بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى المهدي المنتظر ناصر محمد وآل بيته الأبرار وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار إلى اليوم الأخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.:
ويا أخينا سعيد فقيهي مرحبا وأهلا وسهلا بك في موقعنا موقع النور لكل البشر ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
ويا حبيبي في الله ألم تفقه بعد دعوة الله للناس أجمعين تصديقا لقول الله:
{قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١١﴾ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿١٢﴾}[إبراهيم].
ويا عجبي الشديد من أناس يعلمون بأن ربهم أرحم الراحمين ثم يضيفون إلى رحمته رحمة عبد من عبيده فعدلوا برحمة ربهم فصاروا من الذين هم بربهم يعدلون!
فكيف أنكم تعلمون أن الله أرحم الراحمين ثم تذهبون لتلتمسون الرحمة عند عبد من عبيدة بحجة أن الله رفعه بذلك واختصه به ليشفع للناس يومئذ؟
ثم نجيب عليكم فنقول والله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه لو أن الله رفع عبدا من عبيده ليجعله للناس شفيعا أن الله قد أنكر صفته بأنه الله أرحم الراحمين وحاشا لله ربي أن ينكر صفة رحمته فذلك عهده الذي كتبه على نفسه في الدنيا والآخرة أفلا تعقلون؟
ويا سعيد فقيهي سألتك بالله العظيم ربي وربك ورب الناس أجمعين هل تعلم ما هو شرط الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة؟
ثم يجيبني أخي سعيد فقيهي فيقول:
إن شرط تحقق الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة هو الشرط الذي وجدناه في كتاب الله القرآن العظيم حيث قال:
{وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[٥٥:النور].
ثم يقول أخي سعيد فقيهي مرة أخرى إنظر لشرط الخلافة والتمكين إنه جلي واضح بيّن في قوله تعالى:
{يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ}!!
ثم نقول: يا أخي سعيد فقيهي لقد صدقت وصدقت إذ أتيتنا بالبرهان المبين من محكم القرآن العظيم فتلك هي حجة الله علينا وعلى الناس أجمعين.
ثم نسأل أخينا سعيد فقيهي فنقول:
هل بالإمكان يا حبيبي في الله أن تجيبنا عن الفريق الذين وعدهم الله بخلافة راشدة على منهاج النبوة؟
ثم يجيب علينا أخينا سعيد فقيهي فيقول:
إنهم فريق المؤمنين والجواب جلي وواضح أيضا في نفس الآية في قوله تعالى:
{وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}!
ثم ندعي المستمعين للحكم في عقولهم التي ميزهم الله بها ليعلموا الحق من الباطل فنقول يا عبيد الله وإماءه كيف يعد الله قوما مؤمنين بخلافة إسلامية راشدة على منهاج محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ثم يجعل شرط تحققها أن يُطهّروا أنفسهم من الشرك فلا يكونوا مشركين؟
والسؤال الدي يطرح نفسه فهل المؤمنين والذين يعملون الصالحات اليوم صاروا أكثرهم بربهم مشركين؟
ومن ثم نأتيكم بالجواب الحق من محكم الكتاب الذي لا عوج فيه قال تعالى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ}[١٠٦:يوسف].
وهنا يتعجب أخينا سعيد فقيهي وتصيبه الدهشة لو كان من المتدبرين ولو لم يظهرها لنا ولكن عقله حتما ولا بد سيجري عليه ذلك الأمر كون العقول لا تصيبها العمى على الإطلاق فهي لأصحابها شاهد أمين لا يخون بل القلوب التي تعمى حين يصرف أصحابها النظر عن شهادة عقولهم عليهم ولذلك يتساءل أخينا سعيد فقيهي وغيره من المستمعين من عبيد الله وإماءه فيقول أحدهم:
يا طالب العلم علمنا مما علمك إمامك عن المؤمنين الذين صار أكثرهم بربهم مشركون أين وقعوا في الشرك وكيف؟
ثم أجيب عليكم فأقول:
اللهم إن المؤمنين وقعوا في الشرك حين بالغوا برسل ربهم فجعلوهم شفعاءهم بين يدي ربهم أرحم الراحمين رغم أنهم يعلمون أن ليس لهم من الأمر شيء وأن الله هو الذي يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء وأنه لن يدخل أحد جنة ربه إلا برحمته حتى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن يتغمده الله برحمته فلماذا تسألونهم الشفاعة يا معشر المؤمنين فبالغتم فيهم بغير الحق ولو كانوا فيكم لزجروكم ونهوكم عن ذلك كما ينهاكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني؛ فبالله عليكم يا قوم ألستم تعلمون أن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثه الله إلى قوم لا يعلمون ولم يسبقهم من قبله من نذير وكانوا يعبدون الأصنام ويتخذون أصنامهم شفعاءهم بين يدي ربهم ليقربوهم إلى الله زلفا فالسؤال الذي يطرح نفسه لقوم يعقلون:
فكيف يبعث الله محمد رسول الله ليخرج قومه من شفاعة الأصنام التي عبدوها زمناً طويلا ثم يجعل نفسه صنماً لهم فيقول لهم إنه شفيعهم بين يدي ربهم؟ أفلا تعقلون؟ أفلا تتفكرون؟؟؟
فلا تفتروا على رسول الله الكذب ومن يكذب عليه فليتبوء مقعده من النار.
ولم أنسى جواب السؤال القائل:
يا طالب العلم علمنا مما علمك إمامك عن المؤمنين الذين صار أكثرهم بربهم مشركون أين وقعوا في الشرك وكيف؟
ثم ألقي عليكم بالجواب كما علمني خليفة ربي فأقول إن المؤمنين وقعوا في الشرك حين بالغوا برسل ربهم فاتخذوهم شفعاءهم بين يدي ربهم تصديقاً لقول الله تعالى:
{ويقولون هؤلاء شفعاونا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات سبحانه وتعالى عما يشركون}[١٨:يونس].
واتقوا الله يا عبيد الله وإماءه ولا تقولوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله فيكفرون بشرككم يوم القيامة ويكونون عليكم ضدا ثم لا تجدون لكم من دون الله ولياً ولا نصيرا وإنما الذي يأذن الله له ليقف بين يدي ربه فإنه لن يسأله الشفاعة بل سيحاجه بالنعيم الأعظم فيحقق الشفاعة في نفس الله لتشفع للناس رحمته من غضبه وعقابه كون الله إن حقق لذلك العبد النعيم الأعظم فيرضى في نفسه غير متحسر ولا حزين هنا تعم رحمته غضبه فيزيل الفزع من قلوب أولئك الذين كانوا يظنون أن يفعل بهم فاقرة كون الله قد رضي في نفسه وتحققت الشفاعة فيقولون ماذا قال لكم ربكم فيقولون قال الحق وهو العلي الكبير.
وقد يسأل أخينا سعيد فقيهي فيقول: وما برهانك من القرآن العظيم أن سر الشفاعة هو في نفس الله فيرضى فإذا رضى تحققت الشفاعة؟
ثم نأتيك بالجواب السريع والواضح والبيّن قال تعالى:
{وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ}[٢٦:النجم].
وهذا جواب على فقرة واحدة من مشاركة أخينا سعيد فقيهي وما زال لدينا مزيد من بسطة العلم كما علمنا إمامنا وإنا لصادقون بإذن الله فاتقوا الله يا عبيد الله وقولوا قولا سديدا وتفكروا بعقولكم فقد أزف الرحيل فلا يظلنكم الخطب الجليل وبين يديكم حقائق أنباء بالحق من القول الثقيل وقال تعالى:
{وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ﴿٤﴾ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ۖ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ﴿٥﴾}[القمر].
صدق الله العظيم.
وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.