[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيـان ]
https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=79890
الإمام ناصر محمد اليماني
13 - صفر - 1434 هـ
27 - 12 - 2012 مـ
03:57 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ
من الإمام المهديّ إلى عالم الإنس والجنّ من كان منهم من أولي الألباب..
بسم الله الواحد القهّار، وصلّى الله على كافة رسل الله من النّور والنّار ومن صلصالٍ كالفخار وآلهم الأطهار وجميع الأبرار التابعين من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ، أما بعد قال الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:130]. ويا أحباب الله من الإنس والجنّ أحباب الرحمن الموقنين بالقرآن العظيم، فأمّا الجنّ: {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢)} صدق الله العظيم [الجن].
ولا يزالون من أنصار كتاب الله القرآن العظيم إلى يومنا هذا منذ أن ولَّوا إلى قومهم منذرين صلّى الله عليهم وملائكته والمهدي المنتظر، فبشّروا ببعث الإمام المهدي رحمة الله للإنس والجنّ واستعدّوا فقد اقترب تهدّم سدّ ذي القرنين، ولذلك فأعلِنوا حالة الاستنفار القصوى في جيوش الجنّ والإنس جنوب سدّ ذي القرنين بقيادة ( 0000 )، فاستعِدّوا للحرب بكل ما آتاكم الله من قوةٍ لتكونوا من أنصار المهديّ المنتظر نصرةً لله الواحد القهًار صلّى الله عليكم وملائكته والمهديّ المنتظر وأسلم تسليماً، فاصبِروا واعلموا أنْ لو يحشركم الله إلى المهديّ المنتظر أنّ ذلك ليس من صالح دعوة الإمام المهديّ.
و يا أحبتي في الله، لقد وعد الله عبده الإمام المهديّ أن يحشر له جنوده من كلّ شيء من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ من السماوات والأرض؛ ولكن للأسف فلو يحشر الله جنوده من كلّ شيء إلى الإمام المهديّ فلن يزداد كثيرٌ من المسلمين إلا كفراً وإنكاراً للمهديّ المنتظر. وربما يودّ أحد أحبتي الأنصار أن يقول: "مهلاً مهلاً يا إمامي، وكيف يزداد كثيرٌ من المسلمين إنكاراً للمهديّ المنتظر الحقّ من ربّهم حتى ولو يحشر له الله جنوده من كل شيء من السماوات والأرض من الملائكة والجنّ والإنس والطير وغيرهم! فكيف لا يؤمنون أنّ هذا الذي حشر الله له جنوده من كل شيء هو الإمام المهديّ وهم يرونهم قد جاءوا إليهم قُبُلا ليطيعوا أمر خليفة الله عليهم، فيأتون لمبايعة خليفة الله من السماوات والأرض لحرب المسيح الكذّاب وجيوشه من الجنّ والإنس، فكيف لا يؤمن المسلمون أنَّ هذا الذي أمدّه الله بجنوده من السماوات والأرض أنّه حقاً هو الإمام المهديّ المنتظر؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بل سوف يقولون إنّ هذا هو المسيح الكذاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَـزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)} صدق الله العظيم [الأنعام].
كون عقيدتهم بأنّ المسيح الكذّاب يؤيّده الله بمعجزات السماوات والأرض، فتطيع السماء أمره فيقول يا سماء أمطري فتمطر ويا أرض أنبتي فتنبت. ألا لعنة الله على الكاذبين.. ألا والله الذي لا إله غيره إني لا أخشى على المسلمين والنّاس أجمعين فتنة المسيح الكذاب بل أخشى عليهم فتنةَ أشرِّ علماءٍ تحت سقف السماء من الذين أبوا أن يكفروا أنّ المسيح الكذاب يؤيده الله بآياته الكبرى، ألا لعنة الله على الكاذبين. فلنحتكم إلى القرآن العظيم، ألا والله الذي لا إله غيره لا تستطيعون أن تأتوا بدليلٍ واحدٍ فقط من القرآن العظيم بأنّ الله يؤيّد بمعجزات آياته المسيح الكذاب، فكيف إنّكم تعتقدون بما يخالف تحديّ الله في محكم كتابه إلى الباطل وأوليائه وتحسبون أنّكم مهتدون! وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ} صدق الله العظيم [سبأ:22].
كونهم لم يشاركوا في خلق السماوات والأرض ولذلك لن تطيع السماوات والأرض أمر الباطل عدوّ الله، ألا والله إنّ غيرة السماوات والأرض والجبال لهي أشدّ غيرةً على ربّهم وتستأذن الله بين الحين والآخر لتشفي غليلها من الباطل وأوليائه ولكن الله لم يأذن لهم بعد. وقال الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)} صدق الله العظيم [مريم].
فانظروا لغيرة السماوات والأرض والجبال على ربّهم حين يسمعون قول الضالّين على ربّهم أنّه اتّخذ ولداً فلم يُسمِعنا قولَهم: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93)} صدق الله العظيم؟ لكون السماوات والأرض والجبال يتّقين الله خالقهن ويخشَيْنَ ربّهن سبحانه ويَخَفْن أن يظلمن أحداً ولذلك رفضْن الخلافة. وقال الله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)} صدق الله العظيم [الأحزاب].
وكل شيء يسبّح بحمد الله نجده في أخبار كتاب الله أنه يستشيط غيظاً وغضباً غيرةً على الربّ سبحانه لولا الله أرحم الراحمين يمنعهم من أذيّة الكافرين إلى حين.
ويا عباد الله استجيبوا لدعوة الإمام المهديّ إلى الاعتصام بالقرآن العظيم وإلى الكفر بما يخالف لحكم القرآن العظيم فقد أضلّكم شياطين البشر بكثيرٍ مما في كتبكم من أحاديثٍ ورواياتٍ باطلةٍ مخالفةٍ لمحكم كتاب الله القرآن العظيم ومخالفةٍ للعقل والمنطق، فكيف أنّ الله يتحدّى الباطل وأوليائه أن يعيدوا روح ميتٍ إلى الجسد فيصير حياً! وقال الله لئن فعلوا فقد أصبح الله الحقّ هو الباطل والباطل هو الحقّ. وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)} صدق الله العظيم [الواقعة].
ونستنبط من هذه الآيات إعلان التحديّ إلى الباطل والذين يدعونه من دون الله أن يُرجعوا روح ميّتٍ واحدٍ فقط إلى الجسد من بعد موته، فقال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87)} صدق الله العظيم، ولكن أشرّ علماء على خلق الله تحت سقف السماء يؤمنون بعكس ذلك التحديّ من ربّهم في محكم كتابه فتجدونهم يعتقدون أنّ المسيح الكذاب يشطر رجلاً إلى نصفين فيمرّ بين الفلقتين، ومن ثم يعيد إليه روحه فيصير حياً، ومن ثم لا يسلط عليه مرة أخرى، ويا سبحان الله! بل أراد شياطين الجنّ والإنس أن تكفروا بالتحدي من ربّ العالمين: {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87)}، فتعتقدوا بالعقيدة الباطلة بأنّ المسيح الكذاب يعيد الروح إلى جسدها فيحيي الموتى! قاتلكم الله أنّى تؤفكون.
ألا والله لا أخشى على المسلمين والضالّين في العالمين فتنة المسيح الكذاب بل أخشى عليهم فتنتكم يا علماء الضلال! فمنكم خرجت الفتنة إلا من رحم ربي منكم من أولي الألباب مَنْ اطّلع منكم على البيان الحقّ للكتاب ومن ثم تاب وأناب إلى ربّه من علماء المسلمين، ومَنْ اعتصم بحبل الله القرآن العظيم وأعلن الكفر بالاعتقاد لما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم في جميع الكتب فقد فاز فوزاً عظيماً، ولا نقول أنّ جميع علماء المسلمين أشرارٌ بل فيهم الأخيار من الذين أظهرهم الله على البيان الحقّ للقرآن العظيم وسلّموا تسليماً. وأما معشر علماء الضلال من النّصارى الذين يدعون قومهم إلى عبادة المسيح عيسى ابن مريم وأمّه من دون الله فلن يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً إلا من تاب وأناب واتّبع البيان الحقّ للكتاب المهيمن على كافة الكتب القرآن العظيم، وأما علماء الشياطين من اليهود من الذين يدعون إلى عبادة الطاغوت من دون الله فويلٌ لهم من عذاب يومٍ عقيمٍ.
ويا عباد الله، إنّ كوكب العذاب آتٍ إلى الأرض من أطرافها لينقصها من البشر المجرمين فيمطر عليها أحجاراً من نارٍ فترميهم بشررٍ كالقصر كأنه جِمَالَتٌ صفر، فويلٌ لكم من عذاب يومٍ عقيمٍ، وما دعوناكم إلى الكفر بالله العظيم بل أمرناكم بما أمر الله به رسله من الملائكة والجنّ والإنس أن اعبدوا الله وحده لا تشركوا به شيئاً واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم واكفروا بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم في التّوراة وفي الإنجيل وفي أحاديث السنّة النبويّة؛ فهل أمرناكم بباطلٍ! أفلا تعقلون؟ فإن أبيتم فأتوني بكتابٍ لله هو أهدى من القرآن العظيم فأتّبعه خالٍ من التحريف والتزييف إن كنتم صادقين، ونترك الجواب مباشرة من الرب سبحانه: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} صدق الله العظيم [الإسراء:88].
فكم أنتم مجرمون يا معشر المعرضين عن اتّباع كتاب الله القرآن العظيم! فقد كفرتم بما أُنزل على محمدٍ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وتحسبون أنّكم مهتدون واعتصمتم بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم، وتحسبون أنكم على شيء فلستُم على شيء حتى تُقيموا هذا القرآن العظيم، فويلٌ لكم من عذاب يوم عقيمٍ قبل يوم القيامة في عصري وعصركم في عمركم هذا، وينجّي الله من يشاء ويعذّب من يشاء ولا يظلم ربّك أحداً.
وما جئتكم بكتابٍ جديدٍ من ربّ العالمين بل أدعوكم إلى اتّباع ما جاء به موسى في التّوراة وعيسى في الإنجيل وما جاء به محمد رسول الله بالقرآن العظيم صلّى الله عليهم وأسلّم تسليماً، وآمركم بالكفر بما جاء في التّوراة والإنجيل مخالفاً لمحكم القرآن العظيم المهيمن عليهم بالحكم، وما خالف لمحكمه فهو باطلٌ مفترًى، ولكن العجيب أنّ علماء المسلمين -إلا من رحم ربي- أبوا أن يهيمن القرآن العظيم على أحاديث وروايات في مؤلفاتهم فهل هي أصدق من كتاب الله! بل الحكم لله يقضي بالحقّ وهو خير الفاصلين. وبرغم أنّ الإمام المهدي لا يكفر بالأحاديث والروايات الحقّ في السنّة النبويّة بل أعلن الكفر بما جاء مخالفاً من أحاديث السنّة لمحكم القرآن العظيم، فاشهدوا أنّي لما خالف لمحكم القرآن العظيم من الكافرين في جميع الكتب في الجنّ والإنس، وأنا الإمام المعتصم بحبل الله القرآن العظيم لا أخاف في الله لومة لائم فإن كان لكم كيدٌ فكيدوني ثم لا تنظرون إنّ ربّي لشديد العقاب سيدافع عن الذي آتاه علم الكتاب ليبلّغ البيان الحقّ للقرآن إلى كافة الإنس والجانّ.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
عدو شياطين الجنّ والإنس؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ