- 5 -
الإمام ناصر محمد اليماني
18 - ذو القعدة - 1430 هـ
06 - 11 - 2009 مـ
12:41 صباحاً
ــــــــــــــــ
{ وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أيها الصافي، إنّما المهديّ المنتظَر ينطق بالحقّ ويدافع عن الحقّ ولا غير الحقّ وإليك سؤالي هذا: فهل تعلم بياناً لهذه الآية التالية غير بيانها التي تنزَّلت به وهو قول الله تعالى: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49]؟
فأمّا المهديّ المُنتظَر فيقول: إن هذه آيةٌ مُحكمةٌ من آيات أمّ الكتاب تُنَزِّهِ اللهَ عن ظُلم أحدٍ من عبيده، ولكن الصافي يصف الله بالظلم لأنّه لا يرى من رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام أي خطأ! فإذا لم يخطئ رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام، فلماذا قال الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمرسلينَ ﴿139﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿140﴾ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴿141﴾ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿142﴾ فَلَوْلَا أنّه كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿143﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿144﴾} صدق الله العظيم [الصافات]؟
فلماذا كان يستحق هذا السجن المؤبد أن يلبث في بطن الحوت في ظُلماتٍ بعضها فوق بعض فكان الحُكم عليه بالسجن المؤبد إلى يوم البعث؟ ولو كان طيلة حياته لكان الأمر أهون! بل سوف يطيل حياة رسوله يونس ويطيل حياة الحوت لكي يطول سجنه إلى يوم البعث، فأصبح لا بد من أن يكون رسول الله يونس قد ظُلم نفسه، أمّا إذا لم يخطئ حسب فتوى الصافي فقد أصبح الله هو الظالم سبحانه، وسوف أترك رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام يُردّ على الصافي فيُنزه ربّه وقال: {أَن لّا إِلَهَ إلا أَنتَ سبحانكَ إِنِّي كنت مِنَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:87].
فلماذا يا قوم تبالغون في عباد الله بغير الحقّ، نزّهوا ربَّكم إنّه الوحيد الذي لا يخطئ، وأمّا عباده فهم خطّاءون وخير الخطّائين التوابون، وينالون عهد ربّهم من بعد ظلمهم لأنفسهم، ألا وإن عهد ربّهم هو رحمته التي كتب على نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ ربّكم عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أنّه مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيات وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ ربّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إلا لِلَّهِ يَقُصُّ الحقّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58)} صدق الله العظيم [الأنعام].
ولكنّكم يا معشر الشيعة تريدون أن تُبالغوا في رسل الله وأئمة آل البيت بغير الحقّ بأنّهم معصومون عن الخطأ عصمةً مُطلقةً ولكنّهم معصومون من الافتراء على الله، وأمّا الخطأ فلم يعصمهم الله بالعصمة المُطلقة عن الخطأ سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! فهو الوحيد لا إله غيره المُنزَّه عن الخطأ، فما خطبكم تجعلون لله أنداداً أفلا تتقون؟
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
____________