الموضوع: أفتنا يا أيها الإمام العليم في المرضع الحامل كيف تتم الرضاعة لحولين كاملين ؟!

النتائج 1 إلى 10 من 41
  1. افتراضي أفتنا يا أيها الإمام العليم في المرضع الحامل كيف تتم الرضاعة لحولين كاملين ؟!


    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر

    السلام على خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:
    يا خليفة الله إفتنا في شأن المرضع إذا حملت لأحد عشر شهرا من ولادة طفلها الأول فهل تستمر في الإرضاع وهل يؤثر ذلك على الحمل رغم أن إرضاعها لطفلها أفضل كوني أعرف رجل وامرأة لديهم طفلة مصابة بتكسرات الدم والمأكولات السهلة كالبقولبات تؤثر على الطفل فتظهر لديه تورمات بالمفاصل حتى لو أكلت أمه البقوليات فإن الطفل يصاب بالحمى مباشرة وتظهر أعراض المرض فيه ولكون الطفل لا يستطيع أن يتناول إلا الأشياء السهلة والبسيطة لذلك تكون الرضاعة الطبيعية له أفضل.

    فهل من فتوى في كتاب الله كيف ترضع الأم طفلها لحولين كاملين مع أنها معرضة للحمل في أي وقت فهل هذا يعني أنها ترضع طفلها رغم حملها أم المقصود أن تمتنع الأم عن الحمل حتى تنهي مدة الرضاعة أم أن المرضع أصلا لا تحمل حتى تنتهي مدة الرضاعة الربانية حولين كاملين؟ وهل هناك وسيلة في الكتاب لعدم الحمل التلقائي للمرضع كون الموانع الصناعية أحيانا لها أضرار كثيرة فبعضها تمنع الحمل لسنوات قد تزيد على خمس وبعضها تصيب المرأة بحالة عصبية لذلك تعزف أكثر النساء عن تناول تلك الموانع خوفا من الأعراض المجهولة؟
    ولكن هل من حل في كتاب رب العالمين لتوقف الحمل حتى إتمام الرضاعة لحولين كاملين وهل من حملت وهي لم تنهي سنة من ولادتها فيجب عليها التوقف عن الرضاعة فافتنا يا أيها الإمام العليم عليك أفضل الصلاة وأتم التسليم؟ وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
    بأَبي أَنتَ وأُمي يا أًمِيْر المُؤمِنيْن وخَلِيفَة ربَّ العَالَمِيْن فمَا نَحنُ قائِلينَ لَك إِلا مَا قالَه الله تعالىْ:
    {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)} [الأحقاف ]
    [صدق الله العظيم]
    ___________________
    قنــــاتي على اليوتيـــــوب

  2. افتراضي

    نعم نريد الجواب على هذا السؤال المهم اتما بالنسبه لاقراص منع الحمل فلها ضرر كبير جدا وبنفس الوقت اهلاك لذريتك و الحبوب تلك منع الحمل قد تتسبب اذا زادت عن حدها في مشاكل كبيره بالرحم قد يصل الى استئصاله اما بالنسبه لمن لا يريد بنون خشية من فقره وبعظهم من يحاول قتله ومازال ببطن امه فاقول قال الله تعالى :

    (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)
    [سورة اﻷنعام : 151]

    وقال الله تعالى :
    ( (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا)
    [سورة اﻹسراء : 31]

    وذريتك في ظهرك هم اولادك فلا تخشى من الفقر ان الله هو الرزاق الكريم
    وقال الله تعالى :
    (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
    [سورة هود : 6]


    وقال الله تعالى :
    (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
    [سورة العنكبوت : 60]

    فقد علمنا ان الناس ايضا من الدواب وقال الله تعالى :
    (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)
    [سورة النحل : 49]

    وقال الله تعالى :
    (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
    [سورة النور : 45]

    وقال الله تعالى :
    (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا)
    [سورة فاطر : 45]
    صدق الله العظيم

    اللهم اجعلني رحمة للعالمين وقربني اليك حتى اكون العبد الاحب والاقرب لك يا ارحم الراحمين
    مكتبة نون
    https://noonlib.com

  3. افتراضي


    مخاطر و اضرار حبوب منع الحمل على جسم المرأة
    http://www.zafafi.com/%D8%A3%D8%B6%D...-?ref=sub_page


    تزايد خطر الإصابة بجلطات مع استخدام بعض أقراص منع الحمل
    http://www.alarabiya.net/articles/20...26/146761.html


    اقتباس المشاركة 143640 من موضوع بيان الرضاعة للأطفال حولين كاملين من حليب الأمّهات لاستكمال نمو جسم الطفل النّمو الصحيح والأساس القوي..



    https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=143638

    الإمام ناصر محمد اليماني
    19 - 07 - 1435 هـ
    18 - 05 - 2014 مـ
    04:40 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ



    بيان الرضاعة للأطفال حولين كاملين من حليب الأمّهات لاستكمال نمو جسم الطفل النّمو الصحيح والأساس القوي ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليهم وآلهم الطيبين وجميع المؤمنين إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    ويا معشر الأمهات، إنّ لبنَ المرأة آيةٌ من آيات الله لأطفالكن، وإنّ الفرق لكبيرٌ بين أطفال (النيدو) والأطفال الذين يرضَعون من أمّهاتهم لبناً مركباً سائغاً للأطفال لنمو أجسادهم من الله كما هو مطلوبٌ لنمو أجسادهم النمو السليم، فترضعه الأمُّ بين كلّ ثلاث إلى أربع ساعاتٍ، وفصال الطفل عن الرضاعة في عامين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [لقمان:14].

    وأيُّ طبيبٍ يفتي أنّ لبن المرضع الحامل يضرّ الطفلَ أو يؤثر على الجنين فإنه لمن الكاذبين لكون الله يعلم أنّ من النساء من تحمل؛ ولكن الله يعلم أنّه لا يوجد هناك ضررٌ على الطفل أو الجنين بشرط أن تتغذّى الأم التغذية اللازمة لتوفر المعادن المطلوبة لكون التغذية ليست لها وحدها؛ بل يشاركها طفلُها وجنينُها في بطنها إذا كانت حاملاً.

    وإذا واظبت الأمّ على أن ترضع طفلها عند كل ثلاث إلى أربع ساعاتٍ فلن تحمل على الإطلاق، ولكن إذا كان حليب (النيدو) يشارك نهدها في إرضاع الطفل فهنا حتماً سوف تكون معرضةً للحمل بسبب عدم تنظيم الرضاعة، ولهذا السبب تجدون من النساء من تحمل وهي مرضعٌ ومنهنّ من لا تحمل أثناء الرضاعة، والسبب هو كون منهنّ من ترضع طفلها بشكلٍ مُنَظَمٍ ودقيقٍ بين الفترة والأخرى ومنهنّ الكسولة في الرضاعة مما يعرضها للحمل أثناء الرضاعة، ولكن التي ترضع طفلها من ثلاث إلى أربع مرات في اليوم رضعاتٍ مشبعاتٍ فلن تحمل بإذن الله حولين كاملين لكون الرضاعة المنظمة تمنع الدورة الشهريّة، وأهم شيء استخدام الحليب الذي أوجده الله في نهود الأمّ ليغذي طفلها، ولكنَّ الأمّ الهزيلة جداً إذا لم تتغذَّ جيداً وحملت وهي مرضعٌ فحتماً سوف يضعف جسمها بسبب الرضاعة وقلة التغذية فهنا تستعين بمرضعةٍ أخرى حتى تستعيد قوتها، وكذلك على زوجها أن يتجنّب الطمث حتى تستعيد الأمّ قوتها.

    وعلى كل حالٍ إنَّ لبن الأمّ مركّبٌ تركيباً معدنيّاً عجيباً لنمو عظم الطفل وتأسيسه ويقوي المناعة لدى الطفل من الأمراض ويساعد على النمو العقليّ الممتاز، ويعشق الطفل أمّه ويحبّها حبّاً جمّاً، ويتعرف على رائحة أمِّه من الطفولة إلى أن يصير شاباً إذ يستطيع أن يتعرف على ملابس أمّه من بين ملابس النساء نظراً لرائحتها المميزة التي تعوَّد عليها منذ الطفولة، فكم الأمّ مخطئة تلك التي ترضع طفلها حليب (النيدو) مع أنّها قادرةٌ على إرضاع طفلها! ألا تجدون أنّ أطفال النهود قلّما يصابون بمرضٍ وأجسامهم قويّة وصحيحة؟ وأمّا أطفال (النيدو) فيعانون من تعرضهم للأمراض منذ الطفولة والسبب هو لكون الطفل الذي يرضع حليب الأمّ تجدون مناعته قوية، وأما طفل (النيدو) فمناعته هزيلةٌ فتنتصر على المناعةِ الأمراضُ، ومنهم من يتعرّض للموت بسبب إهمال الأمّ وتهاونها في أهميّة الرضاعة، ثم يجعلها الله السبب في موت طفلها لكونها ليست أهلاً أن تكون أمّاً.

    وإنما ترضع الأم طفلها بحليبٍ آخر عند انعدام الحليب في نهودها؛ بل لو تعتمد على النهود في تغذية طفلها حرصاً منها لتطبيق أمر الله لرزقها الله الحليب، وإنّما تعطيه حليباً آخر عند انعدام الحليب في نهودها وانقطاعه نهائياً.

    وربما بعض الأمهات لم يعجبها بيان الإمام المهديّ حول الرضاعة ومن ثم نقول لها: فهل تريدين طفلك أن يكون بارّاً بك؟ فاجعليه يحبّك منذ الطفولة فيتعوّد على رائحتك وطعم حليبك فيحبّك فيطيع أمرك ولا يعصيك ويبرّك كون المحب لمن أحبّ مطيعُ.
    وأستوصيكن بالرضاعة ما استطعتن بإذن الله.

    وكذلك يجب على المرأة المرضع أن تحضر إناءً به ماء دافئ أو معتدل فمن ثم تغسل نهودها قبل الرضاعة فتدلي بنهدها في الإناء وتغسله جيداً من غير صابونٍ؛ بل غسلاً طبيعياً حتى يزول العرق والأوساخ والجراثيم من الجسم الخارجي لنهودها وذلك للحفاظ على سلامة الطفل.

    ولا يجوز للأمّ على الإطلاق أن ترضع طفلها وهي مستلقيةٌ على جنبها وذلك حتى لا تقتل طفلها لكونها قد تنام فتنحني على طفلها وهي نائمة فلا يستطيع أن يتنفس الطفلُ فتميته فتصبح من النادمين.

    ونستوصيكن بالرضاعة ما استطعتن في اليوم من ثلاث إلى أربع مراتٍ أي من ثلاث إلى أربع ساعات في اليوم والليلة، ولا تترك طفلها حتى يبكي من شدّة الجوع. ورضي الله عنكن وأرضاكن بنعيم رضوانه، وبرّوا آباءكم يبرّكم أولادكم وكونوا عباد الله إخواناً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 84208 من موضوع بيان الفتوى في تحريم زواج الأخت من الرضاعة لكونها صارت أخته وأمّها أمّه بدءاً من الرضعة الأولى..

    -3-
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]
    https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=84203

    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 03 - 1434 هـ
    01 - 02 - 2013 مـ
    03:57 صــــباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    مزيدٌ من التفصيل إلى السائل العالم الجليل أحد علماء المسلمين المكرمين..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليهم وأسلم تسليماً وجميع المسلمين إلى يوم الدين..

    ويا فضيلة الشيخ العالم الجليل السائل الباحث عن الحقّ بإذن الله رضي الله عنك وأرضاك، وقبل أن أجيب على سؤالك أقول: فهل يعقل أن يتزوج الابن امرأة وهي أمّ أبيه بالنسب أو بالرضاعة؟ فهي أمّ أبيه ويناديها أبوه (يا أمي فلانة)، فهل يجوز لابنه أن يتزوج أم أبيه!؟ وتجد ذلك يرفضه العقل والمنطق. وكذلك هل يعقل أن يتزوج الابن عمّته وهي أخت أبيه في النسب أو أخت أبيه من الرضاعة؟ وحاشا لله ربّ العالمين؛ بل ذلك محرمٌ في كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، وصدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بقوله:
    [يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب] صدق عليه الصلاة والسلام وآله.

    ألا وإنّ إخوة الرجل من الرضاعة صاروا أعماماً لذرّية أخيهم من الرضاعة فيدخلون ضمن المحارم في كتاب الله، وإنّما يَحِلُّ لإخوة الرجل وأخواته أن يتزوّجوا بإخوة أخيهم من الرضاعة كونهم لا علاقة لهم بإخوة الرضاعة وإنّما رضع أخاهم من امرأة فأصبح هو فقط أخاً لأولاد تلك المرأة التي أرضعته ولا علاقة للإخوة بإخوة الرضاعة؛ وإنما علاقة إخوة الرضاعة والمحارم على أخيهم وذرّيته كون ذرّيته يختلف الأمر لأنّ أولاد المرأة التي أرضعت أباهم صاروا أعماماً وعماتٍ ويدخلون ضمن المحارم، كما يحرم في النسب أن يتزوج الرجل بأخت أبيه.

    وربّما يود أحد السائلين أن يقول يا إمامي: "يا للهول فإني قد نكحت امرأةً وتبيّن لي أنها أخت أبي من الرضاعة وأنجبت منها أولاداً ذكوراً وإناثا ولم أكن أعلم بحرمة ذلك، أو لم أكن أعلم أن زوجتي أخت أبي من الرضاعة إلا الآن، فما هو الحل يا إمام المسلمين؟" ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: لم يأمرك الله أن تطلِّقَها حتى لا تُيَتِّمْ أطفالك فتتزوج أمّهم برجلٍ آخر؛ بل رحم الله أطفالك ورحم أمّهم ورحمك معهم ولم يأمرك الله أن تطلقها بل يستمر زواجكما كونك لا تعلم بحرمة ذلك من قبل الزواج فينطبق عليك وعلى أمثالك قول الله تعالى:
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم [النساء:23].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، أفتني من محكم كتاب الله أنّه يقصد {مَا قَدْ سَلَفَ} بأنه قد أصبح الحرام حلالاً طيباً في مواضع محددةٍ من بعد التوبة أن يعود لمثل ذلك". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى:
    {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:275].

    وهنا تجدون أنّ الأموال التي اكتسبها من الربا فمن بعد التوبة وأن لا يعود لمثل ذلك فقد صارت الأموال الحرام التي اكتسبها من الربا قد صارت حلالاً طيباً من بعد التوبة، ونستنبط من هذه الآية ما المقصود بقوله تعالى:
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ} أي أنّه أبقى عليه ماله كونه ليس مال سرقةٍ أو نهبٍ بل كان بتراضي الطرفين؛ غير أنّ الربا محرمٌ في كتاب الله ولكن من تاب من أكل أموال النّاس بالربا فقد أصبح ما سلف حلالاً طيباً من بعد التوبة، إن ربي غفورٌ رحيمٌ. والمهم أننا استنبطنا المقصود من قول الله تعالى:
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم
    {إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} صدق الله العظيم

    أي إلا ما قد مضى وانقضى فله وضع خاصٌ؛ أي من الخصوصيات رحمةً من الله، فما أرحم الله أرحم الراحمين! فتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.

    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  4. افتراضي

    سلام الله على إخوتي الأنصار و سلام الله على أخي و حبيبي في الله علاء، يقول الحقّ تبارك و تعالى:وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.
    تدبّر معي جيّدا قوله تعالى::وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ فإنّ الله عزّ و جلّ لم يجعل بلوغ الحولين فرضا واجبا بل فقط لمن أراد أن يتمّ الرضاعة و مع مراعاة صحّة المولود بالنّفقة عليه و على أمّه و بحفظ صحتيهما في قوله تعالى:لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ.
    و قد ضمن الله تعالى حقّ المولود في الرضاعة حتى و إن كان الوالدين منفصلين أو كان الأب متوفّى فجعل الله الوارث كفيلا في قوله تعالى:لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ. و قدّر الله المصالح في حال العسر و قال جلّ في علاه:فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.
    و قال تعالى أيضا:وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى.
    و قد سبق و بيّن لنا الإمام عليه الصلاة و السلام في قوله تعالى: و حمله و فصاله ثلاثون شهرا و هذا الإقتباس:
    و أولاً أدعوكم إلى طاولة الحوار أعلمكم في مجال علم الطب وذلك لكي
    أُبين لكم آية من أنفسكم وأنتم لا تزالون في بطون أمهاتكم فقد أيدكم الله بعلم معرفة الجنين هل جعلهُ الله ذكرا" أم أُنثى قبل أن تضعه أمه فيا معشر عُلماء الطب نحيطكم علما" بأن الله يقول في القُرآن العظيم بأن الجنين لا يتبين لكم هل هو ذكر أم أُنثى إلا بعد مرور أربعة أشهر بالتمام والكمال ومن ثم يتبين لكم بأنهُ ذكر أو أُنثى فإذا كان ذكر فحمله وفصالهُ ثلاثون شهرا" تصديقا" لقوله تعالى(( وحملهُ وفصاله ثلاثون شهرا" )) صدق الله العظيم
    وكذلك قوله تعالى ((وفصاله في عامين)) صدق الله العظيم
    فأما الثلاثون الشهر فمقدارها عامين ونصف فأما عامين فهي عامي الرضاعة تصديقا" لقوله تعالى ((وفصاله في عامين)) ومن ثم تبقت الستة الأشهر ولكنا نعلم بأن الحامل لا تضعُ حملُها عادة في ستة أشهر بل في تسعة أشهر وهُنا موطن المُعجزة القُرآنية آية التصديق لهذا القُرآن العظيم بأنهُ حق يتلقاه النبي الأمي من لدُن حكيم عليم الذي خلقكم ، ألا يعلمُ من خلق وهو اللطيف الخبير !!
    فتعالوا يا معشر عُلماء الطب أبين لكم التأويل الحق لهذه الآية وسوف تجدون تأويلها حقا" بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي لقوم يعلمون ومنهم عُلماء الطب ، فلماذا قال تعالى حين تكلم عن الذكر فقال بأن حمله ستة أشهر باستثناء الثلاثة الأشهر الأولى للحمل وذلك لأن هذا الجنين لم يتبين لكم يا معشر الأطباء هل هو ذكر أم أُنثى بالرغم أنه قد مضى من الحمل ثلاثة أشهر ولكنهُ لا ينبغي أن يتبين لأهل العلم هل هو ذكر أم أُنثى إلا من بداية الشهر الرابع وبعد انتهاء الشهر الرابع يكتمل الجهاز التناسلي فيتبين الجنين ذكرا" أمام أهل العلم بلا شك أو ريب إذا كان ذكراً و إن لم يتبين فهو أنثى ، فإذا كان ذكراً وقال الله: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا" وذلك من لحظة التبيان لعُلماء الطب بأنهُ ذكر وهو لا يزال في بطن أمه ولأن كلام الله في مُنتهى الدقة والصدق والآية تتكلم عن الذكر وأن حمله وفصاله ثلاثون شهرا" لذلك لم يذكر الثلاثة الأشهر الأولى وذلك لأن الآية تتكلم عن الجنين بعد أن تحدد جنسه ذكرا" كان أم أنثى ، حيث أن الثلاثة الأشهر الأولى لا يتبين لأهل العلم هل هو ذكر أم أنثى ، فقد يكون بعد ذلك أنثى عند دخول الشهر الرابع ولكن الآية تتكلم عن الذكر و حمله وفصاله ثلاثون شهرا" وذلك من لحظة بدء الخليقة للجهاز التناسلي دخول الشهر الرابع ، فانظروا يا معشر عُلماء الطب هذا السر العلمي في القرآن كلام الرحمن الذي خلق الإنسان (( فبأي ألاء ربكما تُكذبان )) ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك)) صدق الله العظيم

    إذا حبيبي في الله مسألة الحولين الكاملين من الرضاعة لمن أراد أن يتمّها هي متعلّقة بالمولود الذكر فيكون فصاله في عامين كما جاء في قوله تعالى:وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ. أي أربع و عشرون شهرا من الرضاعة لمن أراد إتمامها للذكر و ستّة أشهر من يوم تبيّن جنس الجنين وهو في بطن أمّه بداية من الشهر الرابع للحمل فيكون المجموع ثلاثون شهرا تصديقا لقوله تعالى: وحملهُ وفصاله ثلاثون شهرا.
    أمّا عن سؤالك حبيبي في الله علاء الدين:فهل من فتوى في كتاب الله كيف ترضع الأم طفلها لحولين كاملين مع أنها معرضة للحمل في أي وقت فهل هذا يعني أنها ترضع طفلها رغم حملها أم المقصود أن تمتنع الأم عن الحمل حتى تنهي مدة الرضاعة أم أن المرضع أصلا لا تحمل حتى تنتهي مدة الرضاعة الربانية حولين كاملين؟ وهل هناك وسيلة في الكتاب لعدم الحمل التلقائي للمرضع كون الموانع الصناعية أحيانا لها أضرار كثيرة فبعضها تمنع الحمل لسنوات قد تزيد على خمس وبعضها تصيب المرأة بحالة عصبية لذلك تعزف أكثر النساء عن تناول تلك الموانع خوفا من الأعراض المجهولة؟
    فنحن نعلم أنّ الأمّ المرضعة عند وقوعها في الحمل مرّة أخرى يتغيّر طعم حليبها و ينفر منه الرضيع حتى أنّها لا تدرّ الحليب على صغيرها كما كانت قبل الحمل و هذا ما يجلب العسر إلى الأمّ لذلك قال تعالى: وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى. ذلك لمن أراد أن يتمّ الرضاعة لمولوده تصديقا لقوله تعالى:وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.
    أمّا عن وسيلة لمنع الحمل من غير استعمال الموانع الصناعية فقد سُئلَ رسول الله صلى الله عليه و سلّم عن العزل فقال صلى الله عليه و آله و سلّم: أن رجلا قال : يا رسول الله إن لي جارية وأنا أعزل عنها وأنا أكره أن تحمل وأنا أريد ما يريد الرجال وإن اليهود تحدث أن العزل الموؤدة الصغرى قال : كذبت يهود لو أراد الله أن يخلقه ما استطعت أن تصرفه
    و عن جابر بن عبد الله قال:كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم ينهنا .
    و عنه أيضا:كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم والقرآن ينزل .
    و عن جابر أيضا: إن عندي جارية وأنا أعزل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن ذلك لا يمنع شيئا أراده الله قال : فجاء الرجل فقال : يا رسول الله إن الجارية التي كنت ذكرتها لك حملت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنا عبد الله ورسوله.
    لذلك قال صلى الله عليه و سلّم: ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة.
    هذا ما وجدته حبيبي في الله عن موانع الحمل في الأثر و في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلّم وهو العزل بمعنى أن يتجنّب الرجل مجامعة زوجته جماعا كاملا فيعزل عند قرب قضاء شهوته و ننتظر الفتوى الحقّ من إمامنا العليم ناصر محمد اليماني.

  5. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورضوانه
    تدبرك وإستدلالك أكثر من رائع أخي الحبيب وليد بن أحمد زادك الله علما على علم حبيبي في الله وزادك الله من نعيم رضوانه في نفسه أحبك في الله ..



    اقتباس المشاركة 84609 من موضوع بيان الفتوى في تحريم زواج الأخت من الرضاعة لكونها صارت أخته وأمّها أمّه بدءاً من الرضعة الأولى..

    -4-
    [ لمتابعة رابط المشاركـــــــــة الأصلية للبيـــــــــــان ]

    https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=84603

    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 03 - 1434 هـ
    04 - 02 - 2013 مـ
    03:59 صــــباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    فتوى الإمام المهديّ عن المشركين مع الفتوى في مصمصة نهود الزوجة من حيث يمتصّ الأطفال الحليب من نهود أمّهاتهم..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله المكرمين وآلهم المطهرين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيها الذين آمنوا صلّوا على من ذكرتم منهم وسلّموا تسليماً ولا تفرّقوا بين أحدٍ من رسله ولا تبالغوا فيهم وفي الإمام المهدي، فما ابتعثهم الله ليدعوكم أن تبالغوا فيهم بل لتتّبعوهم وتنافسوهم في حبّ الله وقربه فتعبدوا الله وحده لا شريك له فتفوزوا فوزاً عظيماً وتهتدوا إلى الصراط المستقيم، صلوات ربّي على المؤمنين الذين لم يَلْبِسوا إيمانهم بظلم الشرك وأسلّم تسليماً، أولئك هم الطائفة الناجية من بين الأمم أجمعين فلهم الأمن من عذاب النار..

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، لقد افترق المسلمون إلى بضعٍ وسبعين فرقة، وسبقت فتوى محمد رسول الله في هذا الحدث الغيبي فقال عليه الصلاة والسلام: روى الترمذي عن عَبْدِ الله بنِ عَمْرٍو قَالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
    [لَيَأْتِيَنّ عَلَى أُمّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النّعْلِ بِالنّعْلِ حَتّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمّهُ عَلاَنِيَةً لَكَانَ فِي أُمّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ وَإِنّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ مِلّةً كُلّهُمْ فِي النّارِ إِلاّ مِلّةً وَاحِدَةً، قَالَ ومَنْ هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي] اِنتهى.

    والسؤال هو: فمن هم تلك الطائفة الناجية من عذاب النّار؟ هل هم أحد الشيع الاثني عشر؟ أم أحد فرق السُّنة والجماعة؟ حتى ننضم إلى الطائفة الناجية من عذاب النار". ومن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر على كافة السائلين عن الحقّ في عصر الحوار من قبل الظهور وأقول قال الله تعالى:
    {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ} صدق الله العظيم [النساء:176].

    وإذا رجعتم إلى تدبر كتاب الله المحفوظ من التحريف القرآن العظيم فسوف تجدون فتوى الله محكمة فيه عن الطائفة الناجية الآمنين من عذاب الله؛ فمن هم؟ ومن ثمّ تجدون الجواب في محكم الكتاب. قال الله تعالى:
    {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:82].

    وأولئك هم الطائفة الناجية وموجدون في مختلف الفرق وليسوا فرقةً بعينها تتبع أيّ مذهب حسب زعمكم أن من انضمّ إليها نجى، وكلُّ فرقة منكم تزعم أنها هي الطائفة الناجية من عذاب الله! وهيهات هيهات؛
    بل الطائفة الناجية في مختلف الفرق والمذاهب من كان منهم من المؤمنين المتقين العابدين لربّهم ولم يلبسوا إيمانهم بظلم الشرك بالله فأولئك لهم الأمن من عذاب الله. تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:82].

    حتى ولو كان هناك أخطاءٌ فقهيّةٌ بسبب فتوى الذين يقولون على الله ما لا يعلمون لغفر الله لعامة المسلمين ولا يبالي ما داموا قد جاءوا إلى ربّهم بقلوبٍ سليمةٍ من ظلم الشرك بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏} ‏صدق الله العظيم [النساء:48].

    فمن كان قلبه سليماً من ظلم الشرك بالله فقد اهتدى إلى الصراط المستقيم ونجّاه الله من العذاب الأليم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وربّما يودّ أحد فطاحلة علماء المسلمين أن يقول: "يا ناصر محمد، إنّه لا يوجد صنمٌ يُعبد في دول المسلمين فما خطبك دائماً لا يكاد يخلو بيانك من تحذيرنا من الشرك بالله؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ألا والله إنّ كثيراً من المسلمين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون بسبب عقيدتهم الباطلة بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، فأصبح في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ في محكم كتاب الله. ولذلك نجد الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ تجدونهم دائماً يذرون آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين فيذروهنّ وراء ظهورهم فيتّبعون آيات الكتاب المتشابهات التي بحاجة لتأويلٍ حتى يُأوِّلونها كما يشتهون أن يثبتوا بظاهرها حديثَ فتنةٍ موضوعٍ قد تشابه مع ظاهرها ويختلف عنها في البيان الحقّ، ويزعمون أنهم يبتغون تأويل آيات الكتاب المتشابهات، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: فلماذا لا تتبعون آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعلماء الأمّة وعامة المسلمين ولكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ؟ وأما المتشابه إنما يأمركم الله أن تؤمنوا به وتذروا تأويله لأهله إن كنتم مؤمنين.

    ولربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "يا من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر فأْتنا بآيةٍ في الكتاب محكمةٍ بيّنةٍ لعلماء الأمّة وعامة المسلمين لننظر هل نحن علماء الأمّة في قلوبنا زيغٌ؟ والزيغ هو الشرك بالله، فإذا كنت من الصادقين فسوف نجد أننا لا نتبع هذه الآيات المحكمات البيّنات بل نذرها وراء ظهورنا ونتبع المتشابهات! فآتنا بآياتٍ محكماتٍ بيّناتٍ لعلماء الأمّة وعامة المسلمين لننظر هل نحن معرضون عنها ونعتقد بآياتٍ أُخر متشابهات فنتبع ظاهرها كما تزعم". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    ويفتيكم الله بعدم شفاعة الأنبياء وكافة الأولياء بين يدي الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    فبالله عليكم يا معشر علماء الأمّة وعامتهم من الذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به شفاعة عباده المقربين، هل هذه الآية تحتاج إلى تأويلٍ وتفصيلٍ في نفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود في قول الله تعالى:
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم؟

    {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَ‌زَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُ‌ونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال تعالى:
    {وَذَرِ‌ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّ‌تْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ‌ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَ‌ابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُ‌ونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    وقال تعالى:
    {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وربّما يودّ أحد علماء المسلمين من الذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به الأنبياءَ والأولياءَ الصالحين أن يقول: "فهل هذا يعني أنك تكفر بالرواية عن النبي محمد -صلّى الله عليه وآله وسلم- الذي ورد في سنن الترمذي؟
    اقتباس المشاركة :
    "(( سنن الترمذي ))
    2434 أخبرنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا أبو حيان التيمي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم فرفع إليه الذراع فأكله وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ثم قال أنا سيد الناس يوم القيامة هل تدرون لم ذاك يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس منهم فبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون فيقول الناس بعضهم لبعض ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم فيقول الناس بعضهم لبعض عليكم بآدم فيأتون آدم فيقولون أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم آدم إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله ولن يغضب بعده مثله وإنه قد نهاني عن الشجرة فعصيت نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك الله عبدا شكورا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى ما قد بلغنا فيقول لهم نوح إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله و لن يغضب بعده مثله وإنه قد كان لي دعوة دعوتها على قومي نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد كذبت ثلاث كذبات فذكرهن أبو حيان في الحديث نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى فيأتون موسى فيقولون يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالته وبكلامه على البشر اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى فيأتون عيسى فيقولون يا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فيقول عيسى إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولم يذكر ذنبا نفسي نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد قال فيأتون محمدا فيقولون يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشف ع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه فأنطلق فآتي تحت العرش فأخر ساجدا لربي ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول يا رب أمتي يا رب أمتي يا رب أمتي فيقول يا محمد أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ثم قال والذي نفسي بيده ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر وكما بين مكة وبصرى وفي الباب عن أبي بكر الصديق وأنس وعقبة بن عامر وأبي سعيد قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو حيان التيمي اسمه يحيى بن سعيد بن حيان كوفي وهو ثقة وأبو زرعة بن عمرو بن جرير اسمه هرم.
    تحقيق الألباني: صحيح تخريج الطحاوية (198)، ظلال الجنة (811)
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على الذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم به مشركون وأقول: تعالوا لننظر الذين يدعون من دون الله عباده المقربين أن يشفعوا لهم عند ربّهم من عذاب النّار ثم ننظر لحكم الله هل دعاؤهم في ضلالٍ مبينٍ كونهم يدعون عباده من دونه ليشفعوا لهم من عذابه؟ والجواب سوف تجدونه في محكم الكتاب قال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظروا لردّ ملائكة الله المقربين من خزنة جهنم:
    {قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم، فما هي البيّنات التي جاء بها الرسل؟ والجواب: إنّها آيات الكتاب المحكمات البيّنات فينذرون بها أقوامهم. مثال قول الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    ولكن للأسف أنهم مكانهم في دعاء العبيد من دون الربّ المعبود الأرحم بهم من عباده، ولذلك فدعاؤهم في ضلال مبين. تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه:
    {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فما هو البيان الحق لقول الله تعالى:
    {فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم؟ أي فادعوا الله هو الأرحم بكم منّا وما دعاء الكافرين لعباده من دونه ليشفعوا لهم عند ربهم إلا في ضلالٍ. فيا من يدعون في مقابر الأئمة والصالحين أن يشفعوا لهم عند ربّهم فما دعاؤكم لعباده من دونه إلا في ضلالٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴿٢٠﴾ أَمْوَاتٌ غَيْرُ‌ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُ‌ونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وربّما يودّ أن يقول أحد الإخوان الشيعة: "يا ناصر محمد، نحن ندعوهم الآن ليستجيبوا لنا يوم القيامة فيشفعوا لنا بين يدي الله". ومن ثمّ نترك الردّ على الشيعة الاثني عشر من الله الواحد القهّار في محكم الذكر. قال الله تعالى:
    {إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} صدق الله العظيم [فاطر:14].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّـهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴿٥﴾ وَإِذَا حُشِرَ‌ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِ‌ينَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الأحقاف].

    ومن ثمّ نأتي لتأويله الحقّ على الواقع الحقيقي فننظر ما هو ردّ عباد الله المكرمين المقربين على الذين يدعونهم من دون الله. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ شُرَ‌كَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ويا عباد الله اتقوا الله واعبدوه وحده لا شريك له فلم يأذن الله لكم أن تدعوا مع الله أحداً من عباده ليشفع لكم عند ربكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الجن:18].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولكن يا ناصر محمد فما هو ردّك على الذين يجادلونك بالآيات المتشابهات في عقيدة الشفاعة مثال قول الله تعالى:
    {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} صدق الله العظيم [البقرة:255]، أليس الإذن هنا لمن يشاء من عباده أن يطلب من ربّه أن يشفِّعه في عباده؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: إنّما أولئك الذين أَذِنَ الله لهم بالخطاب بالقول الصواب لتحقيق الشفاعة في نفس الربّ كون الشفاعة لله جميعاً، فتشفع لعباده رحمتُه من غضبه وعذابه، كونهم سوف ينطقون بالقول الصواب فيحاجّون ربّهم في تحقيق النّعيم الأعظم فيرضى، كونهم علموا أنّ الله هو الأرحم بعباده من عبيده، وبسبب صفة الرحمة في نفس الله وجدوا ربّهم متحسراً وحزيناً في نفسه على عباده الضالين المتحسرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، ولم يأذن الله لقوم يحبّهم الله ويحبّونه بطلب الشفاعة بل بخطاب الربّ بالقول الصواب لتحقيق الشفاعة في نفس الربّ، فتشفع لعباده الضالين رحمتُه من غضبه وعذابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    بمعنى أنها تشفع لعباده رحمتُه من غضبه وعذابه، فمن أذن الله له قولاً فهو يخاطب الربّ بتحقيق النعيم الأعظم ليرضى في نفسه كونهم يعبدون الله؛ رضوان الله غاية وليس وسيلةً لتحقيق نعيم الجنّة؛ بل علموا أنّ نعيم رضوان الله على عباده هو النّعيم الأكبر من نعيم جنته ولذلك اتخذوا رضوان الله غاية كونهم يرونه النّعيم الأكبر من جنّته. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].
    ــــــــــــــــــ

    . وأمّا سؤالكم عن الرجل الذي يداعب زوجته فيرضع سُمم نهودها فنقول :

    وهل حُرِّمت عليكم أمهاتكم من الرضاعة إلا بسبب رضاعة حليبها؟ وأشهد لله أنّ ذلك محرمٌ عليكم، فتلك رضاعةٌ لكونه قد يخرج فجأةً من نهودها حليباً فيبتلعه بغير قصدٍ، فإذا هي صارت محرمةٌ عليه بعد أن رضع حليبها، فمن تاب وأناب غفر الله له وله ما سلف ويُبقي عليه زوجته ولا يطلقها ولا يعود لمثل ذلك؛ بل يرشف من شفاهِها ريقها العذبَ خيراً له من الرشف من حليبها فتَصيرُ مُحرّمةً عليه إلا من تاب وأناب فله ما سلف، فاتقوا الله يا أولي الألباب..

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    اقتباس المشاركة 48653 من موضوع الفهرسة الموضوعية لموسوعة بيانات الإمام المهدي

    ۩ بسم الله الرحمن الرحيم النعيم الأعظم ۩
    ۞۞۞۞۞۞۞

    ۞۞الفهرسة الموضوعية۞۞
    الشاملة لجميع بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني

    ۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞



    اقتباس المشاركة 116269 من موضوع اللهم قـــد بلغت اللهم فاشـــهد ..



    https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=116254

    الإمام ناصر محمد اليماني
    10 - 11 - 1434 هــ
    16 - 09 - 2013 مـ
    05:05 صباحــاً
    ــــــــــــــــــــــ



    اللهم قـــد بلّغتُ، اللهم فاشـــهد
    ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، السلامُ عليكم أحبتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    كونوا شهداء على أمّتكم أنّ عذاب الله على الأبواب وعلماء المسلمين والنّصارى واليهود لم يستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى الكتاب القرآن العظيم، وأفوّض الأمر الى الله إنّ الله بصيرٌ بالعباد، فانتظروا إنّي معكم من المنتظرين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  6. افتراضي

    بارك الله فيك حبيبي في الله سفية النجاة و نفع الله بك الأمّة و الأنصار، أحبّك في الله و رزقك الله من فضله من غير حساب و زادك عزّا إلى عزّك و أسبغ عليك من نعمه و من نعيم رضوان نفسه.

  7. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , لا ياإخواني الكرام , فلادخل لإدرار الحليب في قوله تعالى ( فإن تعاسرتم فسترضع له أخرى ) صدق الله الحبيب الأعظم . وإنما هي عدم الإتفاق على أجر الرضاعة بقوله تعالى: فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف . صدق الله الحبيب الأعظم , وإن لم يتفقوا فهي غير مجبورة أبدا على إرضاع الطفل ( فسترضع له أخرى ) , فالآية واضحة وضوح الشمس لكل ذي لسان عربي مبين . وبالنسبة لما يسمى (العزل ) فيسري عليه حكم ( العادة السرية ) فقال الإمام الكريم ( إتقوا الله في ذرياتكم ) أي لايجوز لنا أن نهلكها . وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

  8. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , حبيبي في الله الأنصاري الكريم علاء الدين نور الدين , إن ذكر الرضاعة بالآية الكريمة بقوله تعالى : ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) . صدق الله الحبيب الأعظم . وإنما هي تبيان للناس لسن الفطام (حتى لا يستعجلوا على فطامه) , بقوله تعالى : ( وفصاله في عامين ) أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير . صدق الله الحبيب الأعظم . فحدد الله تعالى للناس سن الفطام ( وفصاله في عامين ), بحيث لا يطعموه أشياء لاتناسبه , فهناك الكثير من الأطعمة المخصصة في الأسواق للأطفال الرضع حتى يبلغ سن الفطام, . وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

  9. Lightbulb الرضاعة...!


    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر
    السلام على خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:

    شكرا لأخي وحبيبي في الله وليد وقد صدقت بأن الرضاعة لحولين كاملين هي لمن أراد أن يتم الرضاعة وليست إجبارية وقد تدبرت ذلك من قبل ولم أشاء أن أنزل ما تدبرته وبارك الله بك حبيب قلبي وليد وسفينة النجاة والأخ الحبيب ياسين.

    وما أردت أن أضع السؤال لخليفة الله فوالله إنه إستثقلني هذا السؤال رغم أهميته ورغم أن صاحبه يريد عليه جوابا منذ أكثر من تسعة أشهر وأما السبب فإنك يكمن في الإلتزام والعمل بما علمنا إياه خليفة الله في بيان القرآن وما علمنا إلا لنتعلم ونعمل بما تعلمنا فلا نأخذ بعض ما تعلمناه لنعمل به ثم نترك الباقي وسنجد ما علمنا إياه خليفة الله في الآيات التاليات من قول الله تعالى:
    {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ}
    [الحشر:٧].
    وكذلك قال تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٢﴾ أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٣﴾}
    [المجادلة].
    صلوات ربي عليك يا خليفة الرحمن وسلم تسليما كثيرا بأبي أنت وأمي فلن نكون إليك إلا كما كان سعد ابن أبي وقاص لمحمد رسول الله ولا بد لنا أن نكون كذلك وإلا لن نضر الله شيئا وسيستبدلنا الله بغيرنا ثم لا يكونوا أمثالنا وما ذلك على الله بعزيز.

    ويا حبيبي وقرة عيني وليد إن الذي طلبت بيانه من الإمام عليه السلام هو كيف تتم المرأة رضاعتها لحولين كاملين إن أرادت أن تفعل ذلك فهل علمنا الله بوسيلة إلى ذلك كون المرأة لو شاءت أن تكمل الرضاعة لحولين فهل هذا يعني أنها لن تحمل إن واصلت الرضاعة فلم تقطعها كون الأمر الإلهي إن تم تنفيذه حين يكون إختيارياً إذاً فلا بد من أن يكون هناك بيان إلاهي إرشادي لتنفيذ ذلك الأمر الإختياري ما فرط الله في الكتاب من شيء وإن هذا البيان الإرشادي لتنفيذ ذلك الأمر الإختياري سيحدد إما أن تواصل المرضع الرضاعة فيكون مواصلة رضاعتها سبب في توقف الحمل حتي تقطعها والمواصلة تعني أن لا ترضع الطفل برضاعة صناعية بل رضاعة طبيعية لا يخالطها شيء وهذا ما أقصده بالمواصلة التي قد تكون سبب في توقف الحمل وهكذا فلا بد أن يكون هناك بيان إرشادي لمن أراد أن ينفذ أمر الرضاعة الإختياري لحولين كاملين فيعلمنا كيف تجعل المرأة حليبها مستمر فلا تتعرض للحمل حتى تنهي الحولين؟ وهذا ما طلبت بيانه!

    وأما ما فهمته من قول الله تعالى:
    {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
    [البقرة:233].
    فأما قوله تعالى:{وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ}, فذلك هو الرجل الذي أنجبت المرأة منه فلزمه رزقهن وكسوتهن بالمعروف وأما قوله تعالى:{لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا}, فإضرار الأم بولدها ليس من ناحية كسوته والإنفاق عليه كونها ليست المأمورة بالنفقة بل الزوج هو الذي ينفق وعليه رزقهن وكسوتهن, وأما كيف تضر الأم ولدها وذلك بأن تقطع رضاعته فلا تكملها لحولين كاملين كون بعض الأطفال تكون شهيتهم غير مفتوحة للأكل على الرغم من أن الطفل جائع فإن جاءت أمه لتطعمه فلا تفعل ذلك إلا بشق الأنفس وأحياناً إن أصرت على إطعامه فإنه قد يتقياء ما أكله لذلك فإن هذا الطفل الرضيع يلزم أمه أن تستمر بإرضاعه طبيعياً حتى تتم الحولين وإنما تزيده ببعض الأكلات زيادة إلى لبنها كون أكله خفيف لن يكون مشبعا للطفل لذلك وجب عليها أن لا تضره فيضل جائع بل تستمر بإرضاعه طبيعيا للحولين فيكون من بعد ذلك قد تحسن مستواه في الأكل وغيره. وضرر الأم يشمل الطفل الرضيع ويشمل الجنين فوجب عليها أن لا تضر رضيعها بأن تمنعه من الرضاعة لأي سبب. منها الحمل لذلك إن كان الحمل سيضر بالرضيع فلا يتماسا بما يؤدي إلى الحمل وأما الضرر على الجنين فيكون حين تواصل إرضاع المولود الذي قد يكون ذلك سبباً في نقص غذاء الجنين بينما قد لا يكون حليب الحامل مفيداً للرضيع فيشمل الضرر كليهما. وكذلك يشترك في إضرار الأم الأب الذي قد يكون عدم تنازله عن بعض حقه سبباً في حمل الزوجة
    وأما القول في قوله تعالى:
    {وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ۚ}
    ، فهل المقصود بالمولود له أنها إشارة للأب الذي كان السبب في إنجاب الأم منه بدليل ما سبق في الآية حين قال تعالى:{وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ}, أي الذي يكون الولد له فهو أباه فلا يضر الأب بولده بسبب عدم تنازله عن بعض حقه مع زوجته فيؤدي ذلك إلى حمل الأم مما قد يؤثر ذلك على الولد فيقل غذائه وقد تستمر الأم بالرضاعة رغم الحمل فيتأثر الجنين نقص غذائه فيكون الأب شريكاً في الضرر ولكن هذه النقطة متعلقة بحقيقة إستطاعة الأم إرضاع ولدها حتى وإن كانت حاملا دون أن يؤثر ذلك على الرضيع ثم بالتالي سيكون ذلك مؤثراً على الجنين بنقص غذائه وهنا يكون ضرراً آخر فلا يجوز تعديه سواء من قبل الأم أو الأب مجتمعين أو متفرقين.
    وأما قوله تعالى:{وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ }، فقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} [النساء:١٩].
    والوارث هنا هو زوج المرأة من بعد طلاقها من زوج آخر فإن كان لديها ولد وما يزال طفلاً فلا يضر الزوج بحق ذلك الولد بأن يحرمه الرضاعة الكاملة من أمه إن كانت هي الوسيلة المثلى لإطعامه كما سبق شرحه في ضرر الأم بولدها والضرر يشمل الولد سواء كان طفلاً أو ما دون ذلك حتى يصل السن الذي ينتفي فيه الضرر عنه. وقد يتبادر للذهن سؤالاً هو لماذا لا يكون الوارث هو الأب للأولاد وهو الزوج كون الأب يرث زوجته ويرث أبنائه؟ ثم نقول ولكن الله قال:{وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ۚ}، كون الوارث لن يضر بولده بل سيضر بولد الزوجة من زوج آخر وأما الذي سيضر بولده فقد ذكره قوله تعالى:{وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ۚ}, وننهي بذلك الضرر بحق الأولاد من قبل الأب والزوج.

    ونأتي الآن للتيسير للزوجين أمام معضلة الضرر على الولد فنبداء بقول الله تعالى:
    {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
    [البقرة:٢٣٣].
    فأما قول الله تعالى:{فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ}, ففي لك تخفيف لما سبقها من القول وما سبقها هو الضرر الذي قد يسببه الوالد في حق ولده أو الزوج الوارث في حق ولد زوجته, ثم جعل الله حلاً لتلافي ذلك الضرر بأن ينفصل الزوج والزوجة, وليس الإنفصال هنا بمعنى الطلاق؛ فكيف يكون طلاقا وهو عن تراضٍ وتشاور؟ وإنما الإنفصال يكون عن الإلتماس بالجماع حتى لا يتسببا بما يضر الولد فيحرمه حقه منها إكمال الرضاعة لحولين كاملين حين لا يكون هناك بديل غيرها لإشباع الولد, وقد لا يشترط أن يكون الإنفصال بالإلتماس كلياً وإنما قد يكون في فترات معينة ومتفرقة أو أن يكون بعدم وضع الرجل لبذوره في حرثه بل يضعها خارج الحرث.
    وبما أن هذا الإنفصال قد يكون مضرا بأحد الزوجين من الناحية النفسية فلا يريد أحدهما ترك الآخر بالإنفصال الكلي المؤقت أو الجزئي, لذلك جعل الله تطبيق ذلك الأمر عن تراض وتشاور بين الزوجين.
    ولكن قد لا يتراض الزوجين بسبب عدم قدرة أحدهم على تحمل ذلك الإنفصال فهنا زادهم الله بأمر ثالث ييسر عليهم الحال فالدين يسر وما جعل الله علينا في الدين من حرج. لذلك حتى لا يكون هناك ضرر من الأم والأب أو الزوج على الولد ولا ضرر عليهم أنفسهم, بسبب الإنفصال, فلذلك أذن الله للزوجين ترك خيار الإنفصال وممارسة تماسهما, ومن ثم اللجوء إلى إسترضاع مرضعة أخرى حتى لا يحرم الولد من حقه في الرضاعة الكاملة ولذلك قال تعالى:
    {وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}
    [البقرة:٢٣٣].
    ومن ثم جعل الله شرط الإسترضاع في قوله تعالى:{إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ } صدق الله العظيم.
    فتلك هي حالات الوالد مع زوجته وأولاده في الوضع العادي وكذلك حالة الزوجة مع زوجها من بعد طلاقها من زوجها الأول وإنتهاء أجلها بوضعها ثم زواجها بآخر وتبقى لدينا حالة وهي وضع الزوجة والولد في مرحلة الطلاق أثناء الحمل ومن قبل إنتهاء الأجل بوضع الحمل وذلك سنلقاه في قول الله تعالى:
    {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ}

    صدق الله العظيم, [الطلاق:6].

    وهذا ما استطعت أن أفهمه وأتدبره من آيات الإرضاع في السؤال الذي وضعته وما زال السؤال قائماً حتى في هذه المشاركة وقد لونته بالأحمر, فلعل خليفة الله يفتينا بالخبر اليقين إذا شاء الله ذلك وإن لم يشاء فإلى حين وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
    بأَبي أَنتَ وأُمي يا أًمِيْر المُؤمِنيْن وخَلِيفَة ربَّ العَالَمِيْن فمَا نَحنُ قائِلينَ لَك إِلا مَا قالَه الله تعالىْ:
    {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)} [الأحقاف ]
    [صدق الله العظيم]
    ___________________
    قنــــاتي على اليوتيـــــوب

  10. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيكم إخواني الأنصار. أسئلة كثيرة وتتعلق بنواحي عديدة للحياة الزوجية
    الرضاعة منع الحمل وتفاصيل أخرى...
    ولكن يا أخي علاء تأكد من أن إتمام الرضاعة لحولين كاملين لا يحول دون وقوع الحمل ولعل أخواتي الأنصاريات المتزوجات يؤكدن قولي هذا. فالواقع يثبت وقوع الحمل لدى كثير من السيدات المرضعات ومعروف علميا وطبيا أن حليب الحامل يضر بالرضيع ويسبب له مشاكل صحية منها الإستفراغ والإسهال والتسمم والنحول وعلى المرضعة أن توقف الرضاعة فورا وإلا تعرض حياة رضيعها للخطر.

المواضيع المتشابهه
  1. [ فيديو ] بيان الرضاعة للأطفال حولين كاملين من حليب الأمّهات لاستكمال نمو جسم الطفل النّمو الصحيح والأساس القوي ..
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-11-2018, 07:43 PM
  2. بيان الرضاعة للأطفال حولين كاملين من حليب الأمّهات لاستكمال نمو جسم الطفل النّمو الصحيح والأساس القوي..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-05-2014, 06:21 AM
  3. (منقول عن) معلم البيان الحق للقرآن بالقرآن الإمام العليم ناصر محمد اليماني
    بواسطة بيان في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-11-2012, 11:11 PM
  4. هل وصلكم أيها الإمام خبر النقش العجيب ؟!
    بواسطة زائر في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 19-05-2012, 06:29 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •