الموضوع: رَسولُ الله موسى وآل عِمران مِن ذُرِّيَّةِ رَسولِ الله يوسف ..

النتائج 351 إلى 360 من 1284
  1. افتراضي

    منا ومنك يا إمامنا الحبيب صلوات ربي وسلامه عليك

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيَ
    22 - جمادى الآخرة - 1444 هـ
    15 - 01 - 2023 مـ
    04:02 صباحًا
    (بحسب التقويم الرسميّ لأُمّ القُرى)
    ________

    ويا حبيبي في الله ليس هذا وقت مسائل، واقترب التَّمكين فَمِن ثمَّ يَتِمّ رَفع ظُلم الإنسان عن أخيه الإنسان في العالَمين بإذن الله، فَصَبرٌ جميل
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=411863

    وانا مثلك اقول نفس القول

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة : وليد احمد الامير
    اقتباس مشاركة : وليد احمد الامير
    امامي الكريم اخواني الانصار والله لقد جاء على بالي ان اخبركم ردا على من يضنوني انصاري جديد
    وانا ترددة مرارا وتكرارا ان اخبر امامي ذو المقام الكريم
    واخواني الانصار
    بعد ان تعرفت عل دعوة الامام المهدي ناصر محمد اليماني تقريبا في عام ٢٠١٥
    عن طريق الانصاري عبدالله سليم عوفان جزاه الله الف... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=411873
    انتهى الاقتباس من وليد احمد الامير
    لا عليك يا حبيب الرحمن معظمنا هكذا لم يصدق من حولنا اصعب شيء على قلبي كان اولادي كم تمنيت وما زلت اتمنى يصبحوا انصار ولكنك لا تهدي من احببت الله يهدي من يشاء

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    محمد غالب احمد الجدري :
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ونعيم رضوانه
    نعم الحواريين كانوا من سبط نبي الله يوسف وقد قسموا بني اسرئيل الأرض المقدسة بين اسباط يعقوب وكان قسم سبطين ابناء يوسف عليه السلام وابناء بنيماين اخو يوسف مناصفة في الحداء وال عمران هم في الحداء في بني بداء وبني جلعةالساكنين بجانب جبل لبو من شرقيه ولهم مصنعه راس الجبل وأيضا جبل سعير الذي في الحداء هم قد سكنوة هناك الحواريين وأيضا المائدة التى نزلت من السماء التى طلبها الحواريين نزلت عليهم في الحداء في قريه القضاضه ومازال يسمون المكان الذي نزلت فيه المائدة بوادي المائدة بجانب جبل التعامد الذي كان فيه رسول الله يحي ابن زكريا عليه السلام
    لذالك بقيه الاسباط العشرة كان قسمهم في المقادشه وما حولها ولم يعلموا بالمولود الجديد أبن مريم عليهما السلام وعندما كان عيسى يصعد الى الأرض المقدسه وبيت المقدس كان يبيت هو والحواريون في قريه ديار عينا التى تقع شمال حورور بحوالى 3 كيلوا متر وبينها وبين الاقمر يوجد طور الزيتون.
    ونعم صدقت يا امامي فهارون هو اخو موسى من الام لانهم وهم في خولان عندما أضلهم السامري والسامري او بيت السامري هم الان في خولان في قريه المعينه يسمون بيت السامري لحد اليوم فعندما اضل السامري قوم موسى
    فجاء اليهم موسى أتيا اليهم من حريب القراميش بعد ما كلم الله واخذ الالواح وجاء موسى الى اخيه من أمة هارون وهم في بني جبر خولان وقال له ياابن ام لاتاخذ بلحيتي ولا براسي فأني اخاف ان تقول
    انتهى الاقتباس
    أخي الحبيب محمد ، الأماكن التي ذكرتها أنت هي قُرى يمنية ! وبني أسرائيل منذُ يوسف عليه السلام ، إلى زمن موسى عليه السلام أستوطنوا مصر … وبعد التيّه ، عندما بعث الله لهم طالوت ملكاً ، سكنوا الأرض المقدسة ( فلسطين ) وعاشوا بها حتى بُعث إليهم عيسى بن مريم عليه السلام ، وهم في فلسطين وقُراها ، ولم يستوطنوا قُرى اليمن السعيد أبداً ……

    والحمد لله رب العالمين

  5. افتراضي

    اقتباس من البيان الحق :



    وكانوا في عُزلةٍ عن قبائل الأسباط (عايشين لوَحدِهم في عُزلتِهم) بَعيدًا عن قُرى القبائل العَشر الذين يُؤذونَهم مِن ذُرِّيَّة الأسباط العَشَرة مِن قبائل بني إسرائيل؛ ولذلك فانعَزلوا - آل عمران - والحَواريّون معهم في عُزلتِهم ثمّ تَسَنَّت لهم فُرَصة كِتمانِ تكليمِ المسيح عيسى في المَهدِ صبِيًّا حتى حين يَبعَثهُ الله خَشيَة أن يقتلوه - الأشرار مِن بني إسرائيل


    …………………. إنتهى الإقتباس ،


    اليهود الشياطين حرفوا الإنجيل والتاريخ ! فزعموا بأن مريم عليها السلام هاجرت إلى مصر خوفاً على المسيح من الملك هيرودس الذي كان يحكم البلاد ، ويقتل أطفال بني اسرائيل لإعتقاده بأن منهم سيخرج نبي يزاحمه على عرشه ؟!
    فهربت مريم عليها السلام بالمسيح إلى مصر ؟!

    لكن الإمام عليه السلام ، كذب هذه المزاعم ، بذكرّه السبب الحقيقي لإخفاء معجزة تكليم المسيح وهو في المهد ، خوفاً عليه من بني اسرائيل الأشرار أنفسهم أبناء الأسباط العشرة …

    وفي قول الإمام عليه السلام ، بأن مريم والحواريون اعتزلوا بني اسرائيل وبعيداً عن قُراهم ! فهذا يؤكد أن الوجهة التي أستقروا بها ، بعيداً عن الأرض المقدسة ، هي منطقة ذات نخل ، وليست منطقة زيتون كالقدس وقراها ؟

    وأقرب منطقة لفلسطين وذات حرارة عاليّة وصالحة لزراعة النخيل :
    اقتباس المشاركة :
    قريّة المجهول بالأردن ،
    فهي ذات نخل عند النقطة الأكثر انخفاضاً على كوكب الأرض، حيث الهواء الغني بمستويات مرتفعة من الأكسجين. تجدون القرية على بعد أميال قليلة من موقع تعميد المسيح، وأمتار قليلة من نهر الأردن، ترتفع درجة الحرارة في المنطقة قليلاً عن المناطق المجاورة، بينما تتمتع بمناخ زراعي وتربة خصبة ويعتبر وادي الأردن أفضل مكان في العالم لزراعة التمر المجهول عالي الجودة
    انتهى الاقتباس



    والرطب يستوى في عزّ أشهر الصيّف ! وليس كما حرفوا اليهود الشياطين بأن ولادة المسيح كانت بالشتاء ؟!

    الحمد لله على البيان الحق
    والحمد لله رب العالمين

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة : محمد غالب احمد الجدري
    اقتباس مشاركة : محمد غالب احمد الجدري
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ونعيم رضوانه
    نعم الحواريين كانوا من سبط نبي الله يوسف وقد قسموا بني اسرئيل الأرض المقدسة بين اسباط يعقوب وكان قسم سبطين ابناء يوسف عليه السلام وابناء بنيماين اخو يوسف مناصفة في الحداء وال عمران هم في الحداء في بني بداء وبني جلعةالساكنين بجانب جبل لبو من شرقيه ولهم م... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=411895
    انتهى الاقتباس من محمد غالب احمد الجدري
    {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } صدق الله العظيم..
    فلا تتبع ملة وكذب الذي يريدون ان يجعلوا القدس في اليمن ..لكي يسهل عليهم احتلال ما بقي من ارض فلسطين..
    فلا تَصُدُّوا عن الحق بجهالة منك إني لك ناصح ..ويا أخي الكريم في الله أليس بلقيس ملكة سبأ هاجرت إلى نبي الله سليمان وكان عرشها في سبأ وحين جاءت هي ومن سافر معها إلى الشام ..! تم نقل عرشها إلى الشام ..!
    فهل العقل والمنطق يقول أن نبي سليمان عليه السلام ترك ملكه ورحل لسبأ !!.
    تدبر سورة النمل والقصص ولا تتسرع ..

  7. افتراضي

    لااله الاالله وحده لاشريك له

  8. افتراضي

    وقل رب زدني علما
    الأسامة شهوان
    لن نرضى حتى يرضى ربنا

  9. افتراضي

    تحيه الله عليكم ونعيم رضوانه
    سؤالي حول الذريه
    هل عيسى بن مريم عليهما السلام
    هو من ذريه يوسف
    لان الله خلقه بكن فيكون
    لانه لم يكن محمولا في صلب اي انسان من قبله
    ولا حتى في صلب ابونا ادم
    كما بينت لنا في بيان سابق
    { إِنَّ مَثَلَ عِیسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَۖ خَلَقَهُۥ مِن تُرَابࣲ ثُمَّ قَالَ لَهُۥ كُن فَیَكُونُ }
    [سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٥٩]
    فهل نقول بانه من احفاد ذرية يوسف عليه السلام
    كون الحفده هم ابناء الصهر وعيسى ابن مريم ولد من دون اب
    هذه مشاركه اخونا الأنصاري وليد الأمير.
    وإليك أخي وليد الجواب.
    عيسى ابن مريم ليس من ذرية يوسف ولا من ذريات آدم بل هو حفيد يوسف وحفيد آدم. وهذا من ما بينه إمامنا الحبيب.
    إليك الرد في هذا البيان.
    اقتباس
    (( وأبَشِّر كافّة البَشَر بحفيد آدم - عيسى ابن مريم - عليهم الصّلاة والسّلام.

    وربّما يَودّ أحد السّائلين أن يقول: "فكيف يكون المسيح عيسى ابن مريم حفيد آدم وهو ليس مِن ذريّته تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٥٩﴾‏ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ ‎﴿٦٠﴾‏} صدق الله العظيم [آل عمران]؟".

    فمِن ثمّ يَردّ على السّائلين خليفة الله المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إن الحفيد هو ابن بنتك وليس ابن ابنك، وأما البنين فهم الذُّكور الذين يَحمِلون ذريّتك تصديقًا لقول الله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ‎﴿٧٢﴾‏} صدق الله العظيم [النحل]، كون الابن يَحملُ ذريّة النَّسَب لأبيه، وأمّا البنت فتحمِل ذُريّة الصِّهر، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ‎﴿٥٤﴾‏} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وسَلامٌ على المُرسَلين والحمد لله ربّ العالَمين..
    صاحبُ عِلم الكتاب وفصلَ الخِطاب والقول الصّواب؛ خليفة الله على العالم بأسره الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ))
    البيان كامل.
    هنا
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 388466 من موضوع مُعجزاتٌ خارِقَةٌ لمريم العذراء ..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    30 - ذو القعدة - 1443 هـ
    29 - 06 - 2022 مـ
    08:24 صباحًا
    (بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القرى)


    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=388179
    ______________


    مُعجزاتٌ خارِقَةٌ لمريم العذراء ..


    بِسم الله الرّحمن الرحيم والصلاة والسّلام على الأنبياء والصِّدّيقين والشّهداء والصّالحين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين؛ ثُمَّ أمّا بعد ..

    مِن باب التّمهيد لخلق الله عبده المسيح عيسى بن مريم بكلمةٍ ألقاها إلى مريم (كُن فيَكون) فَمِن باب التّمهيد مِن ربّ العالَمين لتُصَدِّق بأمر ربّها في مُعجزة حَملها مِن غير أن يمسَسها بشر، ولذلك أيّد مريم ابنة عمران بمُعجزاتٍ خارقةٍ حقيقيّةٍ على الواقع الحقيقيّ، فبعد أن اختصَم أعمامها عند القضاء أيُّهم يَكفُل مريم ابنة أخيهم (عمران بن يعقوب) فتمّ تحكيم الله باختيار مَن يَكفُلها عن طريق القُرعة تصديقًا لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ‎﴿٤٤﴾‏} [آل عمران].

    واختار الله أن يتكفّلها عمُّها (زكريا بن يعقوب) عليهم الصّلاة والسّلام تصديقًا لقول الله تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ‎﴿٣٧﴾‏} [آل عمران].

    ولكني لا أجد أنّ نبيّ الله زكريا سألها في كل مرةٍ حين يَجلِب لها طعامًا فيجدُ عندها رزقًا - أنواعًا مِن الأطعمة - رغم أنّه كان يُلاحظ ذلك كلما دخل عليها المحراب يجلبُ لها الطعام، فكان يظنّ أنّ أحدَ أعمامها جلب إليها ذلك الطعام قبل مجيئه، فعلِمت مريم أنّ عمها كان يظنّ ذلك - أنّ مِن أعمامها مَن يجلب لها طعامًا - ولذلك تراه لم يسألها مَن جلَبَ لها طعامًا كونه لم يستغرب منه شيئًا، كون ذلك الطعام موجودًا في السّوق، ولذلك لم يسألها رغم أنّه يجد لديها طعامًا كلما دخل زكريا عليها المحراب، فعلِمت مريم أنّ سبب عدم سؤال عمّها كونه يظنّ أنّ ذلك الطعام أحضره لها أحدُ أعمامها؛ برغم أنّه ليس مِن عند أحدٍ مِن أعمامها.

    وكان يُحضِر زكريا الطعام فيأكل مع مريم، فأرادت مريم ذات يوم أن تعمل مفاجأةً لعمّها زكريا - عليهم الصّلاة والسّلام - فأعدّت مَأدبة على مُختلَف أنواع فواكه الأعناب الأسود والأبيض - مُحبّبٌ وغير ذي حبوبٍ - وبرتقال ورمانٌ وبطّيخٌ والتّين وكافّة أنواع الفواكه التي يعلم عمّها زكريا أنّه ليس مَوسِمها ولا وجود لها إطلاقًا في السّوق، فأحضر عمّها طعامها بميقاتِ الغداء فتفاجَأ بمأدبةٍ في مِحرابها ضيافةً لعمّها زكريا فيها على مُختَلف أنواع المأكولات اللذيذة، وكذلك على مُختَلف أنواع الفواكه بكافّة أنواعها خصوصًا التي تعلم أنّ عمّها زكريا يعلمُ أنّه ليس موسِمها إطلاقًا ولا وجود لها في السّوق، فأصابته الدّهشة ممّا شاهده مِن مُختَلف أنواع الفواكه التي ليس مَوسِمها إطلاقًا؛ فهنا سألها مُندهشًا كيف فواكه طازجة لدى مريم ليس مَوسمها بل على مُختَلف أنواعها طازجةً طريّةً فقال: "يا مريم أنّى لكِ هذا ولسنا في موسم هذه الفواكه؟!"، فقالت: "أنه مِن عند الله إنّ الله يرزق مَن يشاء بغير حسابٍ"، فقال لها زكريا: "وكيف رزقِكِ الله فهل أحضر هذه الفواكهَ الملائكةُ مِن الجنة؟" فقالت مريم: "كلّا يا أبتي بل أنا مَن أصنع هذه الفواكه وكل ما تجده لديّ مِن طعامٍ فلم يُحضِره أحدٌ مِن أعمامي كما ظننتَ في نفسك، كونك تجد لديّ طعامًا كل يوم ولم تسألني مَن جلب إلَيّ الطعام فأردتُ أن أعمل لك مفاجأة"، فقال: "وكيف تَصنعين ذلك؟"، فقالت: "يا أبتي سَل ما في نفسك"، فطلبَ شيئًا كذلك لم يأتِ بعدُ مَوسِمه فأحضَرت ترابًا وماءً، وصنَعت مِن التّراب على هيئة ما طلبَه عمّها زكريا - تمرًا رُطَبًا جَنيًّا - فقالت: "اللهم اجعله رُطَبًا جَنيًّا"، فأجابها الله؛ فإذا ببراعم التّراب صاروا رُطَبًا جَنيًّا!، فقالت: "تفضّل يا عمِّي الحبيب" فتناول زكريا ما شاهده بأمّ عينه أنها صنعَته مِن ترابٍ مِن غير شجر نخيلٍ، فأكَل منه فوجده حقًّا رُطَبًا جَنيًّا حُلوَ المذاق كمثل الرُّطَب الجَنيّ المعروف حين ينضجُ، فشاهد قُدرة الله كيف أجاب الله دعاء مريم بفواكه مِن غير شجرٍ ورُطَبٍ بغير نخيلٍ، هنالك دعا زكريا ربّه بيقينٍ تامٍّ، وقال الله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ‎﴿٣٨﴾‏ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٣٩﴾‏ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ‎﴿٤٠﴾‏ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ‎﴿٤١﴾‏} [آل عمران].

    فكان يُعيقُ يقينَ دعاء زكريا أنّ امرأته عاقرٌ أي: قاعِدٌ لم تَعد تحيض، ولكنّه أيقنَ أنّه حتى ولو كانت امرأته عاقرًا فسوف يُجيبه الذي أجاب مريم؛ فكيف أجابها الله بفواكه مِن غير شجرٍ ورُطَبٍ جَنيٍّ مِن غير نخيلٍ! إنّ ربّي على كل شيءٍ قدير، فدعا ربّه أن يهبَ له ذريّةً طيّبةً حتى ولو كانت امرأته عاقرًا فإنّ ربّي سميعُ الدّعاء على كل شيءٍ قدير، كونه وجدَ معجزات خارقة لدى مريم - عليهم الصّلاة والسّلام - ولذلك دعا ربّه في تلك اللحظة وهو مُوقِنٌ بالإجابة رغم أنّه يدعو مِن قبلُ ولكن كان يُعيقُ يقينَ الإجابة أنّ امرأته صارت عاقرًا قاعِدًا لا تحيض.

    غير أنّ زكريا بسبب ما شاهدَ أمامه مِن مُعجزات إجابةً مِن الله لدعاء مريم، ولكننا لم نجد زكريا يتوسّط بالدعاء لربّه عن طريق مريم أن تدعو الله له أن يهَب له ذريّةً طيّبةً فهو يعلم أنّ ذلك شركٌ بالله بل دعا الله مباشرةً؛ هنالِكَ دعا زكريا ربّه بيقينٍ أنّه سيُجيبه لا شكّ ولا ريب كما أجاب مريم برغم عدم توفّر الأسباب الفيزيائيّة الطبيعيّة، وقال الله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ‎﴿٣٨﴾‏ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٣٩﴾‏ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ‎﴿٤٠﴾‏ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ‎﴿٤١﴾‏ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ‎﴿٤٢﴾‏ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ‎﴿٤٣﴾‏ ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ‎﴿٤٤﴾‏ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ‎﴿٤٥﴾ ‏وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٤٦﴾‏ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٤٧﴾‏ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ‎﴿٤٨﴾‏ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿٤٩﴾‏ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿٥٠﴾‏ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ‎﴿٥١﴾‏} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وأمّا بالنسبة لنبيّ الله زكريا ففي مساء يوم الدّعاء؛ مساءَ ذلك اليوم طلبَ مِن زوجته الرَّفثَ فقال لها: "ليَهبَ لنا الله مِن لدُنه وليًّا"، فتبسّمت ضاحكةً فقالت: "لا يأسَ مِن رَوْحِ الله"، فلبَّت الطّلب - زوجة نبيّ الله زكريا - فكتبَ الله لهما يحيى، ومرّت ثلاثة شهورٍ وفي ذات يومٍ وهو قائمٌ يُصَلّي في المِحراب فبعدَ أن أنهى صلاته بدعاء القنوت لصلاة الفجر؛ فإذا بالملائكة يدخلون عليه المِحرابَ فتمثَّل جبريل رجلًا سويًّا، ثم أكمل صلاته - الفَجْر - فقال جبريل: "السّلام عليكم ورحمة الله"، قال: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"، قال: "يا زكريا إنّا نُبشِّرك بغلامٍ اسمه يحيى لم نجعل له مِن قبلُ سَميًّا"، فأخذَته الدّهشة كونه حينها قد نسيَ أنّه دعى ربه وهو مُوقنٌ بالإجابة حتى ولو كانت امرأته عاقرًا قاعدًا لا تحيض، ولكننا نجده عندما جاءته الملائكة بالبشرى لم يَعُد اليقين كما كان حين الدعاء في لحظة الدعاء يوم شاهَد المُعجِزات ولذلك أخذته الدّهشة! كيف يكون له غلامٌ وكانت امرأته عاقرًا وقد بلغَ مِن الكِبَر عِتيًّا؟! ولكن الرّد على تَعجُّبه قد تنزَّل مع جبريل والملائكة - عليهم الصّلاة والسّلام - في عِلم الغيب أنّ زكريا سوف تأخذه الدّهشة مِن ذلك وقال الله تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا ‎﴿٧﴾‏ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ‎﴿٨﴾‏ قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ‎﴿٩﴾‏ قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۚ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا ‎﴿١٠﴾‏ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ‎﴿١١﴾‏} [مريم].

    وذلك تمهيدًا للمُعجزة الكبرى لمريم - عليها الصلاة والسّلام - أن تحمل بغير زوجٍ يمسَسها ولم تكُ بغيًّا بل بكلمةٍ مِن الله (كُن فيكون) في نفس السّاعة حملًا وولادةً في نفس اليوم، ولم يكن بطلبٍ مِن مريم عليها الصّلاة والسّلام، ولكنه طلب أمّها فأجاب الله دعاء أمّ مريم كونها كانت تريد ذكَرًا فوضعَتها أنثى، ولكنّ الله ابتلى يَقينها وظنّها في الله فكأنّه لم يُجب دعائها حين وضعَتها أنثى وليس الذّكرُ كالأنثى، ولكن ظنّها في الله أنه أجاب طلبها ولكن كما يشاء هو سبحانه، ولذلك قالت: "والله أعلم بما وضعتُ فعسى أن يجعل الله فيها خيرًا لدينه"، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ‎﴿٣٥﴾‏ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ‎﴿٣٦﴾‏} [آل عمران] صدق الله العظيم.

    إذًا الذَّكَر (المسيح ابن مريم) إجابةً لدعاء أم مريم التي كانت تتمنى لو أنّها وضعَت ذكَرًا لتنفع به دين الله، وليس الذَّكرُ كالأنثى كون زوجها عمران بن يعقوب مات وهي حامل؛ رغم أن الله أجابها ولكن بطريقته المُعجِزة اللّاحقة نظرًا لقناعتها أنّ الله أجابها كون امرأة عمران وهبت لله ما في بطنها مُحرَّرًا فتقبّل منها إنّه هو السّميع العليم، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ‎﴿٤٢﴾‏ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ‎﴿٤٣﴾‏ ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ‎﴿٤٤﴾‏ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ‎﴿٤٥﴾ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ‎﴿٤٦﴾‏ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٤٧﴾‏ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ‎﴿٤٨﴾‏ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿٤٩﴾‏ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ‎﴿٥٠﴾‏ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ‎﴿٥١﴾‏ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ‎﴿٥٢﴾‏} [آل عمران] صدق الله العظيم.

    وأبَشِّر كافّة البَشَر بحفيد آدم - عيسى ابن مريم - عليهم الصّلاة والسّلام.

    وربّما يَودّ أحد السّائلين أن يقول: "فكيف يكون المسيح عيسى ابن مريم حفيد آدم وهو ليس مِن ذريّته تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ‎﴿٥٩﴾‏ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ ‎﴿٦٠﴾‏} صدق الله العظيم [آل عمران]؟".

    فمِن ثمّ يَردّ على السّائلين خليفة الله المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إن الحفيد هو ابن بنتك وليس ابن ابنك، وأما البنين فهم الذُّكور الذين يَحمِلون ذريّتك تصديقًا لقول الله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ‎﴿٧٢﴾‏} صدق الله العظيم [النحل]، كون الابن يَحملُ ذريّة النَّسَب لأبيه، وأمّا البنت فتحمِل ذُريّة الصِّهر، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ‎﴿٥٤﴾‏} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وسَلامٌ على المُرسَلين والحمد لله ربّ العالَمين..
    صاحبُ عِلم الكتاب وفصلَ الخِطاب والقول الصّواب؛ خليفة الله على العالم بأسره الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة : وليد احمد الامير
    اقتباس مشاركة : وليد احمد الامير
    امامي الكريم اخواني الانصار والله لقد جاء على بالي ان اخبركم ردا على من يضنوني انصاري جديد
    وانا ترددة مرارا وتكرارا ان اخبر امامي ذو المقام الكريم
    واخواني الانصار
    بعد ان تعرفت عل دعوة الامام المهدي ناصر محمد اليماني تقريبا في عام ٢٠١٥
    عن طريق الانصاري عبدالله سليم عوفان جزاه الله الف... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=411873
    انتهى الاقتباس من وليد احمد الامير
    اقتباس
    (( ويا معشر الأنصار، إنّي أعلم حسرتكم على النّاس أو على أهلكم الذين لم يصدقوا بدعوة الحقّ من ربّهم، ولكن تذكّروا حسرة من هو أرحم بعباده منكم الله أرحم الراحمين، فأنيبوا إليه ليهدي عباده ولا تحصروا الرحمة على أهلّ بيوتكم فإن فعلتم فقد فتنتكم رحمتكم أنتم؛ بل تذكّروا من هو أرحم بعباده منكم وأنيبوا إليه ليهدي عباده جميعاً، وساعدوني في صلاح البشر ساعدكم الله، فلا تدعوا عليهم إن كنتم تريدون الله يكون راضياً في نفسه، فاعلموا إنّه لن يتحقّق ذلك حتى يدخل الأمم في رحمته جميعاً، ألا والله إنّ المهديّ المنتظَر لا يعتبر أُمَّه (وهي أمُّه) إلا جُزءاً من هدفه من أمَمٍ بأسرها، واعلموا أنّ الله على كل شيء قدير.

    وأما الذين يرون أنّ الأمر عادي بالنسبة لهم فأهم شيء لديهم هو أن يرضى الله عنهم ليدخلهم جنّته ويقيهم من ناره فلهم ذلك، ولكن سؤال المهديّ المنتظَر إليهم هو: فهل ترون أنّكم سوف تستمتعون بالنّعيم والقصور وربّكم المستوي على عرشه من فوقكم متحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فإذا كان جوابكم نعم، فأقول لكم: إذاً أنتم أصلاً تحبون أنفسكم، ولكن ربّي وعدني بقوم يحبهم ويحبونه ))
    الرابط: https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=6419

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6419 من موضوع يا (من يخاف وعيد) أحبَّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعالٌ لما يريد ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 01 - 1431 هـ
    22 – 12 - 2009 مـ
    10:55 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    يا (من يخاف وعيد) أحبَّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعالٌ لما يريد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يا (من يخاف وعيد)، أَحبّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعّال لما يُريد، اللهم اغفر لأنصاري جميعاً، واغفر لعبدك معهم، اللهم أحِبَّ أنصاري جميعاً واجعلهم ينافسون عبدك في حبّك وقربك، اللهم ارضَ عن أنصاري جميعاً وأكرمهم، اللهم أكرم من أكرم عبدك وأنت أكرم الأكرمين، اللهم احشرنا مع من أحببناه جميعاً من أجلك محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، اللهم اجعل له أرفع درجةٍ في جنّات النّعيم فإنّه أحبّ إلى أنفسنا من آبائنا وأمهاتنا ومن أنفسنا ومن النّاس أجمعين، اللهم واجعلنا له منافسين في حبّك وقربك لأنّك أحبّ إلى أنفسنا من عبدك محمد عليه الصلاة والسلام، اللهم إنّنا نستطيع أن نتنازل عن أعلى الدرجات المادية في جنّتك لمحمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - طمعاً في التنافس في الحبّ في ذات نفسك سبحانك، ومن لم يَغِرْ عليك من عبادك فلن يرقى إلى الحُبّ الأعظم حتى يشعر أنّه يغير على الودود من كافة الأنبياء والمرسَلين ومن المهديّ المنتظَر.

    اللهم ولا تجعل في قلوبنا غِلّاً ولا حقداً للذين آمنوا، اللهم ثبِّتنا على التنافس في حبّك وقربك، اللهم إنّنا نعلم أنّك لم تخلقنا من أجل التنافس على جنّتك؛ بل خلقت الجنّة من أجلنا وخلقتنا لنعبدك وحدك لا شريك لك لنتنافس في حبّك وقربك، اللهم إنّك قد علمتنا أنّه لا فرق عندك بين عبيدك؛ فجميعهم عبيد متنافسون في حُبِّ ربّهم المعبود، اللهم اصرف المُغالاة من قلوب العبيد للعبيد، اللهم إنّي أشهد أنّ سبب هلاك الأمم هي المغالاة في عبادك، فما أن يعلموا بتكريمك لأحد عبادك من الأنبياء والمرسَلين والصالحين إلا وتمسّحوا في قبره وتوسّلوا به إليك وسجدوا على ترابه لك فأشركوا في عبادتهم لربّهم، ولكن عبدك أفتاهم أنّك إلهٌ واحد للجميع ولعبيدك الحقّ جميعاً في التنافس في حبّك وقربك.

    اللهم إنّي وجدت علماء المسلمين قد وضعوا أنبياءك ورسلك خطاً أحمرَ بين العباد والمعبود وأفتوا المؤمنين أنّ الأنبياء أكرم عبادك وأنّه لا ينبغي للصالحين أن يكونوا أكرم منهم عندك أو أحبّ منهم إلى نفسك، وبسبب هذه العقيدة الباطلة استيأس التابعين من المنافسة في حبّك وقربك وجعلوك حصرياً للأنبياء والمرسَلين من دون الصالحين بحُجة أنّك اصطفيتهم لرسالتك، ولم يتذكّروا أنّك أمرت جبريل والملائكة أجمعين أن يسجدوا لبشرٍ خلقته من طينٍ برغم أنّ ملائكتك هم عبادك المُقربّون من قبل أن تخلق آدم عليه وعليهم الصلاة والسلام، أفلا يعلمون أنّك الغفور الودود فعّال لما تريد وإنّما فعلت ذلك بسبب أنّ ملائكتك ظنّوا في أنفسهم بغير الحقّ أنّهم أكرم عبادك نظراً لأنّهم ملائكتك المُقربّون المخلوقون من نورٍ، واعتقدوا إنّه لا ينبغي أن يكون من عبادك من هو أكرم منهم فمنهم حملة عرشك؟ ثم أراد ربّي أن يُعلِّمهم درساً في العقيدة، ثم خلقتَ آدم من طين حتى ينطقوا بما في أنفسهم مما أخفوا من الإعجاب بأنفسهم، ولذلك قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].

    ولكنّي المهديّ المنتظَر أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّها كادت أن تأخذهم العزّة بأنفسهم وليس لأنّهم يخشون أن يُفْسِدَ فيها أو يسفك الدماء؛ بل يقصدون أنّهم خيرٌ منه وأنّهم أولى بك من عبادك. ولذلك قالوا: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم. فأغواهم إعجابهم بأنفسهم حتى أخطأوا في حقّ ربّهم وكأنّهم أعلم من الله، ولكنّ الله أسرّ غضبه في نفسه ولم يبدهِ لهم حتى خلق آدم عليه الصلاة والسلام ثم زاده بسطةً في العلم عليهم، وقال لملائكته: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهنا أدركت الملائكة أن ربّهم لم يعد راضٍ عليهم وأنّهم لم يعودوا صادقين في نظر ربّهم وأنّهم تجاوزوا حدودهم في الخطاب مع ربّهم فيما لا يحقّ لهم فليس لهم من أمر الخلافة شيء؛ بل صاحب الملك والملكوت له الأمر وحده من قبل ومن بعد وليس لملائكته من الأمر شيء، وحين قال الله تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، ومن ثم تبين للملائكة جميعاً أن ربّهم غير راضٍ في نفسه عليهم فتابوا وأنابوا مُسبّحين ربّهم تائبين، فقالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    برغم أنّه كان في أنفسهم ما في نفس إبليس وكانوا يرون أنّهم خيرُ خلق الله وأكرم عبيد الله فهم عباد الله المقربون فهم على مقربة من عرشه ومنهم حملة عرشه ولذلك ظنّوا أنّهم خير عباد الله وأكرمهم في كتابه، وكانوا يظنّون أنّه لا ينبغي أن يكون عبدٌ من جنسٍ آخر هو أكرم منهم، ألا والله إنّهم كادوا أن يزيغوا عن الصراط المستقيم لو أنّهم أصروا على ما كان في أنفسهم، ولكنّهم تابوا وأنابوا فخضعوا إلى قاموس العبيد فلا أفضلية بين العبيد في كتاب الله مهما كان خلقه أو جنسه أو حجمه إلا بالتقوى في كتاب ربّ العالمين، وأمّا إبليس فأخذته العزّة بالإثم وقال: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال: {لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} صدق الله العظيم [الحجر:33]. وبسبب إعجابه بنفسه وتكبره وغروره لعنه الله وأزاغ قلبه وأغواه عن الصراط المستقيم، ولا يظلم ربّك أحداً.

    ويا معشر البشر الأنصار والمسلمين جميعاً، فلو يكرّمكم الله فيجعلكم ملائكةً فلا تهتموا بجنسكم ولا تتفاخروا بالملك، فلا يلهكم ملكوت الدنيا والآخرة مهما أكرمكم الله، إن اهتديتم فأكرمكم ربّكم فلا تعجبكم أنفسكم فيأخذكم الغرور بغير الحقّ.

    وأنا المهديّ المنتظَر، أقسمُ بالله الواحد القهار ما خلقكم الله من أجل التفاخر بالجمال والمال والملك وجنّات النّعيم؛ بل حرِّموا على أنفسكم جنّات النّعيم واتّبعوني لتحقيق النّعيم الأعظم من جنّات النّعيم، ولكنّي سوف أفتي جميع الصالحين وأقول لهم: والله الذي لا إله غيره لن يُجيب دعوة المهديّ المنتظَر فيحرِّم على نفسه جنّة النّعيم حتى يكون اللهُ هو أحبّ إليه من جنّات النّعيم والحور العين ومن الدرجة العالية الرفيعة.

    ولكم الحقّ أن تُحاجوا ربّي وربّكم الله ربّ العالمين فتقولوا: "يا إله العالمين، قد علمنا أنّك أرحم بعبادك من عبيدك فنحن نؤمن أن الله الرحمن الرحيم أرحم الراحمين، وقد علّمنا عبدُك ما تقول حين تهلك عبادك الكافرين من الإنس ومن الجنّ ومن كلّ جنس، فإنّك تقول في نفسك: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس]، فيا ربّ إنّنا نحبّك أكثر من جنّتك وأكثر من كلّ شيء، فمهما كرّمتنا ومهما رفعت مقامنا وحتى لو جعلتنا ملائكة. تصديقاً لقولك الحقّ: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]، فنحن مُتنازلون عن التكريم إلى ملائكتك لأنّه لا فائدة فليس في ذلك نعيمنا، فنحن عبيد سواء من البشر أو من الملائكة أو من الجنّ فلا يهمّنا أن تكرّم جنسنا، فما الفائدة من التكريم وما الفائدة من الدنيا وما الفائدة من نعيم الآخرة مهما كان ومهما بلغ ومهما يكون؟ فكيف نكون فيه سعداء وقد علمنا مدى حسرتك في نفسك على عبادك الذين ظلموا أنفسهم، فكيف نهنأ بالنّعيم والحور العين وقصور جنّات النّعيم، كيف.. كيف.. كيف يا إله العالمين وأنت غير راضٍ في نفسك؟ بل مُتحسّر وحزين على عبادك الذين ظلموا أنفسهم.

    اللهم إنّنا عبادك من البشر قد اتّبعنا المهديّ المنتظَر وحرّمنا على أنفسنا جنّات النّعيم مهما بلغت ومهما تكون حتى تحقّق لنا النّعيم الأعظم منها فتكون أنت راضياً في نفسك لا مُتحسّراً ولا حزيناً، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف]، ونحن على ذلك لمن الشاهدين. ولكننا أتباع المهديّ المنتظَر نشكو إليك ظُلمنا، فلِما خلقتنا يا إله العالمين ونحن نعلم بجوابك في كتاب الحقّ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    ثم نشكو إليك ظُلمنا فقد حرمنا من نعيمنا الأعظم من كلّ شيء وهو أن تكون راضياً في نفسك لا مُتحسِّراً ولا حزيناً ولا غضبان، ولكنّه حال بيننا وبين تحقيق رضوان نفسك كافةُ عبادك الذين ظلموا أنفسهم، اللهم إنّك قلت وقولك الحقّ: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].

    اللهم فاهدِ من في الأرض جميعاً مما يَدِبُّ أو يطير من كافة الأمم أحياءهم وأمواتهم، وليس رحمة مني بهم! كلا وربنا بل لأنّنا آمنّا أنّك حقاً أرحم بعبادك منّا، وإنّما نسألك هداهم لكي يتحقّق نعيمنا الذي فيه سرّ الحكمة من خلقنا، فنحن لا نعبد رضوانك كوسيلة لتدخلنا جنّتك بل آمنا بحقيقة اسمك الأعظم إنّه النّعيم وإنّه حقاً أعظم من نعيم جنّتك، فنحن نعبد رضوان نفسك غاية وليس وسيلة سبحانك، بل نريدك أن تكون راضٍ في نفسك، ولكنّ عبادك الذين ظلموا أنفسهم حالوا بيننا وبين تحقيق النّعيم الأعظم من جنّتك، ونحن نعبد رضوان نفسك حتى تكون أنت راضٍ في نفسك لا متحسّراً ولا حزيناً ولا غضباناً، فذلك منتهى هدفنا وغايتنا وكل مرادنا وكل غايتنا، اللهم إذا لم تُحقق لنا النّعيم الأعظم من جنّتك فلِمَ خلقتنا يا إله العالمين؟ اللهم إنّك حرّمت الظلم على نفسك ونشكو إليك ظُلمنا ممن ظلموا أنفسهم وأذهبوا نعيمنا من ذات نفسك ونحن لنعيم رضوانك عابدين ولذلك خلقتنا، اللهم ارفع بأسك ومقتك وغضبك عن عبادك ونحن نعلم أنّه لا ينبغي لنا أن نستغفر للكافرين رحمةً بهم وهم لا يزالون كافرين، ولكنّنا نشكو إليك ظلمنا، فإن دعَوْنا عليهم فأهلكتهم فقد علمنا ما سوف يقول من هو أرحم بهم من عباده: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يس] .

    فلن نفرح بنصرك ربّي إن أهلكتهم، فما دمت سوف تتحسّر عليهم فإنّ المهديّ المنتظَر وأتباعه الربّانيّون العابدون لنعيم رضوان نفس ربّهم يتضرّعون إليك أن لا تهلك أحداً من عبادك من الذين إن أهلكتهم تقول: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم.

    فكلا يا إله العالمين، اللهم فانصرنا بآيةِ هدايةٍ وليس آية عذاب، اللهم أنّك تحول بين عبادك وبين قلوبهم اللهم فاهدِ قلوبهم إلى ما اهتدينا إليه برحمتك يا أرحم الراحمين فتجعلهم لنعيم رضوانك عابدين حتى يستمتع بنعيم رضوانك عبادُك أجمعون فيتحقّق الهدف من خَلقِهم، فلِمَ خلقتهم؟ أمِنْ أجل أن تدخلهم جنّتك أم من أجل أن تُعذبهم بنارك؟ بل خلقت عبادك ليعبدوا نعيم رضوان نفسك فيستمتعون بحبّك ونعيم رضوان نفسك، اللهم فاجعل عبادك أمّةً واحدةً على صراط نعيم رضوانك وحبّك، فألف بين قلوبهم فيجتمعوا في حبّك ونعيم رضوان نفسك أمةً واحدة يعبدون ربّاً واحداً لا إله إلا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم؛ الله ربّ العالمين ..
    ________________
    انتهى ..

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار لا تدعوا على البشر مسلمهم والكافر إن كنتم تعبدون النّعيم الأعظم فاغفروا للناس يغفر الله لكم، واعفوا عنهم من أجل الله يعفُ الله عنهم من أجلكم فيهديهم فيتحقّق نعيمكم الأعظم.

    ويا معشر المسلمين والمسلمات يا إخواني وأخواتي، سألتكم بالله العظيم البرِّ الرحيم كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنّعيم والحور العين وبالولدان المخلدين وقصور الجنان وحبيبكم الله ليس راضياً في نفسه بل مُتحسّرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فقد علّمناكم ما يقول في نفسه برغم إنّه لم يظلم عباده شيئاً ولكنّهم ظلموا أنفسهم وأعرضوا عن دعوة رسله ليغفر الله لهم - كما أنتم مُعرضون عن دعوة المهديّ المنتظَر - ثم يهلكهم الله بصيحةٍ واحدةٍ من عنده من السماء أو من الأرض فإذا هم خامدون، ثم انظروا ما يقول في نفسه وقال الله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذا يا أحبّاب الله يا من يحبّون الله أكثر من جنّته وأكثر من ملكه وملكوته وأكثر من نعيم الدنيا والآخرة، سألتكم بالله العظيم كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنّعيم مهما بلغ ومها يكون في جنّات النّعيم وربّكم مُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ وهل تدرون لماذا ربّ العالمين يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾}؟ وذلك لأنّه حقاً أرحمُ الراحمين فلا يوجد من هو أرحم من الله بعباده وما ذهبت رحمة الله من نفسه حتى ولو لم يظلم عباده بل هم من ظلموا أنفسهم فكيف إنّه بعث عليهم رسله ليدعوهم إليه ليغفر لهم فأعرضوا عن غفران الله لهم ونعيم رضوانه! وما كان جوابهم جميعاً إلا أن قالوا: {وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ﴿٩﴾ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9-10].

    فيعرضون عن دعوة الغفران ونعيم الرضوان فيتأسف الله عليهم ثم يهلكهم ثم يتحسّر عليهم، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [الزخرف:55].

    ويا معشر الأنصار، إنّي أعلم حسرتكم على النّاس أو على أهلكم الذين لم يصدقوا بدعوة الحقّ من ربّهم، ولكن تذكّروا حسرة من هو أرحم بعباده منكم الله أرحم الراحمين، فأنيبوا إليه ليهدي عباده ولا تحصروا الرحمة على أهلّ بيوتكم فإن فعلتم فقد فتنتكم رحمتكم أنتم؛ بل تذكّروا من هو أرحم بعباده منكم وأنيبوا إليه ليهدي عباده جميعاً، وساعدوني في صلاح البشر ساعدكم الله، فلا تدعوا عليهم إن كنتم تريدون الله يكون راضياً في نفسه، فاعلموا إنّه لن يتحقّق ذلك حتى يدخل الأمم في رحمته جميعاً، ألا والله إنّ المهديّ المنتظَر لا يعتبر أُمَّه (وهي أمُّه) إلا جُزءاً من هدفه من أمَمٍ بأسرها، واعلموا أنّ الله على كل شيء قدير.

    وأما الذين يرون أنّ الأمر عادي بالنسبة لهم فأهم شيء لديهم هو أن يرضى الله عنهم ليدخلهم جنّته ويقيهم من ناره فلهم ذلك، ولكن سؤال المهديّ المنتظَر إليهم هو: فهل ترون أنّكم سوف تستمتعون بالنّعيم والقصور وربّكم المستوي على عرشه من فوقكم متحسرٌ وحزينٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فإذا كان جوابكم نعم، فأقول لكم: إذاً أنتم أصلاً تحبون أنفسكم، ولكن ربّي وعدني بقوم يحبهم ويحبونه.

    اللهم عجّل لعبدك بهم برحمتك يا أرحم الراحمين فمنهم من انضموا إلى الوفد المُكرم ومنهم من لم يعلم بوجود المهديّ المنتظَر بعد، فكم قلبُ إمامهم في اشتياقٍ للقائهم من بعد التّصديق عند البيت العتيق. اللهم إنّ عبدك المهديّ المنتظَر يدعوك بحق لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن لا تُجيب دعوة المهديّ المنتظَر على عبادك بالهلاك لو ينفذ صبري، وأن لا تجيب دعوة الوالدين على أولادهم، وأن لا تجيب دعوة أيّ إنسان على أخيه الإنسان؛ بل أجِب دعوتهم لهم بالرحمة والهدى، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين. اللهم إن عبد النّعيم الأعظم قد أحبّك أكثر من أي شيء ومن كل شيء مهما كان ومهما يكون حتى أصبح كل نعيم هو أن تكون راضياً في نفسك، ولن يتحقّق رضوان نفسك حتى تدخل عبادك جميعاً في رحمتك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
    خادم البشر؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني .
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    .

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 14563 من موضوع ( خطابات الإمام المهدي إلى فضيلتي الشيخين طارق السويدان وسليمان العلوان ) كونوا شهداء بالحقّ يا معشر الأنصار وكافة الزوار ..


    - 9 -

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    28 - 05 - 1432 هـ
    01 - 05 - 2011 مـ
    05:31 صباحاً

    [ لقراءة المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=14514
    ــــــــــــــــــــــ



    مهمة المهديّ المنتظَر هي هداية البشر حتى يكونوا أمّة واحدة على صراطٍ مستقيم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وجميع المُسلمين، أمّا بعد..
    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته يا أحباب الله أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، فلنفرض أنّه سجّل في موقع المهديّ المنتظَر رجل من البشر يدّعي الربوبيّة فلن يزجره المهديّ المنتظَر ولن ينهره حتى ولو يدعى هذا الرجل الربوبيّة من دون الله حتى ولو قال:
    {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ}! ومن ثم تجدون المهديّ المنتظَر يلتزم بتوصية الله في محكم كتابه إلى رسول الله موسى وهارون عليهم الصلاة والسلام إلى فرعون الذي قال : {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴿٢٤} [النازعات]، وبرغم أنّ فرعون ادَّعى الربوبيّة ولكن انظروا إلى توصية الله أرحم الراحمين إلى رسله موسى وهارون عليهم الصلاة والسلام حرصاً منه تعالى على هدى عبده لعله يتذكّر أو يخشى، فبرغم أنّ فرعون عالٍ في الأرض ومن المفسدين وقال: {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴿٢٤} وبرغم ذلك الجُرم الكبير في حقّ الله توصّى الله رسوله موسى وهارون في الحكمة في الدعوة، فقال تعالى: {اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ﴿٤٣فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [طه].

    ويا حبيب المهديّ المنتظَر الحسين بن عمر ويا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار قولوا للبشر قولاً ليّناً في دعوتكم إلى سبيل الله مهما كانت غيرتكم على الحقّ فاكظموا غيظكم واصبروا من أجل الله لتحقيق هدف الهدى للأمّة كلها إلا الذين تبيّن لكم أنّهم من شياطين البشر من الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً من بعد أن تقيموا عليه حجّة العلم والسلطان المبين، ويا أحباب الله وخليفته إنّ مهمة المهديّ المنتظَر أن يهدي البشر الكفار جميعاً الملحدين منهم والمؤمنين بالله المشركين حتى يجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئاً، فمن كان منكم يعبد رضوان الله كغاية وليس كوسيلة فليعلم أنَّ الله لا يرضى لعباده الكفر؛ بل يرضى لهم الشكر لربّهم الذي خلقهم وأنعم عليهم بنعمه، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    وهدف الإمام المهدي عبد النعيم الأعظم وأنصاره أحباب الله صفوة البشريّة وخير البريّة هو أن يحقِّقوا رضوان الله في نفسه كغاية وليس كوسيلة لتحقيق الجنّة، ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد أصحاب التجارة مع الربّ ويقول: "ولكنّي أعبد الله ليرضى عني حتى يقيَني من ناره فيدخلني جنته"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي عبد النعيم الأعظم وناصر محمد وأقول لكم: ذلك يا أصحاب التجارة مع الربّ إنّ الله لا يخلف الميعاد وتقبّل الله تجارتك واشترى منك نفسك ومالك مقابل أن يُدخلك جنّة المأوى عند سدرة المنتهى، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    إِنَّ اللَّـهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} صدق الله العظيم [التوبة:111].

    ولكن إنْ كنت تحب الله أعظم من حبِّك لجنّة النعيم والحور العين فهل ترضى بنعيم الجنة وحورها وقصورها وأحبّ شيء إلى نفسك الرحمن ليس راضياً في نفسه ومتحسراً على عباده الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنّهم مهتدون؟ فتصوروا أحبّتي في الله لو أنّ والدَيكم أو أولادكم او إخوتكم في نار جهنم يصطرخون فيها مع أهل النار، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} صدق الله العظيم [فاطر:37].

    فتصوّروا مدى حسرتكم على والدَيكم وأولادكم وإخوتكم لو كانوا من أصحاب الجحيم، وإنما ذلك بسبب الرحمة في قلوبكم لأرحامكم تكون أشدّ، فما بالكم بحسرة من هو أرحم بعبادة من الأمّ بولدها؛ّ الله أرحم الراحمين؟ فتصوروا مدى حسرته على أمم من عباده كذّبوا برسل ربّهم فأهلكهم فأدخلهم ناره فور هلاكهم وهو عليهم متحسّرٌ وحزينٌ، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون، وبرغم ذلك لم يكن هيِّناً عليه عذابهم وقال الله تعالى:
    {
    إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا أحبّتي الأنصار فنحن نريد أن نجلب السعادة في نفس الله فيرضى في نفسه ولن يتحقّق ذلك إلا بهدى عباده، وأما إذا كنتم تدعون الله بالعذاب على من لم يصدِّق أمرنا عن جهلٍ منه أو تنفّرونهم ثم لا يهتدون فيهلك الله المعرضين عن الذّكر ومن ثم لا نحقق السعادة في نفس الربّ بل نزيده حسرةً على أمّةٍ جديدةٍ يهلكهم الله بسبب إعراضهم عن الحقّ.

    إذاً يا أحبتي الأنصار وجب عليكم أن تصبروا وتكظموا غيظكم من أجل تحقيق هذا الهدف العظيم وهو هدف هدى البشر جميعاً، فقولوا للناس حسناً وكونوا أذلّةً على المؤمنين أعزةً على الكافرين، وإنّما تكونوا أعزة على الكافرين فقط الذين يحاربونكم في الدين، أما الكفار الآخرون الذين لا يحاربونكم في الدين فقد استوصاكم الله أن تبرّوهم وتقسِطوا إليهم لعلّهم يهتدون بسبب معاملتكم الطيّبة لهم.

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِ‌جُوكُم مِّن دِيَارِ‌كُمْ أَن تَبَرُّ‌وهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَ‌جُوكُم مِّن دِيَارِ‌كُمْ وَظَاهَرُ‌وا عَلَىٰ إِخْرَ‌اجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الممتحنة].

    ويا أحبّتي في الله الأنصار السابقين الأخيار فلتكونوا حريصين على تحقيق هدف الهدى للبشر الذي هو مهمة المهديّ المنتظَر حتى يكونوا أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، فلتكونوا من الشاهدين فلن يدعو عليهم الإمام المهدي ليُهلكهم الله ولكنّنا قد ندعو على شياطين البشر إن أجبرونا على ذلك بحربهم لنور الله، وكذلك أنتم لا تدعوا على أحدٍ من البشر وقولوا: "اللهم إنّك أرحم بعبادك من عبيدك فاهدِهم إلى الصراط المستقيم"، ولا تستغفروا للكافرين وهم لا يزالون على إصرارهم وإعراضهم وتكبّرهم عن اتّباع الحقّ من ربّهم فلن يغفر الله لهم ولكنّه يحق لكم الدعاء إلى الله ليهدي قلوبهم إلى الحقّ حتى يهتدوا فيغفر الله لهم إنّه هو الغفور الرحيم، فما بالكم بإخوانكم المسلمين؟

    فأهلاً وسهلاً بأخينا في دين الله الأستاذ كاظم، وكما قلت لك حبيبي في الله أنّه يوجد آياتٌ في الكتاب يخاطب الله بها الكافرين الملحدين المنكرين لوجود الربّ، ومنها قول الله تعالى:
    {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴿٣٥﴾ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الطور]، فانظر لقوله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ}، فنستنبط من ذلك أنّ لكلّ فعلٍ فاعلاً، فلا بد لهم من خالق خلقهم في الوجود، ولكن توجد آياتٌ أخرى تخصّ خطاب الكافرين المشركين وليس الملحدين كون الكافرون المشركون ليسوا ملحدين؛ بل يؤمنون بالله ولكن سبب شركهم بالله هي المبالغة في عباد الله المقربين حتى بالغوا فيهم بغير الحقّ وصنعوا لهم تماثيل فكانوا لهم عابدين من بعد موتهم، وهذا كان سبب شرك الأمم الأولى أشركوا الذين يدعون عباده من دونه، ومن الآيات التي يخصّ خطابها للكافرين المشركين قول الله تعالى: {
    وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٩} [الزخرف].

    {
    وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّـهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّـهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٣٨} [الزمر].

    {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿
    ٦١﴾ اللَّـهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٦٢﴾ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٦٣﴾} [العنكبوت].

    {
    وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٢٥} [لقمان].

    {
    وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٨٧} [الزخرف].

    {
    قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّـهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٣١} [يونس].

    {
    ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚوَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢} [الأنعام].
    صــــــدق الله العظيــــــــم.

    فهذه الآيات نخاطب بها الكافرين المشركين وأمّا الكافرون الملحدون فنخاطبهم بآياتٍ أُخرى كوننا لو نخاطبهم بهذه الآيات سنرتكب خطأً كبيراً، لأنّنا لو نخاطبهم بهذه الآيات فلن يتحقّق قول الله تعالى:
    {لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} صدق الله العظيم، ولكن {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً} فلا بد أن يكون ردُّهم: {
    لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ}. ولكن الكافرين الملحدين لن يقولوا ذلك كونهم ملحدين بربهم؛ بل نخاطبهم بآيات أخرى، كمثل قول الله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴿٣٥﴾ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الطور].

    ونقول لهم ما أمرنا الله أن نقوله للكافرين الملحدين فنحاجّهم بآيات الله على الواقع الحقيقي، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٦٢أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ﴿٦٣أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿٦٥إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ﴿٦٦بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿٦٧أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ﴿٦٨أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴿٧٠أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ﴿٧١أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ ﴿٧٢نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ ﴿٧٣فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٧٤} صدق الله العظيم [الواقعة].

    ولكنّ الكافرين المشركين يختلف كفرهم عن الملحدين كونهم يعلمون أنّ الله خلقهم وهو من ينزّل المزن ويرزقهم من السماء والأرض، وقال الله تعالى:
    {
    وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّـهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٦٣﴾} [العنكبوت].

    ولذلك يا أيها السيد كاظم فلا تحمل همّاً في هدى الكفّار الملحدين، فما أسهل إقامة الحجّة عليهم من محكم القرآن العظيم ولكن المعضلة الكُبرى هي في هدى علماء المسلمين وأمّتهم الذين يؤمنون بهذا القرآن العظيم ويعلمون أنّه كتاب الله المحفوظ من التحريف والتزييف ومن ثم ندعوهم إلى الاحتكام إليه واتِّباع محكمه والاعتصام به والكفر بما يخالف لمحكم كتاب الله في مؤلفات أئمتهم المصطفين من عند أنفسهم فلن يتّبعوا الحقّ من ربّهم بل سوف يعتصموا برواياتهم وأحاديثهم المخالفة لمحكم الكتاب ويحسبوا أنّهم مهتدون، فيا عجبي الشديد! فكيف يكون على الهدى من يتّبع ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم حتى ولو كان الحديث متّفق عليه وهو يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فقد اتّفقوا على باطلٍ مفترى لا شك ولا ريب فهو من عند غير الله ما دام يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم كمثل الحديث المتّفق عليه بحسب فتوى فضيلة الشيخ سليمان العلوان أنَّ الحديث الذي أمر بقتال الناس حتى يكونوا مؤمنين متفقٌ عليه! كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    [أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى ‏ ‏يَشْهَدُوا ‏ ‏أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ ‏ ‏مُحَمَّدًا ‏‏رَسُولُ الله، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ‏ ‏عَصَمُوا ‏ ‏مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَـهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله» حديث صحيح لا شكَّ في صحته؛ فهو متَّفق عليه أخرجه الشيخان البخاري ومسلم]
    انتهى الاقتباس
    ولكن حين ترجع إلى ناموس الدعوة في الكتاب إلى جميع الأنبياء والمرسَلين من أولهم إلى خاتمهم تجد الفتوى من ربّ العالمين أنّه لم يكلّفهم بقتال الناس حتى يكونوا مؤمنين؛ بل أفتى الله إنّما على الرسل البلاغ المبين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ۖ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٨} [العنكبوت].

    وقال الله تعالى:
    {
    قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧} [يس].

    {
    فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النحل:35].

    {
    فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿٨٢} [النحل].

    {
    وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ۚ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور:54].

    {
    وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٢} [التغابن].

    {
    وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠} [الرعد].
    صـــدق الله العظيــــم.

    فهذا يعني أنّه لا إكراه في الدين، فلا ينبغي لنا أن نُكرِه الناس على الإيمان بالرحمن حتى يؤمنوا بالله فيقيموا الصلاة وهم صاغرون، كون الله لن يقبل صلاتهم حتى تكون خالصةً لوجه الله وليس خشية من أحدٍ سواه، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّـهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿١٨
    } صدق الله العظيم [التوبة].

    ولكن هيهات هيهات، فلا تظنوا الإمام المهديّ لن يجاهد في سبيل الله لإقامة حدود الله لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان وليس لإكراه الناس على الإيمان،
    وكذلك نقيم حقوق الإنسان على أخيه الإنسان فنأخذ الزكاة من أموال المسلمين والجزية بقدرها من أموال الكافرين ومن ثم نقسّمها بالسوية على فقراء المسلمين والكافرين من غير تفريقٍ لدينا بين المسلم والكافر أو مجاملةٍ لمسلمٍ، فلن نفضله في الحقوق على الكافر فجميعهم في ذمتنا، فلا يمُنّ علي المسلمون إسلامَهم فيريدون أن يكون لهم فضل وتمييز عن الكافرين في الحقوق! هيهات هيهات فلن نستعبد الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراً فجميعنا عبيد بين يدي الربّ المعبود، وأمرت لأعدل بين المسلم والكافر في الحقوق من غير تفرقةٍ عرقيّةٍ أو عنصريّةٍ لا لعربي ولا لعجمي فهم لدينا في الحقوق سواء وأمرت أن أعدل بينهم بالحقّ، ولن أحاسبهم على الإيمان بالله حتى نكرههم أن يشهدوا أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، ولن نحاسبهم على إقامة الصلاة أو صوم رمضان أو حجّ البيت فحسابهم على الله وما علينا إلا البلاغ المبين في الدعوة إلى الله، وأمِرتُ ان أعدِل بينهم وأرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، غير أننا سوف نحاسبهم على ركنٍ واحدٍ وهي الزكاة كونها تخصّ حقوق الإنسان على أخيه الإنسان فهي حقّ الفقراء في أموال الأغنياء فنأخذ الزكاة من المسلمين كفرض وركن في الدين، وأما الكافرين فهي نفس القدر ولكنّها تسمّى جزية كون الله لن يزكّيهم بها ولذلك تسمى جزية وتعتبر بيت المال العام للمسلمين والكافرين وحقوق المسلم والكافر فيه سواءً من غير تفريق، ونقسّم منها على فقراء المسلمين والكافرين بالسويّة من غير تفريقٍ ونعدل بين المسلم والكافر من غير مجاملةٍ أو تفرقةٍ عنصريةٍ لأنّ المسلم مسلم فلا يمن عليَّ إسلامه بل الله يمن عليه بالهدى إلى الحقّ، ونقيم خلافة إسلاميّة عادلة بين المسلم والكافر خالية من الظلم على الإطلاق فما يختص بحقوق الله بين العبد وربه كالإيمان والصلاة والصوم فلن نحاسبهم على ذلك ولن نكرههم على ذلك كون هذه حقوق خاصة بين العبد وربه فحسابهم على ربهم، تنفيذاً لأمر الله تعالى: {
    فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّـهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّـهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿١٥} صدق الله العظيم [الشورى].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأمّة فيقول: "مهلاً يا ناصر محمد، ألم يأمرنا الله بالقتال في سبيل الله، وقال الله تعالى:
    {
    إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} صدق الله العظيم [الأنفال:73]؟". ومن ثم يقول: "ألم يقصد بذلك الجهاد في سبيل الله؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: اللهم نعم، ولكن ذلك لنصرة إخواننا المسلمين إن تمّ الاعتداء على حرماتهم من الكافرين فوجب على الإمام المهدي نصرتهم بكل ما أوتي من قوة، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٧٢وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴿٧٣} صدق الله العظيم [الأنفال].

    والفتنة في الأرض هي الاعتداء على حقوق المسلم من قبل الكافر ليخرجه من داره بسبب أنّه يؤمن بربِّه فيسلب ماله ويسفك دمه ويهتك عرضه وأرضه؛ أولئك أمرنا الله أن نأخذهم فنقتِّلهم تقتيلاً ونحرّض المؤمنين على قتالهم ولِيَجِدوا من الإمام المهدي غِلظةً وبأساً شديداً حتى نرفع الظلم عن المسلمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {
    الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٤٠} صدق الله العظيم [الحج].

    وكذلك العكس لو أنّ المسلمين يعتدوا على حقوق الكافرين فينهبوا أموال الكافرين ويسبوا نساءهم ويخرجوهم من ديارهم ويسفكوا دماءهم ليس إلا بحجّة أنّهم كافرون وليسوا مؤمنين بالله أولئك سوف يقاتل الإمام المهديّ في صفِّهم ضدّ المسلمين حتى أرفع الظلم عنهم فأعدل بينهم، فلا إكراه في الدِّين ولم يحِل الله لكم أن تأخذوا أموال الناس وتسبوا نساءهم وتسفكوا دماءهم بحجّة عدم إيمانهم بالله:
    {
    قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

    ويا معشر البشر، إنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض أدعو إلى السلام العالمي بين شعوب البشر وإلى التعايش السلمي بين المسلم والكافر وأُمِرت أن أجاهد في سبيل الله لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، ولم يأمرني الله للجهاد للقتال في سبيل الله لإكراه الناس على الإيمان، أفلا تتقون؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗوَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٥٦} [البقرة].

    {
    إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨} [التكوير].

    {
    وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠} [الرعد].
    صدق الله العظيم

    فكيف يأمر الله رسوله بعكس ما أمره به في محكم كتابه كما تزعمون أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال:
    اقتباس المشاركة :
    [أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى ‏ ‏يَشْهَدُوا ‏ ‏أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ ‏ ‏مُحَمَّدًا ‏‏رَسُولُ الله، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ ‏ ‏عَصَمُوا ‏ مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَـهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى الله» حديث صحيح لا شكَّ في صحته؛ فهو متَّفق عليه أخرجه الشيخان البخاري ومسلم]
    انتهى الاقتباس
    ولكنّ علماء المسلمين يزعمون إنّما شُرِّع القتال في سبيل الله لإكراه الناس على الإيمان حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فيقيموا الصلاة! وما لم يفعلوا أحلّ الله لهم سفك دمائهم وسبي نسائهم، وإنّهم لكاذبون. بل شرّع القتال في سبيل الله لرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان لمنع الفساد في الأرض، فمن يقتل نفساً بغير الحقّ سواءً يكون المقتول مسلماً أم كافراً نقيم عليه حدّ الله بالقتل (فلا فرق بين الأنفس في الكتاب) حتى نمنع سفك الدماء في الأرض، فلا ينبغي لمسلمٍ أنْ يسفك دم كافر بحجّة كفره ولا ينبغي لكافر أن يسفك دم مسلمٍ بحجّة إيمانه بربّه.

    وكذلك الذين يعتدون على أعراض الناس بالزنا فسوف نقيم عليهم حدّ الله في محكم الكتاب حتى نمنع الاعتداء على أعراض الناس واختلاط الأنساب.
    وكذلك السارق لمال المسلم أو لمال الكافر نقطع يده بالحدّ المعلوم في البنان وليس الكف من المعصم حتى يستطيع أن يتطهّر من الأذى ولا نبالي. والسارق من بيت مال المسلمين فلا نقيم عليه حد السرقة كونه سرق من المال العام بل نحرمه من منصبه ويُحبس عام فهو ليس أهلاً لولاية بيت مال المسلمين والكافرين. وكل شيء نفصّله في حينه من الكتاب تفصيلاً، ولكن المشكلة هي إعراض علماء المسلمين لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم الذين اتّخذوه مهجوراً، ويشكو الإمام المهديّ ناصر محمد ما شكاه جدّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
    {
    وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠} صدق الله العظيم [الفرقان:30].

    لا قوة إلا بالله العظيم؛ ألا والله إنّه في نظري قد أصبح علماء المسلمين وأمّتهم أحقّ بالعذاب من الكافرين كونهم يؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم الذي يدعو إليه المهديّ المنتظَر كافة البشر، فإذا أول كافر بدعوة المهديّ المنتظَر هم المؤمنون بهذا القرآن العظيم: {
    قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [البقرة:93].

    فإذا كان هذا ردّ علماء المسلمين وأمّتهم إلا من رحِم ربّي فماذا ننتظر من النصارى واليهود والكافرين بهذا القرآن؟ وحتماً سوف يقولون إذا لم يصدّقك قومُك العرب والمسلمون المؤمنون بالقرآن الذي تدعوهم إليه فكيف تريدنا أن نصدق دعوتك ونحن أصلاً كافرون بهذا القرآن الذي تدعو الناس إلى الاحتكام إليه واتّباعه؟ ومن ثم يحكم الله بيننا وبين المسلمين والكافرين فيفتح بيننا بالحقّ وهو خير الفاتحين فيغشى العذاب قرى البشر المعرضين عن الذِّكر مسلمهم والكافر إلا من اتّبع الذكر، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨} صدق الله العظيم [الإسراء:58]؛ كونهم أعرضوا عن ذِكر ربّهم قرى البشر جميعاً مسلمهم والكافر إلا من رحم ربي، تصديقاً لقول الله تعالى:{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١} صدق الله العظيم [يس].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

    فبلغوا بياني هذا إلى فضيلة الشيخ سليمان العلوان وفضيلة الشيخ طارق السويدان، فقد وعد سليمان بالردّ على جميع البيان الحقّ للقرآن للإمام المهدي ناصر محمد اليماني في موقعه، ولكن فليسمح لنا بالحوار في موقعه أو يأتي للحوار في موقعنا طاولة الحوار العالميّة
    (موقع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، منتديات البشرى الإسلاميّة)، وشكراً.

    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. لا نبي ولا رسول من بعد مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا كتاب من بعد كتاب الله القرآن العظيم رسالة الله الشاملة للإنس والجن
    بواسطة بيان في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 17-04-2024, 12:56 AM
  2. رَسولُ الله موسى وآل عِمران مِن ذُرِّيَّةِ رَسولِ الله يوسف ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-04-2023, 11:57 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-11-2012, 07:47 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •