نعيمي الأكبر ليس في جنّتكَ، فما لهذا عبدتُكَ يا غفور يا ودود، فنعيمي الأكبر برضوانكَ في ذاتكَ [يا حبيبي يا الله]..
~~~~~~~~~~~~
ألا والله الذي لا إلهَ غيره لن أرضى حتى ترضى يا إله العالمين وأنت على عهدي هذا من الشاهدين، وكفى بالله شهيدًا.
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي احمد بل اطلعت على قولك وانت تقول بأن معنى الاعاده اعادة الى ماكان عليه ولها اكثر من معنى وصدقت في ذلك
ومن الجيد ان نتفق على أن معنى بدأ الخلق هو نفس معنى الإعاده وبهكذا يتبين لنا بأن هنالك بعث أول من قول الله تعالى
اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ
اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ
ثُمَّ يُعِيدُهُ
ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ
يا اخي احسن الظن ولتعرف ان العلماء السابقين رغم معرفتهم بأن معنى الإعاده اي اعادة الخق فهل تجدهم تحدثوا عن البعث الأول ؟ ام انهم فهموا الإعاده تارةً بأنها اعادة الخلق يوم القيامه وتارةً يتجاهلونها وكأنها اعادة الى الموت ولو لم يبينوا ذلك واخص علمائنا المعاصرين
هذا تفسير يبين لك لك بأنهم رغم اقرارهم بأنها اعادة الخلق وفصل بعض العلماء القدامى بينها بما يعني بأن هنالك اكثر من بعث الا ان علماء اليوم اولوها على البعث الشامل وهذا يعني بأنهم فهموها بشكل خاطئ
من جامع البيان للطبري
* (الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون) *.
يقول تعالى ذكره: الله تعالى يبدأ إنشاء جميع الخلق منفردا بإنشائه من غير شريك ولا ظهير، فيحدثه من غير شئ، بل بقدرته عز وجل، ثم يعيد خلقا جديدا بعد إفنائه وإعدامه، كما بدأه خلقا سويا، ولم يك شيئا ثم إليه ترجعون يقول: ثم إليه من بعد إعادتهم خلقا جديدا يردون، فيحشرون لفصل القضاء بينهم وليجزي الذين أساءوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون * ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين) *.
يقول تعالى ذكره: ويوم تجئ الساعة التي فيها يفصل الله بين خلقه، وينشر فيها الموتى من قبورهم، فيحشرهم إلى موقف الحساب يبلس المجرمون يقول: ييأس الذين أشركوا بالله، واكتسبوا في الدنيا مساوئ الأعمال من كل شر، ويكتئبون ويتندمون، كما قال العجاج:
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا * قال نعم أعرفه وأبلسا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا والصلاة السلام على خاتم الانبياء والمرسلين امام المتقين وقائدهم الى الجنة محمد بن عبدالله وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد
يا اخي الوصابي فعلا هو امر جيد انك قرات ما كتبته ولاحظت ان قولي وقول العلماء في مسالة الاعادة ليس معناها الموت ولكن معناه ارجاع الشيء الى ما كان قبل قولنا لكلمة الاعادة.
والحمد لله انه اتضح لك ذلك انه قول الامام ناصر محمد اليماني خاطئ على افتراءه على العلماء في تفسيرهم ان معنى الاعادة مهناها الموت وهم لم يقولوا ذلك, فالحمد لله كثيرا .
والحمدلله على اتفاقنا على معنى الاعادة , والان ناتي الى الاية فيا اخي الاية الاولى تقول ( اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ
ثُمَّ يُعِيدُهُ
ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
واتفقنا فيها ان بدأ الخلق معناه خلقنا الاول هذا الذي نحن عليه الان ثم نموت وندخل الى القبور ونكون عظاما نخرة, ثم ياتي قول الله (ثم يعيده) اي يرجع الخلق الاول كما كان من القبور احياءا وهذا هو البعث واذا خرجنا من قبورنا احياءا سرنا الى ارض المحشر لانتظار بدأ الحساب وهذا قوله تعالى (ثم اليه ترجعون).
ثم ياتي الله لتوضيح حالة خاصة بذاتها من هذا المشهد العظيم في يوم الحشر وهو نفسه يوم البعث فيتحدث الله عن حال المجرمين وذلك في الاية الثانية وهي قوله تعالى ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ) اي بعد ان تقوم الساعة ويحشر الناس جميعا والى ربهم يرجعون كما مذكور في الاية السابقة يوضح الله ان هناك فئة من الناس في نفس ذلك اليوم يبلسون اي ييأسون وهذه الفئة هم المجرمون.
وبهذا يا اخي الايتان تتحدثان عن حدث واحد وعن بعث واحد وليس بعثين نهائيا ففي الاولى ذكر الله الامر اجمالا وفي الثانية ذكر حال المجرمين في ذلك اليوم من الياس الذي يصيبهم .
ويا اخي انت ذكرت تفسير الطبري هنا وارى لو انك تمعنت في كلامه فانه يتحدث عن نفس الشيئ الذي قلته لكم اي ذكر الله في الاية الاولى بدأ الخلق حتى الموت ثم اعادت الخلق بالبعث وثم الحشر والرجوع الى الله وفي الاية الثانية ذكر حال المجرمين عند ذلك اليوم من الياس فهم فيه مبلسون.
وارجو من الله ان يريك الحق ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه فاني ارى فيك باحثا حقيقيا عن الحق والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الحمد لله نحمد ونسبعينه ونستغفره ونستهديه والصلاه والسلام على محمد وعلى اله اما بعد.
فيا اخي ذكرت الاية التي تتكلم عن الاعراب المنافقين وعن بعض اهل المدينة المنافقين الذين سيعذبهم الله مرتين وفلت ان المرتين يقصد بها بعثين ولكن يا اخي الكريم المرتين هي مرة في الدنيا (واختلف العلماء على هيئته وكيفيته) والاخرى في القبر ويوم القيامة جزائهم النار .
وهذا اقتباس من تفسير القرطبي يوضح لك ذلك
قوله تعالى وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم
قوله تعالى وممن حولكم من الأعراب منافقون ابتداء وخبر . أي قوم منافقون ; يعني مزينة وجهينة وأسلم وغفارا وأشجع .
ومن أهل المدينة مردوا على النفاق أي قوم مردوا على النفاق . وقيل : ( مردوا ) من نعت المنافقين ; فيكون في الكلام تقديم وتأخير ، المعنى . ومن حولكم من الأعراب منافقون مردوا على النفاق ، ومن أهل المدينة مثل ذلك . ومعنى : " مردوا " أقاموا ولم يتوبوا ; عن ابن زيد . وقال غيره : لجوا فيه وأبوا غيره ; والمعنى متقارب . وأصل الكلمة من اللين والملامسة والتجرد . فكأنهم تجردوا للنفاق . ومنه [ ص: 163 ] رملة مرداء لا نبت فيها . وغصن أمرد لا ورق عليه . وفرس أمرد لا شعر على ثنته . وغلام أمرد بين المرد ; ولا يقال : جارية مرداء . وتمريد البناء تمليسه ; ومنه قوله : صرح ممرد . وتمريد الغصن تجريده من الورق ; يقال : مرد يمرد مرودا ومرادة .
قوله تعالى لا تعلمهم نحن نعلمهم هو مثل قوله : لا تعلمونهم الله يعلمهم على ما تقدم . وقيل : المعنى لا تعلم يا محمد عاقبة أمورهم وإنما نختص نحن بعلمها ; وهذا يمنع أن يحكم على أحد بجنة أو نار .
قوله تعالى سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم قال ابن عباس : بالأمراض في الدنيا وعذاب الآخرة . فمرض المؤمن كفارة ، ومرض الكافر عقوبة . وقيل : العذاب الأول الفضيحة باطلاع النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ; على ما يأتي بيانه في المنافقين . والعذاب الثاني عذاب القبر . الحسن وقتادة : عذاب الدنيا وعذاب القبر . ابن زيد : الأول بالمصائب في أموالهم وأولادهم ، والثاني عذاب القبر . مجاهد : الجوع والقتل . الفراء : القتل وعذاب القبر . وقيل : السباء والقتل . وقيل : الأول أخذ الزكاة من أموالهم وإجراء الحدود عليهم ، والثاني عذاب القبر . وقيل : أحد العذابين ما قال تعالى : فلا تعجبك أموالهم إلى قوله إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا . والغرض من الآية اتباع العذاب ، أو تضعيف العذاب عليهم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعوذ بالله السميع البصير من الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم, ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغه. فاعوذ بالله السميع البصير منهم
والسلام على من اتبع الهدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا اخوتي في الاسلام الذين يزعمون انهم يعبدون رضوان الله ويزكون انفسهم انهم القوم الذين يحبهم الله ويحبونه !!! فيا اخوة اراكم تقولون :
ونعيمي الأكبر ليس في جنتك فما لهذا عبدتُك.وإنَّك لَتعلمُ ماأريدُ ياغفورُ ياودود،فنعيمي الأكبر برضوانك في ذاتك،ولن أرضى مالم يتحقق رضوانك في ذاتك،وعهداً عليَّ وأنت على ذلك من الشاهدين، لا،ولن أدخل الجنة، حتى بعد أن يساق عبادك المكرمون،إليها زمرا،فأنت تعلم أين مُنيتي في الخلود
انتهى الاقتباس
فيا اخوة من يخبروا منكم مدى تنفيذكم لامر الله لنا ان نتسابق الى الجنة
قال تعالى
(سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم)
ام انكم لا تلقون لامر الله في الاية السابقة بالا!!!!
والسلام على من اتبع الهدى
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب أحمد عمرو هدانا الله وإياك
أخي الحبيب إذا كنت تزعم أن معنى (فيها نعيدكم )أنها ليست الدخول في الأرض المجوفة ،وتزعم أن معناها الموت فعليك أن تأتي بأية قرآنية تدل على أن معنى الإعادة هو (الموت ) ،أما ما أوردته حول قوله تعالى :
(يبدؤا الخلق ثم يعيده) فالإعادة هنا بمعنى الحياة وليست بمعنى الموت ،فالله خلقنا وسوف يعيد خلقنا .
تدبر أخي وكن موضوعياً منصفاً ،ولاتكن محاكماً لفكر الإمام والأنصار على أساس ما تعتقد ،أي تحكم على فكرنا بموجب أنك تعتقد أن فكرك هو الصواب والمرجعية ،ولكن المرجعية لنا جميعاً هو القرآن وليس الرأي المذهبي أو المعتقدالطائفي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ الكريم امين هذه الامة, وان شاء الله تكون كذلك, يا اخي الكريم (يبدؤ الخلق ثم يعيده ) الاعادة هنا معناها ارجاع الخلق الى الحياة وليس الموت .
فارجوا يا اخي ان تقرا جيدا قبل ان تحكم على اقوالي وتزعم اني قلت ما لم اقله في معنى الاعادة في (ثم يعيده) وارى انك متمسك باقوال امامك ناصر محمد الذي يزعم ان العلماء يقولون ان الاعادة معناها الموت كذبا وافتراء منه على العلماء , فيا اخي الكريم ائتني بعالم واحد فقط فسر معنى (ثم يعيده) على انها الموت , فهيهات لن تجد ذلك لان كلهم فسروها ان معناها البعث من القبور احياءا, فيا اخي اقرأ ما كتبته جيدا قبل ان تفتري عليَ ما لم اقله.
اما قوله تعالى (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخركم تارة اخرى ) فارجوا ان تقرا ما كتبته فيها من قبل لكي تفهم معناها يا اخي الكريم ويجب ان تركز على معاني حروف الجر العربية لكي تفهم معناها .
فالاية تعني من الارض خلقناكم حتى صرتم عليها وعشتم عليها وجاءكم الموت في الارض نعيدكم في القبور حتى تصبحوا عظاما نخرة, وبعدها من الارض نخرجكم مرة اخرى مثل اخراجنا لكم عند بدء الخلق لكم.
فيا اخي الكريم اذا كانت الاية منها خلقناكم ومنها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة ثالثة لفهمنا معناها كما تزعمون انتم , اي من الارض خلقناكم وبعد ان صرتم عليها وعشتم ومتم ودخلتم القبور من الارض نعيدكم ببعثكم منها وبعد وقت اخر تموتون فيه وتدخلون القبور للمرة الثانية من الارض نخرجكم مرة ثالثة.
ولكن الله لم يقل القول الثاني بل قال القول الاول (وفيها نعيدكم) وليس ومنها وقال ايضا (تارة اخرى) وليس تارة ثالثة.
وهذا القول يدعمه قول الله تعالى في سورة نوح (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا
ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ) فيا اخي القران يفسر بعضه بعضا.
فارجوا يا اخي ان تقرأ ما كتبته هذه المرة قراءة متدبرة باحثا حقيقيا عن الحق لا متبعا لهواك او هوى امامكم وان كان لديك رد بعد ان تقرأ ما كتبته فارجوا ان تكتبه لتوضح لي ما خفي عني اذا كان كلامي تراه غير صحيح.
والسلام على من اتبع الهدى
يا أخي أحمد سبق أن قلت لك إن بعض الظن إثم وأنت تقول ان الإمام يفتري على العلماء وبأنهم لم يقولوا بإن معنى الاعادة ابداً بأنها الموت و كنت وضحت لك بأن هناك من فهمها بانها الرجعة ولذك ظنوا بأنها يوم البعث الشامل ولن تجدهم تحدثوا عن البعث الأول (هناك علماء آخرون غير أهل السنه تحدثوا عن الرجعة ولكنهم كيفوها على حسب أهوائهم ) ولكنك استمررت بالتشكيك بإمامنا وتدعي بأنه يفتري وسنوضح الآن من يفتري وعليك تقديم إعتذارك لأنك أنت المفتري ولم تحسن الظن وطلبت منك ان تتريث لتتحرى وتبحث ولكنك استمريت بالتكذيب والافتراء وبالأسفل تجد الأدله وليس دليل واحد بأن العلماء قالوا بأن الاعادة اي المووووووووووووووووووت
يقول تعالى ذكره : من الأرض خلقناكم أيها الناس ، فأنشأناكم أجساما ناطقة ( وفيها نعيدكم ) يقول : وفي الأرض نعيدكم بعد مماتكم ، فنصيركم ترابا ، كما كنتم قبل إنشائنا لكم بشرا سويا ( ومنها نخرجكم ) يقول : ومن الأرض نخرجكم كما كنتم قبل مماتكم أحياء ، فننشئكم منها ، كما أنشأناكم أول مرة . .
المصدر http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3244&idto=3244&bk_no=50&ID=3265
(مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) (طه:55). أي أننا خلقنا من الأرض وفيها نعاد إي نموت وندفن ومنها نخرج مرةً أخرى بعد أن ينفخ في الصور في يوم الوعيد (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُون)(يس:51). http://quran-m.com/container.php?fun=artview&id=288
ومن هنا كل التفاسير
55 - (منها) أي من الأرض (خلقناكم) بخلق أبيكم آدم منها (وفيها نعيدكم) مقبورين بعد الموت (ومنها نخرجكم) عند البعث (تارة) مرة (أخرى) كما أخرجناكم عند ابتداء خلقكم
"منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى" أي من الأرض مبدؤكم فإن أباكم آدم مخلوق من تراب من أديم الأرض وفيها نعيدكم أي وإليها تصيرون إذا متم وبليتم ومنها نخرجكم تارة أخرى يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا وهذه الآية كقوله تعالى" قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون" وفي الحديث الذي في السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حضر جنازة فلما دفن الميت أخذ قبضة من التراب فألقاها في القبر وقال منها خلقناكم ثم أخذ أخرى وقال وفيها نعيدكم ثم أخرى وقال ومنها نخرجكم تارة أخرى.
من الأرض خَلَقْناكم - أيها الناس -، وفيها نعيدكم بعد الموت, ومنها نخرجكم أحياء مرة أخرى للحساب والجزاء.
والضمير في 55- "منها خلقناكم" وما بعده راجع إلى الأرض المذكورة سابقاً. قال الزجاج وغيره: يعني أن آدم خلق من الأرض وأولاده منه. وقيل المعنى: أن كل نطفة مخلوقة من التراب في ضمن خلق آدم، لأن كل فرد من أفراد البشر له حظ من خلقه "وفيها" أي في الأرض "نعيدكم" بعد الموت فتدفنون فيها وتتفرق أجزاؤكم حتى تصبر من جنس الأرض، وجاء بفي دون إلى للدلالة على الاستقرار "ومنها" أي من الأرض "نخرجكم تارة أخرى" أي بالبعث والنشور وتأليف الأجسام ورد الأرواح إليها على ما كانت عليه قبل الموت، والتارة كالمرة.
ويكمل السياق حكاية قول موسى بقول مباشر من الله جل وعلا:
(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى . ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى).
من هذه الأرض التي جعلناها لكم مهدا وسلكنا لكم فيها سبلا وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا به أزواجا من نبات شتى , للأكل والمرعى . . من هذه الأرض خلقناكم , وفي هذه الأرض نعيدكم , ومنها نخرجكم بعد موتكم .
والإنسان مخلوق من مادة هذه الأرض . عناصر جسمه كلها من عناصرها إجمالا . ومن زرعها يأكل , ومن مائها يشرب , ومن هوائها يتنفس . وهو ابنها وهي له مهد . وإليها يعود جثة تطويها الأرض , ورفاتا يختلط بترابها , وغازا يختلط بهوائها . ومنها يبعث إلى الحياة الأخرى , كما خلق في النشأة الأولى .
وللتذكير بالأرض هنا مناسبة في مشهد الحوار مع فرعون الطاغية المتكبر , الذي يتسامى إلى مقام الربوبية ; وهو من هذه الأرض وإليها ! وهو شيء من الأشياء التي خلقها الله في الأرض وهداها إلى وظيفتها .
ولما ذكر كرم الأرض، وحسن شكرها لما ينزله الله عليها من المطر، وأنها بإذن ربها، تخرج النبات المختلف الأنواع، أخبر أنه خلقنا منها، وفيها يعيدنا إذا متنا فدفنا فيها، ومنها يخرجنا تارة أخرى، فكما أوجدنا منها من العدم، وقد علمنا ذلك وتحققناه، فسيعيدنا بالبعث منها بعد موتنا، ليجازينا بأعمالنا التي عملناها عليها.
وهذان دليلان على الإعادة عقليان واضحان: إخراج النبات من الأرض بعد موتها، وإخراج المكلفين منها في إيجادهم.
يعني آدم عليه السلام لأنه خلق من الأرض ; قاله أبو إسحاق الزجاج وغيره . وقيل : كل نطفة مخلوقة التراب ; على هذا يدل ظاهر القرآن . وروى أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مولود إلا وقد ذر عليه من تراب حفرته ) أخرجه أبو نعيم الحافظ في باب ابن سيرين , وقال : هذا حديث غريب من حديث عون لم نكتبه إلا من حديث أبي عاصم النبيل , وهو أحد الثقات الأعلام من أهل البصرة . وقد مضى هذا المعنى مبينا في سورة " الأنعام "
عن ابن مسعود . وقال عطاء الخراساني : إذا وقعت النطفة في الرحم انطلق الملك الموكل بالرحم فأخذ من تراب المكان الذي يدفن فيه فيذره على النطفة فيخلق الله النسمة من النطفة ومن التراب ; فذلك قوله تعالى " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى " .
وفي حديث البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن العبد المؤمن إذا خرجت روحه صعدت به الملائكة فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الطيبة فيقولون فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا فيستفتحون لها فيفتح فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة فيقول الله عز وجل " اكتبوا لعبدي كتابا في عليين وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى " فتعاد روحه في جسده ) وذكر الحديث . وقد ذكرناه بتمامه في كتاب " التذكرة " وروي من حديث علي رضي الله عنه ; ذكره الثعلبي . ومعنى " وفيها نعيدكم " أي بعد الموت " ومنها نخرجكم " أي للبعث والحساب . تَارَةً أُخْرَى
يرجع هذا إلى قوله : " منها خلقناكم " لا إلى " نعيدكم " . وهو كقولك اشتريت ناقة ودارا وناقة أخرى ; فالمعنى : من الأرض أخرجناكم ونخرجكم بعد الموت من الأرض تارة أخرى .
" مِنْهَا خلقنكم وَفيهَا نعُيدُكُم وَمنْهَا نُخرِجُكُم تَارَةً أُخرَى ".
أراد بخلقهم من الأرض خلق أصلهم هو آدم عليه السلام منها.
وقيل: إن الملك لينطلق فيأخذ من تربة المكان الذي يدفن فيه فيبددها على النطفة فيخلق من التراب والنطفة معاً.
وأراد بإخراجهم منها أنه يؤلف أجزاءهم المتفرقة المختلطة بالتراب ويردهم كما كانوا أحياء ويخرجهم إلى المحشر " يوم يخرجون من الأجداث سراعاً " المعارج: 43 عقد اللّه عليهم ما علق بالأرض من مرافقهم حيث جعلها لهم فراشاً ومهاداً يتقلبون عليها وسوى لهم فيها مسالك يترددون فيها كيف شاؤوا وأنبت فيها أصناف النبات التي منها أقواتهم وعلوفات بهائمهم وهي أصلهم الذي منه تفرعوا وأمهم التي منها ولدوا ثم هي كفاتهم إذا ماتوا ومن ثم قال رسول اللّه صلى الله "تمسحوا بالأرضِ فإنها بِكُم برة ".
القول في تأويل قوله تعالى : كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُولِي النُّهَى (54) يقول تعالى ذكره: كلوا أيها الناس من طيب ما أخرجنا لكم بالغيث الذي أنـزلناه من السماء إلى الأرض من ثمار ذلك وطعامه، وما هو من أقواتكم < 18-321 > وغذائكم، وارعوا فيما هو أرزاق بهائمكم منه وأقواتها أنعامكم ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ ) يقول: إن فيما وصفت في هذه الآية من قدرة ربكم، وعظيم سلطانه لآيات: يعني لدلالات وعلامات تدلّ على وحدانية ربكم، وأن لا إله لكم غيره ( لأولِي النُّهَى ) يعني: أهل الحجى والعقول ، والنهى: جمع نُهية، كما الكُشَى: جمع كُشْيَة.
قال أبو جعفر: والكشَى: شحمة تكون في جوف الضبِّ، شبيهة بالسرّة، وخصّ تعالى ذكره بأن ذلك آيات لأولي النُّهَى، لأنهم أهل التفكُّر والاعتبار، وأهل التدبر والاتعاظ.
{ منها خلقناكم } يعني : آدم عليه السلام { وفيها نعيدكم } عند الموت { ومنها نخرجكم } عند البعث { تارة } مرة { أخرى }
{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى} أي من الأرض مبدؤكم، فإن آباكم آدم مخلوق من تراب من أديم الأرض، وفيها نعيدكم أي وإليها تصيرون إذا متم وبليتم ومنها نخرجكم تارة أخرى، {يوم يدعوكم فستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا}. وهذه الآية كقوله تعالى: {قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون}، وفي الحديث الذي في السنن أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حضر جنازة، فلما دفن الميت أخذ قبضة من التراب فألقاها في القبر، وقال: منها خلقناكم، ثم أخذ أخرى وقال: وفيها نعيدكم، ثم أخرى وقال: ومنها نخرجكم تارة أخرى.
والضمير في ( منها ) يعود على الأرض ، وأراد خلق أصلهم آدم . وقيل : ينطلق الملك إلى تربة المكان الذي يدفن فيه من يخلق فيبددها على النطفة فيخلق من التراب والنطفة معاً قاله عطاء الخراساني . وقيل : من الأغذية التي تتولد من الأرض فيكون ذلك تنبيهاً على ما تولدت منها الأخلاط المتولد منها الإنسان فهو من باب مجاز المجاز ( وفيها نعيدكم ) أي بالدفن بها أو بالتمزيق عليها ( ومنها نخرجكم تارة ) بالبعث ( تارة ) مرة ( أخرى ) يؤلف أجزاءهم المتفرقة ويردّهم كما كانوا أحياء . وقوله ( أخرى ) أي إخراجة أخرى لأن معنى قوله ( منها خلقناكم ) أخرجناكم .
نلحظ هنا أن موسى ـ عليه السلام ـ يعرض على فرعون قضايا لا تخص فرعون وحده، إنما تمنع أن يوجد فرعون آخر. وقوله: {منها .. "55"} (سورة طه) أي: من الأرض التي سبق أن قال عنها: {الذي جعل لكم الأرض مهداً .. "53"} (سورة طه) ثم ذكر لنا مع الأرض مراحل ثلاثة: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى "55"} (سورة طه) وفي آية أخرى يذكر مرحلة رابعة، فيقول: {فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون "25"} (سورة الأعراف) بذلك تكون المراحل أربعة: منها خلقناكم، وفيها تحيون، وإليها ترجعون بالموت، ومنها نخرجكم بالبعث. فقوله تعالى: {منها خلقناكم .. "55"} (سورة طه) الخلق قسمان: خلق أولي، وخلق ثانوي، الخلق الأولي في آدم عليه السلام، وقد خلق من الطين أي: من الأرض. ثم الخلق الثاني، وجاء من التناسل، وإذا كان الخلق الأولي من طين، فكل ما ينشأ عنه يعد كذلك؛ لأنه الأصل الأول. ويمكن أن نوجه الكلام توجيهاً آخر، فنقول: التناسل يتولد من ميكروبات الذكورة وبويضات الأنوثة، وهذه في الأصل من الطعام والشراب، وأصله أيضاً من الأرض. إذن: فأنت من الأرض بواسطة أو بغير واسطة. وإن كانت قضية الخلق هذه قضية غيبية، فقد ترك الخالق في كونه عقولاً تبحث وتنظر في الكون، وتعطينا الدليل على صدق هذه القضية، فلما حلل العلماء طينة الأرض وجدوها ستة عشر عنصراً تبدأ بالأكسوجين، وتنتهي بالمنجنيز، وحين حللوا عناصر الإنسان وجدوها نفس العناصر الستة عشر، ليثبتوا بذلك البحث التحليلي صدق قضية الخلق التي أخبر عنها الخالق عز وجل. وقوله: {وفيها نعيدكم .. "55"} (سورة طه) هذه مرحلة مشاهدة، فكل من يموت منا ندفنه في الأرض؛ لذلك يقول الشاعر: إن سئمت الحياة فارجع إلى هي أم أحنى عليك من الأم الأرض تنم آمناً من الأوصاب التي خلفتــك للإتعــاب فبعد أن تنقض بنية الإنسان بالموت لا يسارع إلى مواراته التراب إلا أقرب الناس إليه، فترى المرأة التي مات وحيدها، وأحب الناس إليها، والتي كانت لا تطيق فراقه ليلة واحدة، لا تطيق وجوده الآن بل تسارع به إلى أمه الأصلية (الأرض). وذلك لأن الجسد بعد أن فارقته الروح سرعان ما يتحول إلى جيفة لا تطاق حتى من أمه وأقرب الناس إليه، أما الأرض فإنها تحتضنه وتمتص كل ما فيه من أذى. ومن العجائب في نقض بنية الإنسان بالموت أنه تتم على عكس بنائه، فعندما تكلم الخالق عز وجل عن الخلق الأول للإنسان قال: إنه خلق من تراب، ومن طين، ومن حمأ مسنون، ومن صلصال كالفخار. وقلنا: إن هذه كلها أطوار للمادة الواحدة، ثم بعد ذلك ينفخ الخالق فيه الروح، فتدب فيه الحياة. فإذا ما تأملنا الموت لوجدناه على عكس هذا الترتيب، كما أنك لو بنيت عمارة من عدة أدوار، فآخر الأدوار بناءً أولها هدماً. كذلك الموت بالنسبة للإنسان يبدأ بنزع الروح التي وضعت فيها آخراً، ثم يتصلب الجسد و(يشضب) كالصلصال ثم يرم، وينتن كالحمأ المسنون، ثن يتبخر ما فيه من ماء، وتتحلل باقي العناصر، فتصير إلى التراب. ثم يقول تعالى: {ومنها نخرجكم تارة أخرى "55"} (سورة طه) أي: مرة أخرى بالبعث يوم القيامة، وهذا الإخراج له نظام خاص يختلف عن الإخراج الأول؛ لأنه سيبدأ بعودة الروح، ثم يكتمل لها الجسد. هذه كلها قضايا كونية تلقى على فرعون علها تثنيه عما هو عليه من ادعاء الألوهية، والألوهية تقتضي مألوهاً، فالإله معبود له عابد، فكيف يدعي الألوهية، وليس له في الربوبية شيء؟ فلا يستحق الألوهية والعبادة إلا من له الربوبية أولاً، وفي الأمثال: (اللي أكل لقمتي يسمع كلمتي). ثم يقول الحق سبحانه:
{ قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يٰمُوسَىٰ } * { قَالَ رَبُّنَا ٱلَّذِيۤ أَعْطَىٰ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ } * { قَالَ فَمَا بَالُ ٱلْقُرُونِ ٱلأُولَىٰ } * { قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى } * { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّىٰ } * { كُلُواْ وَٱرْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ } * { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ }شرح الكلمات:
{ أعطى كل شيء خلقه }: أي خلقه الذي هو عليه متميز به عن غيره.
{ ثم هدى }: أي الحيوان منه إلى طلب مطعمه ومشربه ومسكنه ومنكحه.
{ قال فما بال القرون الأولى }: أي قال فرعون لموسى ليصرفه عن ادلائه بالحجج حتى لا يفتضح فما بال القرون الأولى كقوم نوح وعاد وثمود في عبادتهم الأوثان؟
{ قال علمها عند ربي }: أي علم أعمالهم وجزائهم عليها عند ربي دعنا من هذا فإنه لا يعنينا.
{ في كتاب لا يضل ربي }: أي أعمال الأمم في كتاب محفوظ عند ربي وسيجزيهم بأعمالهم إن ربي لا يخطئ ولا ينسى فإن عذب أو أخر العذاب فإن ذلك لحكمة اقتضت منه ذلك.
{ مهاداً وسلك لكم فيها سبلاً }: مهاداً، فراشاً وسلك: سهل، وسبلاً طرقا.
{ أزواجاً من نبات شتى }: أزواجاً: أصنافاً: شتى: مختلفة الألوان والطعوم.
{ ان في ذلك لآيات }: لدلائل واضحات على قدرة الله وعلمه وحكمته ورحمته.
{ لأولى النهى }: أي أصحاب العقول لأن النهية العقل وسمى نهية لأنه ينهى صاحبه عن ارتكاب القبائح كالشرك والمعاصي.
{ منها خلقناكم }: أي من الأرض وفيها نعيدكم بعد الموت ومنها نخرجكم عند البعث يوم القيامة.
{ تارة أخرى }: أي مرة أخرى إذ الأولى كانت خلقاً من طين الأرض وهذه اخراجاً من الأرض.
معنى الآيات:
السياق الكريم في الحوار الذي دار بين موسى عليه السلام وفرعون إذ وصل موسى وأخوه الى فرعون ودَعَوَاهُ إلى الله تعالى ليؤمن به ويعبده وبأسلوب هادئ لين كما أمرهما الله تعالى: فقالا له:
{ والسلام على من اتبع الهدى إنا قد اوحي علينا أن العذاب على من كذب وتولى }
ولم يقولا له لا سلام عليك، ولا أنت مكذب ومعذب. وهنا قال لهما فرعون ما أخبر به تعالى في قوله: { قال فمن ربكما يا موسى؟ } أفرد اللعين موسى بالذكر لإدلائه عليه بنعمة التربية في بيته ولأنه الرسول الأول فأجابه موسى بما أخبر تعالى به بقوله: { ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى } أي كل مخلوق خلقه الذي هو عليه متميز به من شكل ولون وصفة وذات ثم هدى الأحياء من مخلوقاته الى طلب رزقها من طعام وشراب، وطلب بقائها بما سن لها وهداها إليه من طرق التناسل إبقاء لأنواعها. وهنا وقد أفحم موسى فرعون وقطع حجته بما ألهمه الله من علم وبيان قال فرعون صارفاً موسى عن المقصود خشية الفضيحة من الهزيمة أمام ملائه قال: { فما بال القرون الأولى } أخبرنا عن قوم نوح وهود وصالح وقد كانوا يعبدون الأوثان. وعرف موسى ان اللعين يريد صرفه عن الحقيقة فقال له ما أخبر تعالى به في قوله: { علمها عند ربي في كتاب، لا يضل ربي ولا ينسى } فإن ما سألت عنه لا يعنينا فعلم حال تلك الأمم الخالية عند ربي في لوح محفوظ عنده وسيجزيها بعملها، وما عجل لها من العقوبة أو أخر إنما الحكمة يعلمها فإن ربي لا يخطئ ولا ينسى وسيجزى كلاً بكسبه.
ثم أخذ موسى يصف ربه ويعرفهم به وهي فرصة سنحت فقال { الذي جعل لكم الأرض مهاداً } أي فراشاً مبسطوطة للحياة عليها { وسلك لكم فيها سبلاً } أي سهل لكم للسير عليا طرقا تمكنكم من الوصول الى حاجاتكم فوقها، { وأنزل من السماء ماء } وهو المطر المكون للأنهار والمغذي للآبار. هذا هو ربي وربكم فاعرفوه واعبدوه ولا تعبدوا معه سواه. وقوله تعالى: { فأخرجنا به أزواجاً من نبات شتى } أي بالمطر أزواجاً أي أصنافاً من نبات شتى أي مختلفة الألوان والطعوم والروائح والخصائص. كان هذا من قول الله تعالى تتميماً لكلام موسى وتذكيراً لأهل مكة المتجاهلين لله وحقه في التوحيد. وقوله: { كلوا وارعوا أنعامكم } أي مما ذكرنا لكم من أزواج النبات وارعوا إبكلم واغنامكم وسائر بهائمكم واشكروا لنا هذا الإنعام بعبادتنا وترك عبادة غيرنا. وقوله تعالى: { إن في ذلك لآيات لأولي النهى } أي أن في ذلك المذكور من إنزال المطر وإنبات النبات لتغذية الإنسان والحيوان لدلالات على قدرة الله وعلمه وحكمته وأنه بذلك مستحق للعبادة دون سواه الا أن هذه الدلائل لا يعقلها الا أصحاب العقول وذوو النهى فهم الذي يستدلون بها علم معرفة الله ووجوب عبادته وترك عبادة غيره. وقوله تعالى: { منها } أي من الأرض التي فيها حياة النبات والحيوان خلقناكم أي بخلق أصلكم الأول وهو آدم، وفيها نعيدكم بالموت فتقبرون أحياء للحساب والجزاء بالنعيم المقيم أو العذاب المهين بحسب صفات نفوسكم فذو النفس الطاهرة ينعم وذو النفس الخبيثة من الشرك والمعاصي يعذب.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1- تعين إجابة السائل ولتكن بالعلم الصحيح النافع.
2- تقرير مبدأ من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
3- تنزه الرب تعالى عن الخطأ والنسيان.
4- الاستدلال بالآيات الكونية على الخالق عزوجل وقدرته وألوهيته.
5- احترام العقول وتقديرها لأنها تعقل صاحبها دون الباطل والشر.
6- تسمية العقل نهية لأنه ينهى صاحبه عن القبائح.
منها من الأرض خلقناكم أي أباكم آدم عليه السلام وقيل يعجن كل نطفة بشيء من تراب مدفنه فيخلق من التراب والنطفة معا أو لأن النطفة من الاغذية وهي من الأرض وفيها نعيدكم إذا متم فدفنتم ومنها نخرجكم عند البعث تارة أخرى مرة اخرى والمراد باخراجهم أنه يؤلف اجزاءهم المتفرقة المختلطة بالتراب ويردهم كما كانوا أحياء ويخرجهم إلى المحشر عدد الله عليهم ما علق بالأرض من مرافقهم حيث جعلها لهم فراشا ومهادا يتقلبون عليها وسوى لهم فيها مسالك يترددون فيها كيف شاءوا وانبت فيها أصناف النبات التي منها أفواتهم وعلوفات بهائمهم وهي أصلهم الذي منه تفرعوا وأمهم التي منها ولدوا وهي كفاتهم إذا ماتوا .
بارك الله فيك أخي الوصابي فقد كفيت وو فيت و لا أعلم فقد تكون لم تنتبه إلى أن الأخ أحمد عمرو هداه الله لم يأت بجديد في افتراءه ولم يبعد عن أقوال المفسرين أصلا و إن حاول أن يتلاعب بكلماته فانظر لقوله وقد كبرته في الإقتباس ليتضح أكثر للمتابعين فهو يقول بأنه والمفسرين لم يقولوا بأن تفسيرهم لقوله تعالى ( وفيها نعيدكم ) وتفسيره هو
وفسر الماء بعد الجهد بالماء
نصيحة لك من أخ محب يا أخي أحمد اتق الله و لا تفسر كلام ربك على هواك