الموضوع: نصيحة إلى الأخ الداعي والنذير إلى الله ناصر محمد اليماني

النتائج 41 إلى 50 من 51
  1. افتراضي


    اقتباس المشاركة 5083 من موضوع أساسُ دعوةِ الإمام ناصر للمسلمين والنَّاس أجمعين ..

    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    12 - ربيع الأول - 1430 هـ
    09 - 03 - 2009 مـ
    12:04 صبـاحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ____________



    أساسُ دعوةِ الإمام ناصر للمسلمين والنَّاس أجمعين ..


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..

    ويا أَمَة الله زادك الله بصيرةً فلا تكوني في حيرةٍ، حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ، وبالنّسبة لوالدتي فهي تزوّجتْ من أبي من (يكلا) بلاد أهلها، وأهلها نسلهم معروفٌ بين القبائل أنّهم من قريش من بني هاشم، ولكنّي لا أعلمُ عِلم اليقين مِن نسلِ أيّ بني هاشم، ولا يهمّني أن أعلم مِن نسلِ أيّ بني هاشم أهل والدتي، وما أستطيع أن أفتيك فيه هو أنّ أخوالي أهل والدتي هم حقًّا نسلهم من قريش من بني هاشم.

    ويا أَمَة الله لا تكوني في ريبةٍ من الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتَّبَع وما بعد الحقّ إلّا الضلال، ويا أَمَة الله المُباركة لقد وهبك الله بصيرةً فكيف لا توقنين بما أراك الله من الحقّ؟ وهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟ وبعض الباحثين عن الحقّ يتبيّن لهم أنّي الإمام المهديّ إلى الحقّ ومن ثُمّ يخشون أن يُصَّدقوني وأنا لست الإمام المهديّ وكأنّ عليهم إثمًا، ويا سبحان الله! ويا عباد الله فإن صَدَّقُتم أنّي الإمام المهديّ وحتى ولو لم أكُن الإمام المهديّ فهل تظنّون بأنّ الله سوف يحاسبكم على التصديق بالحقّ؟ ذلك لأنّ لكم حجّة على الله وهي ما أدعوكم إليه كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، فإن صدّقتم بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فقد جعل الله لكم الحجّة عليه ولن يحاسبكم على التّصديق حتى ولو لم يكن الإمام المهديّ هو ناصر محمد اليماني؛ وذلك لأنّكم إنّما صدّقتم حُجّة ناصر محمد اليماني التي يحاجِج بها علماءكم من كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، فكيف يحاسبكم الله على التّصديق بالحقّ؟ أفلا تعقلون؟! وإن أعرضتُم عمّا يدعوكم إليه ناصر محمد اليماني بالرّجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ فإنّكم لم تُكَذِّبوا ناصر محمد اليماني بل كذّبتم بالحقّ من ربّكم (كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ) ثُمّ تجعلون لله عليكم سُلطانًا فيُعذّبكم مع الكفار المُعرضين عن كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، أفلا تتّقون؟! وكذلك الكفار حين يكفرون بمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فإنهم لم يُكَذِّبوا محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وإنما كذّبوا بكلام الله الحقّ، ولذلك وبتكذيبهم لكلام الله الحقّ جعلوا لله عليهم سلطانًا أن يعذِّبهم في الدّنيا والآخرة، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

    ويا معشر علماء الأُمّة وكافّة الباحثين عن الحقّ، أقول لكم الحقّ والحقّ أقول حقيقٌ لا أقول على الله إلّا الحقّ: لا ولن يعذّب الله الكفار والمسلمين بسبب تكذيبهم لناصر محمد اليماني إن كان ناصر محمد اليماني يُحاجِجهم من كلامه هو شخصيًّا بالظنّ والاجتهاد بغير علمٍ ولا سلطانٍ، أمّا إذا تبيّن لهم أنّ المدعو ناصر محمد اليماني يُحاجِج النَّاس بكتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ ويدعو المسلمين إلى الرجوع إلى كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ ومن ثُمّ يُعرِض الكفّار والمسلمون عمّا يدعوهم إليه ناصر محمد اليماني، وعند ذلك فسوف يكون العذاب يشمل كافّة قرى الكفار والمسلمين، ولم يكن السّبب للعذاب في الكتاب بسبب تكذيبهم لعبده ناصر محمد اليماني بل بسبب إعراضهم عن حُجّة الله عليهم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    إذًا حُجّة الله عليكم هو ما ابتعث الله به عبده ورسوله وخاتم أنبيائه بكتاب الله وسنّة رسوله إلى النَّاس كافة، وإنّما يبتعث الله الإمام المهديّ ليكون ناصرًا لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أيّ ناصرًا لما جاءكم به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك يُحاجِجكم الإمام المهديّ بحُجّة الله عليكم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وتلك هي حُجّة الله عليكم لئن كذّبتم بالحقّ من ربّكم فقد جعلتم لله عليكم سلطانًا أن يعذبكم ولا حُجّة لكم على الله بقولكم: "إننا لم نعلم علم اليقين هل ناصر محمد اليماني هو الإمام المهديّ المنتظَر أم كذَّابٌ أشر".

    ولكن لله الحُجّة البالغة وسوف يقول لكم: ألم يُحاجِجكم بآيات ربّكم وفصّل لكم آيات ربّكم تفصيلًا وعلّمكم بحقائق آيات ربّكم على الواقع الحقيقي وتبيَّن لكم أين تكون الأراضين السّبع تصديقًا لِما جاء في ذكري وأنّهُنّ مِن بعد أرضكم، وبيّن لكم حقيقة قولي:
    {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ} [الرحمن:17]، وأنّها أرضٌ من تحت الثّرى وأنّها لربكم وليست لعدوّي تصديقًا لقول الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه]، وأراكمُ الله آياته الحقّ على الواقع الحقيقي وبيّن لعلماء الفَلَك منكم أنّ الشّمس أدركت القمر وعلّمكم كيف يكون ذلك، وأعلنَ لكم حدوث آية التّصديق من ربّكم من قبل الحدث برغم استحالة حدث رؤية هلال الشّهر من قِبَلِ كافّة الذين أوتوا العلم منكم ومن ثُمّ أصْدَقَ عبدَه بالحقّ، وتبيّن لكم أنّه الحقّ ثُمّ أعرضتم عن الحقّ من ربّكم من بعد ما تبيّن لكم؟ فما هي حُجّتكم حتى كذّبتم عبدي الذي يُحاجِجكم بآيات ربّكم؟ فإنّكم لم تُكَذِّبوا عبدي ولكنّكم بآيات ربّكم تجحدون بغير الحقّ.

    ومن ثُمّ تقولون: "ربّنا ظلمنا أنفسنا ولو كنا نسمع أو نعقل ما كُنّا في أصحاب السعير".

    ثُمّ يقول لكم الله ورسوله: فسُحقًا لأصحاب السّعير الذين كذَّبوا بآيات ربّهم وتمسّكوا بما يخالف لمُحكَم آيات ربّهم ويحسبون أنهم مهتدون.

    ويا قوم والله الذي لا إله إلّا هو لئن كذّبتم بحقائق آيات ربّكم أنّ الله سوف يُحاجِجكم بها فيُعذّبكم في الدُّنيا والآخرة ولن تجدوا لكم من دون الله وليًّا ولا نصيرًا، ويا أُمّة الإسلام والله الذي لا إله إلّا هو لئن كذّبتم بالبيان الحقّ من ربّكم فإنّ الله سوف يُحاجّكم بالبيان الحقّ للذّكر حُجّة الله عليكم وعلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وعلى ناصر محمد اليماني، فإن كذّبنا بآيات ربّنا فلن نجد لنا من دون الله وليًّا ولا نصيرًا، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مستقيم ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ويا معشر علماء الأُمّة فهل ترون ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُّبين لأنّه مُستمسكٌ بالقرآن العظيم والسُّنة النَّبوية الحقّ التي لا تخالف لمُحكَم القرآن العظيم ومن ثُمّ ترون ناصر محمد اليماني كذابٌ أشِر وليس الإمام المهديّ المُنتظَر؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، والآن وأنتم سالمون قبل الوقوف بين يدي الله، وتذكّروا يوم تأتي كُلّ نفسٍ تُجادل عن نفسها ما هي حُجّتكم على ناصر محمد اليماني حتى أعرضتم عنه حتى تنظروا هل هي حُجّة منطقيّة سوف يقبلها الله؟ أم أن حُجّة ناصر محمد اليماني هي الحقّ من ربكم؟ فتعالوا لننظر ما ينهاكم عنه ناصر محمد اليماني، وتدبّروا هل أمركم بأمرٍ واحدٍ فقط لم يأمركم به الله ولا رسوله؟ إذًا فقد جعل الله لكم على ناصر محمد اليماني سُلطانًا مُّبينًا، والحقّ معكم لئن كذّبتم به ولكم الحقّ أن تقولوا: "بل أنت كذابٌ أشِر ولستَ المهديّ المنتظَر الحقّ، فكيف تأمرنا بما لم يأمرنا به الله ولا رسوله؟ فنحن نعلم أنّ الإمام المهديّ لم يجعله الله نبيًّا يوحى إليه بكتابٍ جديدٍ ولا سُنَّة جديدةٍ وإنّما يأتي الإمام المهديّ ناصرَ محمدٍ رسول الله النَّبيّ الأُميّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فلا حُجّة لك علينا ما دمتَ أمرتنا بما لم يأمرنا الله به ولا رسوله ولن يُعَذّبنا الله شيئًا ما دُمنا كذَّبنا بالباطل الذي لم يأمر به الله ولا رسوله، وأمّا إذا أمرتنا بما أمرنا الله به ورسوله ثُمّ أعرضنا عنك فتلك هي حجّة الله علينا؛ ما جاء به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ".

    ومن ثُمّ يردُّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ذلك بيني وبينكم، فإن أمرتُكم بما لم يأمركم به الله ولا رسوله فلا طاعة لي عليكم ولا يجوز لكم أن تصدّقونني ولا تنصرونني واستحق ناصر محمد اليماني لعنةَ الله ولعنةَ ملائكته والنَّاس أجمعين، وذلك على من افترى على الله كَذِبًا بغير ما جاء به خاتم الأنبياء والمُرسَلين محمد - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كتاب الله والسُّنّة الحقّ من عنده.

    فتعالوا لننظر سويًّا إلى ما أدعوكم إليه، وهل يأمركم المدعو ناصر محمد اليماني بأمر يخالف ما أمركم به الله ورسوله؟ وما يلي أساسُ دعوتي للمسلمين والنَّاس أجمعين:

    1 - أن تعبدوا الله وحده لا شريك له، ومَن أشرك بالله فقد ظلم نفسه ولن يَجِد له من دون الله وليًّا ولا نصيرًا.

    2 - أن تؤمنوا بأنّ هذه الدعوة هي التي ابتعث الله بها كافّة الأنبياء والمُرسَلين، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    3 - أن لا تُفَرِّقوا بين رسل الله أجمعين الذين ابتعثهم الله بهذه الدّعوة الموحّدة، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١٥٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وقال الله تعالى:
    {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨١﴾ فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٨٢﴾ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال الله تعالى:
    {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن ربّهم لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿٨٤﴾ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال تعالى بعد ذكره دعوة خليله إبراهيم إلى التّوحيد وذِكر مَن معه مِن المُرسَلين:
    {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿٨٩﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    4 - الدّعوة للمسلمين والنّصارى واليهود والمجوس والمُلحدين والنَّاس أجمعين إلى هذه الكلمة التي جاء بها كافّة الأنبياء والمُرسَلين، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    5 - التّصديق أنّ الدّين عند الله هو الإسلام الذي يدعو إليه محمدٌ رسول الله والمسيح عيسى وسليمان وكافّة الأنبياء والمُرسَلين مِن قبله، فانظروا لدين داوود الذي يدعو النَّاس إليه وسليمان لملكة سبأ: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣٠﴾ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مسلمين ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وانظروا لدين رسول الله المسيح عيسى ابن مريم - عليه الصلاة والسلام - وما يدعو بني إسرائيل إليه:
    {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥﴾ وَيُكَلِّمُ النَّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧﴾ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ﴿٤٨﴾ وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن ربّكم أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٤٩﴾ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن ربّكم فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴿٥٠﴾ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مستقيم ﴿٥١﴾ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولا أعلمُ بدينٍ للنصارى غير الإسلام الذي جاء به رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم، والذي جاء به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - خاتم الأنبياء والمُرسَلين إلى النَّاس كافّة بكتاب الله القرآن العظيم الكتاب الجامع لكافّة كُتب الأنبياء والمُرسَلين، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وبما أنَه الكتاب الجامع لكافّة كتب الأنبياء والمُرسَلين إلى الأمم؛ قال الله تعالى:
    {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    6 - أن لا تُفرّقوا دينكم شيعاً وكُلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون، فإن فعلتم فقد خالفتم أمر الله ورسوله، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    وتصديقًا لقوله تعالى:
    {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ ۞ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ‎﴿٣١﴾‏ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [الروم]

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الشورى].

    وكذلك في قوله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿١٥٩﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وتصديقًا لقوله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وتصديقًا لقوله تعالى:
    {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:46].

    ومن ثُمّ خالفتم يا معشر علماء الأُمّة كافّة أوامر الله إليكم المُحكَمة في أُمِّ الكتاب القرآن العظيم وأعرضتم عنها أجمعين واتّبعتم حديث الشيطان الرجيم:
    [اختلاف أُمّتي رحمة]، وزعمتم أنّ مَنْ قاله هو محمدٌ رسول الله! بل حتى الذين أنكروه فكذلك اتّبعوا هذا الحديث الذي جاء من عند الشّيطان الرّجيم على لسان أوليائه من شياطين الإنس المنافقين الذين يُظهرون الإيمان والاتّباع لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حتى إذا خرجوا من عنده فيُبَيِّتون أحاديث غيرَ التي يقولها - عليه الصلاة والسلام - فصدّوا عن سبيل الله، وكم أدعوكم إليه فأبيتم أن تتّبعوه واتّبعتم أحاديثهم فصدّوكم عن سبيل الله الحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ﴿٣﴾ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [المنافقون].

    ومن ثُمّ علّمكم الله طريقةَ تصْدِيَتِهم عن الحقّ من ربّكم أنّه ليس بالسّيف، فإذًا لو كان بالسّيف فلا داعي أن يأتوا ليشهدوا بين يدي محمدٍ رسول الله بإسلامهم لأنّهم سوف يقاتلونه فينكشف أمرهم. إذاً ما هي طريقة تصْدِيَتِهم المقصودة في قول الله تعالى:
    {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم؟ ولكن لله الحُجّة البالغة فقد علّمكم كيف هي طريقة صدّهم عن الحقّ من ربّكم أنّها بالافتراء بأحاديثٍ وروايات لم يقُلها عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وتعالوا لأُعلّمكم لماذا أمر الله نبيّه أن يُعرض عنهم فلا يطردهم؟ وذلك ليستمر مَكرهم ليعلَم من يتّبع الحقّ ممّن يستمسك بما خالف لكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، وذلك لأنّ الله سوف يُعلّمكم كيف تعلمون الحديث النّبويّ الحقّ الذي جاء من عند الله والحديث الشّيطاني الباطل الذي جاء من عند غير الله ليصُدّوكم به عن سبيل الله.

    ولذلك أمَر الله علماء المسلمين أن لا يختلفوا في الأحاديث النَّبوية وأن لا يعتمدوا على الثقات أو غير الثقات، ولا تطعنوا في صحابة رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كيف ما كانوا هو أعلمُ بِمَن اتّقى، وأمركم الله أن تأخذوا الأحاديث الواردة بشكل عامٍ عن كافّة صحابة محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثُمّ يتمّ تطبيقها مع ما جاء في مُحكَم القرآن العظيم، وبما أنّ السُّنة النَّبوية جاءت من عند الله كما جاء القرآن العظيم، وبما أنّ الله علّمكم أنّ القرآن محفوظٌ من التّحريف وأنّ أحاديث السُّنة النَّبويّة ليست محفوظةً من التّحريف، وحتى تعلموا أيّ الحديث النّبوي في السّنة جاء من عند الله وأيّ الحديث في السُّنة النَّبوية مُفترًى مِن عند غير الله ولذلك أمركم أن تجعلوا مُحكَم القرآن هو الحكم مِن الله في هذه القضيّة، وعلّمكم أنّ أيّ حديثٍ نبويٍّ جاء من عند غير الله فحتمًا بلا شكّ أو ريبٍ سوف تجدون بينه وبين مُحكَم القرآن اختلافًا كثيرًا، ودائمًا الحقّ والباطل يأتي بينهما اختلافٌ كثيرٌ.


    وقال الله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وهذا هو ما أمركم به الله في مُحكَم كتابه القرآن العظيم أن تجعلوا مُحكمَ القرآن هو الحَكَم حتى لا تكون لكم حُجّة بـ : " إنّ المنافقين افتروا على رسولك بالسُّنة النَّبوية ولم نعلم أيُّهم الحقّ وأيُّهم الباطل فأضلّونا عن سواء السبيل"، وكذلك أمركم رسول الله بذات الأمر الذي أمركم به الله تعالى.

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [اعرضوا حديثي على الكتاب فما وافقه فهو مني وأنا قلته].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [وإنها ستفشى عني أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقرأوا كتاب الله واعتبروه فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ستكون عني رواة يروون الحديث فاعرضوه على القرآن فإن وافق القرآن فخذوها وإلا فدعوها].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [عليكم بكتاب الله وسترجعون إلى قوم يحبون الحديث عني ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار فمن حفظ شيئًا فليحدث به].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [عليكم بكتاب الله فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عني فمن عقل شيئًا فليحدث به ومن افترى علي فليتبوأ مقعدًا وبيتًا من جهنم].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ألا إنها ستكون فتنة قيل ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجنّ إذ سمعته حتى قالوا‏:‏ ‏{‏إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ‏}‏ من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [يأتي على النَّاس زمان لا تطاق المعيشة فيهم إلا بالمعصية حتى يكذب الرجل ويحلف فإذا كان ذلك الزمان فعليكم بالهرب قيل يا رسول الله وإلى أين المهرب قال إلى الله وإلى كتابه وإلى سنة نبيه‏ الحق].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ما بال أقوام يشرفون المترفين ويستخفون بالعابدين ويعملون بالقرآن ما وافق أهواءهم، وما خالف تركوه، فعند ذلك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض يسعون فيما يدرك بغير سعي من القدر والمقدور والأجل المكتوب والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور والسعي المشكور والتجارة التي لا تبور].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، وذلك أن الله يقول‏:‏ ‏{‏ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ }].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلمه واتبع ما فيه].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحد في تركه، فإن لم يكن في كتاب الله فسنة مني ماضية].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [ما هذه الكتب التي يبلغني أنكم تكتبونها، أكتاب مع كتاب الله‏؟‏ يوشك أن يغضب الله لكتابه].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [يا أيها النَّاس، ما هذا الكتاب الذي تكتبون‏:‏ أكتاب مع كتاب الله‏؟‏ يوشك أن يغضب الله لكتابه قالوا يا رسول الله فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ‏؟‏ قال‏:‏ من أراه الله به خيرًا أبقى الله في قلبه لا إله إلا الله].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [لا تكتبوا عني إلا القرآن، فمن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإني أخاف أن يخبروكم بالصدق فتكذبوهم أو يخبروكم بالكذب فتصدقوهم، عليكم بالقرآن فإن فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم ].

    قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، إما أن تصدقوا بباطل وتكذبوا بحق، وإلا لو كان موسى حيًّا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني].
    صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ، فهل وجدتم اختلافًا شيئًا بين بيان محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وبين بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن من ذات القرآن؟ فلا حُجّة لكم على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بعد إذ حاججتُكم بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن ثُمّ بالبيان الحقّ من عند الرحمن على لسان محمدٍ رسول الله في السّنة المُهداة فلم تجدوها تختلف مع بيان ناصر محمد اليماني للقرآن، ومن حاجّني الآن بِما خالف لمُحكَم كتاب الله وبما خالف لمُحكَم سُنّة البيان على لسان محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فاشهَدوا عليه بالكفر والإعراض عن الذِّكر وقد عصى الله ورسوله والمهديّ المنتظَر وما بعد الحقّ إلّا الضلال.

    وأُفتي كافّة البشر أنّ أشدّ كفرًا في الكتاب مِن بعد كفر اليهود هو كُفر المسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم والذي يُحاجِجهم به الإمام المهديّ المنتظَر من ربّهم ويجادلهم بآياته المُحكَمات البيّنات لعالِمهم وجاهلهم ومن ثُمّ يُعرض عنه علماء المسلمين في عصر الإمام المهدي الحقّ من ربّهم أو يسكتون عن الحقّ والاعتراف به بعدما تبيَّن لهم أنّه لا يحاجِجُ إلّا بالحقّ ولم يكن على ضلالٍ مُّبين، ثُمّ يُعرِضون عن الحقّ أو يسكتون عنه حتى جاء وعد الله بالحقّ فأهلكوا أنفسهم وأُمّتهم أولئك أشرّ علماء من بين خلق الله أجمعين كما أفتاكم في شأنهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وكذلك قال محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن المسلمين اليوم وعُلمائهم:
    [يأتي على النَّاس زمان بطونهم آلهتهم ونساؤهم قبلتهم، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم، لا يبقى من الإيمان إلا اسمه، ومن الإسلام إلا رسمه، ولا من القرآن إلا درسه، مساجدهم معمورة، وقلوبهم خراب من الهدى، علماؤهم أشر خلق الله على وجه الأرض. حينئذ ابتلاهم الله بأربع خصال: جور من السلطان، وقحط من الزمان، وظلم من الولاة والحكام، فتعجب الصحابة وقالوا: يا رسول الله أيعبدون الأصنام ؟ قال: نعم، كل درهم عندهم صنم] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وقال محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن أُمّة اليوم وعلمائهم:
    [ يأتي على النَّاس زمان وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، كأمثال الذئاب الضواري، سفّاكون للدماء، لا يتناهون عن منكر فعلوه، إن تابعتهم ارتابوك، وإن حدثتهم كذّبوك، وإِن تواريت عنهم اغتابوك، السُّنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سُنة، والحليم بينهم غادر، والغادر بينهم حليم، والمؤمن فيما بينهم مستضعف، والفاسق فيما بينهم مشرّف، صبيانهم عارم، ونساؤهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الالتجاء إليهم خزي، والاعتزاز بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه، وينزّله في غير أوانه، يسلط عليهم شرارهم فيسومونهم سوء العذاب ] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    إلّا مَن رحم ربي من علماء الأُمّة فَمَنّ الله عليه وأظهره على أمرنا في الإنترنت العالميّة فلم يستكبر وقال: "سوف أتدبّر ما يقوله هذا الرجل وبيني وبينه كتاب الله والسُّنة النَّبويّة، فإن وجدته على الهُدى اتّبعته واعترفتُ أنّه الحقّ سواءً يكون الإمام المهديّ الذي ننتظر له أو هاديًا من الله إلى الصراط المستقيم، فلا يهمُّني يكون الإمام المهديّ المنتظَر أم لم يكن هو، المهم إنّي وجدته على الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، فكيف أُعرضُ عن الحقّ بعدما تبيَّن لي أنه الحق؟" فيقول: "وهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟ فأيّ مهديٍّ نبغي بعد هذا الذي يُفَصِّلُ كتاب الله تفصيلًا ويُحاجِجنا بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ويُطَهِّر السُّنة النَّبوية من البِِدَع تطهيرًا ويُحَرِّم الاجتهاد في الفتوى بغير علمٍ ولا سلطانٍ، ويُحَرِّم على المسلمين أن يقولوا على الله ما لا يعلمون. أفلا تتّقون؟! فأخبروني أيّ مهديّ تنتظرونه؟ فهل تريدون أن يقول لكم إنّي رسولٌ من الله إليكم، أم ناصرًا لِما بين أيديكم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؟ أفلا تعقلون؟!".

    ويا قوم أُفتيكم أنّه ليس شرطٌ عليكم أن تتّبعوني حتى تعترفوا أنّي الإمام المهديّ؛ بل اتّبعوا الحقّ وإذا اتَّبعتم الحقّ من ربّكم فذلك اعترافٌ منكم أنّي الإمام المهديّ إلى الحقّ، فهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟

    ويا قوم ليس المنطق أن أظهر لكم عند الركن اليماني وأقول يا معشر المسلمين بايعوني إنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربِّكم، وما يُدريكم أنّي الإمام المهدي الحقّ من ربّكم ما لم أدعُكم للحوار من قبل الظهور؟ وثمّ ومن بعد التصديق أظهر لكم عند البيت العتيق، أليس هذا هو العقل والمنطق؟ أم إنّكم لا تعقلون؟! ويا قوم عليكم باستخدام عقولكم التي ميَّزكم الله بها عن الأنعام؛ وهو التّفكير واتّخاذ القرار من بعد التّفكير. تصديقًا لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿١٨٤﴾ أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُم بالحقّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ويا قوم إنّما ابتعثني الله ناصرًا لِما جاءكم به محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحقّ فأبيتُم الحقّ من ربّكم وقلتم هذا كذابٌ أشِر وليس المهديّ المُنتظَر! ويا قوم أفلا ترون أنّكم لم تكذّبوا ناصر محمد اليماني بل كذّبتم بما يدعوكم إليه؟ فكيف لا يعذّبكم الله إن استمرَرْتُم بالتكذّيب بالدعوة الحقّ إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؟ ويا قوم ليست حُجّةً لكم إذ لم تروا ناصر محمد اليماني فليست حُجّةً لكم أن لا تُصدّقوني حتى تنظروا إليّ! فليس الهدى في رؤيتي ولا في صوتي بل الهدى في كلام الله، ومن كَذَّب به أضلّه الله وعذّبه، وقال الله تعالى:
    {وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٤١﴾ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾ وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وذلك لأنّ بعضهم ينشَغِل بالنظرة إلى محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم – دون أن يصغي إلى ما يقول! وليس الهدى في صورته عليه الصلاة والسلام ومَن نظر إليه هداه الله، إذًا لآمن الكفار أجمعون؛ بل الهدى: الاستماع إلى كلام الله وفهمه، فبأيّ حديثٍ بعد الله وآياته تؤمنون؟! اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد..

    ويا معشر علماء الأُمّة إنّي أدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب الله فإنّ اتّبعتُ أهواءكم وتركته وراء ظهري فلن تُغنوا عني من الله شيئًا، وكذلك محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لو اتّبع المفترين وتَرَك حُكم الله العربيّ المُّبين وراء ظهره فلن تُغنوا عنه من الله شيئًا. فانظروا للتهديد الذي تلقّاه محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - من ربه وهو خيرٌ منكم وأعلمُ، فما بالكم بعُلمائكم الذين هم من دونه عليه الصلاة والسلام؟! تصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    فأين تذهبون يا معشر علماء أُمّة الإسلام المُستكبرين؟ أم إن نوُّاب التّبليغ لم يُبلّغوكم شيئًا؟ إذاً فهم كاذبون بتصديق الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ولو كانوا صادقين لَما وهنوا ولَما استكانوا في التّبليغ عن الحقّ ليلًا نهارًا على كافة البشر بكُلّ حيلةٍ ووسيلةٍ ولَنَصروا الحقّ من ربهم، أفلا يعلم السّابقون الأنصار من الذين أعثرهم الله على النّبأ العظيم بالإنترنت العالميّة أنّ الله علِم أنّ منهم باحثون عن الحقّ فأعثرهم على الحقّ ليصطفي الله الصّادقين منهم فيجعلهم نوّابَ التّبليغ والوزراء المُكرّمين وولاتي على العالمين؟ ومَن أعرض منهم عن الحقّ فقد أعرض عن نعمة ربِّه وكرمِه ورحمته فيعذّبه الله عذابًا نُكرًا، ويوعظ من يشاء منهم برؤية كوكب العذاب ليثبّته به على الحقّ إن كان يريد الحقّ ليعلم أنّ ناصر محمد اليماني لا يُحَذِّرهم كَذِبًا وافتراءً على ربّ العالمين، فيُنبِّههم الله بذلك لكي يلزموا الحقّ فلا يفتنهم الذين يصدّون عن سبيل الحقّ بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُّنير؛ بل بالظنّ الذي لا يغني عن الحقّ شيئًا. وللأسف لم أرَ من الأنصار السّابقين الأخيار الذي صدّقوا ونصروا وبلّغوا بيانات الحقّ من ربّهم إلّا قليلًا! ومن ثُمّ يقوم الإمام المهديّ بالذهاب إلى مواقعٍ أخرى فيُسجّل كعضوٍّ فيها ويُبَلِّغ بيان الحقّ ولو كان كافّة الأنصار يشتغلون ليلًا نهارًا بالتّبليغ عن طريق المواقع العالميّة والمُنتديات الإسلاميّة لانتشر الخبر بالدّعوة للحوار إلى كافّة المسلمين وعلمائهم.

    ولربّما يودُّ أحد الأنصار أن يُقاطعني فيقول:" مهلًا مهلًا أيها الإمام ناصر، فأنا لا أملك بما أنصرك به في شراء القناة الفضائيّة (منبر المهديّ المنتظَر) برغم أنّي من السابقين المُصدّقين". ومن ثُمّ أردُّ عليه بالحقّ وأقول: وهل يُكلّفُ الله نفسًا إلّا وسعها حسب قدرتها؟ فإذا كنت لا تستطيع أن تشارك في شراء منبر المهديّ المنتظَر ولكنّك قادر أن تسجّل كعضو في المنتديات الإسلاميّة ثُمّ تُبلّغ البيان الحقّ في المنتديات الإسلاميّة وذلك نصرةً مِنك وأضعفُ الإيمان إن كنت حقًّا من الأنصار الصّادقين الأخيار من الذين نحسبهم خير البريّة وصفوة البشريّة الأنصار الأبرار السابقين الأخيار،
    ولا ينفع التّصديق لوحده: [أنا صدّقت ناصر محمد اليماني أنه الإمام المهدي المُنتظر]؛ بل يتوجّب عليه أن يصدق إيمانه بالحقّ من ربّه بالعمل ونُصرة الحقّ من ربه بكُلّ ما أوتي من قوة وبكُلّ حيلةٍ ووسيلة حسب قُدرته وجُهده ولا يُكلف الله نفسًا إلّا وسعها وحسب طاقتها وقُدرتها.

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ فهل تريدون الحقّ إن كنتم مِن أولي الألباب؟ فأفتوني في شأن الإمام المهديّ الذي له تنتظرون، فهل سوف يأتي بكتابٍ جديد ودينٍ جديد ودعوةٍ جديدةٍ وحُجّةٍ جديدةٍ لم يأتِ بها محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وأعلم جواب أولي الألباب منكم فيقولون: "يا ناصر محمد عليك أن تعلم إنّما يبتعث الله الإمام المهديّ ناصرَ محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - النَّبي الأُميّ خاتم الأنبياء والمُرسَلين، فلا كتابٌ جديدٌ من بعده ولذلك يأتي الإمام المهديّ ناصرًا لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أيّ ناصرًا لما جاء به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أيّ ناصرًا لدعوة محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم". ومن ثُمّ يردُّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: إذًا لماذا تُعرِضون عن الإمام المهديّ الحقّ ناصر محمد اليماني إن كنتم صادقين؟ فهل تبيَّن لكم الحكمة مِن تواطؤ الاسم محمد في اسم الإمام المهديّ ناصر محمد؟ وهل تبيّن لكم لماذا جعل الله موضع التواطؤ للاسم محمد في اسمي في اسم أبي (ناصر محمد)؟ وذلك لكي يحمل الاسم الخَبَر لدعوة الإمام المهديّ المنتظَر.

    وأما الحِكمة من عدم بيان محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - في اسم المهديّ؛ وفي ذلك حكمةٌ بالغةٌ من الله ورسوله وذلك لأنّ الله يعلمُ أنّه سوف يفتري شخصيّة الإمام المهديّ كثيرٌ من النَّاس في كلّ جيلٍ من بعد موت محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى جيل الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم، فإنّهم بالمئات وأغلبهم ما كان اسمه (محمد بن عبد الله) أو (أحمد بن عبد الله) وكذلك أصحاب أسماءٍ أُخرى، ولكنّكم لا ولن تجدوا شخصًا واحدًا من المفترين اسمه ((ناصر محمد)) إلّا الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم والذي يُبيّن لكم كيف تواطَأ الاسم محمد في اسم الإمام المهديّ؛ بل ويُبيّن لكم كثيرًا من كثير من الأمور ويُفَصِّل لكم كتاب الله وسنّة رسوله تفصيلًا، ويدعوكم إلى توحدكم من بعد تفرّقكم إلى شيعٍ وأحزاب وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، فضعُفت شوكتكم وفشلتم وذهبت ريحكم وأظهر الله عليكم عدوّكم، ويخشى علماء المسلمين أن يتخطفهم النَّاس في كُلّ بقاع الأرض بحُجّة الإرهاب ولا يصدع بالحقّ إلّا قليلٌ من علماء المسلمين مِن الذي لا يخشون إلّا الله، ولكنكم سوف تجدونهم يصدعون بالحقّ في شأن الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم بعدما تبيَّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم فأعلنوا اعترافهم للحقّ لأمتِّهم فلا يخافون لومة لائم، أولئك المُتّقون من التّابعين من علماء الأُمّة من الذين يُحشَرون إلى الرحمن وفدًا مُباركًا أولئك هم الصدّيقون للحقّ أقلهم درجةً عند الله كدرجة نبيّ الله يونس، أولئك هم الآخرون لمّا يلحقوا بهم مثلهم كمثل التّابعين الأولين الصّديقين لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وكانوا غرباء، والغريب لدى النَّاس هو تصديقهم لهذا النّبي الأُميّ، وكذلك الغُرباء في عصر الإمام المهديّ من علماء الأُمّة الذين تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم أولئك علماء حقًّا بالحقّ أولئك من علماء الأُمّة الصّدّيقين المُصَدِّقين بالحقّ من ربّهم وعلموا أنّ هذا هو البيان الحقّ للقرآن فهم به موقنون أولئك هم الآخرون لمّا يلحقوا بهم مثلهم كمثل التّابعين الأوّلين الصّديقين لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وأما الذين لم يفقهوه منهم وهم له حافظون وبه مؤمنون ثُمّ ينكرون البيان الحقّ من ربّهم فمثلهم كمثل الحمار يحمل الأسفار في وعاءٍ على ظهره ولكنّه لا يفهم ما يحمل على ظهره، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴿١﴾ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢﴾ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٣﴾ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٤﴾ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاس فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٦﴾ وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿٧﴾ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الجمعة].

    أولئك هم المُقرّبون عند ربّهم ثُلَّةٌ من الأولين وقليلٌ من الآخرين كما ترون، وكذلك في كلّ زمانٍ يبدأ الحقّ غريبًا لدى النَّاس وسبب غُربة الحقّ لديهم هو لأنّ الشّياطين قد أخرجوا آباءهم عن الحقّ فهم على أثارهم يهرعون، وتعوّدوا على ذلك جيلًا من بعد جيلٍ حتى إذا بعث الله المهديّين إلى الحقّ مِن الأنبياء والرّسل والأئمة الحقّ من ربّهم ليهدوهم إلى سواء السّبيل فتكون دعوتهم بادئ الأمر غريبةً جدًا على الذين ضلّوا عن الصّراط المستقيم، وشيئًا فشيئًا حتى يعود النَّاس إلى الصّراط المستقيم، حتى إذا مات مهديّهم على الصّراط المستقيم ومن ثم يبدأ شياطين الجنّ والإنس بمكرهم وبِدَعهم ومُبالغتهم في عباد الله الصّالحين بغير الحقّ وذلك حتى يدعوهم النّاس مِن دون ربّهم ويتوسَّلوا بهم ليُقرّبوهم إلى الله زُلفًا ليعيدوا النَّاس إلى ما كانوا عليه في ضلالهم القديم إلى ما يشاء الله، ومن ثُمّ يبعث الله مَن يعيدهم إلى الصّراط المستقيم فتكون دعوته غريبةً على النَّاس في عصره، وسبب غرابة دعوته لدى النَّاس لأنهم قد أخرجتهم الشّياطين بافترائهم عن الصّراط المستقيم وهكذا إلى دعوة خاتم خُلفاء الله أجمعين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يدعو النَّاس إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، فإذا علماء أُمته - إلّا مَن رحم ربّي منهم - ما كان ردهم علينا إلّا قولهم: "إننا ننصحك أن تذهب إلى مستشفى الأمراض النفسيّة فإنّه يتخبّطك مَسّ شيطانٍ رجيمٍ، أو اذهب إلى شيخٍ يقرأ عليك القرآن فإنّك يا ناصر محمد اليماني لمجنون والجنون فنون". ومن ثُمّ يردُّ عليهم الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم وأقول:" كذلك قيل لكافّة الأنبياء والمُرسَلين المهديّين الذين ابتعثهم الله ليهدوا النَّاس إلى الحقّ بعد أن ضلّوا عن الصراط المستقيم، وقال الله تعالى:
    {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ‎﴿٥٢﴾‏ أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ‎﴿٥٣﴾‏} صدق الله العظيم [الذاريات].

    وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي يدعو المسلمين والنَّاس أجمعين إلى الرّجوع إلى منهاج النبوّة الأولى كما كان عليه محمد رسول الله والذين معه قلبًا وقالبًا، وما كان ردّ كثيرٍ من الذين أظهرهم الله على شأني إلّا أن قالوا إنّ ناصر محمد اليماني مجنونٌ، فبعضهم ينصحني أن أذهب إلى مستشفى الأمراض العقليّة وآخرون النفسيّة وآخرون القُرآنيّة وآخرون يقولون بل عنده علمٌ بارعٌ في التّنجيم بل هو مُنجّم! ومن ثُمّ أردُّ عليهم وأقول: ألا تخافون الله أن تَصِفوا بهذا مَن يدعوكم إلى الرّجوع إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، ويدعوكم للحوار والدخول إلى طاولة الحوار العالميّة وأنتم في بيوتكم ثُمّ تفتحوا أجهزتكم فإذا أنتم لدينا في طاولة الحوار فتطّلعوا على بيانات المدعو ناصر محمد اليماني؟! فإن تبيَّن لكم أنّه الحقّ فاعترفوا بالحقّ وانصروا الحقّ من ربِّكم، وإن تبيَّن لكم أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُّبين فعلى كافّة علماء الأُمّة الإسلامية أن يهبّوا للدّفاع عن دينهم ويتنازلوا عن كِبرهم من أجل الذّود عن دينهم فيدخلوا إلى طاولة الحوار العالميّة (
    موقع الإمام ناصر محمد اليماني) ثُمّ يجادلوا ناصر محمد اليماني بعلمٍ هو أهدى من علمه وأقوم قيلًا.

    ولربّما المفترون يقولون علينا بغير الحقّ: "ولكنّه سوف يحذف بيانات علماء الأُمّة ويترك بياناته". ومن ثُمّ أردُّ عليهم وأقول: لقد وعدتكم مِن قبل ولا أزال عند وعدي أنّي لا ولن أحذف بيان أحد علماء الأُمّة أبدًا مهما كان يخالفني الرأي، غير أنّ لي شرطًا واحدًا فقط وهو أن لا يهينني وأنصاري بموقعي، فإن فعل فقد جعلنا لأعضاء مجلس الإدارة عليه سلطانًا وليس فقط يحظروه بل يجتثوه من الموقع كشجرةٍ خبيثةٍ اجّتُثت من فوق الأرض ما لها من قرار، وذلك هو الخط الأحمر لا ينبغي لا لعالمٍ ولا لجاهلٍ أن يتعدّاه فيُهيننا في موقعنا ولكن يجادلنا بعلمٍ هو أهدى من علمنا وأقوم سبيلًا حتى يُبَيِّن أنّ سبيلنا مُعوَجُّ، وإن لم يستطيعوا فقد علموا أنّهم هم على سبيلِ مُعوَجٍّ ووجب عليهم أن يتّبعوا الذي يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ الذّليل على المؤمنين العزيزُ على الكافرين ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على كافة انبياء الله ورسله لا نفرق بين احدا من رسلة ونحن له مسلمين وعلى آلهم الاطهار الابرار الطيبين ومن اتبعهم بأحسان الى يوم الدين وعلى الامام المهدي ناصر محمد اليمانى الناصر لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والخبير بحال الرحمن الذى عنده علم بيان الكتاب وصاحب القول الصواب وعلى الانصار السابقين الاخيار صفوة البشرية وخير البرية باذن رب العالمين
    أهلا وسهلا ومرحبا بحبيبي في حب ربي الشيخ المكرم والمحترم (عبد الحميد على الحمل) واسال الله النعيم الاعظم جل جلاله بحق رحمتة التي كتبها على نفسة وبحق عظيم نعيم رضوانه ان يبصرك بالحق والحق احق ان يتبع واشهد الله وكفى بالله وكيلا انك اذا الجمت الامام المهدي ناصر محمد اليماني في اي مسئلة ولو 1% انني سوف اتراجع عن اتباعة ولن تأخذني العزة بالاثم وقد قاله الامام في بيانه انكم لن ولم تستطيعوا ان تلجموه ابداً ابداً ويتحدى في ذلك وليس تحدي الغرور بل التحدي بسلطان العلم الملجم من كتاب الله وسنة رسولة الحق التي لا تخالف كتاب الله وارجوك غاية الرجاء ان تحاور الامام بسلطان العلم الملجم بالايات المحكمات هن ام الكتاب واذا وجدت الحق معة ارجوا منك الا تأخذك العزة بالاثم حبيبي في الله فتدبر بيانات الامام وتفكر فيها وجادل بعلم واتنا بعلم هو اهدى من علمه ان كنت من الصادقين
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

    Read more: https://albushra-islamia.org/showthread.php?t=17483

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    نرحب بالضيف الكريم الشيخ عبدالحميد الحمل في طاوله الحوار ونسال الله برحمته ان يريه الحق ويرزقه اتباعه .
    والحمدلله رب العالمين

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على كافة انبياء الله ورسله لا افرق بين احدا منهم وانا من المسلمين وعلى آلهم الاطهار الابرار الطيبين ومن اتبعهم بحق واحسان الى يوم الدين وعلى الامام ناصر محمد اليمانى الناصر لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أهلا وسهلا ومرحبا بالشيخ الكريم :: "عبدالحميد علي الحمل" طاب الله اوقاتك بصحه والعافيه ورضوان من الله.....نور الله قلبك بذكره ورزقك حبه وأعانك على طاعته وأكرمك برضوان نفسه..انت وجميع عباده..وأروع القلوب قلب يخشى الله وأجمل الكلام ذكر الله وأنقى الحب الحب في الله ..... اللهم انك ارحم بعبادك من عبيدك فهديهم الى صراط المستقيم وايانا أجمعين ياارحم الراحمين

  5. افتراضي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر .


    السلام على خليفة الله الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وكافة الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته:


    أهلا ومرحبا بأخينا في الله الشيخ عبدالحميد الحمل في طاولة الحوار العالمية للمهدي المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور حللت أهلا ونزلت سهلا ونسأل الله أن يريك الحق حقا ويزقك اتباعه ويا حبيبي في الله الشيخ عبدالحميد لا تنكروا على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أن يقول بأنه المهدي المنتظر ما دام جاءنا بعلم الكتاب فلا يجادله أحد من القرآن إلا غلبه أم تراكم ستنكرون أن محمد رسول الله حين زكى نفسه وصعد على جبل الصفىا قائلا:
    [يا معشر قريش أرأيتم إن قلت لكم أن خيلا تغير عليكم من وراء هذا الوادي فهل أنتم مصدقيني قالوا ما جربنا عليك كذبا قط قال إن نذيرا لكم بين يدي عذاب أليم] ولدلك قال تعالى:{قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا} فتفكر حبيبي في الله في دعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني فالحجة عليكم في الآيات التي تتلى عليكم وإن استطعت انت أو أحد علماء المسلمين أو اليهود أو النصارى أن تقيموا عليه الحجة بمسألة واحدة في الدين أو ١% من القرآن العظيم فنقسم بالله أننا سنتراجع نحن الأنصار عن إتباع الإمام ناصر محمد اليماني على أنه المهدي المنتظر وسنضل طلابا لديه بأنه أحد علماء المسلمين الكبار ولكنكم لن تستطيعوا أبدا أبدا فوالله الذي لا إله إلا هو أن قضية أن يكون ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر أم لا لم تعد في أنفسنا منها شيئا كوننا قد تجاوزنا هذا الأمر منذ زمن ولله الحمد وصرنا دعاة مهديين نسعى في الأرض لننذر الناس من العذاب ومن فتنة المسيح الكذاب ونبشرهم ببعث الإمام المهدي المنتظر رحمة الله التي كتب على نفسه ،ونحن على يقين تام بأن الإمام ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر المبعوث من رب العالمين وهو خليفة الله في الأرض على كل ما استخلفه الله عليه وموقنين بذلك كيقيننا بأن الله هو الذي خلقنا ورزقنا بسبب آية النعيم الأعظم في قلوبا فلله الحمد على رحمته بنا فبادر أخي الشيخ عبدالحميد للتفكر مليا في بيان القرآن ولا تجعلوا بعث المهدي المنتظر عليكم حسرة وندامة والله جعل بعثه فيكم رحمة وفضلا ،اللهم واهدي أهل الأرض كلهم جميعا واغفر لقومنا وإخواننا المسلمين فإنهم لا يعلمون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
    بأَبي أَنتَ وأُمي يا أًمِيْر المُؤمِنيْن وخَلِيفَة ربَّ العَالَمِيْن فمَا نَحنُ قائِلينَ لَك إِلا مَا قالَه الله تعالىْ:
    {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)} [الأحقاف ]
    [صدق الله العظيم]
    ___________________
    قنــــاتي على اليوتيـــــوب

  6. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الصلاة والسلام على خليفة الله الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته وآله الأبرار وعلى الأنصار السابقين الأخيار والتابعين للحق إلى يوم الدين..

    أهلا ومرحبا بأخينا في الله الشيخ عبدالحميد الحمل في رحاب هذا الموقع المبارك طاولة الحوار العالمية للمهدي المنتظر في عصر الحوار من قبل الظهور ونسأل الله أن يبصرك بالحق ويرزقك اتباعه وأن يجنبك الباطل واتباعه ,وهذه نعمة من الله لك أن قادك إلى (منتديات البشرى الإسلاميه) لعلها تكن بشرى لك بالإنابة إلى الله والهدايه فتكن من الأنصار الأخيار الأبرار الصادقين ومن أحباب رب العالمين الذين يبتغون رضوان الله ويقولون الحق ولا يخشون في الله لومة لائم ونحسبك كذلك إن شاء الله .
    وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.


  7. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أهلا وسهلا بك أيها الشيخ الكريم في منتديات البشرى العالمية نور وهدى من رب العالمين بالبيان الحق للقرآن الكريم هدانا الله وإياك للصراط المستقيم

  8. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على جميع الانبياء والمرسلين وعلى امام المسلمين ناصر محمد وعلى جميع الانصار في الاولين والاخرين
    اللهم اني اشهد ان الامام المهدي ناصر محمد عليه السلام نصح الامة وبلغ الحق للناس اجمعين وانا على ذلك من الشاهدين
    لقد طهر قلوبنا من الشرك بالله عباده المقربين اللهم انصره حتى يطهر قلوب جميع الخلق امين يا رحمان يارحيم

  9. افتراضي



    إقتباس من مشاركة سابقة لأخينا في حب الله وليد الجبرتي حفظه الله ورعاه وجزاه خير الجزاء لعلها تفيد زوار موقعنا المبارك والباحثين عن الحق



    اقتباس المشاركة 120484 من موضوع من أبي إبراهيم المرادي إلى المهدي اليماني ((أنتظرك للقدوم)) خاص باليماني لا غيره

    اقتباس المشاركة : أبو إبراهيم المرادي

    أما بعد: فقد نمى إلى سمعي نبأ دعواكم وأنك المهدي المنتظر ولم أكن مهتما وقتها بالأمر لوجود كثير ممن يدعون بدعواكم
    ولا سيما أنني لم أجد شرطا من شروط المهدي الحقيقي ينطبق عليك
    انتهى الاقتباس من أبو إبراهيم المرادي
    مقدمة بين يدي المناظرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    { ٱلَّذِينَ قَالُوٓا۟ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَآ أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍۢ تَأْكُلُهُ ٱلنَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَآءَكُمْ رُسُلٌۭ مِّن قَبْلِى بِٱلْبَيِّنَـٰتِ وَبِٱلَّذِى قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ﴿١٨٣﴾} [آل عمران]

    الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خاتم النبيين ومن اقتدى بهم ممن هداهم الله وقص علينا أخبارهم
    {أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ ۖ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقْتَدِهْ} [الأنعام: ٩٠] ، وعلى من عنده علم الكتاب خاتم خلفاء الله ، وعلى الأنصار الأخيار ، وضيوف طاولة الحوار الباحثين الأبرار ..
    وبعد ،

    فالسلام على إمامنا وهادينا بكتاب الله وسنة رسوله الحق إلى صراط مستقيم ورحمة الله وبركاته ..
    السلام على الأنصار الأخيار وضيوف طاولة الحوار الأبرار ورحمة الله وبركاته..

    السلام على أخي وحبيبي في الله فؤاد الطشي ورحمة الله وبركاته ، وبارك الله في جهادك وصبرك لا يضرك من خالفك حتى يأتي أمر الله وأنت على الحق إن شاء الله ،

    وعلى ضيفنا الشيخ الفاضل والباحث أبي إبراهيم المرادي ..
    وأهلا ومرحبا بك في رحاب الإمام المهدي خليفة آخر الزمان نفس الرحمن اليماني المنتظر وجاءكم على قدر ..

    السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته ..

    وهذه مقدمة بين يدي المناظرة فيها نبذ مما تعلمناه واستقر في قلوبنا من المهدي الحق الناصر لمحمد ، أرجوا أن لا تمر عليها ولا تقرأها ، ففيها تقريب للفهم واطفاء لوسوسة الشيطان إن شاء الله تعالى ..

    أخي الباحث الكريم والشيخ الفاضل ،

    لقد بعث النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام في قوم يعبدون الأوثان وبقايا من أهل الكتاب ، فما هي المعايير التي كانت سببا في إيمان المؤمنين وصد المعرضبن ؟ ..

    لقد كان أهل الكتاب أصحاب علم ببعث نبي آخر الزمان وكانوا ينتظروه ، فلماذا يا ترى كانوا أول كافر به !! ..

    لقد افتروا على الله صفات للنبي الخاتم ما أنزل الله بها من سلطان ، فقالوا :

    - أن الله أمرهم أن لا يؤمنوا لرسول حتى يأتيهم بقربان تأكله النار ، ولم يفعل محمد ذلك ، فهل يصدق الله باطلهم حتى يكون سببا في إيمانهم ،

    { ٱلَّذِينَ (((((قَالُوٓا۟ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَآ أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍۢ تَأْكُلُهُ ٱلنَّارُ ۗ ))))) قُلْ قَدْ جَآءَكُمْ رُسُلٌۭ مِّن قَبْلِى بِٱلْبَيِّنَـٰتِ وَبِٱلَّذِى قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ﴿١٨٣﴾ فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌۭ مِّن قَبْلِكَ جَآءُو بِٱلْبَيِّنَـٰتِ وَٱلزُّبُرِ وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُنِيرِ ﴿١٨٤﴾ } [آل عمران]

    - ومما افتروه أن الله يأتيه مثل ما آتى موسى كما قال الله عنهم ..

    {فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا (((((قَالُوا۟ لَوْلَآ أُوتِىَ مِثْلَ مَآ أُوتِىَ مُوسَىٰٓ ۚ ))))) أَوَلَمْ يَكْفُرُوا۟ بِمَآ أُوتِىَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۖ قَالُوا۟ سِحْرَانِ تَظَـٰهَرَا وَقَالُوٓا۟ إِنَّا بِكُلٍّۢ كَـٰفِرُونَ ﴿٤٨﴾ قُلْ فَأْتُوا۟ بِكِتَـٰبٍۢ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ﴿٤٩﴾ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا۟ لَكَ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيْرِ هُدًۭى مِّنَ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴿٥٠﴾} [القصص] ،

    - وقالوا أن الله يبعثه من ذرية داوود عليه السلام ،

    وكان أهل الكتاب هم المرجعية العلمية التي يسألون ، فذهب إليهم وفد من مكة ليسألوهم عن هذا النبي الأمي هل هو حقا من عند الله ، فما كان منهم إلا أن كفروا به وقالوا كما يخبر الله عنهم ..

    {أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ نَصِيبًۭا مِّنَ ٱلْكِتَـٰبِ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ وَٱلطَّـٰغُوتِ (((((وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا۟ هَـٰٓؤُلَآءِ أَهْدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ سَبِيلًا))))) ﴿٥١﴾} [النساء] ،

    لم ينصف أهل الكتاب رسول الله بل صدوا عنه صدودا وأضلوا عامة أهل الكتاب الذين فزعوا إليهم ، وبعد الهجرة ومناظرة رسول الله لهم وإقامته للحجة عليهم لم يسلموا له حسدا من عند أنفسهم أن ينزل الله عليه ويختاره من العرب ولكن الله يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ،

    {وَدَّ كَثِيرٌۭ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعْدِ إِيمَـٰنِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًۭا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْحَقُّ ۖ فَٱعْفُوا۟ وَٱصْفَحُوا۟ حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِۦٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍۢ قَدِيرٌۭ ﴿١٠٩﴾ وَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍۢ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌۭ ﴿١١٠﴾} [البقرة]

    {بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْا۟ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُوا۟ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بَغْيًا أَن يُنَزِّلَ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۖ فَبَآءُو بِغَضَبٍ عَلَىٰ غَضَبٍۢ ۚ وَلِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابٌۭ مُّهِينٌۭ ﴿٩٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ءَامِنُوا۟ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُوا۟ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقًۭا لِّمَا مَعَهُمْ ۗ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٩١﴾} [البقرة]

    والذي أخبرنا الله في القرآن عن صفات النبي الأمي هو الذي أخبرهم عنه موسى عليه وآله الصلاة والسلام ،

    - يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر
    - ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث
    - ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ،

    وقد حققها رسول الله كلها من الكتاب الذي أنزل عليه وجاء مصدقا لما معهم ..

    {وَٱخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُۥ سَبْعِينَ رَجُلًۭا لِّمِيقَـٰتِنَا ۖ فَلَمَّآ أَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّـٰىَ ۖ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَّآ ۖ إِنْ هِىَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِى مَن تَشَآءُ ۖ أَنتَ وَلِيُّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا ۖ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْغَـٰفِرِينَ ﴿١٥٥﴾ وَٱكْتُبْ لَنَا فِى هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا حَسَنَةًۭ وَفِى ٱلْءَاخِرَةِ إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِىٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنْ أَشَآءُ ۖ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍۢ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٥٦﴾

    ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ (((((ٱلْأُمِّىَّ))))) ٱلَّذِى (((((يَجِدُونَهُۥ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَىٰهُمْ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَـٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَـٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلْأَغْلَـٰلَ ٱلَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ ))))) فَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ ۙ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴿١٥٧﴾

    قُلْ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّى رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ٱلَّذِى لَهُۥ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْىِۦ وَيُمِيتُ ۖ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِىِّ (((((ٱلْأُمِّىِّ))))) ٱلَّذِى يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَـٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٨﴾} [الأعراف]

    لقد دعا الله في كتابه أهل الكتاب إلى إقامة الميزان الصحيح في معرفة رسول الله في قوله تعالى :

    {وَءَامِنُوا۟ بِمَآ أَنزَلْتُ (((((مُصَدِّقًۭا لِّمَا مَعَكُمْ))))) وَلَا تَكُونُوٓا۟ أَوَّلَ كَافِرٍۭ بِهِۦ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا۟ بِـَٔايَـٰتِى ثَمَنًۭا قَلِيلًۭا وَإِيَّـٰىَ فَٱتَّقُونِ ﴿٤١﴾ وَلَا تَلْبِسُوا۟ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَـٰطِلِ وَتَكْتُمُوا۟ ٱلْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٤٢﴾ } [البقرة]
    ،

    إنها روايات ما أنزل الله بها من سلطان استعملها الشيطان ليصد الناس عن الحق صدودا ، ولم يكفهم إن الله أنزل الكتاب لتتلى عليهم البينات ، لقد زاغوا عن الحق الذي رأته أعين المهاجرين والأنصار ، ولم يسبق لهم علم الكتاب أو انتظار مبعث خاتم النبيين ..

    { ((((أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ))))) أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِى ذَ‌ٰلِكَ لَرَحْمَةًۭ وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍۢ يُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾ قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًۭا ۖ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۗ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِٱلْبَـٰطِلِ وَكَفَرُوا۟ بِٱللَّهِ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْخَـٰسِرُونَ ﴿٥٢﴾} [العنكبوت]

    فما هي المعايير التي فتحت أعين المؤمنين لها واستنارت لها قلوبهم ؟ ..

    إنه الهدى والحق بقول الحق الذي هو أحسن الحديث وأصدق القول تقشعر منه قلوب الذين يخشون ربهم ثم تلين قلوبهم وجلودهم لذكر الله ..

    هذا هو الذي لا مس قلوبنا نحن أنصار الإمام الناصر لمحمد ، لقد علمنا حقا أن ناصر محمد إنما جاء ناصرا لما جاء به محمد ، فيجاهد الناس بهذا الذكر المحفوظ جهادا كبيرا ، ويدعوهم إلى التحاكم إليه كما دعا سول الله أهل الكتاب من قبل ،
    ولكن النتيجة هي نفس النتيجة .. الإعراض ..

    {أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ نَصِيبًۭا مِّنَ ٱلْكِتَـٰبِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَـٰبِ ٱللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ((((ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌۭ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ))))) ﴿٢٣﴾ ذَ‌ٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامًۭا مَّعْدُودَ‌ٰتٍۢ ۖ (((((وَغَرَّهُمْ فِى دِينِهِم مَّا كَانُوا۟ يَفْتَرُونَ))))) ﴿٢٤﴾} [آل عمران] ،

    وهاهم فريق من علماء المسلمين أعرضوا عن دعوة الإحتكام إلى كتاب الله كما أعرض علماء أهل الكتاب من قبل ..

    ..........
    إنها أحداث تعيد نفسها.......... ،

    ولا يزال الناس يتمسكون بروايات في شأن المهدي
    منها الحق ، ومنها ما يخالف القرآن صراحة ثم يقولون هي من عند الله ، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا عما هو من عند الله ،

    ..
    لأن الوحي لا يخالف نفسه بل يصدق بعضه بعضا ..

    إن أمة الإسلام بجمهورها إلا القليل ينتظرون مهديا بشر به النبي الأمين ،
    ولم يسألوا أنفسهم لماذا سماه النبي بـ المهدي ؟ ..

    لأنه سيكون هاديا وسراجا منيرا للناس إلى رضوان الله ،
    بمعنى أنه سيخرجهم بهداية الله له من ظلمات ضلالهم إلى نور الحق والهداية ، فهم في ضلال مبين ،

    ثم يعتقدون أنهم هم الذين سيهدونه إلى معرفة حاله ، لأنه لن يعرف نفسه ،
    ثم يملون عليه واجبه وما يجوز له وما يمتنع عليه ،

    والناس فيه مذاهب ،
    - فطائفة الشيعة قد بعثوه قبل قدره المقدور ثم أدخلوه السرداب وأنظروا خروجه وانتظروه ،
    فهو بهذا
    مهدي منظر لا منتظر ،

    وهو عندهم من نسل الحسين بن علي واسمه محمد بن الحسن ،

    - والسنة على خلاف ذلك يريدون أن يشركهم الله في أمره فأوقعهم الشيطان في حباله ، وهم يعلمون أن ربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة أبدا بل الأمر كله لله ،

    فهو من يختار المهدي وهو الذي يبعثه كما أخبر بذلك الصادق المصدوق حتى
    "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعثه فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا" ،

    ولكنهم أرادوا أن يشركهم الله في حكمه من حيث لا يعلمون ،

    إن الله لم يستشر الملائكة في استخلاف آدم ، ولما أخبرهم باصطفائه كان منهم من قال مقالته :

    {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ .. الآية (٣٠)} [البقرة]
    ،

    فهل تجدون أن الله وكل أمر اختيار أول خلفائه إلى عباده .. كلا فالله هو الذي يخلق ما يشاء ويختار ، وهو الذي أعلم آدم باستخلافه على الأرض .. ولو قرأنا القرآن لوجدنا أن الله يخبر عن قصة بني إسرائيل من بعد موسى

    {إِذْ قَالُوا۟ لِنَبِىٍّۢ لَّهُمُ ٱبْعَثْ لَنَا مَلِكًۭا نُّقَـٰتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ .. الآية (٢٤٦)} [البقرة] ،

    فهل أوكل الله إليهم أن يعرفوه ويخبروه بشأنه ويكونوا هم أهدى منه ؟ !! ..

    كلا لقد اصطفى الله لهم طالوت ملكا ، فأبوا ورغبوا عن اختيار الله فهم أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال ، ولكن الله اصطفاه عليهم وزاده عليهم بسطة في العلم حتى يسوسهم ويهديهم ،

    فمن هؤلاء الذين سيصطفون خاتم خلفاء الله على الأرض ، وكيف يعرفونه ؟ !!..

    هل الاسم يكفي !!،
    فكم هم الذين يدعون محمد بن عبد الله من آل البيت المطهر ،

    أم أن جلاء الجبهة هي التي تخبر عنه !! ..
    إنهاصفات مشتركة بين الناس ،

    ولو وجدوا من تنطبق هذه الأوصاف عليه فسيكون له من يشبهه ..

    ولنا في قصة جهيمان عبرة ، فقد ظن أنه عثر على المهدي ، فعاذ بالحرم ، وهو يظن أن حديث العائذ بالحرم هو مهديه ، وظنوا أن الله سيخسف بالجيش ، ولم يحدث شيء مما انتظروه مع انطباق الصفات وإعلان بيعته في الحرم من آلاف من الناس ..

    إن الحق لا يصدق أهواءهم وروايات الباطل التي وضعها أولياء الشيطان ليصدوا الناس عن المهدي الحق من رب العالمين ،

    وكيف يخسف الله بجيش يريد تطهير البيت الحرام ، ولم تقم الحجة عليهم بعد ، فهل تجدون في كتاب الله أن الله أهلك أقواما من قبل أن تقام عليهم الحجة ، بل على العكس فإن الله جعل إقامة الحجة على من أهلك

    {وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ ﴿٢٠٨﴾ ذِكْرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ ﴿٢٠٩﴾} [الشعراء] ..

    فكيف يهلك الله قبل إقامة الحجة والله لا يظلم أحدا ولكن ذكرى لعلهم يتقون ، فلا يأخذهم الله وهم غافلون عن حجة الله عليهم ..

    { ذَ‌ٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍۢ وَأَهْلُهَا غَـٰفِلُونَ ﴿١٣١﴾} [الأنعام] ..

    { وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِىٓ أُمِّهَا رَسُولًۭا يَتْلُوا۟ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِنَا ۚ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِى ٱلْقُرَىٰٓ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَـٰلِمُونَ ﴿٥٩﴾} [القصص]


    ولا يكونوا ظالمين إلا بعد إقامة الحجة عليهم وعنادهم ومكابرتهم من بعد أن اسيقنتها أنفسهم ..

    {فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ ءَايَـٰتُنَا مُبْصِرَةًۭ قَالُوا۟ هَـٰذَا سِحْرٌۭ مُّبِينٌۭ ﴿١٣﴾ وَجَحَدُوا۟ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْمًۭا وَعُلُوًّۭا ۚ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ ﴿١٤﴾} [النمل]،

    فعاقبة المفسدين بعد إقامة البينات .. إن الله ينفي عن نفسه الظلم وأنتم باتباع روايات الباطل تثبتون الظلم عليه .. أفلا تتقون ..

    وكيف يظهر للناس عند البيت العتيق من قبل التصديق ، ومن هذا الذي سيستقبله ويرحب به إذا ظهر فجأة ، وما هو موقف حرس البيت الحرام الأمناء عليه .. لقد خالفتم بهذه الروايات كتاب الله وعقولكم التي وهبهاكم باريها للتتفكروا .. أفلا تعقلون ..

    إن النظر في الروايات يجب أن تصحبه دراية ونظر واختبار ، فالمهدي هو الذي يجيئكم بالهدى الذي ينور سبيلكم إلى الله ، وهو الذي ينصر الله به ما جاء به محمد ، لذلك كان سر التواطؤ في اسم المهدي لاسم رسول الله كما جاء في الحديث الشريف

    "يواطئ اسمه اسمي" ،

    والمواطأة في كل كتب اللغة : الموافقة وليست المطابقة ، فالشيء يواطئ غيره ولا يواطئ نفسه ، ومحمد لا يواطئ محمدا ، وواطأه على الأمر إذا وافقه عليه ، وهو في قوله تعالى {ليواطئو عدة ما حرم الله} ،

    لذلك جاء الاسم يحمل الخبر وراية الأمر فهو ناصر محمد أي الناصر لما جاء به محمد ، وهذه هي المواطأة والموافقة في حديث رسول الله لا ما افتراه الشياطين وزادوا وأدرجوا ليفتنوا الناس عن الحقيقة ..

    وهذا رابط لأحد علماء السنة يشرح معنى المواطأة ..


    أما جلاء الجبهة فهو في ظهورها لا في انحسار شعر مقدمة الرأس ، واقرأوا قوله تعالى

    {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾} [الشمس] ..

    أي أظهرها ، وناصر محمد أجلى الجبهة لمن رآه ، والجبهة هي أحد الأعظم السبعة الذي أمر رسول الله السجود عليها ، ولا يسجد المصلي على مقدمة رأسه فيعلق أنفه بالهواء ولا يلامس به الأرض ..

    أما أقنى الأنف فليس انحرافه من أعلاه ، وإنما اعتداله واستقامته ، لذلك يسمي العرب الرمح بالقناة ، والمرأةالحسناء بعود القنى ..


    ثم كيف تعتقدون أنه يشبه النبي عليه وآله الصلاة والسلام وأنتم تقولون فيه انحسار الشعر من مقدمة الجبهة وأنفه طويل رقيق في وسطه تحدب !!

    هل كان رسول الله بهذه الهيئة حتى تصفون بها المهدي الذي هو أشد الناس شبها برسول الله كأنه ابنه من صلبه مباشرة ..

    إن جلاء الجبهة وأقنى الأنف لو كانت حقا ، فهي على التأويل الحق كما هي هيئة رسول الله ، فجلاء الجبهة ظهورها كما أن أقنى الأنف أي أن أنفه كأنف رسول الله معتدل مستقيم كأحسن ما يكون لا اعوجاج فيه ..


    إنه التدليس وخلط الأوراق حتى يلتبس الأمر على الناس ، فلا يعرفون مهديهم الذي ينتظرون ، ومن نسب لرسول الله الموضوعات يقدر أن ينسب لكلام العرب ما ليس منه ،

    ..
    ولكن الحق عليه نور ..


    وهذه الروايات التي هي عند البعض بمثابة القرآن الكريم هي عند بعضهم سراب ومهب الريح ، فممن يحسبون أنفسهم من علماء المسلمين من لا يؤمنون أصلا ببعث المهدي ويردون هذه الروايات لضعف في إسنادها واضطراب في معناها ،

    عن حفص بن غياث ، قال : قلت لسفيان الثوري : يا أبا عبد الله ، إن الناس قد أكثروا في المهدي ، فما تقول فيه ؟ قال : " إن مر على بابك فلا تكن منه في شيء حتى يجتمع الناس عليه " [حلية الأولياء للأصبهاني]


    وسفيان من أتباع التابعين من طبقة مالك يؤكد بهذا على أن الروايات التي أقامها أصحابها مقام الذكر الحكيم في اسم المهدي وهيئته لا ترتقى للاعتماد عليها عند سفيان الثوري ، ولكن شخصية المهدي عنده حق ، ولا يعرف كيف يهتدي إليه إلا إذا اجتمع الناس عليه ،

    وهو يرد بذلك على من قالوا أن المهدي لن يعرف نفسه وسيعرفه الناس ، فهو واحد من الناس بل من علمائهم لن يستطيع أن يهتدي إلى المهدي من مجرد الأوصاف المروية والتي أقمتموها مقام القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..


    ولكن الانتظار حتى يجتمع الناس عليه يفوت خيرا كثيرا وجهادا في الدعوة إلى الحق مباركا ، ولنا عبرة فيمن أعرض عن دعوة الرسل حتى اجتمع الناس عليهم ، فمن أخر إيمانه إلى بعد الظهور كان كمن وصفهم الله في كتابه ..

    {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ .. الآية (١٠)} [الحديد] ..

    هذا في حالة من آمن وأدرك الإيمان بعد الظهور وبلغ عنده اليقين ، أما الذين ماتوا قبل ذلك وأعرض عن الهداية التي جعلها الله فيهم بمن يهديهم إلى كتاب ربهم من بعد أن زاغوا عنه فقد خسر وظلم نفسه ..


    والذي تدل عليه النصوص أن الله سيبعث المهدي في آخر الزمان ، فلماذا سماه النبي عليه وآله الصلاة والسلام باسم الصفة المهدي ،
    وما معنى مهدي !! ،

    والله تعالى يقول :

    {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةًۭ يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا الآية (٢٤)} [السجدة] ،

    فهذا المهدي هو إمام آخر الزمان يهدي بأمر الله ، وهذا يدل على أن الأمة تضيع في الضلال حتى لا يبقى فيها من يهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم حتى يبعث الله لهم المهدي الذي يهديهم الله به إلى منهاج النبوة الأولى وهو المحجة البيضاء التي تركهم عليها رسول الله ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ،

    فيبعثة الله يواطئ اسمه اسم رسول الله ليكون ناصرا لما جاء به محمد ،
    واسمه يوافق رسول الله لأنه يوافق رسول الله في الدعوة إلى الله على بصيرة من الله ،

    فاسمه "ناصر محمد" يواطئ اسم رسول الله "محمد" ويوافقه لأن في اسمه خبره وراية أمره ،

    فليس نبيا جديدا ولا وحيا جديدا ، بل على ملة رسول إماما مهديا يهدي بأمر الله ويخرجهم بكتابه الذي حفظه من الظلمات إلى النور ويحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فيعيدهم إلى منهاج النبوة الأولى من كتاب رب العالمين ..

    فهذا هو المهدي ..

    أنه يهدي إلى صراط مستقيم لأن الله يهديه ويبعثه في آخر الزمان فإذا أظهره متى شاء ملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا فيرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ..

    لقد جعل الله في كتابه آية الخلافة لمن تدبر آياته ففي قصة استخلاف آدم عبرة ، فإن الله علمه الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين في دعواكم ، فأظهروا عجزهم وعدم معرفتهم وقالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ،

    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌۭ فِى ٱلْأَرْضِ خَلِيفَةًۭ ۖ قَالُوٓا۟ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّىٓ أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلْأَسْمَآءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى ٱلْمَلَـٰٓئِكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِى بِأَسْمَآءِ هَـٰٓؤُلَآءِ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا۟ سُبْحَـٰنَكَ لَا عِلْمَ لَنَآ إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَآ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ } [البقرة]

    ولكن الله علمها آدم ليظهر بحجته عليهم ويعلموا أن الله زاده عليهم في العلم بسطة ليكون قادرا على الاستخلاف في الأرض فـ
    { قَالَ يَـٰٓـَٔادَمُ أَنۢبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ ۖ فَلَمَّآ أَنۢبَأَهُم بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّىٓ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَـٰوَ‌ٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} [البقرة]

    ثم أمر الملائكة بالسجود لآدم بعد أن ظهرت الحكمة من اصطفائه ..

    {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسْجُدُوا۟ لِءَادَمَ فَسَجَدُوٓا۟ إِلَّآ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ ﴿٣٤﴾ } [البقرة]

    وفي قصة بني إسرائيل لما اختار الله لهم ملكا قال أن الله زاده بسطة في العلم عليهم لما قالوا أنهم أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال ،

    {أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلْمَلَإِ مِنۢ بَنِىٓ إِسْرَ‌ٰٓءِيلَ مِنۢ بَعْدِ مُوسَىٰٓ إِذْ قَالُوا۟ لِنَبِىٍّۢ لَّهُمُ ٱبْعَثْ لَنَا مَلِكًۭا نُّقَـٰتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ أَلَّا تُقَـٰتِلُوا۟ ۖ قَالُوا۟ وَمَا لَنَآ أَلَّا نُقَـٰتِلَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَـٰرِنَا وَأَبْنَآئِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ تَوَلَّوْا۟ إِلَّا قَلِيلًۭا مِّنْهُمْ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌۢ بِٱلظَّـٰلِمِينَ ﴿٢٤٦﴾ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًۭا ۚ قَالُوٓا۟ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِٱلْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةًۭ مِّنَ ٱلْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُۥ بَسْطَةًۭ فِى ٱلْعِلْمِ وَٱلْجِسْمِ ۖ وَٱللَّهُ يُؤْتِى مُلْكَهُۥ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ وَ‌ٰسِعٌ عَلِيمٌۭ ﴿٢٤٧﴾} [البقرة]

    وهذا هو ميزان العليم الحكيم في اصطفاء خلفائه في الأرض ، وكذا داوود خليفة الله في الأرض لما استخلفه الله قال :

    { فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ وَٱلْحِكْمَةَ ((وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُ ۗ )).. الآية (٢٥١)} [البقرة] ،

    وكذا نبي الله سليمان قال :

    {وَوَرِثَ سُلَيْمَـٰنُ دَاوُۥدَ ۖ وَقَالَ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ (((((عُلِّمْنَا مَنطِقَ ٱلطَّيْرِ))))) وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَىْءٍ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْمُبِينُ ﴿١٦﴾} [النمل] ،

    وفهمه الله الحكم بين الخصوم

    {فَفَهَّمْنَـٰهَا سُلَيْمَـٰنَ ۚ وَكُلًّا ءَاتَيْنَا حُكْمًۭا وَعِلْمًۭا ۚ .. الآية (٧٩)} [الأنبياء] ..


    هكذا هم خلفاء الله في أرضه يزيدهم الله بسطة في العلم على كافة الناس حتى يكون سلطانهم على الناس وآية اصطفائهم ..

    وناصر محمد يدعو العلماء إلى الحوار والإحتكام إلى الذكر المحفوظ حتى يعيد الناس إلى منهاج النبوة الأولى التي تركهم عليها رسول الله ، ويعلموا أن الله زاده عليهم بسطة في العلم عليهم أجمعين فيذعنوا لخليفة الله الذي اصطفاه عليهم ..

    هذه هي
    علامة الخلافة لا ما يدعيه الذين لا يعلمون من أوصاف مشتركة بين الناس قد تتوفر في المؤمن والفاجر وفي العالم والجاهل ، وهذه هي علامة النبي الأمي الخاتم الذي بشر به موسى في التوراة ، فقال تعالى :

    {ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ (((((ٱلْأُمِّىَّ))))) ٱلَّذِى (((((يَجِدُونَهُۥ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَىٰهُمْ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَـٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَـٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلْأَغْلَـٰلَ ٱلَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ ))))) فَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ ۙ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴿١٥٧﴾ } [الأعراف]

    فهل توفرت هذه الصفات إلا في النبي الأمي ،
    إنها صفات الهداية للناس على يد من يبعثه الله لهم ليخرجهم من ضلالهم ،

    وهكذا لامس الحق أفئدة السابقين الأولين من الصحابة الكرام الذين لم يكن لهم سبق معرفة ولا انتظار بعث نبي ،
    فلم يقرأوا في كتب الأولين عن الأوصاف التي كان يرددها أهل الكتاب ، ولو قرأوها واعتقدوا ما فيها لكانت جبلا ومانعا من إيمانهم ،

    وهكذا هو
    سبط النبي الأمي جاء بالهدى الذي لامس قلوب الأنصار السابقين في عصر الحوار من قبل الظهور فعلموا حقا أن الله هداه وأصلحه في ليلة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    "يصلحه الله في ليلة" ،

    ولم يكن قبلها يعلم عن شأن الأئمة شيئا أو جاء في خاطره أنه المهدي حتى جاءه الحق في الرؤيا الحق وهو بين يدي جده النبي الأمي الأمين وهو يقول له :

    "كان مني حرثك وعلي بذرك أهدى الرايات رايتك وأعظم الغايات غايتك وما جادلك عالم من القرآن إلا غلبته بالحق" ،

    فكان متحيرا إذ كيف يغلب العلماء من كتاب الله وهو لم يتفقه أو يجلس إلى الفقهاء ، حتى تكررت الرؤيا مرات وزاده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

    "وإنك أنت المهدي المنتظر" ،

    فعلمه الله البيان الحق للقرآن بالقلم الذي يكتب به البيان وينزل عليه الإلهام من الله فتعرض عليه آيات الكتاب الحكيم ويعقلها قلبه ويمسها فؤاده المطهر من أدران الإشراك بالله ، ولم يكن يعلم بيانها من قبل حتى يكتب بالقلم .. ولو لم نجد تصديق الرؤيا على الحق لما صدقناها أو اتبعناه ، فاتباعنا له اهتداء واسترشاد للحق ..

    وما أشبهه بجده الذي قال الله فيه ..

    { وَمَا كُنتَ تَتْلُوا۟ مِن قَبْلِهِۦ مِن كِتَـٰبٍۢ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًۭا لَّٱرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ ﴿٤٨﴾} [العنكبوت] ،

    فكانت أميته دليل صدقه ، وهذا الناصر لما جاء به محمد لم يكن يعلم الكتاب ولا الفقه ولم يتخرج من الجامعات الإسلامية أو المعاهد الشرعية ، ليعلم الناس أن الله هو من ألهمه بيان كلامه لا وحي جديد بل كتاب الله العزيز الحميد على قلب خاتم النبيين أجمعين ،

    ولا نبي بعد محمد ،
    ولكن تصديق ما جاء به محمد من كتاب الله بالبيان من ذات القرآن فالقرآن متشابها مثاني يفسر بعضه بعضا ..

    فناصر محمد هو الناصر لمحمد والشهيد على صدق رسالته ببيان آيات التصديق في الكتاب ، وبذب الكذب المفترى عليه من الأحاديث الموضوعة التي جاءت مخالفة لمحكم القرآن ،

    - كأحاديث الدجال وأنه يميت ويحيي ويأمر السماء والأرض فتستجيب له ، وما الدجال إلا صورة الباطل الحقيقية والله يقول

    {قُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ ٱلْبَـٰطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾ } [سبأ] ،

    وهذه الأحاديث تؤكد على أن الدجال يعيد ، بل إن الله جعل إعادة الموتى برهان صدق ادعاء الباطل

    {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَٰكِنْ لَا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ (((((تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ))))) ﴿٨٧﴾} [الواقعة] ،

    فهل يصدق الله دعوى الدجال بعد أن تحداه ، وهل يؤيده الله بالآيات ليفتن الناس عن دينه ،

    لقد أيد الله المرسلين في الكتاب لأنهم لم يدعوا ربوبية من دونه ولم يدعوا الناس إلا إليه ، ولو كان الله يؤيد الباطل فتنة للناس عن دينه ، لكان للمعرضين عن دعوة الأنبياء إذن حجة على الله ، لأنهم حذروا المرسلين ولم يصدقوهم وقالوا :

    {وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ ٱمْشُوا۟ وَٱصْبِرُوا۟ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْءٌۭ يُرَادُ ﴿٦﴾ مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلْءَاخِرَةِ إِنْ هَـٰذَآ إِلَّا ٱخْتِلَـٰقٌ ﴿٧﴾ أَءُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ مِنۢ بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِى شَكٍّۢ مِّن ذِكْرِى ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا۟ عَذَابِ ﴿٨﴾ } [ص] ،

    فأهلكهم الله وأدخلهم النار فندموا إذ لم يستخدموا عقولهم

    {وَقَالُوا۟ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِىٓ أَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَٱعْتَرَفُوا۟ بِذَنۢبِهِمْ فَسُحْقًۭا لِّأَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ ﴿١١﴾} [الملك] ،

    ولكن فتنة الدجال أعظم الفتن وأكبرها يريد أن يعبده الناس متخذا من عقيدة النصارى إلى ذلك سبيلا فيدعي أنه ابن مريم ، ولكنه المسيح الكذاب ، والمسيح الحق يبعثه الله ليقيم على الناس الحجة ويكلمهم أن الناس كانوا بآيات الله لا يوقنون فابن مريم آية للناس كما قال تعالى

    {قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِى غُلَـٰمٌۭ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌۭ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّۭا ﴿٢٠﴾ قَالَ كَذَ‌ٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌۭ ۖ (((((وَلِنَجْعَلَهُۥٓ ءَايَةًۭ لِّلنَّاسِ))))) وَرَحْمَةًۭ مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًۭا مَّقْضِيًّۭا ﴿٢١﴾} [مريم] ،

    {وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِـَٔايَـٰتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣﴾} [الكهف] ..

    فجعلوه ابنا لله تعالى عما يصفون ، لكن الله سيبعثه ويخرجه ليكلم الناس كهلا كما كلمهم في المهد أنهم كانوا بآيات الله لا يوقنون ..

    {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ ۖ خَلَقَهُۥ مِن تُرَابٍۢ ثُمَّ قَالَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴿٥٩﴾ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلْمُمْتَرِينَ ﴿٦٠﴾} [آل عمران] ،

    و
    {إِنَّمَآ أَمْرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيْـًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ﴿٨٢﴾ فَسُبْحَـٰنَ ٱلَّذِى بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍۢ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾} [يس] ،

    ويجعله الله من الصالحين التابعين لخليفة الله المهدي ، فيصلي خلفه كما جاء بذلك الحديث الحق ..

    فها قد قرب خروج الدجال فبعث الله من رحمته عبده ومهديه ليكشف لكم فتنة الدجال الحقيقية ويظهر لكم شخصيته ووقت خروجه ومكان إقامته ومن هم جيوشه بآيات من الذكر الحكيم لا يأتيه الباطل من ببن يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ،

    - ويعرفكم حقيقة النعيم الأعظم من كل نعيم خلقه الله في الدنيا والآخرة ، وأنه في رضوان نفس الرحمن على عباده إذا آمنوا أجمعين ،

    {وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ [جَنَّـٰتٍۢ (١)] تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَـٰكِنَ طَيِّبَةًۭ فِى جَنَّـٰتِ عَدْنٍۢ ۚ ((((([وَرِضْوَ‌ٰنٌۭ (٢)] مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ))))) ۚ ذَ‌ٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} [التوبة]

    {إِن تَكْفُرُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ ۖ (((((وَإِن تَشْكُرُوا۟ يَرْضَهُ لَكُمْ))))) ۗ .. الآية (٧)} [الزمر]

    وفي الحديث :
    " لَلَّهُ اَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ اِلَيْهِ مِنْ اَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِاَرْضِ فَلاَةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَاَيِسَ مِنْهَا فَاَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ اَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ اِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَاَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ اَنْتَ عَبْدِي وَاَنَا رَبُّكَ . اَخْطَأ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ" [رواه البخاري ومسلم]


    ويأمركم بتحقيق هذه الغاية الأعظم بهداية الناس سعيا في إرضاء الله ، وأن هدف الدجال هو في نفس الله باتباع ما يسخط الله وكره رضوانه ، لذلك يسعى الليل والنهار ليجعل الناس أمة واحدة على الكفر ،

    ويريد أن يفتن الناس بجنة الله في الأرض .. الأرض ذات المشرقين والمغربين التي استخلف الله فيها آدم وأخرجه منها ، وبقي فيها الشيطان من المنظرين إلى يوم البعث الأول ، فيخرج للناس مع يأجوج ومأجوج ليفتنهم ويعدهم ويمنهيم ، وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ، لذلك قال تعالى

    {وَلَوْلَآ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةًۭ وَ‌ٰحِدَةًۭ لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًۭا مِّن فِضَّةٍۢ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَ‌ٰبًۭا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِـُٔونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُفًۭا ۚ وَإِن كُلُّ ذَ‌ٰلِكَ لَمَّا مَتَـٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۚ وَٱلْءَاخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾} [الزخرف] ،

    فهذه الدور والقصور التي عليها معارج أي مصاعد لعلوها مبنية من الذهب والفضة ، وكل ذلك إنما من متاع الدنيا .. والآخرة عند ربك للمتقين ..

    ولا نعلم في أرضنا التي نعرفها أمثال هذه القصور ، ولكنها من متاع الدنيا في جنة بابل ذات المشرقين والمغربين في نفق الأرض التي يسكنها الدجال وهو الملك هاروت وقبيله ماروت يرونكم من حيث لا ترونهم ،

    يخرج منها الدجال في الوقت المعلوم في كتاب الله مذؤما مدحورا لفتنة الناس كما قال الله تعالى

    {وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِى ٱلْأَمْوَ‌ٰلِ وَٱلْأَوْلَـٰدِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ إِلَّا غُرُورًا ﴿٦٤﴾} [الإسراء] ..

    فيظهر الدجال للناس ويكلمهم بصوته ويجلب عليهم بخيله ورجله وهم جيوشه الذين أعدهم من زمن وهم يأجوج ومأجوج فيموجون في الناس ، ويعدهم الجنة لمن أطاعه وآمن به على أنه المسيح ابن الله ..

    ولن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون .. وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ،

    فهذه الجنة لم يخلقها الدجال اليائس من رحمة الله فاتبع ما يسخطه وكره أن يرضى ، بل ربها الله رب العالمين الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل .. هي الأرض التي قال فيها تعالى لآدم :

    {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَؤُا۟ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾} [طه] ،

    وفيها يعيش الإنسان في أحسن تقويم ،
    وهي الجنة الذي لم يقبل الله أن يتكبر الشيطان فيها فقال تعالى :

    {قَالَ فَٱهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّـٰغِرِينَ ﴿١٣﴾} [الأعراف] ،

    ولكن هاروت طلب أن ينظره الله في جنة بابل إلى يوم يبعثون في يوم الوقت المعلوم وقال

    {قَالَ أَرَءَيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِى كَرَّمْتَ عَلَىَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلًۭا ﴿٦٢﴾ } [الإسراء] ،

    فأخره الله ولم يجعل له على عباده سلطانا وما كان سلطانه إلا أن دعاهم فاستجابوا له كما قال تعالى :

    {قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَآءًۭ مَّوْفُورًۭا ﴿٦٣﴾ وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِى ٱلْأَمْوَ‌ٰلِ وَٱلْأَوْلَـٰدِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ إِلَّا غُرُورًا ﴿٦٤﴾ إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌۭ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًۭا ﴿٦٥﴾} [الإسراء]



    إن جنة الله في أرض الخلافة الموضوعة للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام والحب ذو العصف والريحان ..

    {وَٱلْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَـٰكِهَةٌۭ وَٱلنَّخْلُ ذَاتُ ٱلْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَٱلْحَبُّ ذُو ٱلْعَصْفِ وَٱلرَّيْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} [الرحمن]

    فهل وجدتم أن الله وصفها وسماها بغير الأرض في هذه السورة ، هذه الأرض التي قدر الله فيها أقواتها وجعلها في أحسن تقويم .. فهي أرض وهي جنة الله بما وصفها .. ،هي الأرض التي خلق فيها الإنسان ومن قبله الجان ، ولو تابعتم القراءة لتبين لكم بعين اليقين أنها الجنة التي دارت فيها أحداث قصة آدم وزوجه مع الشيطان ..

    {خَلَقَ ٱلْإِنسَـٰنَ مِن صَلْصَـٰلٍۢ كَٱلْفَخَّارِ ﴿١٤﴾ وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍۢ مِّن نَّارٍۢ ﴿١٥﴾ فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٦﴾} [الرحمن]

    فهذه الجنة في أرض الأنام وهذا الإنسان خلق منها وكذا من قبله الجان من نار ثم استكبر وعلا واتخذ آدم وزوجه أعداء ولم يعتدوا عليه شيئا وإنما نقمة وسخطا على الله ..

    إنها الأرض ذات المشرقين والمغربين .. فبأي آلاء ربكما تكذبان ..

    {رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ ﴿١٧﴾ فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٨﴾} [الرحمن]

    سبحان من جمع كل هذه الآيات في موضع واحد ليزول الإلتباس .. فليست الجنة التي خلق فيها الإنسان ليكون خليفة الله فيها عند سدرة المنتهى بل في الأرض التي وضعها للأنام ، وهي التي كانت للجان من قبل آدم خلقهم الله فيها من مارج من نار ومنهم إبليس أبو الشياطين الذي أفسد في الأرض وسفك فيها الدماء .. وحتى تهتدوا إليها فإن الله زاد في وصفها فأخبر أن لها مشرقين ومغربين ..

    {وَٱلْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَـٰكِهَةٌۭ وَٱلنَّخْلُ ذَاتُ ٱلْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَٱلْحَبُّ ذُو ٱلْعَصْفِ وَٱلرَّيْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾ خَلَقَ ٱلْإِنسَـٰنَ مِن صَلْصَـٰلٍۢ كَٱلْفَخَّارِ ﴿١٤﴾ وَخَلَقَ ٱلْجَآنَّ مِن مَّارِجٍۢ مِّن نَّارٍۢ ﴿١٥﴾ فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٦﴾ رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ ﴿١٧﴾ فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٨﴾} [الرحمن]

    ولا نعلم لأرضنا التي نعيش عليها إلا جهة واحدة للشروق وأخرى للغروب .. وكل مكان فيها مشرق لغيره ومغرب .. فهي ذات مشرق ومغرب وذات مشارق ومغارب ، لأن سطحها ممدود لا ينتهي بحدود ، فلا تزال تمشي فيها ولا تصل إلى نهاية ، كالكرة .. فأين المشرقين والمغربين ؟!!

    فمن حيث الجهات ليس لدينا إلا جهتين مشرق ومغرب ..
    ومن حيث الأماكن فهي كثيرة لا يحصيها إلا الله فالأرض كلها مشارق ومغارب لبعضها البعض ..

    إن الأرض ذات المشرقين والمغربين هي الأرض التي فرشها الله بالخيرات فنعم الماهدون ،

    {وَٱلْأَرْضَ فَرَشْنَـٰهَا فَنِعْمَ ٱلْمَـٰهِدُونَ ﴿٤٨﴾} [الذاريات]

    ولا نعلم أن أرضنا التي نعرفها أنها مفروشة .. بل إن الصحارى فيها والمناطق المتجمدة تبلغ أكثر من نصف مساحتها .. فأين هذه الأرض المفروشة ؟!!

    من هذه الأوصاف لهذه الأرض ندرك لماذا جاء تسميتها في القرآن
    بــــــ الجنة ، لأنها فعلا جنة ومخضرة فيها رزقها لا تجوع فيها ولا تعرى ولا تظمأ فيها ولا تضحى ..

    {فَقُلْنَا يَـٰٓـَٔادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّۭ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰٓ ﴿١١٧﴾ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ﴿١١٨﴾ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَؤُا۟ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ﴿١١٩﴾} [طه]


    وفي تاج العروس من جواهر القاموس للمرتضى الزبيدي :
    [[ ..
    ( وضحا ) الرجل ( ضحوا ) بالفتح ( وضحوا ) كعلو ( وضحيا ) كعتى ( برز الشمس ) كذا في المحكم وظاهره أنه من حد دعا ( و ) ضحى ( كسعى ورضى ضحوا ) بالفتح وضبطه في المحكم كعلو ( وضحيا ) كعتى ( أصابته الشمس ) ومنه قوله تعالى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى أي لك أن تتصون من حر الشمس ( وأرض مضحاة ) كمسعاة ( لا تكاد تغيب عنها الشمس ) وهى الارض البارزة ( وضواحيك ما برزمنك لها ) أي للشمس
    ..]] انتهى ..

    فأين هذه الأرض التي يصان فيها الإنسان من حر الشمس .. إنها في نفق من الأرض .. والنفق هو ما كان مفتوحا من طرفيه ..

    وفي لسان العرب لابن منظور :
    [[ ..
    والنَّفَقُ سَرَبٌ في الأَرض مشتق إلى موضع آخر وفي التهذيب له مَخْلَصٌ إلى مكان اخر وفي المثل ضَلَّ دُرَيْصٌ نَفَقه أي جُحْره وفي التنزيل فإن استطعت أَن تبتغي نَفَقاً في الأرض والجمع أَنْفَاق
    ..]]

    ولكن هذا النفق عظيم بعظم الأرض يحمل داخله عالما بأسره ، وهو الجنة التي أخرج منها آدم وزوجه وبقي فيها الشيطان وفيه أمم يأجوج ومأجوج التي لم يهتد إليها باحث ، لم تزل أقوام يأجوج ومأجوج وسد ذو القرنين محل استفهام العلماء والجهلاء على مر العصور ..

    فأين هذه الأمم التي تفوق أمم الأرض عددا ؟!!

    {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ ٱسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِىَ نَفَقًۭا فِى ٱلْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًۭا فِى ٱلسَّمَآءِ فَتَأْتِيَهُم بِـَٔايَةٍۢ ۚ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَـٰهِلِينَ ﴿٣٥﴾} [الأنعام]

    فما هو هذا النفق الذي أشار له ربه وفيه آية للمعرضين الذين كبر إعراضهم على رسول الله ومطالبتهم بالآيات ، فالكفار المكذبين للنبي عليه وآله الصلاة والسلام يريدون آيات ومن هذه الآيات أن يلقى إليه كنز أو يكون له جنة من نخيل وأعناب فيفجر الأنهار خلالها تفجيرا ..

    ثم يخبر الله أنه قادر على الإتيان بآيات إذا بلغ نفقا في الأرض أو كان له سلما في السماء ..

    وفي السماء جنة المأوى وهي من آيات ربه الكبرى التي رآها في ليلة الإسراء وما زاغ البصر وما طغى .. فماذا يكون في هذا النفق الموجود في الأرض التي يعيش فيها والذي قرنه الله بما في السماء ..

    إنها جنة الله في الأرض ،

    وهي الأرض المفروشة التي وضعها الله للأنام ذات المشرقين والمغربين .. فيها ما يقدر رسول الله لو بلغها وأتى به لأدهش عقول المكذبين ..

    وهذا يكشف طبيعة خلق كوكب الأرض .. فهو كوكب مجوف ذو بوابتين في قطبية تفتحان على تجويف هائل بحجم الأرض نفسها .. هذا التجويف بفتحتيه من طرفيه هو النفق المذكور في القرآن .. وقد صورت الأرض الأقمار الصناعية وكشفت هذه الحقيقة الغائبة والمغيبة ..

    وهذا الذي يفسر قوله تعالى في وصف الجنة التي خلق آدم فيها وأنه لا يضحى فيها ، وذلك أن ضوء الشمس لا يأتي وينفذ عليها إلا من هذه البوابات القطبية .. ومنطقة الأقطاب ليست في مواجهة الشمس بل تميل عنها بزاوية .. تتغير هذه الزاوية وهي محور الأرض من فصل الصيف إلي فصل الشتاء ..

    ففي فصل الصيف على النصف الشمالي للأرض تكون فيه المنطقة القطبية الشمالية أقرب إلى الشمس من الجنوبية لذلك تشرق الشمس خلال نصف سنة على الأرض المفروشة من البوابة الشمالية حتى يأتي الشتاء ويكون نصف الأرض الجنوبي هو الأقرب للشمس ، عندها تبتعد البوابة الشمالية من الشمس بينما تقترب البوابة الجنوبية منها لتشرق الشمس منها على نفق الأرض وتغرب من البوابة الشمالية .. وهكذا تشرق الشمس من بوابة وتغرب من البوابة المقابلة لها على التوالي ..

    وعليه فإن كل بوابة للأرض تشرق منها الشمس وتغرب ، وليس لباطن الأرض غير بوابتين تشرق منها الشمس وتغرب .. فهذان هما المشرقان والمغربان للأرض التي وضعها الله للأنام ، والله تعالى هو ربهما وليس المسيح الدجال الذي سيفتري ويقول أنها جنته وليست جنته بل جنة الله في نفق في الأرض ..

    {رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ ﴿١٧﴾ فَبِأَىِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٨﴾} [الرحمن]

    وفي بيان الناصر لمحمد آية لكم لو كنتم تعقلون .. فهذه الحقائق الكونية التي يكشفها من كتاب الله لتؤكد على أنه الذي عنده علم الكتاب الذي يقيمه الله شاهدا على صدق رسالة محمد خاتم النبيين وأن هذا القرآن من عند الله ..

    {وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَسْتَ مُرْسَلًۭا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدًۢا بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُۥ عِلْمُ ٱلْكِتَـٰبِ ﴿٤٣﴾} [الرعد]

    فهذا المهدي إلى البيان الحق للقرآن هو الشهيد الحاضر في زماننا ، المنتظر ظهوره .. يؤكد للذين كفروا ويبرهن لهم أن هذا القرآن تلقاه رسول الله من عند الله بآيات كونية قد سبق القرآن إلى كشفها ..

    لتكون لكم أيها المسلمون الذين اتبعتم الباطل آية على أن الله يهديه للبيان الحق عندما عجز علماؤكم وامتلأت كتبكم بالباطل وتفرقتم واختلفتم وكتاب الله الذي بين أيديكم قد جعلتموه وراء ظهوركم كأنكم لا تعلمون ..

    جاء ليحق الحق ويزهق الباطل ويعيد الناس إلى منهاج النبوة الأولى بمحجة رسول الله القرآن العظيم ..


    ..

    فاحذروا أن تتبعوا المسيح الدجال إذا خرج فيكم في يوم القيامة الذي ينتظره وليس هو يوم الحساب فـ إلى يوم الحساب لا يؤجل أحد بل يفنى كل من عليها ويبقى وجه ربك ، ولكنه اليوم الذي جعل الله له أشراطا وعلامات كبرى تبدأ ببعث المهدي الهادي إلى رضوان الله ،

    وهو العصر الذي تظهر فيه كل الأشراط الكبرى حتى تقوم الساعة ، ففيه يبعث المهدي والمسيح بن مريم والدجال وآية الدخان المبين وطلوع الشمس من مغربها في يوم عند ربك حسابه كألف سنة مما تعدون ،

    يخرج فيه الدجال عدو الله بخيله ورجله ليعد الناس ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا .. فيأتيهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم فلا تتبعوه فإن موعده النار ومن اتبعه أجمعين ..

    {قَالَ أَنظِرْنِىٓ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ ﴿١٥﴾ قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِى لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَ‌ٰطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَءَاتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَـٰنِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَـٰكِرِينَ ﴿١٧﴾ قَالَ ٱخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًۭا مَّدْحُورًۭا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٨﴾} [الأعراف] ..

    ولم يجعل الله له عليكم سلطان كما قال تعالى :

    {وَقَالَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ (((((وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَـٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى))))) ۖ فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوٓا۟ أَنفُسَكُم ۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ ۖ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌۭ ﴿٢٢﴾} [إبراهيم] ،

    {إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ ﴿٤٢﴾ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾} [الحجر] ..

    وإنما سلطانه على الذين يتولونه وهم به مشركون فهؤلاء جعلوا له عليهم سلطان فاتبعوه ليسخطوا الله ،

    {إِنَّهُۥ لَيْسَ لَهُۥ سُلْطَـٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٩٩﴾ إِنَّمَا سُلْطَـٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشْرِكُونَ ﴿١٠٠﴾} [الحجر] ..

    وقال تعالى فيهم

    {ذَ‌ٰلِكَ بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُوا۟ مَآ أَسْخَطَ ٱللَّهَ وَكَرِهُوا۟ رِضْوَ‌ٰنَهُۥ فَأَحْبَطَ أَعْمَـٰلَهُمْ ﴿٢٨﴾} [محمد]
    ،

    فبقي الشيطان في جنة الفتنة ليوسوس لآدم ويضله عن أمر الله ، لأن الله قبل التحدي وأبقاه فيها إلى يوم يبعثون إلى يوم الوقت المعلوم ، فوسوس لآدم وزوجه وقاسمهما أنه لهما لمن الناصحين حتى أكلا من الشجرة وبدت لهما سوءاتهما وظهرت لهما عداوة الشيطان الذي جعله الله ملكا فأبى طاعة أمر الله بالسجود لآدم واستكبر وكان من الكافرين وإن كان من الجن في أصل خلقته ،
    ولو يشاء الله لاصطفى من الإنس وجعل منهم ملائكة كما قال تعالى

    {وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَـٰٓئِكَةًۭ فِى ٱلْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ﴿٦٠﴾} [الزخرف] ،

    لذلك نعته الله بالملك يهاروت مع ماروت وهو نفسه الشيطان وقبيله ماروت وهم الشياطين في جنة بابل اللذان ما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة للعباد فلا تكفر بل تظاهر بالإيمان حتى يعجب الناس قولك في الحياة والدنيا وأشهد لهم الله على ما في قلبك ، وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها فيفرق بين المرء وزوجه ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ..

    إن الشيطان يخرج للناس فيرووه ويسمعوا صوته ويجلب عليهم بخيله ورجله ويشاركهم في الأموال والأولاد ويعدهم ويمنيهم بجنته لمن أطاع أمره واتبع رضوانه ، ولولا أن يكون الناس أمة واحدة على صراط مستقيم كما وعد الله في الكتاب لجعل لمن يكفر بالرحمن ما وعدهم الشيطان ومناهم به ،

    ولكن أمة وعد الله بها في الكتاب أنها أمة واحدة تعبد الله على صراط ومستقيم ولذلك خلقهم هم في قول الله تعالى :

    {وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةًۭ وَ‌ٰحِدَةًۭ ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَ‌ٰلِكَ خَلَقَهُ .. الآية (١١٩)} [هود] ،

    فالناس لا يزالون مختلفين فمنهم من آمن ومنهم من كفر إلا أمة مرحومة خلقها الله حتى تكون أمة واحدة على صراط مستقيم -ولذلك خلقهم-، فلا يُمكّن الله للشيطان أن يحقق وعده لمن يكفر بالرحمن بما وعدهم في جنة الأرض كما قال تعالى :

    {وَلَوْلَآ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ ((((أُمَّةًۭ وَ‌ٰحِدَةًۭ))))) لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِٱلرَّحْمَـٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًۭا مِّن فِضَّةٍۢ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ﴿٣٣﴾ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَ‌ٰبًۭا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِـُٔونَ ﴿٣٤﴾ وَزُخْرُفًۭا ۚ وَإِن كُلُّ ذَ‌ٰلِكَ لَمَّا مَتَـٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۚ وَٱلْءَاخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٣٥﴾} [الزخرف] ،

    فهذه الأمة الواحدة التي رحم ربك هم أمة الإسلام في زمن خلافة الإمام المهدي الهادي إلى صراط مستقيم الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا فيرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ويكون ابن مريم عليه السلام من وزراءه ويصلي وراءه ..

    إن خروج الدجال يكون بانهدام سد ذي القرنين العظيم في أرض بابل على إثر مرور سقر اللواحة للبشر من مكان قريب من الأرض فيفزعون لهولها وتمتلئ السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ، فهم في ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل يظلهم من نار الله الموقدة ولا يغني من اللهب إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالت صفر ،

    {وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذْ فَزِعُوا۟ فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا۟ مِن مَّكَانٍۢ قَرِيبٍۢ ﴿٥١﴾ وَقَالُوٓا۟ ءَامَنَّا بِهِۦ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍۭ بَعِيدٍۢ ﴿٥٢﴾ وَقَدْ كَفَرُوا۟ بِهِۦ مِن قَبْلُ ۖ وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ مِن مَّكَانٍۭ بَعِيدٍۢ ﴿٥٣﴾ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ فِى شَكٍّۢ مُّرِيبٍۭ ﴿٥٤﴾} [سبأ] ..

    ولو ترى إذ فزعوا من هولها فلا فوت ولا مناص وأخذوا من مكان قريب لأنها تقترب من الأرض وتمر من فوقها ليركب الناس طبقا عن طبق فهم بين طبقي الأرض السابعة سجين وأرضهم التي هم عليها ..

    وتقف الأرض ليسكن الظل ويسبق الليل النهار ، فلا يطلع النهار من بعد انقضاء الليل ولكن الليل يعود من جديد ليسبق طلوع النهار لأن الأرض انعكس دورانها وتغير حالها فتطلع الشمس من المغرب في عذاب يوم عقيم يوم الفتح في كتاب الله كما قال تعالى :

    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لَا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِيمَـٰنُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٢٩﴾ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَٱنتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ﴿٣٠﴾} [السجدة] ،

    يوم تأتيهم سقر بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ((ولا هم ينظرون)) بل يعجل الله لهم العذاب في الدنيا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون ..

    {خُلِقَ ٱلْإِنسَـٰنُ مِنْ عَجَلٍۢ ۚ سَأُو۟رِيكُمْ ءَايَـٰتِى فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةًۭ فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿٤٠﴾} [الأنبياء]

    في يوم الفتح الذي وعدهم الله به وهم عنه يسألون .. يؤخرون إيمانهم حتى يصدق الله وعده لهم ..

    {وَإِذْ قَالُوا۟ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةًۭ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍۢ ﴿٣٢﴾ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿٣٣﴾} [الأنفال]

    فالعذاب الذي توعدهم بأن يهلكهم كما أهلك أشياعهم من قبل لن يكون في حياة رسول الله ولكنه في يوم عقيم يوم يغشى الناس العذاب الأليم بآية الدخان المبين ، آية من السماء فظلت أعناقم لها خاضعين ..

    {بَلْ هُمْ فِى شَكٍّۢ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَٱرْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍۢ مُّبِينٍۢ ﴿١٠﴾ يَغْشَى ٱلنَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌۭ ﴿١١﴾} [الدخان] ..

    عذاب قبل يوم القيامة يكشفه الله حتى حين إلى يوم البطشة الكبرى بالساعة ..

    {رَّبَّنَا ٱكْشِفْ عَنَّا ٱلْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ ٱلذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌۭ مُّبِينٌۭ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا۟ عَنْهُ وَقَالُوا۟ مُعَلَّمٌۭ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُوا۟ ٱلْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰٓ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} [الدخان]

    وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب من هذا الكتاب الحكيم ..
    إنها سقر التي تلوح للبشر لأنها تمر في مدارها حول الأرض فتقترب منها من عصر إلى عصر ،

    {وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا سَقَرُ ﴿٢٧﴾ لَا تُبْقِى وَلَا تَذَرُ ﴿٢٨﴾ لَوَّاحَةٌۭ لِّلْبَشَرِ ﴿٢٩﴾ } [المدثر] ..

    وهي أسفل الأرضين السبع الطباق أي الذي يطبق فلكها التي تسبح فيه ما دونه من الأفلاك فيقترب مدارها وهو فلكها التي تجري فيه من الأرض من أطرافها فينقصها من سكانها كما قال تعالى :

    {أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون} ، كلا ليسوا هم الغالبون بل الله القاهر فوق عباده ،
    {كَلَّا وَٱلْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَٱلَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى ٱلْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًۭا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} [المدثر]
    ..


    { إِنَّهَا لَإِحْدَى ٱلْكُبَرِ ﴿٣٥﴾} .. أي إحدى أشراط الساعة الكبر

    { نَذِيرًۭا لِّلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾} ، فتنذركم قبل أن تنتهي دنياكم {لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧
    } ..

    من مكان بعيد عن الأرض فيؤمنوا بقدومها لأنهم يرصدونها ويحسبون مدارها الذي سيقترب من الأرض من أقطابها ويظهر لهم العذاب الأدنى من تأثير تناوش كوكب العذاب مع الأرض وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ،

    {وَقَالُوٓا۟ ءَامَنَّا بِهِۦ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍۭ بَعِيدٍۢ ﴿٥٢﴾} [سبأ] ..

    فالتناوش لا يمكن إنكاره فالأرض مهددة بالاحتباس الحراري والبحر المسجور على اليابسه فيسلطه الله عليهم بين الحين والحين والزلازل التي ارتفع وتيرها ..

    لكنهم يكفرون بكل هذا ويقذفون بالغيب فينسبونه للطبيعة وينسون خالقها مسبب الأسباب وجاعل هذه الأشراط وهم بمكان بعيد عن نار الله الموقدة التي تهوي باتجاه أرضهم تحمل غضب الله على من أدبر وتولى ..

    { وَقَدْ كَفَرُوا۟ بِهِۦ مِن قَبْلُ ۖ وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ مِن مَّكَانٍۭ بَعِيدٍۢ ﴿٥٣﴾} [سبأ]

    إنه النجم الثاقب .. نجما هائلا في السماء الدنيا مر به النبي ليلة الإسراء فرآه ورأى أهله فيه يعذبون كما قال الله :

    { وَإِنَّا عَلَىٰٓ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَـٰدِرُونَ ﴿٩٥﴾} [المؤمنون]

    فأراه الله من آياته الكبرى وحقق له ما وعده ، النجم الثاقب الذي يطرق شهيقه وفورانه بالصيحة وهي من زفراته مسامع أهل الأرض إذا اقترب كما قال الله تعالى :

    {وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ ﴿١﴾ وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ ﴿٢﴾ ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ ﴿٣﴾} [الطارق] ..

    وهو في قوله تعالى :

    {وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ ﴿١﴾} [النجم]

    وقوله :

    {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍۭ بَعِيدٍۢ سَمِعُوا۟ لَهَا تَغَيُّظًۭا وَزَفِيرًۭا ﴿١٢﴾} [الفرقان]

    وهي اللظى نزاعة للشوى
    {تَدْعُوا۟ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ ﴿١٧﴾ وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰٓ ﴿١٨﴾} [المعارج] ..

    وهي
    {ٱلْمُنَادِ مِن مَّكَانٍۢ قَرِيبٍۢ ﴿٤١﴾ يَوْمَ يَسْمَعُونَ ٱلصَّيْحَةَ بِٱلْحَقِّ ۚ ذَ‌ٰلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ ﴿٤٢﴾} [ق] ..

    والصيحة التي يسمعونها هي تغيض جهنم وزفيرها

    {ذَ‌ٰلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ} .. الذي انتظره الشيطان ليخرج للناس فيعدهم ويمنهيم بجنة لا يملكها وليس خالقها وينذرهم نار الله الموقدة التي ينسبها لنفسه وأنه هو الذي أتى بها وعرضها للكافرين يومئذ عرضا ، فمن عصاه وكفر به ألقاه فيها ..

    إنها أشد فتنة على العباد أعد لها الشيطان دهورا ، ومن رحمة الله أن بعث لكم الذي عنده علم الكتب :

    - ليكشف لكم الحقائق قبل وقوعها ..

    - ويدعوكم إلى التنافس في حب الله وقربه وابتغاء الوسيلة إليه حتى يكون أحب إلى قلوبكم ورضاه غاية ما تسعون إليه ..

    - لقد جاء الناصر لمحمد ليغربل أحاديثا نسبت إلى السنة فيرد كل ما خالف محكم كتاب الله لأن السنة بيان للقرآن ، وما خالفه فليس من البيان بل من عند الشيطان ليطعن في دينكم وينفر عنه ويفتنكم عن الدين بإسم الدين ..

    { وَكَذَ‌ٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّۭا شَيَـٰطِينَ ٱلْإِنسِ وَٱلْجِنِّ يُوحِى بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍۢ زُخْرُفَ ٱلْقَوْلِ غُرُورًۭا ۚ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿١١٢﴾ (((((وَلِتَصْغَىٰٓ إِلَيْهِ أَفْـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْءَاخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا۟ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ))))) ﴿١١٣﴾} [الأنعام] ،

    هؤلاء هم أعداء الأنبياء في كل حين من شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، يزخرفون القول ويلوون ألسنتهم به لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون أنهم يقولون منكرا من القول وزورا على لسان الأنبياء ما لم يقولوه ..

    إن الناصر لمحمد يجاهد لدعوة الناس إلى ترك روايات الباطل المفتراة على رسول الله ، وأنها لو كانت من عند غير الله لوجدوا فيها اختلافا كثيرا عما هو من عند الله ،

    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌۭ فَإِذَا بَرَزُوا۟ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌۭ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِى تَقُولُ ۖ وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفًۭا كَثِيرًۭا ﴿٨٢﴾ } [النساء] ..

    فالقرآن والسنة من عند الله ، وما خالف القرآن المحفوظ من أن يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه فليس من البيان في شيء وإنما من افتراء الشيطان على لسان أوليائه من أعداء الأنبياء يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا أي ليغرر بكم ويضلكم ضلالا بعيدا ..

    {أَفَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْتَغِى حَكَمًۭا وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ ٱلْكِتَـٰبَ مُفَصَّلًۭا ۚ وَٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُۥ مُنَزَّلٌۭ مِّن رَّبِّكَ بِٱلْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾} [الأنعام] ..

    وما هجر المسلمين لكتاب الله إلا إحدى ثمرات هذه الأكاذيب التي حرفت المسلمين عن المنهج الصحيح ، واسأل نفسك ولا تسأل إلا نفسك .. هل تتدبر كتاب الله كما تتدبر هذه الروايات ، وستجد أنت الجواب ..

    {سُبْحَـٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٨٠﴾ وَسَلَـٰمٌ عَلَى ٱلْمُرْسَلِينَ ﴿١٨١﴾ وَٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ﴿١٨٢﴾} [الصافات] ..

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    أخوكم وليد الجبرتي

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  10. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين صدقت وبالحق نطقت يا حبيبنا وقرة أعيننا بأبي وأمي أنت يا حفيد رسول الله يا عبده وخليفته المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني .. ما أعظم خلقك وما أحلمك وما أصبرك فسبحان الذي علمك ما لم تعلم ..

    أهلا وسهلا ومرحبا بفضيلة الشيخ المكرم عبد الحميد على الحمل أسال الله النعيم الاعظم ان يهديك الى الحق المبين والصراط المستقيم وأن يجعلك من أنصار الحق الذين لا يخشون في الله لومة لائم أبدا وأن يشد بك ازر الامام المهدي ويشركك في امره وان يرفع مقامك في الدنيا والاخرة والله على كل شيء قدير

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23-10-2024, 02:18 PM
  2. من خادم المهدي عليه السلام (عبد الله محمد علي اليماني) إلى الأخ ناصر محمد اليماني
    بواسطة ابوملك في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 31-07-2021, 02:08 AM
  3. [فيديو] نصيحة ناصر محمد اليماني إلى كافة علماء المسلمين وأمّتهم: كيف تميّزون بين الحقّ والباطل ..
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-04-2013, 07:56 PM
  4. إلى الأخ ناصر محمد اليماني: هل هذا هو القول الحق في نبي الله يونس عليه السلام؟
    بواسطة طالب الحق في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 09-05-2011, 09:48 AM
  5. ردّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني على الأخ عبده..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-11-2010, 06:17 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •