سلام على من اتّبع الهدى؛ و الله لو شئنا نحن أنصار الإمام ناصر محمد اليماني أن نخوض معك في هذه المباحث الكلامية و ترّهات المذهب الإمامي لخضناها و لو شئنا أن نتكلّم في المسائل التقعيدية لأصول الفقه لتكلّمنا و لكن هذا عندما كنّا في انحطاط فكريّ عقيم و كنّا نخوض مع الخائضين كلّ منّا يتعصّب لمذهبه فهذا سنيّ شافعي و الآخر متعصّب للإمام الجويني و هذا لابن قدامة المقدسي و الآخر للآدميّ و هذا يرى بعلم الإمام الغزالي و أنت ترى بعلم أشياخك و ساداتك.
و لكن اليوم قد أتانا اليقين و ارتقينا بفكرنا نحو الأفق الشاسع و الحقّ الأبلج و صدق من قال:ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُ لاَئحُ.
اعلم أنّ كلّ فكر و كلّ علم لا يفضي بك لمعرفة الحقّ من ربّك فهو باطل باطل باطل و قد سبق و أخبرتك أنّ هذا العلم التقعيدي هو علم محدث استحدثه بعض المتكلّمين لاستنباط الأحكام الشرعية العملية من أدلّتها التفصيلية و من قال لك ابتداء أنّ الله هو من وكّلهم بأن يستنبطوا لنا الأحكام الشرعية. هذه قد جعلها الله لرسول الله صلى الله عليه و على آله و على أئمّة الكتاب من بعده الذين هم أولي الأمر الذي أمرنا الله بطاعتهم طاعة له.
و أذكّرك بقوله تعالى:منْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا(81)
وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً(82)أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا(83)وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً.
و تدبّر أكثر قوله تعالى: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ
استنباط الأحكام للرسول و أئمة الكتاب صلوات الله عليهم فلا أحد يحقّ له أن يستنبط لنا حكما مستندا على مجرّد أقوال رجال تكلّموا في دين الله بالرأي و جعلوا من اجتهادهم و رأيهم دينا؛ هذا والله هو الهوى الذي نهانا الله عنه.
اسمع أيّها العراقي العربي نحن قوم ننبذ المذهبية و التحزّب للباطل و نسعى ليلا نهارا لجمع شملكم وكلمتكم على كتاب الله و سنّة رسوله الحقّ و إن جئتنا لتجادلنا فإمّا أن تجادلنا بالحقّ الذي لا عوج له الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه كتاب الله العزيز القرآن الكريم و إلاّ فالزم غرزك و اكفنا شرّ لسانك و قد طلب منك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني و دعاك دعوة الحقّ أن يبدأ الحوار مبدئياّ بمسألة نفْي عصمة الخطيئة عن الأنبياء والرسل ومن ثم موضوع نفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود هذا و الله ما ينفع النّاس حتى يلقوا الله بقلب سليم أمّا كلامك كمثل الزبد الذي يذهب جفاء؛ قال تعالى:فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ.
نحن و إيّاك على خلاف في مسائل العقيدة و الإيمان و جئتنا لتجادلنا بأمّهات كتبكم أمّا الإمام المهدي ناصر محمد اليماني جاء ليقيم عليكم الحجّة بأمّ الكتاب آيات الله البيّنات المحكمات و كم جاء من مجادل بالباطل في هذا المنتدى فوجد نفسه صاغرا من الذلّ من شدّة ما وجد من علم غزير بين ثنيات و صفحات و أسطر بيانات الإمام ناصر محمد اليماني و كان يظنّ نفسه محتميا بصرح بناء أشياخه مستظلّا بسقف علمهم الواهي فوجد أنّ الله قد أتى بنيانه من القواعد و خرّ عليه السقف من فوقه.
قال تعالى:قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ.
فلا تسعى في آيات الله معاجزا فيصيبك عذاب أليم و تكن ممنّ قال فيهم الله تعالى:وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ.