الموضوع: لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تُنادي فأين انتم ياعلماء ؟

النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. افتراضي لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تُنادي فأين انتم ياعلماء ؟





    اقتباس المشاركة 7522 من موضوع لقد أسمعت إذ ناديت حيّاً ولكن لا حياة لمن تُنادي، فأين أنتم يا علماء ؟


    الإمام ناصر محمد اليماني
    ـــــــــــــــــــ



    لقد أسمعت إذ ناديت حيّاً ولكن لا حياة لمن تُنادي، فأين أنتم يا علماء ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من الإمام الناصر لمحمدٍ وآل محمد ناصر محمد اليماني إلى كافة علماء المسلمين في جميع أقطار الكرة الأرضيّة في العالمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثمّ أمّا بعد..

    ما بالي أراكم صامتين؟ هل لا تزالون أحياءً أم ميّتين؟ أم إنّكم في عالم الإنترنت لم تدخلوا مستغلّين نعمة ربّكم لصالح دينكم لذلك لا تسمعوا ندائي لكم بالحوار ليلاً ونهاراً؟ أم إنّكم لا تستطيعون اتّخاذ القرار؟ أم إنّكم علَيَّ تستكبرون فلم تتنازلوا للحوار؟ أم إنّكم في ريبةٍ من أمري فأنتم في ريبكم تتردّدون؟ أم إنّكم تعلمون بأنّي إمامٌ لكم فتكتمون الحقّ وأنتم تعلمون؟ أم إنّكم بشأني فيكم لا تؤمنون؟ أم إنّكم مذبذبين لا من هؤلاء ولا من هؤلاء؟ أم إنّ الله قد نزع ما أتاكم من العلم فلا تجدون ما تقولون؟ أم إنّكم لظهوري مُنتظرون؟ أم إنّكم ترونَني على ضلالٍ مبينٍ فتصمُتون حتى أضِلَّ المسلمين وأنتم تعلمون؟ أم إنّكم على الحوار لا تتجرّأون؟ أم إنّكم لخطئكم العقائدي في روايات المعجزات للباطل معترفون فأنتم من ربّكم خجلون؟ أم إنّكم تكيدوني؟ فكيدوني ولا تُنظرونِ. أم أنّه قد أخذتكم العزّة بالإثم فأنتم عن إمامكم معرضون؟ أم إنّكم أهدى منّي سبيلاً وأوفر علماً؟ فحاوروني إن كنتم صادقين. وتالله لا أريد أن أظلمكم فأبهتكم بما ليس فيكم وأنتم بإمامتي مؤمنون ولشأني مصدّقون، فإن كان كذلك فاشهدوا بأنّ:
    أهدى الرايات رايتي في العالمين وإنّي حقاً أدعو النّاس إلى الحقّ وأهديهم إلى صراط مستقيم.

    أم إنّكم ترَونَني على ضلالٍ مبينٍ؟ فأنقذوا المسلمين من ضلالتي وادحروني بالعلم الحقّ من القرآن العظيم دحوراً كبيراً وتَبِّروا خزعبلاتي بالحقّ تتبيراً فتلجمونني من هذا القرآن العظيم إلجاماً حتى تخرصوا لساني فتبطلوا بياني البيان الحقّ لهذا القرآن العظيم، هيهات هيهات .. وما جادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبتهُ بالحقّ بسلطانٍ مبينٍ يفهمهُ العالِم والجاهل من المسلمين، فقد خُضت في أمور عقائديّة دينيّة لعلّي أخرجكم من أوكاركم إلى ساحة الحوار للذّود عن حياض الدّين إن كنتم ترونَني على ضلالٍ مبينٍ، فكم كتبت خطابات تدعو علماء الأمّة الإسلاميّة للنزول إلى ساحة الحوار، فإذا هم لم ينزلوا! فهل أصبح لا يهمّهم أمر هذا الدّين العظيم؟ أم أنّهم أفتوا بالحريّة والديمقراطيّة حتى في أمور الدّين العقائديّة فكلٌّ يقول فيه ما يحلو له؟ أم ماذا دهاكم يا معشر علماء المسلمين؟ فكم أصبحت في حيرةٍ من أمركم! ولن أتنازل عن الفتوى منكم للمسلمين في أمري بأنّ (ناصر محمد اليماني) على ضلالٍ مبينٍ أو تشهدوا بالحقّ بأنّي الإمام المنتظَر لهذه الأمّة لأخرجهم من الظلمات إلى النّور، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ، ولسوف أُذكّركم بخطابين أنزلتهما في أمرين عقائديّين فلا كذّبتم ولا صدّقتم! ولن أتنازل عن فتواكم في هذين الخطابين المُهمّين واللذين صار لهما أكثر من ستة أشهر على صفحة الإنترنت العالميّة ولم يأتِ الردّ منكم عليهنّ! فإمّا إنّي قد غلبتكم بالحقّ أو تقدَّموا فاغلبوني بالعلم والسلطان من القرآن إن كنتم بهما تكذبون وإليكم هذين الخطابين والأول في عقيدة عذاب القبر:

    والسؤال المطروح: هل عقيدة عذاب القبر للسوّءة هي مَنْزِلَةُ العذاب البرزخي من بعد الموت؟ وإليكم الجواب من الكتاب ونفس الخطاب السابق والذي صار له ستة أشهر ولم أجد الاعتراض بل الصمت.
    _____________


    ناصر اليماني يدعو العلماء إلى الحوار عبر الإنترنت العالميّة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين على أمور الدُّنيا والدين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمُرسَلين إلى النّاس كافة، وعلى جميع رُسل الله في الأوّلين والآخرين، وعلى من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ثمّ أما بعد..

    يا معشر علماء الأمّة إنّي أدعوكم إلى الحوار للعودة إلى كتاب الله وسُنّة رسوله لجمع شملكم وتوحيد صفّكم، وأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون مستنبطاً الحُكم الحقّ والقول الفصل من كتاب الله، وأُحقُّ الحقّ وأبطل الباطل الذي أضافته اليهود عن رسول الله كذباً، ولن أستطيع إقناعكم ما لم تعتصموا بحبل الله جميعاً، فإن أبيتُم فستظلّون على تفرّقكم وفشلكم. وكيف أستطيع إقناعكم بالحقّ ما لم تستجيبوا إلى داعي الحقّ وهو الرجوع إلى كتاب الله؟ وتالله لا أعلم بحلٍّ لجمع شتاتكم غير ذلك، فإنّكم قد وقعتم فيما نهاكم الله عنه وفرّقتم دينكم شيعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون. ولكن حزب الله ليس إلّا واحداً، وهم من كانوا على ما كان عليه محمد رسول الله والذين معه قلباً وقالباً ولا يقولون على الله ورسوله غير الحقّ. فتعالوا لننظر بما استمسك به محمدٌ رسول الله والذين معه وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    ويا معشر علماء الأمّة، ألا ترون بأنّ الذِّكْر المحفوظ حجّة الله على محمدٍ رسول الله إن لم يعمل به ويُبلّغ النّاس به، وكذلك حجّة الله على المسلمين إن اتّخذوا هذا القرآن مهجوراً واستمسكوا بما خالف هذا القرآن جملةً وتفصيلاً؟ غير أنّي لا أكفر بسُنّة رسول الله الحقّ التي إمّا أن توافق هذا القرآن أو لا تخالف هذا القرآن ولو لم أجد لبعض الأحاديث برهاناً في القرآن فيجب عليّ الأخذ به ما دام قد رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإن كان حديثاً مُفترى فليس عليَّ إثمٌ شيئاً؛ بل إثمه على من افتراه.

    أما إذا وجدت الحديث قد خالف ما أنزله الله في القرآن فجاء مُخالفاً للآيات المحكمات البيّنات ومن ثمّ آخذ به فقد كفرت بهذا القرآن العظيم واتَّبعت أحاديث فريقٍ من الذين أوتوا الكتاب من الذين حذّرنا الله منهم وحذّر رسوله، أولئك فريق تظاهروا بالإسلام كذباً فصدّوا عن سبيل الله بأحاديث ما أنزل الله بها من سلطان، وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿١٠٠﴾ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّـهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    يا معشر علماء أمّة الإسلام، لقد تفرّقتم إلى أحزابٍ وشيعٍ وقد جعلني الله حكماً بينكم بالحقّ، وربّما يأتي في بعض خطاباتي أمرٌ موجود من قَبْلُ عند بعض طوائفكم وتنكره طائفةٌ أخرى، ثمّ يزعم بعض الجاهلين بأنّي أنتمي إلى مذهب هذه الطائفة غير أنّه لو يتتبّع خطاباتي لوجد بأنّي أخالفها في أمرٍ آخر ويوجد هذا الأمر عند طائفةٍ أُخرى.

    يا معشر علماء الأمّة، إنّما أنا حَكَمٌ بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون من أمور دينكم، ولا ينبغي لي أن أستنبط حكمي من غير كتاب الله ذلك لأنّي لو استنبطت حكمي من السُنّة لما استطعت أن أقنعكم بالحكم الحقّ، ذلك بأنّ الذين لا يوافق هواهم الحكم الحقّ سوف يطعنون في الحديث الحقّ وفيمن رواه وأنّه ليس عن رسول الله أو يضعِّفوه أو يقولوا فيه إدراج، ومن ثمّ ندخل في جدالٍ وحوارٍ طويلٍ ربّما لا نخرج منه بنتيجة، فيذهب كل منّا وهو مُصِرٌّ على جداله.

    فمن أجل ذلك أتحدّى جميع علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم وفِرقهم بالحكم الحقّ مستنبطاً لهم من آيات القرآن العظيم ولن أجعل لهم عليّ سلطاناً فأحكم بالقياس أو اجتهاداً مني ثمّ أقول: والله أعلم ربّما يكون حُكمي صحيحاً وربّما أخطأت! هذا قول لن آخذ به ولن أقبله من أيّ عالِمٍ، بل أحاوركم بآياتٍ في نفس الموضوع فلا نحيد عنه قيد شعرة، فمن اهتدى فلنفسه ومن أبى وقال: "حسبي ما وجدت عليه سلفي الذين من قبلي" فأقول: حتى لو خالف القرآن؟ فهذا هو قول الجاهلية الأولى؛ "هذا ما وجدنا عليه آباءنا فكيف أُفرّط في سلفي الصالح؟" ولو كان سوف يُجادلني بآيةٍ من القرآن لما استطاع أن يغلبني شيئاً كما سيزعم، ذلك بأنّي سوف آخذ هذه الآية التي يُجادلني بها فأفسّرها خيراً منه وأحسن تفسيراً.

    يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إن كنتم تؤمنون بكتاب الله حقَّ إيمانه فإنّي أتحدّاكم بالحقّ وليس تحدي الغرور، فلنحتكم إلى كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هُدًى ورحمةً للمؤمنين محفوظ إلى يوم الدين.

    أما سُنّة رسول الله فقد استطاع الباطل أن يأتيها من بين يديها في عهد رسول الله ومِن خلفها من بعد وفاته وحرّفوا فيها كثيراً، ولم يعِدكم الله بحفظها من التحريف ولكنّه سبحانه وتعالى لم يجعل لكم عليه سلطاناً؛ بل بيّن لكم في القرآن بأنّ ما كان من أحاديث السُّنّة من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين القرآن اختلافاً كثيراً، فمن آمن بهذه القاعدة فقد هُدي إلى صراطٍ مستقيمٍ واعتصم بحبل الله القرآن العظيم، ومن قال بأنّ السُّنّةَ تنسخ القرآن وأصرّ على ذلك فقد كفر بالقرآن، فلا أستطيع إقناعه أبداً وسوف يحكم الله بيني وبينه بالحقّ وهو خير الحاكمين.

    يا معشر علماء الأمّة، لقد وجدت في كتاب الله بأّنهُ يوجد هناك عذابٌ للكفار من بعد الموت غير أنّ الله ورسوله لم يقولا بأنّ العذاب البرزخيّ يوجد في هذه الحُفرة التي تحفرونها لستر سوءات أمواتكم، فأيّ افتراءٍ أوقعكم فيه اليهود! بل كما يعلم الله لولا هذه العقيدة التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ لاعتنق كثيرٌ من النّاس دين الإسلام، ولكنّكم أخبرتموهم بأنّ قبور الكفار تشتعل ناراً وتضيق عليهم حتى تتحطّم أضلاعهم، فبحثوا عن صحة هذه العقيدة على الواقع الحقيقي لقبر أحد الكفار بعد حينٍ من موته فوجدوا بأنّ الأضلاع لم تتحطّم شيئاً ولم يجدوا هذا القبر يحترق ناراً غير أنّهم وجدوا الجثة قد عادت إلى أصلها تراب وإذا الأضلاع قائمة وليس بها أي كسر، ووجدوا الهيكل العظمي كالوضع الذي تركوه عليه ولم تعُد الحياة لهذا الجسد بعد أن تركوه، ولو عادت الروح إلى الجسد ولو برهةً لتحرّك الميّت وغيّر وضعه السابق. ومن ثمّ خرج الباحثون عن حقيقة عقيدة المسلمين في عذاب القبر بنتيجة هي المزيد من الكفر وإقامة الحجّة على المسلمين بأنّهم لم يجدوا مما يعتقدونه شيئاً، فنجح اليهود بمكر عذاب القبر في صدّ الكثير من العالمين. ولكنّ القرآن يُنكر ذلك جملةً وتفصيلاً ويؤكّد العذاب بعد الموت مباشرةً.

    إمّا في نعيمٍ وإمّا في جحيم؛ ما بعد الدنيا مِن دارٍ إلّا الجّنة أو النّار، وأرواح أهل النّار في النّار، وأرواح أهل الجّنة في الجّنة، فأمّا الذين سوف يدخلون الجّنة ولا تُسلَّم لهم كتب أولئك هم المقربون السابقون بالخيرات والشهداء في سبيل الله، وأمّا الذين سوف تُصرف لهم كتب فهم سيدخلون الجّنة بحساب ويؤجل دخولهم إلى يوم الحساب؛ أولئك هم أصحاب اليمين.

    والروح من أمر قدرته تعالى لا تموت أبداً، فهي التي ترى وتسمع وتتكلم وتشمّ وتطعم وتحس وتتألم وتحب وتكره، فهذه الروح التي هي من أمر قدرة ربّي كُن فيكون هي التي جعلت هذا الجسد حيّاً ويتحرك سعياً وتحمله في الطلوع وتمسكه في النزول وتشم وتطعم وترى وتتكلم وتحس وتتألم، فهل رأى أحدكم في المنام بأنّه يتعذب رغم أنه لم يلمس جسده شيء؟ ولكنّه أحسّ بالعذاب في الحلم كما يحسّه في العلم تماماً ولم يكن الفرق بينهما شيئاً حتى إذا أفاق وإذا بقلبه لم يزل يركض من الهلع والفزع، وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [كفى بالمرء أن يوعظ في منامه] صدق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    إن في ذلك لآيةً لكم، فلو كنتم تعقلون لما جادلتم في عذاب البرزخ شيئاً ولآمنتم بأنّ الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلّا قليلاً، ولكنّكم تظنّون بأنّ الروح لا تحيا بدون الجسد، فكيف تتعذّب بدون جسدها؟ فلا بد أن تعود إلى الجسد في القبر لكي ترى وتسمع وتتكلم وتتألّم، ولكنّكم ترون في المنام وأنتم لم تستخدموا أعينكم وتألّمتم ولم يمسَّ جلودكم شيء، فلماذا لا تؤمنون بالعذاب من بعد الموت يا معشر الكفار؟ وأين ذهبت أرواحكم بعد أن خرجت من الجسد الذي أصبح ساكناً بسبب خروج الروح؟ ذلك بأنّ الروح من أمر الله، وروح قدرته تعالى لا تحتاج إلى الجسد لكي تحيا؛ بل هي التي تجعل الجسد حياً فإذا فارقته فارق الحياة.

    إذاً سرّ الحياة في الروح، فأنت بالروح لا بالجسم إنساناً.

    فيا معشر علماء أمّة الإسلام ألم يقل الله لكم في القرآن بأنّ العذاب البرزخيّ على الأنفس فقط بعد خروجهن من الأجساد في نفس اليوم فتذهب إلى عالَم العذاب تاركةً الجسد وراءها فيموت لفراقها ويعود إلى أصله تراب؟ وأخبركم القرآن بهذا العذاب البرزخيّ على النّفس بعد خروجها من الجسد، وقال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:93].

    ولكن هل تقتحم من الأرض إلى السماء؟ نقول لا تقتحم أرواح الكفار بل ترتفع إلى مكانٍ دون السماء وفوق الأرض ثمّ يكونون مَلأً أعلى بالنسبة لأهل الأرض ولكنّهم دون السماء، ذلك بأنّ الملائكة تحملهم إلى السماء فلا تفتحُ لهم السماءُ أبوابها للاختراق إلى الجّنة ومن ثمّ تسقطهم الملائكة فيخرّون من السماء إلى مكانٍ سحيقٍ وهي النّار، وتوجد دون السماء وفوق الأرض فهي بين السماء والأرض، وقال الله تعالى: {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ﴿٤٩﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ﴿٥٠﴾ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ﴿٥١﴾ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴿٥٢﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٥٣﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴿٥٤﴾ هَـٰذَا ۚ وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿٥٥﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٥٦﴾ هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [ص].

    يا معشر علماء الأمّة تيقّظوا فسوف ينتقل سياق الآية إلى عذابٍ آخر، وهو العذاب البرزخيّ بعد الموت وقبل البعث، ولكنّ أموات الكفار لا يجدون أُناساً قد ماتوا قبلهم وكانوا يعدُّونهم من الأشرار، لأنّهم يذكرون آلهتهم بسوء وقاموا بقتلهم، ولكنّهم لم يجدوهم أمامهم في النّار ذلك لأنّهم في علّيّين في نعيمٍ عند ربّهم يُرزقون.

    وعلينا أن نعود إلى مواصلة الآية التي تتحدّث عن نعيم وجحيم يوم القيامة، ثمّ انتقل الوصف إلى عذابٍ آخر وهو العذاب البرزخيّ. قال تعالى: {وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [ص]، والعذاب الآخر هو العذاب البرزخيّ من بعد الموت وقبل البعث.

    ثم يصف الله حوارهم: {هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ} صدق الله العظيم [ص:59]، وقال هذا ملائكةُ خزنة جهنّم يبشِّرون أصحاب النّار بقدوم فوجٍ من الكفار مقتحمين من الأرض من بعد أن أهلكهم الله بعد تكذيبهم لرسل ربّهم. فانظروا إلى الجواب من أصحاب النّار الأولين ولم يرحّبوا بالضيوف الجدد: {لَا مَرْحَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿٥٩﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ومن ثمّ تلفّتوا يساراً ويميناً هل يجدون أُناساً كانوا يذكرون آلهتهم بسوءٍ وصدّقوا الأنبياء وقد قاموا بقتلهم؟ ولكنّهم لم يجدوهم في النّار مع الهالكين الأولين: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾} .. إلى قوله: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

    فهل تبيّن لكم يا معشر علماء الأمّة بأنّ النّار فوق الأرض ودون السماء؟ وتستنبطون ذلك من قصة تخاصمهم في قوله تعالى: {إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾} .. إلى قوله: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم.

    إذاً أهل النّار بالنسبة لأهل الأرض ملأٌ أعلى، وبالنسبة لأهل الجّنة فأهل النّار ملأٌ أدنى، ذلك لأنّ النّار توجد دون السماء وفوق الأرض، أم إنّكم لا تصدّقون بقصة خاتم الأنبياء والمرسَلين بأنّه أُسري به إلى المسجد الأقصى ثمّ إلى سدرة المنتهى بالأفق الأعلى، وإنّه مرّ بأهل النّار في طريق المعراج وشهِد عذابهم البرزخيّ؟ ألا ترون كيف أنّ القرآن قد وافق مؤكداً قصة الإسراء والمعراج وأنّ النّار كانت على طريق رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - في ليلة المعراج فمرّ بهم وشهِد عذابهم تصديقاً لوعد الله لرسوله في القرآن العظيم في قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ولكن بعقيدتكم بأنّ العذاب البرزخيّ في القبر وكلّاً يتعذب على حِدة في قبره قد نفيتم قصة معراج الرسول، ذلك بأنّ رسول الله قال بأنّه وجدهم في النّار جميعاً وليسوا أشتاتاً في قبورهم. وهل جعل الله القبر إلّا سُنّة غرابٍ إلّا لكي يكون ذلك بعيداً عن العقائد، فعلّمنا الغراب كيف نواري سوءة أمواتنا وذلك ستراً للعورة وحفظاً لرائحة الجثة النتنة للإنسان؛ بل هي أعظم نتانةً من رائحة جسد الحيوان، وذلك تكريماً لجسد الإنسان فلا تأكله الكلاب والذئاب. ولكن اليهود جعلوا من ذلك أسطورة كأسطورة فتنة المسيح الدجال يقول يا سماء أمطري فتمطر! ويا أرض أنبتي فتنبت! ويعيد الروح إلى جسدها! إلى غير ذلك من الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ، ولا يوجد لخزعبلاتهم برهانٌ واحدٌ فقط في القرآن، ولكنّنا نثبت بأنّ أرواح أهل النّار في النّار من بعد موتهم وقال تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    وكذلك يوم القيامة يُردّون إلى أشدِّ العذاب بالروح والجسم معاً وقال تعالى في قصة مؤمن آل فرعون، قال: {فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    يا معشر علماء الأمّة، قد تبيّن عالَمٌ دون السماء وفوق الأرض، وقال تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه]، فعليكم أن تعلموا بأنّ هذه الآية تتكلم عن عوالمٍ ولا تتكلم عن ذات السماء والأرض والكواكب والنجوم، فقال: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ} وتعلمون بأنّ السموات السبع مليئةٌ بالملائكة. وأما قوله: {وَمَا بَيْنَهُمَا} فتلك عوالم أهل النّار في النّار دون السماء وفوق الأرض. وأما قوله: {وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ} فذلك هو المسيح الدجال وجيوشه يوجدون في باطن الأرض تحت الثرى في الأرض المفروشة.

    يا معشر علماء الأمّة، ربّما الجاهلون منكم يقولون: "ما بال هذا اليماني يريدُ أن يشكّكنا في عقيدتنا في عذاب القبر؟" فأقول: تالله بأنّ ما يجلب للكفار الشكّ في الإسلام غير عقيدتكم في عذاب القبر الذي ما أنزل الله به من سلطانٍ، ومن كان عنده سلطاناً على عذاب القبر من القرآن فليأتنا به إن كان من الصادقين! ذلك بأنّ القرآن يقول غير ذلك بأنّ العذاب على النّفس فقط من دون الجسم، واستنبطنا لكم ذلك من القرآن وكذلك استنبطنا لكم بأنّها تصعد إلى السماء ثمّ لا تفتح لها السماء أبوابها، ثمّ يلقون بها في النّار دون السماء وفوق الأرض، وأثبتنا لكم ذلك من القرآن حتى تأكّد لنا حقيقة مرور الرسول على أصحاب النّار في معراجه.

    ومن كان له أيّ اعتراض على خطابنا فيلجمني من القرآن فليتفضل مشكوراً فيبرهن للناس بأنّي على ضلالٍ مبينٍ إن كان من الصادقين.. وسلامُ الله على جميع علماء المسلمين وأمّة الإسلام أجمعين، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.

    ومن كان له أيّ اعتراضٍ على خطابنا فيلجمني من القرآن فليتفضل مشكوراً فيبرهن للناس بأنّني على ضلالٍ مبينٍ إن كان يراني كذلك، وأمّا أن تأخذهُ العزّة بالإثم فيقول: هههه. ويقصد بذلك ضحكة الاستهزاء فيُنكر ثم يولّي مدبراً فأقول: عفى الله عنك وأرجو من الله أن يهديني وإياك إلى صراطٍ مستقيمٍ وإلى الله قصد السبيل فلا تجادل في الله بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ، فهذا غلطٌ ولا أقبله وأتحدّى بعلمٍ وكتابٍ منيرٍ، والسلام على من اتّبع الهُدى من النّاس أجمعين.

    أخو المسلمين في الله ويحبّهم في الله ناصر محمد اليماني ..
    __________________



    ومن ثم إليكم هذا الخطاب الثاني والذي صار له كذلك أكثر من ستة أشهر وهو مطروحٌ للحوار ولم أجد عليه أيّ اعتراضٍ من علماء المسلمين، ولكنّي وجدت صمتٌ رهيبٌ عجيبٌ!

    ناصر اليماني؛ خصمي المسيح الكذاب الشيطان الرجيم ..

    القول المختصر في المسيح الكذاب الأشر ..



    اقتباس المشاركة 4510 من موضوع القول المُختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..

    -2-
    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - ربيع الثاني - 1428 هـ
    18 - 04 - 2007 مـ
    08:52 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ



    القول المختصر في المسيح الكذاب الأشر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله وخليفته على البشر المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهر - ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر- الإمام الناصر لمحمدٍ صلّى الله عليه وسلم ناصر محمد اليماني إلى كافة علماء السُّنة والشيعة وجميع علماء المذاهب الإسلاميّة وأتباعهم أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين في السماوات والأرض في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدِّين، ثمّ أمّا بعد..

    يا معشر علماء أمّة الإسلام، إني أدعوكم إلى الحوار الفصل وما هو بالهزل المُثْبَت بالبرهان والسلطان الواضح والبيِّن من القرآن حتى يتبيّن للناس هل أنا حقاً المهديّ المنتظَر أم إن مثلي كمثل المفترين المهديين من قبل، فإمّا أن تهزموني بالحجّة والسلطان الواضح من القرآن ومن ثمّ يتبيّن للناس أنّني على ضلالٍ فلا يتبعني أحد، وإمّا أن أثبت لكم حقيقة أمري فيتبيّن لكم وللعالمين بأني أدعو إلى الحقّ وأهدي إلى صراط مستقيم صراط الله العزيز الحميد.

    ولم يجعلني الله نبيّاً ولم يجعلني رسولاً بل إماماً وحَكَماً بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون، ولا وحيٌ جديدٌ في كتابٍ جديدٍ؛ بل العودة إلى كتاب الله أولاً وإلى سنّة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثانياً، ولا نفرِّق بين كتاب الله وسنَّة رسوله ذلك بأنّ سُنة رسول الله لا تزيد هذا القرآن العظيم إلا بياناً وتوضيحاً للعالمين، ولا ينبغي لسُنة رسول الله أن تُخالف ما أنزله الله في القرآن العظيم، وسوف أدعو علماء الأمّة الإسلاميّة إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم فيما كانوا فيه يختلفون، وسوف أحكم بينهم بالحقّ بإذن الله، ولا أحكم عن الهوى بالظنّ ذلك بأنّ الظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً؛ بل أستخرج الحُكم الحقّ من القول الفصل وما هو بالهزل من القرآن العظيم، فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون؟

    ثم أثبت لكم حقائق سنة رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الحقّ فأتَّبِعها، ثم أثبت لكم أحاديث الباطل التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ افتراءً على الله ورسوله من مكر طائفةٍ مع صحابة رسول الله وهم ليسوا منهم؛ بل من صحابة الشيطان الرجيم وأوليائه المُخلصين له من عَبَدَةِ الطاغوت من شياطين البشر من اليهود الذين جاء ذكرهم في القرآن العظيم فأنزل الله في شأنهم سورةً في القرآن تُحذّر رسول الله منهم وصحابته الذين معه قلباً وقالباً الطيبين الطاهرين من مكر طائفةٍ من اليهود تظاهروا بالإسلام والإيمان ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر ويبطنون غير ذلك مكراً ضِدَّ الله ورسوله والمؤمنين، فيكونوا من رواة الحديث ليضلوا المسلمين عن سبيل الله بأحاديث تختلف عما جاء في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً بل تختلف مع الآيات المحكمات الواضحات اختلافاً كثيراً، وقال تعالى في سورة المنافقين:
    {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ‎﴿١﴾‏ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ‎﴿٢﴾‏ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ‎﴿٣﴾‏ ۞ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ‎﴿٤﴾‏} صدق الله العظيم [المنافقون].

    يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إنّ الله لم يقل فكادوا أن يصدّوا عن سبيل الله بل قال تعالى:
    {فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم، فقد بيّن الله لنا بأنّ المنافقين من شياطين البشر من اليهود نجحوا أخيراً أن يكونوا من رواة الحديث فصدّوا عن سبيل الله، فاستمع إليهم الذين في قلوبهم مرضٌ من الصحابة والذين لا يعلمون، فوردت إلينا أحاديث ما أنزل الله بها من سلطانٍ وتختلف عمّا جاء في القرآن جملةً وتفصيلاً، فما هو الحلّ يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة؟ وأبشّركم بأنّ الله لم يجعل لكم الحجّة؛ بل لله الحجّة ورسوله فقد أنزل الحلّ في هذه المشكلة وبيَّن الحلّ والحكم في القرآن العظيم ذلك بأننا إذا تدبّرنا القرآن فسوف نجد بأنّ بينه وبين تلك الأحاديث المُفتراة اختلافاً كثيراً، ذلك بأنّ المنافقين من رواة الحديث إذا حضروا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع الصحابة الحقّ قلباً وقالباً يقولون أمام رسول الله لصحابته الحقّ: "أطيعوا الله ورسوله"، فيستوصونهم أن يَعوا ما يقوله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    يا معشر علماء الأمّة، إنّ الله يخاطبكم أنتم يا معشر المسلمين بأنّه إذا جاءكم
    {أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ} أي من الله ورسوله ذلك لأنّ من أطاع الله ورسوله فله الأمن في الحياة الدنيا ويأتي يوم القيامة آمناً، {أَوِ الْخَوْفِ} أي من عند غير الله من أحاديث شياطين البشر من اليهود {أَذَاعُوا بِهِ} وذلك اختلاف علماء المسلمين، فيذيع بينهم الجدل والخلاف في شأن هذا الحديث، فمنهم من يقول أنه حقّ من عند الله ورسوله، ومنهم من يُشكك في أمر هذا الحديث ويطعن في حقيقته {وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ} وذلك إذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يزل موجوداً أو {وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ} وهم الراسخون في العلم الذين يلهمهم الله علم الكتاب القرآن العظيم المحكم والمتشابه منه فجعله برهان الخلافة في كلّ زمان ومكان.
    وقال تعالى:
    {ثُمَّ أَوْرَ‌ثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر:32]، لعلمهُ الذين يستنبطونهُ منهم أي يجعلهم الله يستنبطون الحكم الحقّ من القرآن العظيم في شأن هذا الحديث الذي اختلف عليه علماء المسلمين، ذلك بأنّ الله قد علّمكم بأنه إذا رجعتم إلى القرآن وقرأتموه قراءة المُتدبّر فإنكم سوف تجدون بين حقائقه وبين حقيقة هذا الحديث اختلافاً كثيراً إن كان مُفترًى على الله ورسوله، ذلك بأنّ الله قد جعل هذا القرآن محفوظاً من التحريف إلى يوم القيامة، فجعله الله المرجع الأساسي فيما اختلف فيه علماء الحديث.

    وقد يقول قائلٌ: "يا أخي إنما يخاطب الله في هذه الآية الكفار في قوله:
    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾}"، فأقول بل يخاطب الله المؤمنين بالله ورسوله لذلك قال: {وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ} أي من المؤمنين لا من الكافرين.

    فيا معشر علماء أمّة الإسلام، فهل تستجيبون إلى أمر الله فترجعون إلى مرجعيّة الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هدًى ورحمة للمؤمنين الذكر المحفوظ من التحريف إلى يوم الدِّين؟ فأيّما حديث وجدناه قد اختلف عمّا جاء في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً واختلافاً كثيراً عن الآيات المحكمات الواضحات البيّنات فقد علمنا علم اليقين بأنّ هذا الحديث ما أنزل الله به من سلطانٍ وأنه مُفترًى على الله ورسوله، ذلك بأنّ القرآن من عند الله والسُّنة من عند الله جاءت تُبيّن ما أنزله الله في القرآن العظيم، جزءان لا يتجزّآنِ فلا يختلفان عن بعضهما في شيء أبداً، ومن طعن في القرآن أو في سنة رسول الله التي لا تُخالف هذا القرآن في شيء فقد كفر بما أنزل على محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم.

    يا معشر علماء أمّة الإسلام، إن طوائفكم في ذمّتكم إن اهتديتم وصدّقتم اهتدوا وصدّقوا وإن كذّبتم كذّبوا، ولن تغنوا عنهم من الله شيء، وسوف تحمِلون أوزارهم وأوزاركم ولا ينقص من أوزارهم شيء إن كذبتم بداعي الرجوع إلى كتاب الله، ومن أحسن من الله حُكماً؟
    {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾} [الجاثية].

    وأنا لا أصفكم بالكفر الآن بل بعد الآن إن أبيتم، فقال أهل السُّنة حسبنا ما وجدنا عليه آثار آبائنا الأولين فإنّا على آثارهم مُقتدون سواء اختلفت بعض آثارهم مع هدي القرآن أو اتّفقت فنحن نعلم بأنهم أُناسٌ ثقاتٌ تمت مراقبتهم فإذا هم كانوا يخلعون الحذاء اليسرى قبل اليمنى وحسبنا ذلك.

    يا معشر علماء السُّنة، إنّه لا ينبغي لي أن أطعن في ثقةِ أيٍّ من رواة الحديث؛ بل أردُّ علمهم لخالقهم الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فلربّما هذا الحديث المُفترى قيل أنه عن فلانٍ سمعته يقول عن فلانٍ عن فلانٍ عن رسول الله وهم بُراء من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف، لذلك أحرّم الطعن في أحدٍ من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بل أطعن في هذا الحديث المُفترى الذي سوف نجده اختلف عما جاء في الآيات المحكمات من دون أي تعليق على رواته. فربّما قيل عن بعضهم والآثم ليس إلا واحدٌ وهو الذي افترى هذا الحديث، وما يدريني أيّهم وبيني وبينهم أكثر من ألف سنةٍ! بل ولو كنت في عصرهم لما شتمت أحدهم حتى أسأله: هل هو الذي روى هذا الحديث عن رسول الله؟ إذا قال نعم قطعت عنقه ولا أبالي وضربت منه كلّ بنانٍ حتى أشفي صدري ويذهب غيظي، فكيف لي أن أصدّقهُ وأكذّب كتاب الله ربّ العالمين؟ وما كان لرسول الله الذي لا ينطق عن الهوى أن ينطق بحديث يخالف آيات الله المحكمات الواضحات البيّنات كوضوح الشمس في كبد السماء ثم أُعرض عنهنّ وآخذ بحديث اختلفت حقيقته مع حقائقهن!

    فما لكم كيف تحكمون بأنّ خصمي المسيح الدجال يؤيّده الله بالمعجزات تصديقاً لحقيقة ما يدعو إليه فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت، ثم يحيي الموتى فيقطع الرجل إلى نصفين فيمرّ بين الفلقتين ثم يعيده إلى الحياة من بعد الموت! فهل يصدق هذا عاقل؟ وتا الله لو أقول لحمار: يا حمار هل تعلم بأنه سوف يخرج آخر الزمان المسيح الدجال يدعي الربوبيّة وأنه الذي خلق السماء والأرض ثم يبرهن حقيقة ما يقول على الواقع الحقيقي فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت لرفع الحمار رأسه وصفصف آذانه غاضباً فقال: تالله لا يستطيع أن يفعل ذلك وهو يدعي الربوبيّة، ولا ينبغي لله أن يؤيّده بالبرهان الحقّ على الواقع الحقيقي تصديقاً لدعوة الباطل، سبحانه وتعالى علواً كبيراً!
    فما خطبكم يا معشر المسلمين قد أصبحتم كمثل الحمار يحمل أسفاراً ولكنه لا يفهم ما يحمل على ظهره؟ وأنتم تتلون هذا القرآن ولا تفهمون حقائق آياته المحكمات الواضحات البيّنات مع احترامي لعلماء المسلمين وطوائفهم ولكن هذه هي الحقيقة، والمثل الذي ضربه الله في القرآن للذين يتلون كتاب الله ويمرّون بلا تدبّر مرور الكرام على آياته المحكمات الذي جعلهنّ الله واضحاتٍ بيّناتٍ لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ.

    فتعالوا لأقدّم لكم ألف برهانٍ على حقيقة إنكار أحاديث الفتنة التي وردت تذكر بأنّ الله يؤيّد المسيح الدجال بالمعجزات فأثبت عكس ذلك تماماً بأكثر من ألف دليلٍ من القرآن العظيم، ولن أعمد إلى المتشابه منه بل من الآيات المحكمات الواضحات البيّنات لعالمكم وجاهلكم وكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ ذلك بأنّ الله قد جعلهن أمّ الكتاب ليلهنّ كنهارهنّ لا يزوغ عنهنّ إلا من ظلم نفسه، من أجل ذلك أغناهنّ الله عن التأويل من محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم وناصر محمد، فلم يجعلهن الله تحتجنّ إلى من يُؤَوِّلهنّ فيفسّرهنّ، كيف ذلك وقد جعل الله باطنهن كظاهرهنّ قرآناً عربياً مبيناً غير ذي عوجٍ يعلم ظاهرهنّ وباطنهنّ كلّ من يقرأهنّ وهو ذو لسانٍ عربيٍ.
    ولكن ( يا عيب الشوم عليكم) يا معشر المسلمين فقد استطاع اليهود أن يضلّوكم عن القرآن العظيم، ولا أقصد المتشابه فلا تثريب عليكم في المتشابه الذي لا يعلم بتأويله إلا الله بل عن الآيات المحكمات الواضحات البيّنات هن أمّ الكتاب في ترسيخ عقيدة المسلم لربِّه أنه لا يستطيع أن ينزل الغيث غير فاطر السماوات والأرض الذي خلقهن:
    {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْ‌ضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْ‌هًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾} [فصلت].

    {هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُ‌ونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} [لقمان:11].

    ثم يثبتون ذلك على الواقع الحقيقي وتلك هي حُجّة المؤمن على من ادّعى الربوبيّة. وقال تعالى:
    {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَ‌اهِيمَ} [الأنعام:83].

    فبالله عليكم انظروا ما هي الحجّة التي أتاها الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام للذي حاجّ إبراهيم في ربه مُدّعياً الربوبيّة فقال له إبراهيم:
    {رَ‌بِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [البقرة:258]، قال إبراهيم أرني إن كنت من الصادقين! فأحضر اثنين من السجناء وقال: هذا سوف أعدمه فأميته وهذا سوف أُطلقه في الحياة، وإبراهيم لا يقصد ذلك؛ بل يقصد أن يبدأ الخلق ثم يعيده إلى الحياة من بعد الموت، فظنّ مدعي الربوبيّة بأنّه قد غلب إبراهيم في الجدل. قال إبراهيم: {فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِ‌قِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِ‌بِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ‌} [البقرة:258].

    يا معشر المسلمين، لقد قَلَبَ يهودٌ من الصحابة كذباً وليسوا منهم قلبوا هذا القرآن رأساً على عقب بأحاديث تكفر بما أنزل الله على محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلم، وسوف تجادلونني بها جدالاً كثيراً، ولكن هيهات أتحداكم ولسوف اُجاهدكم من القرآن جهاداً كبيراً، وأسحق هذه الأحاديث المُفتراة سحقاً فأفركها بنعل قدمي فأضع كتاب الله وسنَّة رسوله فوق رأسي. لقد وقعتم في أحاديث الفتنة اليهوديّة فأصبحتم تعتقدون بأنّ الله يؤيّد بمعجزاته تصديقاً للحقّ والباطل، ولكني لا أجد في القرآن هذه العقيدة المنكرة والباطلة بل أجد بأنّ الله يؤيّد بمعجزاته أنبياءه ورسله تصديقاً لحقيقة دعوتهم، فهل يفعل ذلك غير الله الذي يدعون النّاس إلى عبادته وحده لا شريك له؟ ولو كانوا يدعون إلى الباطل لما أيّدهم الله بمعجزاته ولعذّبهم عذاباً نكراً، وتلك سنّة الله في الكتاب في أمر المعجزات لا يُرسلها إلا تخويفاً للناس حتى لا يكذّبوا برسل ربهم فيهلكهم الله بعذاب من عنده. وقال تعالى:
    {وَإِن مِّن قَرْ‌يَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورً‌ا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْ‌سِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَ‌ةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْ‌سِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فهذا هو ناموس المعجزات في كتاب الله كما أخبركم سياق الآية بأنّ الله لم يمتنع عن إرسال المعجزات مع محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم فيدّخرها للمسيح الدجال بل بيّن الله لنا السبب فقال:
    {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْ‌سِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَ‌ةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْ‌سِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم، فقد فتنكم اليهود يا معشر المسلمين عن ناموس المعجزات في كتاب الله فمنذ الأزل الأول لم يحدث قط بأنّ الله أيّد أهل دعوة الباطل بمُعجزةٍ، سبحانه وتعالى علواً كبيراً! كيف يُصْدِقُ اللهُ دعوةَ أهل الباطل بمعجزةٍ من عنده! فأيّ افتراءٍ آمنتم به يا معشر المسلمين؟ ولكني أكفر بهذا الافتراء اليهوديّ وأبطله بتحدي هذا القرآن العظيم الذي لا يستطيع جميع شياطين الإنس والجنّ أن يأتوا بحقيقةٍ واحدةٍ فقط من حقائق هذا القرآن العظيم ولو كان بعضهم لبعضٍ نصيراً وظهيراً لا يستطيعون أن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له، ولكنكم يا معشر المسلمين آمنتم بإفكٍ أكبرَ من الذباب بأنّ المسيح الدجال يحيي الموتى.

    وقد يقول رجلٌ مقاطعاً إياي: "مهلاً مهلاً إنما يحيي المسيح الدجال رجلاً واحداً فقط". ثكلتكم أمهاتكم فما دام أحيا واحداً إذاً قدّم البرهان بأنّه قادرٌ على أن يحيي الموتى أجمعين كما أحيا هذا الرجل الذي شقه إلى فلقتين. فتعالوا لنحتكم إلى كتاب الله هل يستطيع أهل الباطل أن يفعلوا ذلك؟ وسوف نجد بأنّ الله يقول إن استطاعوا فقد صدقوا بدعوتهم الباطل من دون الله. وقال تعالى:
    {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ إِنَّهُ لَقرآن كَرِ‌يمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُ‌ونَ ﴿٧٩﴾ تَنزِيلٌ مِّن ربّ العالمين ﴿٨٠﴾ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِ‌زْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُ‌ونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَ‌بُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُ‌ونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    ولكنكم يا معشر المسلمين آمنتم بعكس هذه الآية تماماً ذلك بأننا نجد ربّ العالمين يتحدّى الباطل وأهله بإحياء ميتٍ فيعيدون إلى جسده الروح بعد خروجها، فقال متحديّاً:
    {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾}، فبالله عليكم يا أمّة الإسلام هل هذه الآية تحتاج إلى تأويلٍ؟ بل تحدٍ ربانيٍّ واضحٍ للذين يدّعون مع الله إلهاً آخر أن يُحيي ميتاً فيعيد إليه روحه بعد خروجها.

    وقد يقاطعني أحد النّصارى قائلاً: "الله أكبر الله أكبر قد تبيّن بأنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم ذلك بأنّه يحيي الموتى". فنقول له خسئت يا عدوّ الله وعدوّ المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، فهل أيّدهُ الله بمعجزة إحياء الموتى إلا تصديقاً لحقيقة ما يدعو النّاس إليه عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام أن اعبدوا الله ربّي وربّكم؟ وهل كانت معجزة إحياء الموتى محصورةً لابن مريم عليه الصلاة والسلام؟ بل أيّد الله بها كذلك موسى عليه الصلاة والسلام عندما قتل أحد بني إسرائيل نفساً منهم:
    {فَادَّارَ‌أْتُمْ فِيهَا وَاللَّـهُ مُخْرِ‌جٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٧٢﴾ فَقُلْنَا اضْرِ‌بُوهُ بِبَعْضِهَا} [البقرة:72-73]، فأخذ موسى عليه الصلاة والسلام قطعةً من البقرة فضرب بها الميت فأحياه الله، وقال تعالى: {كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّـهُ الْمَوْتَىٰ} [البقرة:73].

    وكذلك أيّد الله بها إبراهيم عليه الصلاة والسلام إذ قال:
    {رَ‌بِّ أَرِ‌نِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة:260]، ومن ثم أمر الله إبراهيم أن يأخذ أربعةً من الطير فيذبحهن ثم يقطعهن ثم يجعل على كلّ جبلٍ منهن جُزءاً، ثم أمر الله إبراهيم أن يناديهن فإذا بهنّ أتين إلى إبراهيم سعياً، ولم تكُن هذه المعجزة قصراً على رسول الله المسيح ابن مريم! بل لا يستطيع المسيح عيسى أن يخلق بعوضةً إلا بإذن الله تصديقاً لحقيقة ما يدعو إليه ابن مريم عليه الصلاة والسلام. وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْ‌تَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ ربّي وَربّكم وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّ‌قِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ‌ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    يا معشر النّصارى، إنما المعجزات لله يؤيّد بها من يشاءُ من عباده الصالحين تصديقاً لدعوتهم إلى صراط العزيز الحميد، وتلك هي سنّة ناموس المعجزات في الكتاب، ولكن اليهود قلبوا هذا الناموس رأساً على عقب وفتنوا عقيدة المسلمين فأضلّوهم عن ناموس المعجزات في الكتاب كما أضلّوكم من قبل، فقالوا عُزيرٌ ابن الله وذلك حتى تقولوا بل المسيح عيسى ابن مريم ابن الله، وجعلوا أحاديث الباطل حقاً وحديث القرآن أصبح إذاً باطل عند من آمن بأحاديث أسطورة فتنة المسيح الدجال. وما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه فكيف تؤمنون بالباطل وتؤمنون بالقرآن؟ فكيف يجتمع النّور والظلمات؟ ما لكم كيف تحكمون؟

    يا معشر الأمّة الإسلاميّة هل تعرِّفون لي ما هو القرآن الذي بين أيديكم؟ هل هو مجرد إعجازٍ لغويّ حبرٌ على ورقٍ وتحدٍ لغوي في نظركم فحسب؟ أم إنّه تحدٍ في خلق السماوات والأرض وخلقكم وبعثكم وخلق وبعث كلّ دابة في الأرض أو طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم؟ وكذلك القرآن يتحدى فيقول: بأنّ الله هو المُبْدِئ والمُعيد فكيف لدجالٍ أن يعيد هذا الميت الذي قتله؟ ولكن الله أنكر ذلك وقال تعالى:
    {وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} [سبأ]، أم إنّ الدجال في نظركم ليس هو الباطل؟ بل هو الشيطان الرجيم بذاته وصفاته.

    ويا معشر علماء الأمّة، أليس إنزال المطر من حقائق هذا القرآن العظيم على الواقع الحقيقي؟ وقال تعالى:
    {أَفَرَ‌أَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَ‌بُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُ‌ونَ ﴿٧٠﴾} [الواقعة]؟ فكيف يؤيّد الله المسيح الدجال بهذه الحقيقة القرآنية على الواقع الحقيقي في إنزال الغيث؟ ألم يقل الله تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالجنّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَـٰذَا الْقرآن لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرً‌ا ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]؟

    فكيف يتحدّى الله جميع شياطين الإنس والجنّ الذين يكفرون بهذا القرآن أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله؟ فهل تقصدون أنه يعني مثل كلام القرآن فحسب؟ بل قولٌ وفعلٌ على الواقع الحقيقي، ما لكم كيف تحكمون؟ ذلك بأنّ القرآن فيه ذِكْرُ فِعْل اللهِ تصديقاً لما ترونه على الواقع الحقيقي، وفيه ما سوف يَفعله فلم يأتِ تأويلُه بعد، ذلك بأنّ القرآن له تأويلٌ فعليٌ على الواقع الحقيقي ما قد كان وما سوف يكون، ما لكم كيف تحكمون!

    يا معشر المسلمين، لقد صدّقتم بأنّ الدجال يقول يا أرض أنبتي فتنبت! أليس إنبات الشجر حقيقة من حقائق هذا القرآن على الواقع الحقيقي؟ وقال تعالى:
    {أَفَرَ‌أَيْتُم مَّا تَحْرُ‌ثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَ‌عُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِ‌عُونَ ﴿٦٤﴾} [الواقعة].

    ما لكم كيف تحكمون؟ لقد أعطت اليهود المسيح الكذاب ملكوت السماء والأرض حتى أنه يقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت، ولكن الله يتحدّى جميع الذين يدعون الربوبيّة من شياطين الإنس والجنّ أن يأمروا السماوات والأرض إن كان لهم شُرك فيها فلن تطيع أمرهم مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ذلك لأنهم لم يخلقوا مثقال ذرة فيهم، فتعالوا ننظر إلى هذا التحدي العظيم والشامل. وقال تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّ‌ةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْ‌ضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْ‌كٍ وَمَا له مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ‌ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    وكذب أعداء الله من شياطين البشر الذين افتروا على رسول الله، فإذا برزوا من عنده بيّتوا قولاً غير الذي يقوله عليه الصلاة والسلام من أجل ذلك وجدنا بين هذا الأحاديث والروايات المفتراة بينها وبين ما جاء في القرآن اختلافاً كثيراً كما نبأنا الله بهذه القاعدة لاكتشاف أحاديث اليهود المدسوسة بين الأحاديث الحقّ التي وردت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذلك في أول هذا الخطاب في قوله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فيا معشر علماء أمّة الإسلام إني أشهدكم وأشهد جميع المسلمين والنّاس أجمعين وأُشهد كلّ دابة في الأرض أو طائرٍ يطير بجناحيه بأني أكفر بأنّ الدجال يقول يا سماء أمطري فتمطر، وأكفر بأن المسيح الدجال يقول يا أرض أنبتي فتنبت، وأكفر بأنّ المسيح الدجال يحيي ميتاً قط بل لا يستطيع أن يحيي بعوضةً، فمن كفر معي بالطاغوت أن يفعل ذلك وآمن بما أنزله الله على محمدٍ - صلّى الله عليه وسلّم - في القرآن فقد اعتصم بحبل الله واستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن آمن بهذه الخزعبلات التي ينفيها القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً في آياتٍ محكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ ثمّ ينبذ كتاب الله وراء ظهره ويؤمن بهذه الخزعبلات فقد كفر بالقرآن العظيم حبل الله المتين وغوى وهوى وكأنما خرَّ من السماء فتخطَفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ.

    وما قد ذكرت لكم إلا قليلاً من الآيات المحكمات التي تختلف مع هذه الروايات الباطلة، ولم يزل في القرآن مئات البراهين التي تنكر هذه الخزعبلات جملةً وتفصيلاً، وأتحدى جميع علماء المسلمين على مختلف فرقهم وطوائفهم أن يأتوا ببرهانٍ واحدٍ فقط فقط فقط من آيات القرآن تكون برهاناً لهذه الخزعبلات التي يهتز منها عرش الرحمن من شدّة غضب ومقت الرحمن الذي على العرش استوى، فهل يا معشر المسلمين همشتم القرآن إلى هذا الحد فنبذتموه وراء ظهوركم بحجّة أنه لا يعلم تأويله إلا الله؟ وإنما يقصد المتشابه، ثكلتكم أمهاتكم، لكن اليهود أخرجوكم عن المحكم الواضح والبيّن.

    فيا علماء المسلمين من كان له اعتراضٌ على خطابنا هذا فليتفضل للحوار مشكوراً ويبرهن للناس أنني من الخاطئين وأني على ضلالٍ مبينٍ حتى لا أُضلّ النّاس. وتباً له ألف تبٍّ وتبّ فهو لن يستطيع إلا أن يكفر بما أنزلهُ الله في هذا القرآن العظيم فيعتنق الأحاديث اليهوديّة التي تخالف حقائق آيات الله في القرآن العظيم ولا تنطبق مع كلمةٍ واحدةٍ من الآيات المحكمات التي جعلهنّ الله أساس عقيدة المؤمن في معرفته بالخالق، فهل من مبارزٍ بالعلم والمنطق؟ ومن قام بحذف خطابي هذا لأنه خالف هواه فقد حذف الحقّ من منتداه وإنَّ عليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين أو عليَّ إن كنت من الضالين المُضلّين، فما خطبكم يا معشر المشرفين هل إذا لم يجد أحدكم ما يقول يستشيط غضباً فيقوم بحذف الخطاب بغير حقٍّ؟ فما جريمتي التي لا تغتفر؟ أليس الله بأحكم الحاكمين؟ وما هو ذنبي يا هذا فهل نطقت بكلمةٍ من رأسي بل من كلام الله:
    {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المرسلات].

    الإمام ناصر محمد اليماني المهديّ المنتظر.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي


    اقتباس المشاركة 4510 من موضوع القول المُختصر في المسيح الكذاب الأشِر ..

    -2-
    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - ربيع الثاني - 1428 هـ
    18 - 04 - 2007 مـ
    08:52 مساءً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ـــــــــــــــــــ



    القول المختصر في المسيح الكذاب الأشر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله وخليفته على البشر المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهر - ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر- الإمام الناصر لمحمدٍ صلّى الله عليه وسلم ناصر محمد اليماني إلى كافة علماء السُّنة والشيعة وجميع علماء المذاهب الإسلاميّة وأتباعهم أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين في السماوات والأرض في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدِّين، ثمّ أمّا بعد..

    يا معشر علماء أمّة الإسلام، إني أدعوكم إلى الحوار الفصل وما هو بالهزل المُثْبَت بالبرهان والسلطان الواضح والبيِّن من القرآن حتى يتبيّن للناس هل أنا حقاً المهديّ المنتظَر أم إن مثلي كمثل المفترين المهديين من قبل، فإمّا أن تهزموني بالحجّة والسلطان الواضح من القرآن ومن ثمّ يتبيّن للناس أنّني على ضلالٍ فلا يتبعني أحد، وإمّا أن أثبت لكم حقيقة أمري فيتبيّن لكم وللعالمين بأني أدعو إلى الحقّ وأهدي إلى صراط مستقيم صراط الله العزيز الحميد.

    ولم يجعلني الله نبيّاً ولم يجعلني رسولاً بل إماماً وحَكَماً بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون، ولا وحيٌ جديدٌ في كتابٍ جديدٍ؛ بل العودة إلى كتاب الله أولاً وإلى سنّة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثانياً، ولا نفرِّق بين كتاب الله وسنَّة رسوله ذلك بأنّ سُنة رسول الله لا تزيد هذا القرآن العظيم إلا بياناً وتوضيحاً للعالمين، ولا ينبغي لسُنة رسول الله أن تُخالف ما أنزله الله في القرآن العظيم، وسوف أدعو علماء الأمّة الإسلاميّة إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم فيما كانوا فيه يختلفون، وسوف أحكم بينهم بالحقّ بإذن الله، ولا أحكم عن الهوى بالظنّ ذلك بأنّ الظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً؛ بل أستخرج الحُكم الحقّ من القول الفصل وما هو بالهزل من القرآن العظيم، فبأيّ حديثٍ بعده يؤمنون؟

    ثم أثبت لكم حقائق سنة رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الحقّ فأتَّبِعها، ثم أثبت لكم أحاديث الباطل التي ما أنزل الله بها من سلطانٍ افتراءً على الله ورسوله من مكر طائفةٍ مع صحابة رسول الله وهم ليسوا منهم؛ بل من صحابة الشيطان الرجيم وأوليائه المُخلصين له من عَبَدَةِ الطاغوت من شياطين البشر من اليهود الذين جاء ذكرهم في القرآن العظيم فأنزل الله في شأنهم سورةً في القرآن تُحذّر رسول الله منهم وصحابته الذين معه قلباً وقالباً الطيبين الطاهرين من مكر طائفةٍ من اليهود تظاهروا بالإسلام والإيمان ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر ويبطنون غير ذلك مكراً ضِدَّ الله ورسوله والمؤمنين، فيكونوا من رواة الحديث ليضلوا المسلمين عن سبيل الله بأحاديث تختلف عما جاء في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً بل تختلف مع الآيات المحكمات الواضحات اختلافاً كثيراً، وقال تعالى في سورة المنافقين:
    {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ‎﴿١﴾‏ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ‎﴿٢﴾‏ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ‎﴿٣﴾‏ ۞ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ‎﴿٤﴾‏} صدق الله العظيم [المنافقون].

    يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة، إنّ الله لم يقل فكادوا أن يصدّوا عن سبيل الله بل قال تعالى:
    {فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم، فقد بيّن الله لنا بأنّ المنافقين من شياطين البشر من اليهود نجحوا أخيراً أن يكونوا من رواة الحديث فصدّوا عن سبيل الله، فاستمع إليهم الذين في قلوبهم مرضٌ من الصحابة والذين لا يعلمون، فوردت إلينا أحاديث ما أنزل الله بها من سلطانٍ وتختلف عمّا جاء في القرآن جملةً وتفصيلاً، فما هو الحلّ يا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة؟ وأبشّركم بأنّ الله لم يجعل لكم الحجّة؛ بل لله الحجّة ورسوله فقد أنزل الحلّ في هذه المشكلة وبيَّن الحلّ والحكم في القرآن العظيم ذلك بأننا إذا تدبّرنا القرآن فسوف نجد بأنّ بينه وبين تلك الأحاديث المُفتراة اختلافاً كثيراً، ذلك بأنّ المنافقين من رواة الحديث إذا حضروا عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع الصحابة الحقّ قلباً وقالباً يقولون أمام رسول الله لصحابته الحقّ: "أطيعوا الله ورسوله"، فيستوصونهم أن يَعوا ما يقوله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقال تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    يا معشر علماء الأمّة، إنّ الله يخاطبكم أنتم يا معشر المسلمين بأنّه إذا جاءكم
    {أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ} أي من الله ورسوله ذلك لأنّ من أطاع الله ورسوله فله الأمن في الحياة الدنيا ويأتي يوم القيامة آمناً، {أَوِ الْخَوْفِ} أي من عند غير الله من أحاديث شياطين البشر من اليهود {أَذَاعُوا بِهِ} وذلك اختلاف علماء المسلمين، فيذيع بينهم الجدل والخلاف في شأن هذا الحديث، فمنهم من يقول أنه حقّ من عند الله ورسوله، ومنهم من يُشكك في أمر هذا الحديث ويطعن في حقيقته {وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ} وذلك إذا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يزل موجوداً أو {وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ} وهم الراسخون في العلم الذين يلهمهم الله علم الكتاب القرآن العظيم المحكم والمتشابه منه فجعله برهان الخلافة في كلّ زمان ومكان.
    وقال تعالى:
    {ثُمَّ أَوْرَ‌ثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر:32]، لعلمهُ الذين يستنبطونهُ منهم أي يجعلهم الله يستنبطون الحكم الحقّ من القرآن العظيم في شأن هذا الحديث الذي اختلف عليه علماء المسلمين، ذلك بأنّ الله قد علّمكم بأنه إذا رجعتم إلى القرآن وقرأتموه قراءة المُتدبّر فإنكم سوف تجدون بين حقائقه وبين حقيقة هذا الحديث اختلافاً كثيراً إن كان مُفترًى على الله ورسوله، ذلك بأنّ الله قد جعل هذا القرآن محفوظاً من التحريف إلى يوم القيامة، فجعله الله المرجع الأساسي فيما اختلف فيه علماء الحديث.

    وقد يقول قائلٌ: "يا أخي إنما يخاطب الله في هذه الآية الكفار في قوله:
    {أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾}"، فأقول بل يخاطب الله المؤمنين بالله ورسوله لذلك قال: {وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ} أي من المؤمنين لا من الكافرين.

    فيا معشر علماء أمّة الإسلام، فهل تستجيبون إلى أمر الله فترجعون إلى مرجعيّة الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هدًى ورحمة للمؤمنين الذكر المحفوظ من التحريف إلى يوم الدِّين؟ فأيّما حديث وجدناه قد اختلف عمّا جاء في القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً واختلافاً كثيراً عن الآيات المحكمات الواضحات البيّنات فقد علمنا علم اليقين بأنّ هذا الحديث ما أنزل الله به من سلطانٍ وأنه مُفترًى على الله ورسوله، ذلك بأنّ القرآن من عند الله والسُّنة من عند الله جاءت تُبيّن ما أنزله الله في القرآن العظيم، جزءان لا يتجزّآنِ فلا يختلفان عن بعضهما في شيء أبداً، ومن طعن في القرآن أو في سنة رسول الله التي لا تُخالف هذا القرآن في شيء فقد كفر بما أنزل على محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم.

    يا معشر علماء أمّة الإسلام، إن طوائفكم في ذمّتكم إن اهتديتم وصدّقتم اهتدوا وصدّقوا وإن كذّبتم كذّبوا، ولن تغنوا عنهم من الله شيء، وسوف تحمِلون أوزارهم وأوزاركم ولا ينقص من أوزارهم شيء إن كذبتم بداعي الرجوع إلى كتاب الله، ومن أحسن من الله حُكماً؟
    {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾} [الجاثية].

    وأنا لا أصفكم بالكفر الآن بل بعد الآن إن أبيتم، فقال أهل السُّنة حسبنا ما وجدنا عليه آثار آبائنا الأولين فإنّا على آثارهم مُقتدون سواء اختلفت بعض آثارهم مع هدي القرآن أو اتّفقت فنحن نعلم بأنهم أُناسٌ ثقاتٌ تمت مراقبتهم فإذا هم كانوا يخلعون الحذاء اليسرى قبل اليمنى وحسبنا ذلك.

    يا معشر علماء السُّنة، إنّه لا ينبغي لي أن أطعن في ثقةِ أيٍّ من رواة الحديث؛ بل أردُّ علمهم لخالقهم الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فلربّما هذا الحديث المُفترى قيل أنه عن فلانٍ سمعته يقول عن فلانٍ عن فلانٍ عن رسول الله وهم بُراء من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف، لذلك أحرّم الطعن في أحدٍ من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بل أطعن في هذا الحديث المُفترى الذي سوف نجده اختلف عما جاء في الآيات المحكمات من دون أي تعليق على رواته. فربّما قيل عن بعضهم والآثم ليس إلا واحدٌ وهو الذي افترى هذا الحديث، وما يدريني أيّهم وبيني وبينهم أكثر من ألف سنةٍ! بل ولو كنت في عصرهم لما شتمت أحدهم حتى أسأله: هل هو الذي روى هذا الحديث عن رسول الله؟ إذا قال نعم قطعت عنقه ولا أبالي وضربت منه كلّ بنانٍ حتى أشفي صدري ويذهب غيظي، فكيف لي أن أصدّقهُ وأكذّب كتاب الله ربّ العالمين؟ وما كان لرسول الله الذي لا ينطق عن الهوى أن ينطق بحديث يخالف آيات الله المحكمات الواضحات البيّنات كوضوح الشمس في كبد السماء ثم أُعرض عنهنّ وآخذ بحديث اختلفت حقيقته مع حقائقهن!

    فما لكم كيف تحكمون بأنّ خصمي المسيح الدجال يؤيّده الله بالمعجزات تصديقاً لحقيقة ما يدعو إليه فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت، ثم يحيي الموتى فيقطع الرجل إلى نصفين فيمرّ بين الفلقتين ثم يعيده إلى الحياة من بعد الموت! فهل يصدق هذا عاقل؟ وتا الله لو أقول لحمار: يا حمار هل تعلم بأنه سوف يخرج آخر الزمان المسيح الدجال يدعي الربوبيّة وأنه الذي خلق السماء والأرض ثم يبرهن حقيقة ما يقول على الواقع الحقيقي فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت لرفع الحمار رأسه وصفصف آذانه غاضباً فقال: تالله لا يستطيع أن يفعل ذلك وهو يدعي الربوبيّة، ولا ينبغي لله أن يؤيّده بالبرهان الحقّ على الواقع الحقيقي تصديقاً لدعوة الباطل، سبحانه وتعالى علواً كبيراً!
    فما خطبكم يا معشر المسلمين قد أصبحتم كمثل الحمار يحمل أسفاراً ولكنه لا يفهم ما يحمل على ظهره؟ وأنتم تتلون هذا القرآن ولا تفهمون حقائق آياته المحكمات الواضحات البيّنات مع احترامي لعلماء المسلمين وطوائفهم ولكن هذه هي الحقيقة، والمثل الذي ضربه الله في القرآن للذين يتلون كتاب الله ويمرّون بلا تدبّر مرور الكرام على آياته المحكمات الذي جعلهنّ الله واضحاتٍ بيّناتٍ لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ.

    فتعالوا لأقدّم لكم ألف برهانٍ على حقيقة إنكار أحاديث الفتنة التي وردت تذكر بأنّ الله يؤيّد المسيح الدجال بالمعجزات فأثبت عكس ذلك تماماً بأكثر من ألف دليلٍ من القرآن العظيم، ولن أعمد إلى المتشابه منه بل من الآيات المحكمات الواضحات البيّنات لعالمكم وجاهلكم وكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ ذلك بأنّ الله قد جعلهن أمّ الكتاب ليلهنّ كنهارهنّ لا يزوغ عنهنّ إلا من ظلم نفسه، من أجل ذلك أغناهنّ الله عن التأويل من محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم وناصر محمد، فلم يجعلهن الله تحتجنّ إلى من يُؤَوِّلهنّ فيفسّرهنّ، كيف ذلك وقد جعل الله باطنهن كظاهرهنّ قرآناً عربياً مبيناً غير ذي عوجٍ يعلم ظاهرهنّ وباطنهنّ كلّ من يقرأهنّ وهو ذو لسانٍ عربيٍ.
    ولكن ( يا عيب الشوم عليكم) يا معشر المسلمين فقد استطاع اليهود أن يضلّوكم عن القرآن العظيم، ولا أقصد المتشابه فلا تثريب عليكم في المتشابه الذي لا يعلم بتأويله إلا الله بل عن الآيات المحكمات الواضحات البيّنات هن أمّ الكتاب في ترسيخ عقيدة المسلم لربِّه أنه لا يستطيع أن ينزل الغيث غير فاطر السماوات والأرض الذي خلقهن:
    {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْ‌ضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْ‌هًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾} [فصلت].

    {هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُ‌ونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} [لقمان:11].

    ثم يثبتون ذلك على الواقع الحقيقي وتلك هي حُجّة المؤمن على من ادّعى الربوبيّة. وقال تعالى:
    {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَ‌اهِيمَ} [الأنعام:83].

    فبالله عليكم انظروا ما هي الحجّة التي أتاها الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام للذي حاجّ إبراهيم في ربه مُدّعياً الربوبيّة فقال له إبراهيم:
    {رَ‌بِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [البقرة:258]، قال إبراهيم أرني إن كنت من الصادقين! فأحضر اثنين من السجناء وقال: هذا سوف أعدمه فأميته وهذا سوف أُطلقه في الحياة، وإبراهيم لا يقصد ذلك؛ بل يقصد أن يبدأ الخلق ثم يعيده إلى الحياة من بعد الموت، فظنّ مدعي الربوبيّة بأنّه قد غلب إبراهيم في الجدل. قال إبراهيم: {فَإِنَّ اللَّـهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِ‌قِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِ‌بِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ‌} [البقرة:258].

    يا معشر المسلمين، لقد قَلَبَ يهودٌ من الصحابة كذباً وليسوا منهم قلبوا هذا القرآن رأساً على عقب بأحاديث تكفر بما أنزل الله على محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلم، وسوف تجادلونني بها جدالاً كثيراً، ولكن هيهات أتحداكم ولسوف اُجاهدكم من القرآن جهاداً كبيراً، وأسحق هذه الأحاديث المُفتراة سحقاً فأفركها بنعل قدمي فأضع كتاب الله وسنَّة رسوله فوق رأسي. لقد وقعتم في أحاديث الفتنة اليهوديّة فأصبحتم تعتقدون بأنّ الله يؤيّد بمعجزاته تصديقاً للحقّ والباطل، ولكني لا أجد في القرآن هذه العقيدة المنكرة والباطلة بل أجد بأنّ الله يؤيّد بمعجزاته أنبياءه ورسله تصديقاً لحقيقة دعوتهم، فهل يفعل ذلك غير الله الذي يدعون النّاس إلى عبادته وحده لا شريك له؟ ولو كانوا يدعون إلى الباطل لما أيّدهم الله بمعجزاته ولعذّبهم عذاباً نكراً، وتلك سنّة الله في الكتاب في أمر المعجزات لا يُرسلها إلا تخويفاً للناس حتى لا يكذّبوا برسل ربهم فيهلكهم الله بعذاب من عنده. وقال تعالى:
    {وَإِن مِّن قَرْ‌يَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورً‌ا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْ‌سِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَ‌ةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْ‌سِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فهذا هو ناموس المعجزات في كتاب الله كما أخبركم سياق الآية بأنّ الله لم يمتنع عن إرسال المعجزات مع محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم فيدّخرها للمسيح الدجال بل بيّن الله لنا السبب فقال:
    {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْ‌سِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَ‌ةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْ‌سِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم، فقد فتنكم اليهود يا معشر المسلمين عن ناموس المعجزات في كتاب الله فمنذ الأزل الأول لم يحدث قط بأنّ الله أيّد أهل دعوة الباطل بمُعجزةٍ، سبحانه وتعالى علواً كبيراً! كيف يُصْدِقُ اللهُ دعوةَ أهل الباطل بمعجزةٍ من عنده! فأيّ افتراءٍ آمنتم به يا معشر المسلمين؟ ولكني أكفر بهذا الافتراء اليهوديّ وأبطله بتحدي هذا القرآن العظيم الذي لا يستطيع جميع شياطين الإنس والجنّ أن يأتوا بحقيقةٍ واحدةٍ فقط من حقائق هذا القرآن العظيم ولو كان بعضهم لبعضٍ نصيراً وظهيراً لا يستطيعون أن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له، ولكنكم يا معشر المسلمين آمنتم بإفكٍ أكبرَ من الذباب بأنّ المسيح الدجال يحيي الموتى.

    وقد يقول رجلٌ مقاطعاً إياي: "مهلاً مهلاً إنما يحيي المسيح الدجال رجلاً واحداً فقط". ثكلتكم أمهاتكم فما دام أحيا واحداً إذاً قدّم البرهان بأنّه قادرٌ على أن يحيي الموتى أجمعين كما أحيا هذا الرجل الذي شقه إلى فلقتين. فتعالوا لنحتكم إلى كتاب الله هل يستطيع أهل الباطل أن يفعلوا ذلك؟ وسوف نجد بأنّ الله يقول إن استطاعوا فقد صدقوا بدعوتهم الباطل من دون الله. وقال تعالى:
    {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ إِنَّهُ لَقرآن كَرِ‌يمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُ‌ونَ ﴿٧٩﴾ تَنزِيلٌ مِّن ربّ العالمين ﴿٨٠﴾ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِ‌زْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُ‌ونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَ‌بُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُ‌ونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

    ولكنكم يا معشر المسلمين آمنتم بعكس هذه الآية تماماً ذلك بأننا نجد ربّ العالمين يتحدّى الباطل وأهله بإحياء ميتٍ فيعيدون إلى جسده الروح بعد خروجها، فقال متحديّاً:
    {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾}، فبالله عليكم يا أمّة الإسلام هل هذه الآية تحتاج إلى تأويلٍ؟ بل تحدٍ ربانيٍّ واضحٍ للذين يدّعون مع الله إلهاً آخر أن يُحيي ميتاً فيعيد إليه روحه بعد خروجها.

    وقد يقاطعني أحد النّصارى قائلاً: "الله أكبر الله أكبر قد تبيّن بأنّ الله هو المسيح عيسى ابن مريم ذلك بأنّه يحيي الموتى". فنقول له خسئت يا عدوّ الله وعدوّ المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، فهل أيّدهُ الله بمعجزة إحياء الموتى إلا تصديقاً لحقيقة ما يدعو النّاس إليه عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام أن اعبدوا الله ربّي وربّكم؟ وهل كانت معجزة إحياء الموتى محصورةً لابن مريم عليه الصلاة والسلام؟ بل أيّد الله بها كذلك موسى عليه الصلاة والسلام عندما قتل أحد بني إسرائيل نفساً منهم:
    {فَادَّارَ‌أْتُمْ فِيهَا وَاللَّـهُ مُخْرِ‌جٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٧٢﴾ فَقُلْنَا اضْرِ‌بُوهُ بِبَعْضِهَا} [البقرة:72-73]، فأخذ موسى عليه الصلاة والسلام قطعةً من البقرة فضرب بها الميت فأحياه الله، وقال تعالى: {كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّـهُ الْمَوْتَىٰ} [البقرة:73].

    وكذلك أيّد الله بها إبراهيم عليه الصلاة والسلام إذ قال:
    {رَ‌بِّ أَرِ‌نِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة:260]، ومن ثم أمر الله إبراهيم أن يأخذ أربعةً من الطير فيذبحهن ثم يقطعهن ثم يجعل على كلّ جبلٍ منهن جُزءاً، ثم أمر الله إبراهيم أن يناديهن فإذا بهنّ أتين إلى إبراهيم سعياً، ولم تكُن هذه المعجزة قصراً على رسول الله المسيح ابن مريم! بل لا يستطيع المسيح عيسى أن يخلق بعوضةً إلا بإذن الله تصديقاً لحقيقة ما يدعو إليه ابن مريم عليه الصلاة والسلام. وقال تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْ‌تَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ ربّي وَربّكم وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّ‌قِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ‌ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    يا معشر النّصارى، إنما المعجزات لله يؤيّد بها من يشاءُ من عباده الصالحين تصديقاً لدعوتهم إلى صراط العزيز الحميد، وتلك هي سنّة ناموس المعجزات في الكتاب، ولكن اليهود قلبوا هذا الناموس رأساً على عقب وفتنوا عقيدة المسلمين فأضلّوهم عن ناموس المعجزات في الكتاب كما أضلّوكم من قبل، فقالوا عُزيرٌ ابن الله وذلك حتى تقولوا بل المسيح عيسى ابن مريم ابن الله، وجعلوا أحاديث الباطل حقاً وحديث القرآن أصبح إذاً باطل عند من آمن بأحاديث أسطورة فتنة المسيح الدجال. وما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه فكيف تؤمنون بالباطل وتؤمنون بالقرآن؟ فكيف يجتمع النّور والظلمات؟ ما لكم كيف تحكمون؟

    يا معشر الأمّة الإسلاميّة هل تعرِّفون لي ما هو القرآن الذي بين أيديكم؟ هل هو مجرد إعجازٍ لغويّ حبرٌ على ورقٍ وتحدٍ لغوي في نظركم فحسب؟ أم إنّه تحدٍ في خلق السماوات والأرض وخلقكم وبعثكم وخلق وبعث كلّ دابة في الأرض أو طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم؟ وكذلك القرآن يتحدى فيقول: بأنّ الله هو المُبْدِئ والمُعيد فكيف لدجالٍ أن يعيد هذا الميت الذي قتله؟ ولكن الله أنكر ذلك وقال تعالى:
    {وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} [سبأ]، أم إنّ الدجال في نظركم ليس هو الباطل؟ بل هو الشيطان الرجيم بذاته وصفاته.

    ويا معشر علماء الأمّة، أليس إنزال المطر من حقائق هذا القرآن العظيم على الواقع الحقيقي؟ وقال تعالى:
    {أَفَرَ‌أَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَ‌بُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُ‌ونَ ﴿٧٠﴾} [الواقعة]؟ فكيف يؤيّد الله المسيح الدجال بهذه الحقيقة القرآنية على الواقع الحقيقي في إنزال الغيث؟ ألم يقل الله تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالجنّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَـٰذَا الْقرآن لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرً‌ا ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء]؟

    فكيف يتحدّى الله جميع شياطين الإنس والجنّ الذين يكفرون بهذا القرآن أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله؟ فهل تقصدون أنه يعني مثل كلام القرآن فحسب؟ بل قولٌ وفعلٌ على الواقع الحقيقي، ما لكم كيف تحكمون؟ ذلك بأنّ القرآن فيه ذِكْرُ فِعْل اللهِ تصديقاً لما ترونه على الواقع الحقيقي، وفيه ما سوف يَفعله فلم يأتِ تأويلُه بعد، ذلك بأنّ القرآن له تأويلٌ فعليٌ على الواقع الحقيقي ما قد كان وما سوف يكون، ما لكم كيف تحكمون!

    يا معشر المسلمين، لقد صدّقتم بأنّ الدجال يقول يا أرض أنبتي فتنبت! أليس إنبات الشجر حقيقة من حقائق هذا القرآن على الواقع الحقيقي؟ وقال تعالى:
    {أَفَرَ‌أَيْتُم مَّا تَحْرُ‌ثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَ‌عُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِ‌عُونَ ﴿٦٤﴾} [الواقعة].

    ما لكم كيف تحكمون؟ لقد أعطت اليهود المسيح الكذاب ملكوت السماء والأرض حتى أنه يقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت، ولكن الله يتحدّى جميع الذين يدعون الربوبيّة من شياطين الإنس والجنّ أن يأمروا السماوات والأرض إن كان لهم شُرك فيها فلن تطيع أمرهم مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ذلك لأنهم لم يخلقوا مثقال ذرة فيهم، فتعالوا ننظر إلى هذا التحدي العظيم والشامل. وقال تعالى:
    {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّ‌ةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْ‌ضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْ‌كٍ وَمَا له مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ‌ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    وكذب أعداء الله من شياطين البشر الذين افتروا على رسول الله، فإذا برزوا من عنده بيّتوا قولاً غير الذي يقوله عليه الصلاة والسلام من أجل ذلك وجدنا بين هذا الأحاديث والروايات المفتراة بينها وبين ما جاء في القرآن اختلافاً كثيراً كما نبأنا الله بهذه القاعدة لاكتشاف أحاديث اليهود المدسوسة بين الأحاديث الحقّ التي وردت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذلك في أول هذا الخطاب في قوله تعالى:
    {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقرآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فيا معشر علماء أمّة الإسلام إني أشهدكم وأشهد جميع المسلمين والنّاس أجمعين وأُشهد كلّ دابة في الأرض أو طائرٍ يطير بجناحيه بأني أكفر بأنّ الدجال يقول يا سماء أمطري فتمطر، وأكفر بأن المسيح الدجال يقول يا أرض أنبتي فتنبت، وأكفر بأنّ المسيح الدجال يحيي ميتاً قط بل لا يستطيع أن يحيي بعوضةً، فمن كفر معي بالطاغوت أن يفعل ذلك وآمن بما أنزله الله على محمدٍ - صلّى الله عليه وسلّم - في القرآن فقد اعتصم بحبل الله واستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن آمن بهذه الخزعبلات التي ينفيها القرآن العظيم جملةً وتفصيلاً في آياتٍ محكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ ثمّ ينبذ كتاب الله وراء ظهره ويؤمن بهذه الخزعبلات فقد كفر بالقرآن العظيم حبل الله المتين وغوى وهوى وكأنما خرَّ من السماء فتخطَفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ.

    وما قد ذكرت لكم إلا قليلاً من الآيات المحكمات التي تختلف مع هذه الروايات الباطلة، ولم يزل في القرآن مئات البراهين التي تنكر هذه الخزعبلات جملةً وتفصيلاً، وأتحدى جميع علماء المسلمين على مختلف فرقهم وطوائفهم أن يأتوا ببرهانٍ واحدٍ فقط فقط فقط من آيات القرآن تكون برهاناً لهذه الخزعبلات التي يهتز منها عرش الرحمن من شدّة غضب ومقت الرحمن الذي على العرش استوى، فهل يا معشر المسلمين همشتم القرآن إلى هذا الحد فنبذتموه وراء ظهوركم بحجّة أنه لا يعلم تأويله إلا الله؟ وإنما يقصد المتشابه، ثكلتكم أمهاتكم، لكن اليهود أخرجوكم عن المحكم الواضح والبيّن.

    فيا علماء المسلمين من كان له اعتراضٌ على خطابنا هذا فليتفضل للحوار مشكوراً ويبرهن للناس أنني من الخاطئين وأني على ضلالٍ مبينٍ حتى لا أُضلّ النّاس. وتباً له ألف تبٍّ وتبّ فهو لن يستطيع إلا أن يكفر بما أنزلهُ الله في هذا القرآن العظيم فيعتنق الأحاديث اليهوديّة التي تخالف حقائق آيات الله في القرآن العظيم ولا تنطبق مع كلمةٍ واحدةٍ من الآيات المحكمات التي جعلهنّ الله أساس عقيدة المؤمن في معرفته بالخالق، فهل من مبارزٍ بالعلم والمنطق؟ ومن قام بحذف خطابي هذا لأنه خالف هواه فقد حذف الحقّ من منتداه وإنَّ عليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين أو عليَّ إن كنت من الضالين المُضلّين، فما خطبكم يا معشر المشرفين هل إذا لم يجد أحدكم ما يقول يستشيط غضباً فيقوم بحذف الخطاب بغير حقٍّ؟ فما جريمتي التي لا تغتفر؟ أليس الله بأحكم الحاكمين؟ وما هو ذنبي يا هذا فهل نطقت بكلمةٍ من رأسي بل من كلام الله:
    {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المرسلات].

    الإمام ناصر محمد اليماني المهديّ المنتظر.
    ________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي لقد أسمعت إذ ناديت حيا

    سبحاان الله.......

  4. افتراضي صرخة المهدي المنتظر إلى خطباء المنابر ومفتي الديار أن يستجيبوا لدعوة الحوار من قبل الظهور قبل أن يسبق الليل النهار..


    اقتباس المشاركة 19499 من موضوع صرخة المهدي المنتظر إلى خطباء المنابر ومفتي الديار أن يستجيبوا لدعوة الحوار من قبل الظهور قبل أن يسبق الليل النهار..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 08 - 1432 هـ
    25 - 07 - 2011 مـ
    08:03 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=19495
    ــــــــــــــــــــ



    صرخة المهدي المنتظر إلى خطباء المنابر ومفتي الديار أن يستجيبوا لدعوة الحوار من قبل الظهور قبل أن يسبق الليل النهار ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكافة آل بيته الأخيار وجميع أنصار الله الواحد القهار إلى اليوم الآخر، أمّا بعد..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، فلا يزال المهدي المنتظَر يتوصّاكم وجميع أمّة الإسلام بعدم الاتِّباع الأعمى لأيٍّ من أئِمتكم وعلمائكم خطباء المنابرِ ومفتي الديارِ مهما كانت ثقتكم فيهم أنّهم لا ينطقون إلا بالحقّ في دين الله، هيهات هيهات..

    فلم يجعل الله برهان الداعية إلى الله ثقتكم فيه بأنّه لا ينطق إلا بالحقّ، أو أنّه ذو مسبحةٍ طويلةٍ، أو أنّ لسانه رطبٌ بذكر الله، أو أنّ له دجلة طويلة إلى الأقدام، أو أنّه ذو لحيةٍ ووجهٌ رضيٍ! بل لكلّ دعوى برهانٌ فأمر دين الله لم يتأسّس على هذه المواصفات الظاهرة؛ بل الدعوة إلى الله وتعريف الناس بدين الله تأسّست على بصيرة العلم الحقّ من ربّ العالمين.
    تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} صدق الله العظيم [يوسف].

    ويا طُلّاب العلم في دين الله من خطباء المنابر في بيوت الله الذين يَنْفِرون لطلب العلم في دين الله ليرجعوا إلى قومهم لينيروا دربهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴿١٢٢} صدق الله العظيم [التوبة]، فقد أمركم الله بعدم الاتِّباع الأعمى لمن يعلِّمكم بعلوم دين الله كونكم لو تتعلمون غير الحقّ من مُعلّمكم ومن ثمّ ترجعون بذلك العلم إلى قومكم فلن تنيروا لهم سبيل الله؛ بل سوف تزيدونهم ضلالاً إلى ضلالهم وعمًى إلى عماهم، ومن ثم تتحمّلوا وزر من اتَّبع علومكم الغير الحقّ إلى يوم القيامة، تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [النحل]، كون زَلَّة عالِمٍ تكون سبب زلَّة عالَمٌ بأسره! فاتّقوا الله يا طلبة العلم، ولكنَّ الذين تعلَّموا العلم الحقّ من ربّهم الذي لا يحتمل الشك فيه أنّه من عند الله لا شكّ ولا ريب، فأولئك لهم أجرهم وأجر من اتَّبعهم إلى يوم القيامة، وأولئك من المكرّمين بين يدي الله.

    ولربّما يودّ أحد طلبة العلم من خطباء المنابر أن يقاطع المهدي المنتظر فيقول: يا ناصر محمد إنّنا نؤسِّس عقيدة الاتّباع على الثقات الذين تمّ نقل العلم عنهم أنّهم ثُقات صادقين، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول:
    لا تنفع الثقة وحدها ما لم يأتِ بالبرهان بسلطانِ العلم من ربّه، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111].

    وقال الله تعالى:
    {قُل هاتوا بُرهانَكُم هـذا ذِكرُ مَن مَعِيَ وَذِكرُ مَن قَبلي بَل أَكثَرُهُم لا يَعلَمونَ الحَقَّ فَهُم مُعرِضونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].

    ولربما يودّ أن يقاطعني أحد علماء المسلمين من أصحاب الاتّباع الأعمى فيقول: "سبقت فتوانا عن الذين جاءنا العلم عن طريقهم أنّهم صادقون ثقات، ولذلك نقول أنّ ذلك الحديث أو التفسير ورد عن أناس ثُقاتٍ لا يكذبون، ولذلك اقتفينا أثرهم وعلَّمنا الناس ما ورد عنهم من العلم أنّه عن الرسول"، ومن ثم يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأكرّر الفتوى بالحقّ: إنّ تَلَقّي العلم من المُعلم لم يتأسّس على أنّه ثقة من الصادقين فلن تغني عنكم ثقتكم فيهم من الله شيئاً، وسوف يحملون وزركم وأنتم تحملون وزر من اتّبعكم واقتدى بهديكم إلى يوم القيامة.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني عالِمٌ آخر فيقول: "يا ناصر محمد، لا تخيفنا حتى لا نجرؤ أن نفتي في مسألةٍ في دين الله خشية أن تكون خطأ، وبما أنّك تقول أنّ الله لم يَبْنِ أساس الاتباع على الثقات فعلى أيّ أساسٍ أمرنا الله في اقتفاء أثر السلف من بعد الخلف؟"، ومن ثم يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: أمركم الله أن تقتفوا أثرهم بعلمٍ وسلطانٍ منير من ربّهم، بشرط أن يكون علمهم تخضع له العقول وتُسلّم تسليماً أنّه العلم الحقّ من ربّ العالمين لا شكّ ولا ريب، كون العقل المتفكّر في سلطان علم الداعية إذا كان سلطان العلم هو من عند الله لا شكّ ولا ريب فحتماً يجد عقله يخضع لذلك العلم ويرى أنّه علمٌ من عند الله لا شكّ ولا ريب، كون العلم الحقّ والعقل لا يمكن أن يختلفا ولا غِنى لأحدهما عن الآخر، فالعقل لا ينفع وحده إذا لم يستند إلى سلطان العلم المقنع من الربّ، كون سلطان العلم إذا كان من عند غير الله فسوف تجدون عقولكم لا تقتنع به، وكذلك قلوبكم ليست مطمئنةً لذلك من بعد التفكّر والتدبّر في سلطان علم الداعية إذا كان من عند غير الله مفترى، وعلى هذا الأساس يبني عليه طالب العلم بعدم الاتّباع الأعمى.

    وأمركم الله أن تستخدموا عقولكم فتتفكّروا في سلطان علم ذلك الداعية هل تقبل سلطان علمه عقولُكم وتطمئِن إليه قلوبكم؟ كونهم إن أضلَّكم الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فسوف يسألكم الله عن عقولكم كيف تتّبعوهم اتِّباع الأعمى من قبل التفكّر والتدبّر في سلطان علم الداعية؟ وذلك تنفيذاً لأمر الله إلى طلبة العلم في قوله تعالى:
    {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦} صدق الله العظيم [الإسراء].

    كون سبب ضلال الأمم هو الاتِّباع الأعمى لأسلافهم كونهم لم يتفكّروا فيما وجدوا عليه آباءهم بل اقتفوا أثرهم من غير تدبّرٍ ولا تفكّر بعقولهم، بل قالوا لأنبيائهم:
    {أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ﴿٢١بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ﴿٢٢وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ﴿٢٣ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿٢٤فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [الزخرف].

    ولربما يودّ أن يقاطعني أحد الباحثين عن الحقّ فيقول: "فهل تبيَّن للأمم الذين ضلوا جميعاً سببَ ضلالهم عن اتِّباع الحق من ربّهم؟"، ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: اللهم نعم لقد تَبيَّن للأمم الضالة أنّ سبب ضلالهم عن الصراط المستقيم هو الاتِّباع الأعمى لأسلافهم من غير تفكّرٍ ولا تدبّر، ولذلك قالوا جميعاً بلسانٍ واحدٍ جميعاً: أنّ سبب ضلالهم هو الاتباع الأعمى وعدم استخدام العقل لِما وجدوا عليه آباءهم وعدم المقارنة بالعقل بين سلطان علم أسلافهم وسلطان علم الداعية الجديد إليهم من ربّهم الذي يقول لهم:
    {مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل رَّ‌بُّكُمْ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ الَّذِي فَطَرَ‌هُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ولكن للأسف ما كان جواب أصحاب الاتِّباع الأعمى إلا أن قال أكابر القوم لأقوامهم احذروا اتِّباع أنبياء الله الذين جعلوا الآلهة إلهاً واحداً، بل نالهم العَجَب الشديد من الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وقال الله تعالى:
    {وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٤أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴿٥وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴿٦مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴿٧أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨} صدق الله العظيم [ص].

    واتَّبع الضعفاء من أقوام الذين استكبروا منهم وأطاعوهم وحاربوا معهم دعوة الحقّ من ربّهم فأضلّوهم عن اتِّباع داعي الحق من ربّهم ولم يُغنوا عنهم من الله شيئاً يوم القيامة، وقال الله تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّـهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّـهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ۖ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ﴿٢١} صدق الله العظيم [ابراهيم].

    ومن ثم تراجعوا فيما بينهم عن السبب الرئيسي عن ضلال كبرائهم وضعفائهم عن اتّباع الحقّ من ربّهم فتبيّن لهم جميعاً أنّه الاتّباع الأعمى لأسلافهم وعدم المقارنة بين ما وجدوا عليه آباءهم وبين سلطان علم الداعية الحقّ من ربّهم، وقال الله تعالى:
    {وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٦إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ﴿٧تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠} صدق الله العظيم [الملك]. إذاً فيا أحبّتي في الله قد تبيَّن لكم حجّة الله عليكم لو ضلَلْتم عن الصراط المستقيم أنّه عدم التفكر بالعقل والمنطق في سلطان علم الداعية الجديد وسلطان علم أسلافكم.

    وأشهدُكم وأُشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّني الإمام المهدي ناصر محمد أُمرتُ أن أُحاجّكم بسلطان العلم الحقّ من ربّ العالمين، وقد جعل الله شهدائي عليكم عقولكم كونكم لو تقومون بالمقارنة بين سلطان علم الإمام ناصر محمد اليماني وبين سلطان علم أسلافكم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون لوجدتم أنّ عقولكم في ذات أنفسكم تشهدُ بيني وبينكم بالحقّ فتقول لكم أنّ الحقّ هو مع الإمام ناصر محمد اليماني لا شكّ ولا ريب، وأتحدّى في هذه المسألة وإنّا لصادقون، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً من تفاسير الذين يُضِلّونكم بغير علمٍ عن بيان قول الله تعالى:
    {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإلى تفاسير أكابر علمائكم من أسلافكم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون إلا قليلاً، وكما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    قال ابن أبي طلحة، عن ابن عباس: ( ما ننسخ من آية ) ما نبدل من آية.
    وقال ابن جريج، عن مجاهد: ( ما ننسخ من آية ) أي: ما نمح من آية.
    وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ( ما ننسخ من آية ) قال: نثبت خطها ونبدل حكمها. حدث به عن أصحاب عبد الله بن مسعود.
    وقال ابن أبي حاتم: وروي عن أبي العالية، ومحمد بن كعب القرظي، نحو ذلك.
    وقال الضحاك: ( ما ننسخ من آية ) ما ننسك.
    وقال عطاء: أما ( ما ننسخ ) فما نترك من القرآن.
    وقال ابن أبي حاتم: يعني : ترك فلم ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
    وقال السدي : ( ما ننسخ من آية ) نسخها: قبضها.
    وقال ابن أبي حاتم: يعني: قبضها: رفعها، مثل قوله: الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة. وقوله: "لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا"
    انتهى الاقتباس

    ومن ثم نأتي لبيان الإمام المهدي ناصر محمد اليماني الذي لا يقول على الله بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، قال الله تعالى:
    {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإلى البيان الحق:
    {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ} وحتى تعلموا البيان المقصود بقوله تعالى {نَنسَخْ} فلا بدّ لكم أولاً أن ترجعوا إلى لغتكم العربية الأصل كون المعنى المراد من الكلمة {نَنسَخْ} لا بدّ لكم أن تجدونها في لغتكم كون الكتاب لا بدّ أن يتنزَّل بلغة القوم الذي ينتمي إليهم النبي المرسل، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} صدق الله العظيم [ابراهيم:4]. وبما أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نبيٌّ عربيٌّ فعليكم أولاً النظر إلى المعنى لكلمة {نَنسَخْ} وحتماً سوف تجدون أنّ المعنى لكلمة {نَنسَخْ} في اللغة العربية لا يختلف عليها اثنان من أصحاب اللغة العربيّة الفصحى، أنَّ المعنى: النسخُ، هو النسخ من شيء فيكون صورةً له طبق الأصل، ولكنّ الإمام المهدي لا يعتمد في سلطان علمه أن يأتي به فقط من قاموس اللغة العربية، بل كذلك يأتيكم بالبرهان المبين من محكم كتاب الله القرآن العظيم، كون اللغة العربية كذلك ليست محفوظة من التحريف لولا أنّها لغة القرآن العظيم، وبما أنّ القرآن محفوظ من التحريف ولذلك تم حفظ قاموس اللغة العربية من التحريف كونه قرآنٌ عربيٌّ مُبين، فإذا كان فعلاً المعنى المراد من كلمة {نَنسَخْ} أي ننسخ من شيء صورة له طبق الأصل فكذلك لا بدّ أن نجد ذلك المعنى هو كذلك المقصود في القرآن العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فمن أين تمّ نسخ القرآن العظيم بأمر الله على لسان رسوله جبريل إلى محمد رسول الله إلى الناس كافة؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {بَلْ هُوَ قُرْ‌آنٌ مَّجِيدٌ ﴿٢١﴾ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [البروج].

    وسؤال آخر: فأين يوجد هذا اللوح المحفوظ الذي يُعتبر الكتاب الأمّ الذي تمّ نسخ القرآن العظيم منه؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْ‌آنًا عَرَ‌بِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣﴾ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وسؤال آخر: فهل تمّ نسخه وتنزيله إلى محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جُملةً واحدةً؟ والجواب في محكم الكتاب قال الله تعالى:
    {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖوَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴿٣٢} صدق الله العظيم [الفرقان]، والمقصود هنا بالترتيل أي شيئاً فشيئاً ولم يتم نسخه وتنزيله جملةً واحدة.

    - ونأتي الآن للبيان الحقّ لقول الله تعالى {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ}؛ أي ما ننسخ من آيةٍ من الكتاب الأمّ ليأتي بها جبريل إلى محمدٍ رسول الله صلى الله عليهم وسلم تسليماً، وتكون الآية صورةً طبقَ الأصل للآية في اللوح المحفوظ، وذلك هو البيان لقول الله تعالى {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ} أي يتم نسخها من اللوح المحفوظ على لسان جبريل إلى محمد رسول الله صلى الله عليهم وسلم.

    - ونأتي لقول الله تعالى {أَوْ نُنسِهَا} أي نؤخِّرها؛ بمعنى أنّه يؤخِّر الآية المُحكمة إلى أجل قريب فتنزل الآية تحمل حكماً مؤقّتاً قابلاً للبدل حين يشاء الله.

    - ومن ثم نأتي لبيان قول الله تعالى {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا} صدق الله العظيم، وهذا النوع من الآيات دائماً يأتي بدلاً لآيةٍ قبْلها في قلْبِ وذات الموضوع، فتقوم بتبديل حكم الآية التي من قبلها ويبقى لفظ الآية في الكتاب ولا يؤخذ بحكمها بل نأخذ بحكم الآية البدل عنها، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٠١} صدق الله العظيم [النحل].

    ودائماً الآياتُ البدل تأتي لتغيير حكم الآية التي تنزّلت من قبلها في ذات الموضوع، غير أنّ الحكم في الآية الجديدة البدل يكون من أخفٍّ إلى أثقلٍ مثال قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} صدق الله العظيم [النساء:43]. ومن ثم جاءت آية البدل بتحريمه واجتناب صنعه وشربه كما يجتنبون عبادة الطاغوت، والاجتناب من أكبر أنواع التحريم في الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ﴿٩١} صدق الله العظيم [المائدة].

    ولربما يودّ أحد الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أن يقاطعني فيقول:
    "إنّما قال فاجتنبوه والاجتناب لا يقصد به التحريم"، ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: فما ظنّك بمن يعبد الأصنام والطاغوت فهل ذلك محرّمٌ على المؤمنين؟ ومعلوم جوابه فسوف يقول: "بل ذلك شركٌ وهو من أعظم الظلم في الكتاب للنفس؛ بل الأشدّ حرمة في الكتاب الشّركُ بالله". ومن ثم يقول له الإمام ناصر محمد: ولكنّك يا رجل قد نفيتَ حرمة الشّرك بالله بنفيك أنّ الاجتناب لا يقصد به التحريم المطلق! ومن ثم نقول لك يا من تقول على الله ما لم تعلم: إنّ الاجتناب لهو من أشد أنواع التحريم في الكتاب، ولذلك قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ} صدق الله العظيم [الزمر:17]، أفلا ترى أنّ الاجتناب هو التحريم الأعظم في محكم الكتاب؟ فاتّقوا الله يا أولي الألباب.

    والآيات التي تمّ تبديل حكمها في آيةٍ جديدةٍ فيبقى لفظ الحكم في الآية الأولى ولا يؤخذ به شيئاً؛ بل يتمّ تطبيق الحكم البدَل مكان الحكم الأول، وتسمّى الآيات التي تمّ تبديلها بـ ( الآيات المُبدّلات )، وأما الآية التي جاءت بدلاً عنها فتسمّى في الكتاب ( آيات البدل ) ويصح تسميتهنّ جميعاً ( بالبَدل والمُبدّل ) بدلاً عن تسميتكم لهن ( بالناسخ والمنسوخ ) الذي ما أنزل الله بهذا الاسم من سلطان كون النسخ هو من اللوح المحفوظ صورة طبق الأصل .. أفلا تتفكّرون؟

    ومن ثم نأتي للبيان الحق لقول الله تعالى
    {أَوْ مِثْلِهَا} صدق الله العظيم، وهنا يتمّ تنزيل حكمٍ جديدٍ للآية السابقة في قلب وذات الموضوع غير أنّ الحكم الجديد لا يكون بدلاً للحكم الأول بل يضيف الله في ذلك الموضوع حُكماً آخر للتخفيف ليصبحا حكمين اثنين للتخفيف، وتلك الأحكام دائماً تأتي من أثقلٍ إلى أخف وهي من أغلب الآيات المحكمات كونها جاءت للتخفيف فقط وليس للتبديل، كمثل قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ۚ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ ﴿٦٥} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ومن ثمّ تمّ تنزيل حكمٍ إضافيٍّ في الآية من باب التخفيف بسبب ضعف اليقين لدى قوم آخرين، وقال الله تعالى:
    {الْآنَ خَفَّفَ اللَّـهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿٦٦} صدق الله العظيم [الأنفال].

    وكما قلنا: أنّ الآيات الإضافية إلى آيات أخرى في قلب وذات الموضوع دائماً تحمل حكماً جديداً إضافيّاً للتخفيف، ودائماً تأتي من أثقل إلى أخف في الكتاب، مثال قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٢} صدق الله العظيم [المجادلة].

    ومن ثم تجدون آيةً أخرى تنزَّلت بحكم إضافيّ في قول الله تعالى:
    {أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚفَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٣} صدق الله العظيم [المجادلة].

    فهل وجدتم أنّ الآية الثانية جاءت لنفي حكم الآية الأولى؟ بل جاءت بحكمٍ آخر فيجعل للآية حكمين اثنين للتخفيف، فيؤخذ بأحدهما ويختلفان في الأجر، وذلك هو البيان الحق لقول الله تعالى
    {أَوْ مِثْلِهَا} صدق الله العظيم؛ أي أنه يأتي بآيةٍ في قلب وذات الموضوع ولكنّها تحمل حكماً أخفّ من حكم الآية الأولى، غير أنّ هذه الآية ذات الحكم الأخف لم تأتِ بدلاً؛ بل بحكمٍ إضافيٍّ للتخفيف، فيؤخذ بأحد الحكمين الاثنين للآيتين، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى {أَوْ مِثْلِهَا} صدق الله العظيم.

    ويا هيئة علماء المملكة العربيّة السعوديّة لقد عجبتُ من هذا البيان عن الناسخ والمنسوخ لديكم! فقد نفيتُم آياتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب وأنتم لا تعلمون، وعلى سبيل المثال لو أنّ أحدكم كان في البحر أو البرّ في مكان خلاء فأدركه وقت الصلاة ثمّ توضّأ وأراد الصلاة ولكنّه لا يعلم أين اتجاه القبلة بالضبط، فلا يعلم هل المسجد الحرام هو إلى الشرق منه أم إلى الغرب منه، فما الحكم في ذلك؟ فهل حكم الله عليه أن يُصلّي شرقاً أم غرباً بأيّ اتّجاه فلا تثريب عليه ما دام لم يعلم أين اتجاه القبلة؟ أم إنّ الله حكم عليه أن لا يصلّي حتى يعلم أين اتجاه شطر المسجد الحرام؟ ومن ثم ننظر لحكم الله بالحقّ في هذه المسألة ومن ثم نجد حكم الله المحكم في انتظارنا في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
    {وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿١١٥} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكنّي أرى في مُجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وبيان الناسخ والمنسوخ أنّكم تقولون أنّ الآية في قول الله تعالى:
    {وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿١١٥} صدق الله العظيم، أنه قد تمّ نسخها بقول الله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} صدق الله العظيم [البقرة:144].

    ولكنّي الإمام المهدي أفتي بالحقّ أنّ هاتين الآيتين من آيات أمّ الكتاب المحكمات البيِّنات ويأخذ بأحدهم في حالة عدم القدرة على معرفة القبلة، غير أنّي أفتي بالحقّ أنّ الآية في قول الله تعالى:
    {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} صدق الله العظيم، قد جاءت بدلاً لتبديل القبلة من شطر المسجد الأقصى إلى شطر المسجد الحرام، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:143].

    ولكنّي أجد الفتوى بمُجمَّع الملك فهد أن قول الله تعالى:
    {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ يقولون أنّها جاءت بدل لقول الله تعالى {وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿١١٥} صدق الله العظيم، وتجدون فتاوى باطلة كثيرة على هذا الرابط ولا أعلم هل تعلم هيئة كبار العلماء بذلك أم أنّهم لا يعلمون بما وجدناه في هذا الرابط؟

    http://qurancomplex.gov.sa/Display.asp?section=1&l=arb&f=nwasekh158&trans=&print=1


    وما نريد قوله يا علماء أمّة الإسلام هو لو تقارنوا بين بيان الإمام المهدي للقرآن العظيم وبين تفسير كثير من المفسرين لوجدتم عقولكم تقف مع الحقّ لا شكّ ولا ريب، وبما أنّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ فحتماً ستجدون عقولكم تقف إلى جانب الإمام المهدي شاهدةً على بيانه عقولُكم أنّه الحقّ لا شك ولا ريب، ألا وإنّ الحقّ هو الأحقُّ بالاتّباع إن كنتم تعقلون، وكذلك الأعجب من ذلك أنّي أجد فتوى أنّ قول الله تعالى:
    اقتباس المشاركة :
    الآية المنسوخة: فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ (البقرة:109) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ
    الآية المنسوخة: فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا (النساء:63) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ (النساء:81) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ (النساء:92) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ (الأنعام:68) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ (الأنعام:68) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا (الأنفال:61) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (حجر:85) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل:125) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (الم السجدة:30) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (الزمر:41) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (الزخرف:89) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ (الجاثية:14) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ (ق:45) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (الذاريات:54) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا (النجم:29) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ (الممتحنة:10) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    الآية المنسوخة: وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا (المزمل:10) الآية الناسخة: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة:5)
    انتهى الاقتباس
    انتهى

    ومن ثم يردّ عليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: والله الذي لا إله غيره أنّي لفي عجبٍ شديدٍ ممّا وجدتُ في ذلك الرابط من نفي آياتٍ كثيرةٍ في محكم القرآن العظيم من أحكامها المنزّلة بالحقّ وقالوا أنّه تمّ نسخها جميعاً بقول الله تعالى:
    {
    فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} [التوبة:5]. ويا ويحكم من الله فقد نفيتُم أحكاماً في الكتاب في آياتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب البيِّنات؛ بل هنَّ من آيات أمّ الكتاب ومن ثم تزعمون أنّه تمّ نسخها بقول الله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} [التوبة:5]! وإنّكم لكاذبون يا من تعتقدون بذلك في كافة المذاهب والفرق الإسلامية. وأقسم بربِّ العالمين لو تلينوا للحوار مع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لتجدوا أنفسكم أنّكم قد ضلَلْتم تماماً عمَّا أنزل الله إليكم في محكم كتابه، ولكنّكم لن تتجرأوا لحوار ناصر محمد اليماني كونكم تعلمون أنّه لا قِبَلَ لكم به شيئاً، كون سلاحه هو محكم القرآن العظيم فبِئس العلماء من كانوا على شاكلتكم ضلّوا وأضلّوا كثيراً من الأمم.

    ألا والله إنّي لفي حزنٍ عظيمٍ لا يعلم به إلا الله كوني أراكم من المعذّبين لو لم تتوبوا إلى ربّكم فتتّبعوا الداعي إلى الله على بصيرةٍ من ربّه سلطان العلم بمحكم القرآن العظيم، ويا أسفي على أمّة الإسلام وعلى علمائهم كأسف يعقوب على يوسف، فقد ضاعوا عن الحقّ وأضاعوا أمّتهم من بعدهم وفرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون، وكلٌّ منهم يزعم أنّه على شيء وهم ليسوا على شيء جميعاً حتى يقيموا ما أنزل الله إليهم في محكم القرآن العظيم.

    آهٍ آهٍ آه يا قوم، فكم افتريتم على الله ما لم يقله، فمن يُجِركم من عذاب الله؛ من يجركم من عذاب الله؟ وما أهون عليكم أن تقولوا على الله جُزافاً بالظنّ، وما كان قول أهداكم سبيلاً إلا أن يقول:
    "فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان"! ويزعم أنّه قد برأت ذمّته بهذا القول من بعد الفتوى الباطل.

    ولكنّي الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أعدُكم وعداً غير مكذوب أنّي لن أفتيكم في مسألة من كتاب الله ومن ثم أقول والله أعلم فإن أخطأت فمن نفسي والشيطان! وأعوذُ بالله أن أتتبع أمر الشيطان فأقول على الله ما لم أعلم علم اليقين، بل أفتيكم بالحقّ وأقول ومن ثم أقول: أقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّي لن أفتيكم من القرآن العظيم إلا بالحقّ من ربّ العالمين لا شك ولا ريب، فكيف السبيل لإنقاذكم يا أمّة الإسلام؟ فإذا كنتم تنتظرون التصديق من علمائكم فأقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميمٌ أنّ كثيراً منهم ليفتونكم بفتاوى من عند الشيطان الرجيم ويحسبون أنّهم مهتدون وقد أضلّوا أنفسَهم وأضلوا أمّتهم. استفتوا عقولَكم واتحدّاكم أن تجدوا أنّ عقولكم لم تجدوها إلى جانب الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، فهل أخذتكم العزّة بالإثم؟ فمن يُجِركم من بأس من الله شديد من كوكب العذاب على الأبواب؟

    ويا هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة لا نريد ظلمكم بغير الحقّ، ولكنّي أقول: فهل تعلمون عمَّا في ذلك الرابط من نفيِّ أحكامٍ كثيرةٍ في محكم القرآن العظيم أنه تمَّ نسخها بقول الله تعالى:
    {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ}؟ ولكن سبق منّي بيان لهذه الآية بالحقّ وتمَّ إرساله إليكم عن طريق الدكتور طارق السويدان وسليمان العلوان، بل وجاء الردُّ من سليمان العلوان على لسان طارق السويدان أنّكم سوف تردّون على كافة البيان للقرآن الذي يحاجّ به الإمام ناصر محمد اليماني حتى تثبتوا أنّه على باطل! ومن ثم نقول لكم ولكن انقضى شهران أو أكثر ولم تستطيعوا أن تثبتوا حتى في مسألةٍ واحدةٍ في بيانات الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أنّه على ضلالٍ مبينٍ! وإلى متى ننتظركم؟ ولماذا لم تفتوا الرئيس علي عبد الله صالح الذي في دياركم للعلاج أن يعود لتسليم القيادة للإمام المهدي لينقذ الشعب اليماني من التهلُكة بإذن الله؟ ولكنّي لا أرى أنّ علي عبد الله صالح سوف يهتدي إلى الحقّ لو يسألكم فسوف تزيدوه ضلالاً إلى ضلاله وعمًى إلى عماه عن الحقّ المبين، فلا خير فيكم ولا في علماء اليمن ولا خير في كافة علماء المسلمين لا لأنفسهم ولا لأمّتهم، إلا من رحم ربّي منهم ممّن أظهرهم الله على أمرنا فصدَّقوا واتَّبعوا من كافة علماء المسلمين. ألا والله أنّي لا أخشى على المسلمين فتنةَ المسيح الكذّاب عن الحقّ ولكنّي أخشى عليهم فتنة علمائهم أن يفتنوهم عن اتّباع الحقّ من ربّهم حتى يأتي وعد الله وهم لا يشعرون.

    ويا أسفي على أمّةٍ أجد علماءهم لا يزيدونهم إلا عمًى وظمأً! ويا عجبي الشديد من الذين أظهرهم الله على أمرنا فاقتنعت بالبيان الحقّ عقولُهم وقالوا إنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم ولكنّنا نخشى أن نتّبعه ونستجيب لدعوته وهو ليس المهدي المنتظر بل مجدّدٌ للدين، ومن ثمّ يردُّ عليهم المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: فيا عجبي الشديد منكم أيَّها الجاهلون، فهل تعبدون المهدي المنتظر أم تعبدون الله الواحد القهار؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل ينبغي لله أن يحاسبكم على استجابة الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له على نهج كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، أفلا تعقلون؟ ولم نجبركم على أن تعتقدوا أنّ ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر بل سوف نقبل بيعتكم على إعلاء كلمة الله واتّباع الحق من ربّكم.

    وأما هل ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر أم مجدّدٌ للدّين أم كذابٌ أشِر؟ فأقول لكم: إن كنت كاذباً فعليَّ كذبي ولن يعذّبكم الله شيئاً كونكم استجبتم لدعوة أقرَّتها عقولكم واطمأنت إليها قلوبكم؛ بل سوف يحاسب الله ناصر محمد اليماني وحده على ادِّعاء شخصية المهدي المنتظر لو لم يكن هو المهدي المنتظر، ألا والله لن يحاسب الله على ادِّعاء شخصية المهدي المنتظر إلا الذي يقول للناس أنّه المهدي المنتظر وهو ليس المهدي المنتظر، فأين تذهبون؟ أم تريدون إيذاء المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني؟ ومن ثم أقول لكم ولكافة أعداء الله في مشارق الأرض ومغاربها
    {
    فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ} [هود:55]، ولسوف تعلمون أيّ منقلب تنقلبون.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للِه ربِّ العالمين ..
    أخو علماء الأمّة من يكشف به الله الغُمّة ويزيل به الظلمة؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. [ فيديو ] كنت أظن ولكن الظن لا يغني من الحق شيئا، كنت أظن أني المهدي المنتظر منذ أن بلغت الحلم ولكن ذلك كان ..
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-04-2018, 12:25 AM
  2. تذكير: فأين أنتم ياعلماء ؟
    بواسطة مريد الحق في المنتدى عاجل من الإمام المهدي المنتظر إلى هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وجميع عُلماء المُسلمين
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-10-2011, 11:22 AM
  3. لقد أسمعت إذ ناديت حيّاً ولكن لا حياة لمن تُنادي، فأين أنتم يا علماء ؟
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-09-2010, 05:10 AM
  4. كنت أظنّ ولكن الظنّ لا يُغني من الحقّ شيئًا؛ كنت أظنّ أنّي المهديّ المنتظر منذ أن بلغت الحُلُم ولكنّ ذلك كان مجرّد إحساس في نفسي ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 09:30 AM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-03-2010, 09:30 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •