بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى المهدي المنتظر وآل بيته الأبرار وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار إلى اليوم الآخر السلام عليكم ورحمة الله
ويا حبيبي في الله البصيرة ما زلت تفتي بغرر الأشهر الأخيرة من غير سلطان العلم ولا برهان، ومن ثم تقول هذه فتوى تخصني إذاً فلماذا تجعلها عامة؟
ويا رجل سأضل أعترض عليك حتى أرى سلطان علملك وبرهانه البين والواضح، أما أنك تفتي بالقياس والظن فهذا لا يجوز لك حتى تضع برهانك الذي بسببه توصلت لفتواك أم تريد في كل مرة إن رأينا القمر ووافق ذلك ما تظنه حضرتك ثم نقول لقد صدق أخينا البصيرة في فتواه؟
كلا وربي الله فذلك ليس بحق حقيق ولا تخالف ما تعلمت من الحق بل عليك حين تضع ما توصلت له أن تبين لنا طريقة حسابك التي بنيت عليها ما تقول بشرط أن تكون طريقتك منطقية وعقلية وعلمية، أم كيف تريدنا أن نصدق فهل لكونك من طلاب الإمام المهدي عليه السلام؟ ولكن الله لم يجعل أحداً من طلاب علم الإمام المهدي عليمٌ بآية الإدراك إلا بما قد علمهم به إمامهم، وذلك لا يكفي بعد لمعرفة غرر الأشهر المدركة على الإطلاق ما لم يسبقها مباشرةً أشهر صدرت بشأنها العديد من البيانات المفصلة لها.
ألا والله الذي نفسي بيده الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا لن تستطيع يا حبيبي في الله البصيرة تحديد غرر الأشهر المدركة لا أنا ولا حضرتك ولا أكبر فطاحلة العالم فمنذ متى علمنا بأسرار الإدراك وأسرار الحساب في الكتاب؟
لذلك عليك يا حبيبي في الله أن تضع قولك عاماً كما أفعل أنا فمن ثم تصيغ القول وفق العقل والمنطق الرياضي للتذكير ثم تنظر إن امتلكت برهاناً ناصعاً فمن ثم تحدد غرة الشهر وإن لم تملك فلا تتجرء على الله فهذه فتوى ولا أطن أن الله قد علم بالإدراك شخصاً غير صاحب البيان الحق للقرآن كون الله يريه الآيات بالرؤى في الأفاق فيعلم بالإدراك ثم يربط ذلكم البرهان العلمي التطبيقي بعلمه النظري الرياضي لأسرار الحساب فمن ثم يفتي بالحق فيجعل فتواه بالساعة والدقيقة والثانية لا شك ولا ريب متحدياً بذلك كافة خلق الله أجمعين.
ألا إن ما يخص أنصار الإمام المهدي وطلاب مدرسته هو معرفة الشهر المدرك من خلال ليلتي البدر كون الإمام المهدي وضع القواعد الخاصة بذلك، وكذلك نستطيع تحديد غرر بعض الأشهر المدركة أولاً لقياسها بأشهر سابقة عن طريق عرضها على بيانات الإمام المهدي عن تلك الأشهر، أو أن نرى علماء الفلك يفتون بغروب القمر قبل غروب الشمس، غير ذلك فلا، أما حضرتك فإنك تفعل عكس ذلك كله وما زلنا ننتضر سلطان علمك وبرهانك المبين شهر بعد آخر.
واسمح لي يا حبيبي البصيرة أنني سأضل أعارضك في كل مرة حتى تضع برهانك المبين بالحق الحقيق أما أن تفتي ولا تضع حتى ربع برهاناً ثم تقول ذلك يخصني فاعلم أن ذلك لا يجوز لك أبداً أبداً أبداً، وأحبك في الله وسلامٌ على المرسلين والحمدلله رب العالمين.