت السميع العليم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين

  9. افتراضي فما أصبرهم على النار

    الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما ووسع كل شيء حفظا ، يا من هو المحيط الجامع والنور الساطع ، لك الملك ولك الحمد حمدا كثيرا متواترا ونسبحك تسبيحا يليق بجلال سبحات وجهك الكريم واسمك العظيم ، وصلوات منك ربي ورحمة لحبيبك ومصطفاك محمد وعلى آله الأطهار وصحبه وكافة المرسلين وعباده الصالحين

    قرأت قول الله تعالى في محكم كتابه العزيز :


    { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلضَّلاَلَةَ بِٱلْهُدَىٰ وَٱلْعَذَابَ بِٱلْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى ٱلنَّارِ } * { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }


    ونظرت في تفاسير عدة لعلي أبلغ المرام وتهت بين تعارضاتها وتبين لي أن أكثر أهل التفسير يسعون الى تحصيل المعنى الحق في تبيان قول الحق وهم مأجورون على اجتهادهم ، لكن عندما يصبح الاجتهاد ينقل صورة أقل ايضاحا عن المعنى الحق فهذا يبعد المتأمل والمتدبر لكلام الله عز وجل عن جادة الصواب ، وتجده حائرا في تحصيل المعاني الحقة من كلام الله عز وجل الذي أنزل كتابه بالعلم وأمر عباده بالتدبر والحكمة لتحصيل الفهم الذي يقربنا من علم لا يتناهى فسبحان الله ..

    ولنبدأ بسرد آراء مختلفة في تأويل هذه الآيات ونعرف حقا ما يعني ويقارب قول الله عز وجل (فما أصبرهم على النار ) الآية :


    فاذا قلنا: إن الكلام هو تعجب، فالتعجب هو استعظام الشيء وخفاء حصول السبب، وهذا مستحيل في حق الله تعالى ، فهو راجع لمن يصح ذلك منه، أي: هم ممن يقول فيهم من رآهم: ما أصبرهم على النار.

    واختلف قائلوا التعجب:

    أهو صبر يحصل لهم حقيقة إذا كانوا في النار؟

    فذهب إلى ذلك الأصم، وقال: إذاقيل لهم: { ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلّمُونِ}، سكتوا وانقطع كلامهم، وصبروا على النار ليأسهم من الخلاص.

    وضعف قول الأصم، بأن ظاهر التعجب، أنه من صبرهم في الحال، لا أنهم سيصبرون، وبأن أهل النار قد يقع منهم الجزع.


    وقيل: الصبر مَجاز عن البقاء في النار، أي ما أبقاهم في النار.

    أم هو صبر يوصفون به في الدنيا؟ وهو قول الجمهور.

    واختُلِفَ،أهو حقيقة أم مجاز( يعني: لا يُقصد به حقيقة لفظه القريبة المعنى، أو أريد به الكناية عن معنى آخر بعيد)؟

    والقائلون بأنه حقيقة ، قالوا: معناه ما أصبرهم على عمل يؤدّيهم إلى النار، لأنهم كانوا علماء بأن من عاند النبي صلى الله عليه وسلم صار إلى النار، قاله المؤرج.

    وقيل: التقدير ما أصبرهم على عمل أهل النار،كما تقول: ما أشبه سخاءك بحاتم، أي بسخاء حاتم، فحذف المضاف: (عمل أهل) وأقام المضاف إليه مقامه، وهو قول الكسائي وقطرب، وهو قريب من قول المؤرج.

    وقيل: أصبر هنا بمعنى: أجرأ، وهي لغة يمانية ، فيكون لفظ أصبر إذ ذاك مشتركاً بين معناه المتبادر إلى الذهن: من حبس النفس على الشيء المكروه، ومعنى الجراءة، أي: ما أجرأهم على العمل الذي يقرب إلى النار، قاله: الحسن وقتادة والربيع وابن جبير.

    قال الفراء : أخبرني الكسائي قال: أخبرني قاضي اليمن أن خصمين اختصما إليه، فوجبت اليمين على أحدهما، فحلف له خصمه، فقال له: ما أصبرك على الله أي ما أجرأك على الله.


    والقائلون بأنه مجاز ، فقيل:هو مجاز أريد به العمل، أي ما أعملهم بأعمال أهل النار قاله مجاهد.

    وقيل: هو مجاز أريد به قلة الجزع، أي ما أقل جزعهم من النار.

    وقيل: هو مجاز أريد به الرضا، وتقريره أن الراضي بالشيء يكون راضياً بمعلوله ولازمه، إذا علم ذلك اللزوم. فلما أقدموا على ما يوجب النار، وهم عالمون بذلك، صاروا كالراضين بعذاب الله والصابرين عليه، وهو كما يقول لمن تعرض لغضب السلطان: ما أصبرك على القيد والسجن.

    وقال الزمخشري: فما أصبرهم على النار تعجب من حالهم في التباسهم بموجبات النار من غير مبالاة منهم. انتهى كلامه، وانتهى القول في أن الكلام تعجب.

    القول بأن ( ما) استفهامية يراد بها التوبيخ وليس التعجب:

    وذهب معمر بن المثنى والمبرد إلى أن ما استفهامية لا تعجبية ، وهو استفهام على معنى التوبيخ بهم، أي: أيّ شيءٍ صبَّرَهم على النار حتى تركوا الحق واتبعوا الباطل؟ وهو قول ابن عباس والسدي، يقال: صبَّره وأصبَره بمعنى(واحد) : أي جعله يصبر، مثل حضر؛ بمعنى: هو الذي حضر بنفسه.

    وأَحضَرَ؛ بمعنى: جعله يحضر

    {لا أنَّ أصبَر هنا بمعنى: حبس واضطر، فيكون أفعَلَ بمعنى: فَعَّلَ، خلافاً للمبرد، إذ زعم أن أصْبَرَ بمعنى: صبرَ، ولا نعرف ذلك في اللغة ،وإنما تكون الهمزة للنقل، أي: يجعل ذا صَبْرٍ.}


    وذهب قوم إلى أن (ما) نافية، والمعنى: أن الله ما أصبرهم على النار، أي ما يجعلهم يصبرون على العذاب.

    فسبحان الله ..لقد حاول المجتهدون ابراز حقيقة هذه الآية وكما قلت كلهم مأجورون على ذلك لكن هل اتضح المعنى حقا لا نعجل في استباق ما لم يقض أجله بالحق ولنتدبر أكثر لنحصل أكثر

    فهؤلاء الذين وصفتهم الآية (فما أصبرهم على النار) الآية :


    أي ما أقسى قلوبهم، وما أوقح محبوبهم ومطلوبهم، وما أخس قدرهم، وما أفضح لذوي الأبصار أمرهم! (ذلك بأن الله نَزَّل الكتاب بالحق) الآية ، وأمضى القضاء والحكم فيه بالصدق.

    فكل من كتم علمه، ولم ينشرْه إلا في مقابلة حظ دنيوي، صَدَق عليه قولُه تعالى: { ويشترون به ثمناً قليلاً أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار }. رُوِيَ أن بعض الصحابة كان يُقرئ أهل الصُّفّة، فأَهْدَى له أحدُهم قوساً، فأتى به النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: كنت أُعلِّمُ أهلَ الصفة فأهدى لي فلان قوساً، وقال: هو لله، فقال له عليه الصلاة والسلام : " لقدْ تقلدتَ قَوسْاً مِنْ نَارِ جَهنم " أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وأمره بردِّه ، ولعل هذا من باب الورع، فأراد عليه السلام أن يرفع همة ذلك الصحابي، وإلا فقد ورد في الحديث: " أَحَقُّ ما أَخَذْتُمْ علَيْهِ الأجرَ كتَابُ اللّهِ ".

    فمن ملَكَتْه نفسه، وأسره الهوى، فقد اشترى الضلالة بالهدى، اشترى الضلالة عن طريق أولياء الله، بالهدى الذي كان له ملَكَ نفسه وهواه، وعذابَ القطيعة والحجاب، بالمغفرة والدخول مع الأحباب، فما أصبرهم على غم الحجاب وسوء الحساب، سبب ذلك اختلاف قلبه، وتفريق همه ولُبَّه، وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: " اقْرَءوا القُرْآنَ ما ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا " أو كما قال: وسبب تفرق القلب وعدم حضوره، حبُّ الدنيا فقد قال عليه الصلاة والسلام: " مَنْ كَانَت الدُّنيا هَمَّهُ فَرَّقَ اللّهُ عَلَيْه أمْرَه، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ولَمْ يَأتِهِ مِنَ الدُّنْيا إلا ما قُسِمَ لَهُ، ومن كَانَتِ الآخرةُ نيته، جَمَعَ اللّهُ عليه أمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ في قَلْبه، وأتتْهُ الدُنيَا وَهِيَ رَاِغِمةً ".


    والقلب الذي اختلَف في فهم الكتاب وتشتَّت عنه في شقاق بعيد وصار الى التباس وأمر مريج؛ لأن عُنْوان صحة القلب: جمعُه على كلام الله (الحق) وتدبر خطابه والتلذذ بسماعه،وتدبره بعلم وحكمة وقلب حي بالايمان .

    فتدبر القرآن ان رمت الهدى /// فالعلم تحت تدبر القرآن


    ولعل الآية في قوله تعالى ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ تقربنا الى فهم دقيق وأعمق لفهم أشمل
    ما تعنيه الآية ( فما أصبرهم على النار) الآية ونقترب الى معناها الحق بفتح من الله .


    فالله تعالى هو الحق ودونه باطل ، وهو الذي أنزل كتابه بالحق ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ) الآية،

    فقول الله سبحانه وتعالى ( ذلك بأن الله هو الحق ) الآية

    أي الواجب لذاته، الثابت في نفسه، الواحد في صفاته وأفعاله، فإن وجوب وجوده ووحدته يقتضيان كونه مُبديًا لكل ما يوجد من الموجودات وهنا يعلم أنه وسع كل شيء رحمة وعلما ، عالمًا بكل المعلومات. وإذا ثبت أنه الحق فدينُه حق، وعبادته حق، ( وأن ما تدعون من دونه ) إلهًا ( هو الباطل ) أي: المعدوم في حد ذاته، أو الباطل ألوهيته، ( وأن الله هو العليُّ الكبيرُ ) أي: المتعالي عن مدارك العقول، وعن سمات الحدوث، أو المرتفع على كل شيء بقهريته، أو المتعالي عن الأنداد والأشباه، الكبير شأنًا وعظمةً وكبرياء ؛ إذ كل شيء يصغر دون كبريائه، فلا شيء أعلى منه شأنًا وأكبر سلطانًا؛ لأنه هو المحيط وله الوجود المطلق.

    فقوله تعالى ( ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ) فيجب أن نعلمها علما يقينا واليقين هو العلم الذي لا يتحول ولا يتغير في القلب ، فنعلم يقينا أنه اذا كان الله تعالى هو الحق فلا نرجع منه إلى غيره لأن ما سواه باطل .

    فسبحان الله الملك الحق المبين فكتابه حق ثم قال تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ }.


    أي: بالواجب ، وحيثما ذكر الحق فمعناه الواجب ، أي: ذلك فعلهم، لأن الله نزل الكتاب بالحق.

    وهم في منازعة ومباعدة للحق، بعيدة مِنَ الصواب والرشد ، أولئك الذين استبدلوا { الضلالة بالهدى } أي: باعوا الهدى واشتروا به الضلالة، واستبدلوا { العذاب بالمغفرة } التي كانت لهم لو آمنوا وبيّنوا، فما أجرأهم على اقتحام النار باقتحام أسبابها، أو فما أبقاهم في النار، أو ما الذي أصبرهم على النار حتى تركوا الحق ومالوا إلى الباطل فما أصبرهم على هذه القطيعة باختيارهم وابتعدوا عن الحق وعما لا يغمر قلوبهم بأنوار الحق لأن ما سوى الحق باطل فأصبحوا في نار الحرمان والقطيعة والقطع والمبعد هو من صارت المسافة بينه وبين الحق لا تقدر بمقياس فما أصبرهم على هذا الاختيار المشين وكتابه سبحانه كتاب رحمة فيه الهدى والنور ويهدي الى الحق المبين ويقرب عباده الى نوره ، والله أعلم .


    قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ

    وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ

    وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-02-2022, 03:07 PM
  2. [ فيديو ] صوتي: رحمة الله وسعت كل شيء
    بواسطة البصيرة في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-12-2014, 02:44 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •