بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى المهدي المنتظر ناصر محمد وآل بيته الأبرار وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار إلى اليوم الأخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.:
وهذه شهادتي يا خليفة الله ألقيها بالحق ومن قبل أن أرى ردود إخوتي الأنصار ويليها حوار إفتراضي مصغر بيني وبين خليفة الله المهدي المنتظر وجميع الباحثين عن الحق كما يلي:
أقسم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم رب السماوات والأرض وما بينهما ورب العرش العظيم أن ما نطق به الإمام المهدي ناصر محمد اليماني في بيانه هذا عن الحقائق في قلوب قوم يحبهم الله ويحبونه أنني قد وجدته في قلبي حاضرا لا شك ولا ريب وكفى بربي شاهدا ونصيرا.
ويا خليفة الله لا تحسب أننا سنسمح لك أن تسبقنا كونك معلمنا وخليفة ربنا علينا بل هيهات هيهات في ذلك اليوم العظيم لترى مني بأسا شديدا وسأشدك وأنت تجري ولن أدعك تسبقني أبدا أبدا أنت وجميع الأنصار بكل ما أستطيع من قوة، المهم أن لا يسبقني أحدا أحدا حين يكون شرط تحقيق رضوان نفس ربي حبيبي هو أن نلقي بأنفسنا في نار الجحيم، فلا إنتظار من بعد سماع ذلك الشرط، ولا حتى لحظة أو طرفة عين ولا أقل من ذلك، بل سترى بأنني مستعداً مسبقاً, وستراني أتحرك وأتسلل خفية بين الأنصار في ذلك اليوم العظيم؛ أبحث فيه عن الطريق الأقرب إلى النار فأقف بجانبه، وأحشر نفسي في ذلك المكان القريب، فأكون مستعداً جاهزاً للإنطلاق بأقصى طاقتي وقوتي، كوني أعلم أنه سيأتي وقت إلقاء ذلك الشرط مما علمني خليفة ربي في بيان القرآن.
بل إسمع شهادتي التي في قلبي يا خليفة رب العالمين:
فوالله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه أنني لن أنتظر إلى ذلك اليوم حتى يجعل ربنا حبيبنا شرط تحقق رضوان نفسه هو في أن نلقي بأنفسنا في قعر الجحيم بل أنا أقسم بربي الله العظيم الشيء الأكبر من كل شيء والشيء الذي ليس كمثله شيء, أنني أطلب من ربي منذ الآن أن لا يجعلني من الذين ينامون كنوم العروس كأصحاب الأعراف وأصحاب اليمين، بل أطلب من ربي أن يسمح لي أن ألقي بنفسي من فور موتي في النار وأضل فيها أدعوا ثبورا وثبوراً كبيرا حتى يحقق الله لي النعيم الأعظم.
وليس ذلك فقط يا أيها الإمام المهدي فهيهات هيهات فلم تنفذ وسائلنا ولم يقل إصرارنا بل إنه إصرار لا حدود له أبدا أبدا, إلا بتحقق الهدف والغاية ولذلك فإنني قد طلبت من ربي منذ الآن وأنا هنا في الحياة الدنيا، كما بعثك يا خليفة الله إماماً في الأرض داعياً للصراط المستقيم, أن يجعلني داعياً في النار أدعو جميع الناس فيها إلى شيء واحد هو عدم اليأس من رحمة الله وأن يبتهلوا إليه ليسألوه برحمته التي وسعت كل شيء، فتلك حجة لهم على ربهم، أكبر من حجة ربهم عليهم بعصيانه والكفر بدعوته التي بعث بها أنبياءه ورسله والمهدي المنتظر، وكفى بربي شاهداً على ما في قلبي فهو حبيبي وهو ولي وإلهي ولرضوان نفسه خلقني.
وقد يلقي الإمام المهدي وخليفة رب العالمين إلى طويلب علمه علاء الدين فيقول: وكيف تريد أن تكون داعية في النار وقد أقام الله الحجة على عباده برسله الذين بعثهم لهم في الحياة الدنيا فلا حجة لله عليهم من بعد إرسال الرسل؟
ثم أجيب خليفة ربي مما علمني الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فأأتيً الجواب من الرب من محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّـهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ} [الأنعام:12].
وبما أن باب الأعمال أغلق بمجرد وفاة العبد وغرغرته إلا أن باب الدعاء برحمة الله ما زال مفتوحاً وباقياً أزلياً كأزلية الله رب العالمين, كون الله لا يمكن أن ينكر أنه أرحم الرحمين لو سأله أحد عباده برحمته فلم يجيب وسبحان ربي ما أعظم رحمته وأوسعها ولذلك فإن حجة أهل النار على ربهم برحمته وعهده الذي كتبه على نفسه أعظم من حجة الله عليهم بعصيانه والكفر بأيآته.
وقد يقاطعني الإمام المهدي وكافة الباحثين عن الحق فيقولون كلهم بلسان واحد موحد:
وإن لم يحقق الله لك كل ما طلبته بل عرض عليك أن يجعلك العبد الأحب والأقرب للرب وضاعف لك النعيم عدد كلماته حتى زادك أمر الكاف والنون لتقول للشيء كن فيكون بأمر الله رب العالمين؟
ثم أجيب عليكم جميعاً قائلا:
وأشهدك ربي حبيبي أنه مهما كان عرضك لي ومهما سيكون، فلن أقبل به أبدا أبدا، بل سأعاتب ربي لئن لم يحقق لي ذلك كله, وقال ربي حبيبي أنه لن يرضى في نفسه أبدا, فهنا الطامة الكبرى والمصيبة العظيمة والفاجعة المؤلمة في قلبي لو لم يرضى الله في نفسه وسأطلب منه على الفور أن يجعلني عدما, فلا أكون بعد ذلك شيئاً مذكورا، كون الله لم يخلقني إلا لهدف واحد موحد وهو أن أعبده حتى يكون راضٍ في نفسه غير متحسر ولا حزين ولذلك خلقني، فلا تظلمني يا حبيبي يا أرحم الراحمين وأنت الذي لا يظلم عندك أحدا.
وقد يسألني خليفة الله مرة أخرى فيقول:
ولكنك يا علاء الدين تطلب شيئاً لم يجعله الله في الكتاب بأن تكون داعية في النار إلى رحمة الله لتُذَكِّر الناس برحمة الله من فور موتك حتى يتحقق لك النعيم الأعظم كونه سبق لهم النذير وهم في الحياة الدنيا ببعث الأنبياء والخلفاء أجمعين وأقام عليهم الحجة وليس لله عليهم حجة من بعد الرسل؟
ومن ثم أجيب خليفة ربي عليه وآله الصلاة والسلام بالرد المباشر من محكم الكتاب قال تعالى:
{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبيا:٢٣].
وبما أن الله لا يسأل عما يفعل فقد سألته بحق لا إله إلا هو وبحق رحمته التي كتب على نفسه وبحق نعيم رضوان نفسه وبحق أسمائه الحُسنى وصفاته العُلى أن يجعلني داعيةً في النار إلى رحمة الله التي وسعت كل شيء من فور موتي حتى يتحقق النعيم الأعظم فيرضى الله في نفسه غير متحسر ولا حزين, اللهم فأجب دعوتي, إن كان فيها سعادتك ورضوان نفسك إنك على ما تشاء قدير.
وهيهات هيهات يا إمام أن نهون أو نستكين بل نحن في إصرار دائم مستمر متزايد ولو أن الله فجر قلوبنا ليجعل إصرارنا شيئاً مادياً محسوساً ملموساً, لتفجر كتفجر هذا الكون العظيم حين خلقه الله، بل لن يسع هذا الكون العظيم إصرارنا على الإطلاق وإنا لصادقون، فلله الحمد أن جعلنا في بعث خليفة الله الإمام المهدي المنتظر فعَلَّمنا حقيقة النعيم الأعظم، اللهم فثبت قلبي على عهدي ووعدي، وزدني علماً وحكمةً وحلما, وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.