الإمام ناصر محمد اليماني
ـــــــــــــــــــــ
{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ }
صدق الله العظيـــــــم ..
أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إنّك تسأل عن بيان قول الله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴿١﴾ وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ﴿٢﴾ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ﴿٣﴾ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ﴿٤﴾ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ﴿٥﴾ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [التكوير].
وذلك يوم النهاية للكون وما فيه وتتفجّر جميع الكواكب والنّجوم وتتناثر في الفضاء، حتى الأرض التي تعيشون عليها تتفجّر في كُلّ شبرٍ ما كان يُغطّيه البحر أو اليابسة فتُنسف الجبال نسفاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ﴿١﴾ وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ ﴿٢﴾ وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الإنفطار].
ذلك يوم يطوي السماوات وزينتها والأراضين السبع وأقمارها إلى مركز الجاذبيّة الكونيّة وذلك يحدث من بعد أن تتفجّر كافة الكواكب المُضيءُ منها والمُنير ثم تتناثر في الفضاء ومن ثم تهوي الذرّات للسماوت السبع وجميع الأراضين السبع إلى مركز الجاذبيّة الكونيّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} صدق الله العظيم [الزمر:٦٧]؛ أي يمين قُدرته تعالى المُتصرّف في الكون كُلِّه بحوله وقوّتِه فيطوي السماوات السبع والأرضين السبع كوكباً واحداً على مركز الجاذبية الكونية. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:١٠٤].
فيعود الكون إلى الرّتق الأول من قبل الانشقاق والانفتاق كوكب الرتق الجامع فيندك دكّاً على كوكب الرّتق الجامع الذي تعيشون عليه؛ أمُّكم وأمُّ الكون العظيم، وخلقكم الله منها كما خلق منها جميع ذرات هذا الكون العظيم فيندكّ دكّاً على الأرض التي تعيشون عليها. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا} صدق الله العظيم [الفجر:٢١]. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:١٠٤].
ذلك يوم القيامة والنهاية لكُلّ شيء؛ ذلك يوم الساعة البطشة الكُبرى يوم ينسف الله الأرض والسماوات نسفاً، وذلك هو التسيير المقصود للجبال في قول الله تعالى: {وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ}، أي نُسِفت. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} صدق الله العظيم [طه:١٠٥]. وذلك يوم البطشة الكُبرى؛ ذلك يوم الساعة؛ ذلك يوم القيامة بحساب أيامكم الأرضية.
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ