[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيـان ]
https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=66002
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - ذو الحجة - 1433 هـ
17 - 10 - 2012 مـ
05:57 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ـــــــــــــــــــــ
بيان قول الله تعالى:
{ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله وخلفائه وأئمة الكتاب وآلهم ومن تبع نهجهم وسار في دربّهم إلى ربّهم متنافسين في حبّه وقربه، أمّا بعد..
قال الله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:28]. وإلى البيان الحقّ، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، قال الله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً}، والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل كانوا يكفرون بالحياة الأولى؟ والجواب في محكم الكتاب: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [الواقعة:62].
ولذلك يحاجّهم ربّهم بالأحداث التي كانوا ينكروها فوجدوها من بعد موتتهم الأولى فعذّبهم الله. تصديقاً لقول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثنتين وَأَحْيَيْتَنَا اثنتين فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
فلماذا قالوا: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثنتين}؟ فتلك موتتهم من بعد الحياة الأولى وموتتهم من بعد الحياة الثانية فصاروا اثنتين، وأما قولهم: {وَأَحْيَيْتَنَا اثنتين}، وتلك حياتهم من بعد الموت الأول وحياتهم من بعد الموت الثاني، فما خطبكم لا تكادون تفقهون قولاً؟ سلامٌ قولاً من ربّ رحيم، سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً}، أي كيف تكفرون بالله وقد تبيّن لكم عذاب الله من بعد موتكم؟ ومن ثم قال الله تعالى: {فَأَحْيَاكُمْ}، وتلك هي الحياة من بعد موتتهم الأولى، ومن ثم قال الله تعالى: {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} وذلك بعد انتهاء حياتهم الثانية، ومن ثم قال الله تعالى: {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(28)} صدق الله العظيم، وتلك الحياة الخالدة لا موت من بعدها في جهنّم خالدين في حكم الله في محكم كتابه، ولذلك قالوا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثنتين وَأَحْيَيْتَنَا اثنتين فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
فأمّا البيان لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)} صدق الله العظيم [غافر]، وذلك يوم البعث الشامل يوم يبعثهم الله جميعاً ينادون من وراء الحجاب فيسمعون صوت الله يمقتهم فيحتقرهم، ألا وإنّ مقت الله هو أكبر من مقت المؤمنين للكافرين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10)} صدق الله العظيم [غافر].
وأما قولهم: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثنتين}، فلا بد أن تكون حياة قبل موتتهم الأولى وحياة قبل موتتهم الثانية، ومن ثم يتبيّن لكم من خلال قولهم: {وَأَحْيَيْتَنَا اثنتين}، وذلك إحياؤهم من بعد موتتهم الأولى وإحياؤهم من بعد موتتهم الثانية، فما خطبك يا عمرو لا تكاد تفقه الخطاب والقول الصواب ذكرى لأولي الألباب؟ ولكننا قمنا بتكبير خط هذا البيان علك تبصر.
ونكتفي بهذا القدر في تبيان البعث الأول ورفعت الأقلام وجفّت الصحف، ونترك الحكم بيننا لقوم يعقلون من علماء المسلمين وأمّتهم فمن كان يرى أنّه قادرٌ على أنْ يقيم الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني من محكم القرآن فليتفضل للحوار مشكوراً.
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ