بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى المهدي المنتظر وآل بيته الأبرار وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار إلى اليوم الآخر السلام عليكم ورحمة الله
ما شاء الله سبحانك ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العزيز الحكيم، بيان ذو قيمة غذائية عالية فهو بيان جمع فيه كافة عناصر بناء الشخصية الإنسانية المثالية وتتمثل جميع العناصر في عنصرين الصدق والإخلاص فمن تحرى الصدق وكان فيه الهلكة فإن فيه النجاة وكذلك الإخلاص ولذلك جعل الله حرية عبادته اختيارية فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر كون الله لن يتقبل من عبدٍ عبادته مكرهاً حتى يعرف العبد ربه حق معرفته فمن ثم يعبده مخلصاً له الدين فلا يخشى إلا ربه فيتقبل الله عبادته.
فصدقت يا خليفة الله وبالحق نطقت فوالله إن بيانك بلسماً ونور وشفاءً لما في الصدور ألا والله لا ينكر بيان الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلا جاحد أو حاسد وأما العقول فمن ميزه الله بالعقل فسوف يفتيه بأن هذا هو الحق وتنطق به ألسنتهم ولكن الظالمون منهم والمستكبرون كأمثال الباحثين عن السلطة سوف يقول تعال يا علاءالدين فأنا سوف أفتيك عن إمامك هذا وأخبرك بأسراره فاتركوا خزعبلاتكم هذه وما أرداكم غير المهدي المزعوم الذي حرج خبره من قبتكم هذه.
فمن ثم نجيب على الجاهلين من أمثال هذا الرجل فليس للإمام المهدي أسرار إلا ما كان بينه وبين ربه فذلك لا يعلمه غير المهدي وربه به عليم وكذلك ليس الإمام المهدي معصوم من الخطيئة من قبل مبعثه كمثل جميع الأنبياء ولكنك سترى الإمام المهدي من المرجوين في قومه وبين الناس وترى كل من يعرفه ويجلس معه ويسمع به يحبه وهكذا لا يصطفي الله من عباده إلا الطيبين والمحمودين بين الناس، وكذلك فالإمام المهدي من بعد مبعثه لا ينطق عن الهوى في الدين بل يقول فصلا ويحكم عدلا ويعلم الناس أمور دينهم بما آراه الله بالبيان الحق للذكر فخلفاء الله هم أذكى من يصطفي الله من عباده فهداهم الله واجتبى من شاء منهم لشيء تفوقوا فيه بأنفسهم على جميع العباد في زمنهم نتيجة تفكرهم وجهادهم وبحثهم عن الحق حتى هداهم الله إليه واصطفاهم أئمة للناس في زمن ضلالهم، فمن كان يعرف الإمام المهدي من قبل مبعثه للناس ثم سمع بيانه من أحد الناس فوجدوا بيانه يقبله العقل والمنطق ويطمئن له القلب فمن ثم يعودوا لأنفسهم فيتفكروا ويقولوا وما لنا لا نتبع صاحبنا وقد شهدت عقولنا بصدق حجته واطمأنت له قلوبنا وإن كانت الناس لا تعقل فنحن لدينا عقول ونتفكر ونتدبر فمن ثم ينيبون إلى ربهم فيقتدون بصاحبهم ويتبعون نهجه فيصطفيهم الله ويجتبيهم ويجعلهم صحابته وأنصاره السابقين فينافسونه في حب الله وقربه ويفوزون فوزاً عظيما، كون أنصار الأنبياء والأئمة كذلك يصطفيهم الله كما اصطفى أئمتهم وبنفس الطريقة والكيفية وكلٌ حسب درجته في التفكر والجهاد والبحث عن الحق بتألم في النفس ولا يظلم ربك أحدا.
فلماذا لا تعقلوا يا قوم ولماذا تتقلب أفكاركم وأقوالكم كما تتلون الحرباء فاتقوا الله وأطيعون وما زلنا نعضكم ونقول لكم إن كنتم تريدون السلًطة والجاه فلكم ما سألتم وإن كنتم تريدون النعيم الأعظم من الجاه والسلطة والملك والجنة وحورها فلكم ما سألتم كون للإنسان ما تمنى فسعى لتحقيقه بالقول والعمل فيجزيه الله الجزاء الأوفى فاصدقوا الله يا قوم يصدقكم إصدقوا الله يصدقكم ولا تكونوا من الجاهلين وزنوا أقوالكم وأفعالكم بالقسطاس المستقيم واحذروا حصائد ألسنتكم كونها أقلام قلوبكم فإن خبثت نوايكم خبثت ألسنتكم وأعمالكم ولا تكونوا من المفسدين إن توليتم قطعتم أرحامكم وتكبرتم وتعاليتم بالباطل، فكيف تبحثون عن السكينة والطمئنينة المفقودة في قلوبكم ومن ثم تبحثون معها عن الجاه والمال والسلطان فهل تريدون أن تجمعوا الظلمات والنور والحق والباطل؟
وإنما حين تتبعون رضوان ربكم وإن سخط عليكم الناس هنا يرضى الله عنكم ومن ثم يجعل لكم بين الناس ودا ثم يورثكم الأرض ويأتيكم المال والجاه والسلطان فيجعلكم من الوارثين.
وأما الذين يقولون منكم بل نحن نتبع الوسطية في الدين بين هؤلاء وهؤلاء كما أخبرنا الله أنه جعلنا أمة وسطا؟
ومن ثم نجيبكم بل أمركم الشيطان بأن تكونوا بين هؤلاء وهؤلاء وظلمتم أنفسكم ظلماً عظيما كونكم بوسطيتكم التي تتبعونها قد صرتم منافقين، وإن اسودت وجوهكم بقولي هذا فمن ثم نخبركم بأنه لا وسطية في الدين إلا عند المنافقين الذين أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر بل الدين ليس له وسط بل له طرفين إما الإيمان وإما الكفر إما الحق وإما الباطل أسود أو أبيض، وما جعل الله عليكم في الدين من حرج بالحق وليس بالباطل وهذا مثل الذين اتخذوا وسطية الدين حسب زعمهم في قول الله تعالى:
{مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا}
صدق الله العظيم [النساء:١٤٣].
وأما الأمة الوسط فهي الأمة العربية وسط الأرض في الجزيرة العربية، فاستجيبوا يا قوم لداعي الله للإحتكام إلى كتابه القرآن ليحيكم الله به كما أحيا قلوبنا به فأبصرنا وعرفنا ربنا وقدرناه حق قدره، ولا تقولوا عقولنا ضربت كونكم تعلمون بالحق أننا أفضل من حمل عقل متفكر ومتدبر بل بينوا لنا ما نتلوه لكم بالحق فإن جئتم بخيراً منه بحجة أقوى قيلا وأهدى سبيلا بالحق وأحسن تفسيرا فقد صدقتم ولن تفعلوا أبدا كوننا ندعوكم للحق ونلقي عليكم الأمثال بالحق وأحسن تفسيرا حتى استسلمت للحق عقولكم واطمئنت له قلوبكم فنُكِست على إثره رؤوسكم فأين لكم بحق آخر وقد وجدتموه فيما نلقيه عليكم من البيان الحق للقرآن لخليفة الله الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فماذا بعد الحق إلا الضلال؟
اللهم اجزي عبدك وخليفتك بخير ما جزيت به عبادك المكرمين وصلي عليه يا الله في الأولين وفي الآخرين وفي الملاء الأعلى إلى يوم الدين، سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيءٍ قدير وثبتنا على الصراط المستقيم حتى نلقاك بقلوبٍ سليمة آمنين مطمئنين وسلامٌ على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
بأَبي أَنتَ وأُمي يا أًمِيْر المُؤمِنيْن وخَلِيفَة ربَّ العَالَمِيْن فمَا نَحنُ قائِلينَ لَك إِلا مَا قالَه الله تعالىْ:
ضوابط المشاركة
