الحمد لله رب العالمين
( أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَآ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ ٱلرَّحْمَـٰنِ خَرُّواْ سُجَّداً وَبُكِيّاً ) الآية ،
فتأملوا يرحمكم الله قوله تعالى ( وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَٱجْتَبَيْنَا ) الآية ، أي ومن جملة من هديناهم إلى الحق واخترناهم للنبوة والكرامة ، وجوز أن يكون عطفاً على قوله سبحانه ( مّنَ ٱلنَّبِيّيْنَ ) الآية ، ومن للبيان وأورد عليه أن ظاهر العطف المغايرة فيحتاج إلى أن يقال: المراد ممن جمعنا له بين النبوة والهداية والاجتباء للكرامة ، ولحكمة فرق الله تعالـى ذكر أنسابهم وإن كان يجمع جميعهم آدم لأن فـيهم من لـيس من ولد من كان مع نوح فـي السفـينة، وهو إدريس ، وما يهمنا في هذا المقام قوله تعالى ( وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ ) الآية ولا زلنا في تأمل وتدبر لهذه الآية المباركة لنستفيض من معالمها وأنوارها .