https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=160008
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 12 - 1435 هـ
26 - 09 - 2014 مـ
07:20 صباحاً
ـــــــــــــــــــ
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ، ويكتب لكم الإمام المهديّ هذه الموعظة البليغة لكافة المؤمنين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وآله وجميع المؤمنين بربهم من الذين يخافون أن يُحشروا إلى ربّهم فلا يجدوا لهم من دونه ولياً ولا نصيراً، ولذلك فهم يتّقون ربّهم قبل أن يعضّوا على أناملهم من الندم..
سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته يا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، فإنكم تكادون أن تكونوا من كافة المذاهب والفرق اجتمعتم تحت مظلّة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وكفرتم بالتعدديّة المذهبيّة في دين الله فاعتصمتم بحبل الله القرآن العظيم وكفرتم بما يخالف لمحكم القرآن العظيم فأصبحتم بنعمة الله إخواناً في دين الله فلا ينبغي لكم أن تأخذكم حميّة الجاهليّة على أحزابكم، فإن كنتم اتّبعتم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فاعلموا أنّه ليس من الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً في شيء على الإطلاق، فلا أنتمي لأحدٍ منهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)} صدق الله العظيم [الأنعام].
كونه قد يأتي أحد الأنصار من مذهبٍ آخر فيشتم في السلفيين أو الحوثيين على سبيل المثال، فمن ثمّ يقوم أحد أنصارنا ممن كان حوثيّاً أو سلفيّاً بالغضب منه فتأخذه حميّة الجاهليّة وتبدأ الفُرقة والاختلاف فيما بين الأنصار، ولذلك فاعلموا أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يُحرّم على أنصاره السباب والشتام لأيٍّ من طوائف المسلمين سواء كانوا سنّيّين أو حوثيّين أو قرآنيّين أو من أيِّ الطوائف الأخرى، فنحرّم عليكم سبابَهم وشتمهم بأي لفظٍ سيِّءٍ ونأمركم باحترام كافة علماء مذاهب وفرق المسلمين وأتباعهم بكل ما تعنيه الكلمة من احترام، وذلك حتى تفرضوا احترامهم لكم وسماعهم لدعوتكم. وكذلك فتلك حكمةٌ بالغةٌ في الدعوة إلى الله أن تجادلوا الناس بالاحترام والقول الحسن فلا تنسوا أمر الله إلى الدعاة إلى سبيل ربّهم على بصيرةٍ منه أن يجادلوا الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، فليس هذا أمر الإمام المهديّ ناصر محمد؛ بل أمر الله إليكم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [النحل:125].
وأريد من أنصاري أن يضربوا أروع أنواع الأخلاق للعالمين مهما سبّوكم أو شتموكم، فإن كنتم تحبون الله فاعفوا واصفحوا عمّن أساء إليكم، وما صبركم إلا بالله. واكظموا غيظكم من أجل الله فيزيدكم بحبّه وقربه. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} صدق الله العظيم [آل عمران].
ويا معشر أنصارنا في اليمن، نُحرّم عليكم الانضمام إلى أحزابكم عند حدوث الفتن، فاتقوا الله واجتنبوا الخوض في الفتنة بين المؤمنين فإن استطعتم أن تصلحوا بينهم فافعلوا، وأمّا أن تتحيَّزوا بدافع حميّة الجاهليّة فمن فعل ذلك فليس من أنصار الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في شيء.
واعلموا إنّ دعوة الإمام ناصر محمد اليماني هي دعوة عالميّة لكل البشر ورحمةٌ للعالمين فلا بدّ لكم أن تكونوا رحمةً للأمّة فتسعوا إلى تحقيق السلام العالمي بين شعوب البشر وإلى تحقيق التعايش السلمي بين المسلم والكافر وتعكسوا نظرةً حسنةً طيبةً لدين الإسلام الحنيف حتى يعلم العَالَمين جميعهم أنّ دين الإسلام هو حقاً دين الرحمة للعالمين من ربّهم الحقّ، فلا يُريد الله الظلم لعباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ (108) وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (109)} صدق الله العظيم [آل عمران]، فلا إكراه في دين الله.
وعاملوا الكافرين كمعاملتكم لإخوانكم المؤمنين معاملةً طيبةً حسنةً صادقةً، فإذا قلتم فاصْدقوا، وإذا عاهدتم فأوفوا، وإذا حكمتم فاعْدلوا، وإذا ائتُمِنتم فردّوا الأمانات إلى أهلها، ولا تظلموا أحداً واعلموا أنّ الله حرَّم الظلم على نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49]. فمن ثمّ حرّم الله الظلم بين عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ ۗ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ (44)} صدق الله العظيم [الشورى].
فليتذكر الظالمون يوم لقاء ربّهم. وقال الله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111)} صدق الله العظيم [طه].
فإذا غرّت الظالمين قدرتُهم على ظلم الناس فليتذكروا قدرة الله عليهم وأنّ الله شديد العقاب، وتذكروا سجن الله ذا السبعة أبوابٍ؛ يُلقى فيه الظالمون لعباده خالدين، فيسجنهم الله بالحبس المؤبد إلى ما لا نهاية؛ حياة بدون موت.
والسؤال هو: فهل سجنُ الله ذو سبعة الأبواب سجنٌ بينَ أربعة حيطانٍ؟ إذاً لكان الأمر هيناً! بل سجن الله نارٌ وقودها الناس والحجارة لها سبعة أبوابٍ لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ، فاتّقوا الله. فهل تصبرون على الحبس في سجن الله فيه نارٌ وقودها الحجارة يُحبس فيها الظالمون بالحبس المؤبد إلى ما لا نهايةٍ حياة بلا موت! فأيُّ مصيبةٍ كبرى؟ إذاً فمن ظلم النّاس فقد ظلم نفسه أصلاً فلا تساوي النار شيئاً إلى ظلمهم للناس، فمن كان مسلماً يؤمن بالله العظيم فليقف مع نفسه فيحاسب نفسه من قبل أن يحاسبه الله قبل فوات الأوان.
واعلموا إنّكم لميِّتون وملاقوا ربَّكم، فحاسبوا أنفسكم من قبل أنْ يحاسبكم الله شديد العقاب، فليست الحياة فوضى كلٌّ يفعل ما يحلو له فينجوا من عذاب الله! وهيهات هيهات وربّ السماوات والأرض لو أنّ لأحدِ الظالمين ملءُ الأرض كلِّها ذهباً بجبالها وسهولها لافتدى به جميعاً من عذاب الله لو كان يُتقبل منه، وما الله متقبلٌ منه ملءَ الأرض ذهباً ليفتدي به من عذاب ربه. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:91].
فهل تتقاتلون على سلطانٍ زائلٍ وتسفكون دماء بعضكم بعضاً؟ فوالله لو أنّ لأحد الظالمين ملكوت الأرض كلِّها ومثله معه لافتدى به نفسَه يوم لقائِهِ ولا يبالي، ولن يتقبله الله منه لو كان معه ملكوت الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} صدق الله العظيم [الرعد:18].
ويا معشر الذين يظلمون النّاس، فإذا غرَّتكم قدرتكم على ظلم الناس فتذكروا قدرة الله عليكم، فَمنْ يجيركم من بطش الله وعذابه؟ ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ينصركم من الله، فأين المفر من عذاب الله الواحد القهّار؟ ونذكِّرُكم فإنَّ الذكرى تنفع المؤمنين الحقّ إذا غفلوا فذُكِّروا بآيات ربّهم فإذا هم مبصرون، وأما أصحاب الجحيم فهم صمٌّ بكمٌ عميٌ لا يعقلون. ولذلك قالوا: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)} صدق الله العظيم [الملك].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________
ملاحظـــــــــــة:
كذلك أرجو الاهتمام بنشر وتبليغ هذا البيان لما فيه من إيقاظٍ لقلوب الغافلين معذرةً إلى ربّكم ولعلهم يتقون. وجعلكم الله وإمامكم رحمة للعالمين.