بسم الله الرحمن الرحيم أخي الباحث خالد الغشم لقد سألت كثيرا وانتظرت أيضا وجاءتك الردود بمقتبسات بيانات النور بالحق وأحسن تفسيرا ولكنك لم تصل لشيء ما فيك وما تزال تبحث عن جواب لسؤالك وهو:
(( ولكن اريد اية صريحة من كلام الله تعالى تقول اعبدو هذا النعيم)).
ولسوف اجيبك بالحق الحقيق بالقول الفصيح والصريح مما علمنا خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأعلم يا حبيبي في الله أن جميع الأنبياء وعباد الله الصالحين عبدوا النعيم الأعظم ولم يأمرنا الله أن نعبد إلا النعيم الأعظم ألا وإن النعيم الأعظم هو رضوان الله علينا ولكن نظرا لعزة نفس الله وكبريائه فإنه لم يفرض علينا أن نعبد نعيم رضوانه غاية بل جعل الله عبادة رضوانه غايه اختياريا وجعل عبادة رضوانه وسيلة اجباريا.
ومن ثم نأتي للبرهان عن أمر الله لنا أن نعبد رضوانه اما وسيلة لننجو ونفوز برضوانه علينا واما غاية لننجو فنحقق الهدف والغاية فيرضى الله في نفسه ولذلك خلقنا هو في قول الله تعالى:
﴿يَهدي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ بِإِذنِهِ وَيَهديهِم إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾ [المائدة: ١٦] صدق الله العظيم.
وهنا السؤال من هم الذين يهديهم الله بكتابه القرآن النور المبين؟
والجواب: هم الذين اتبعوا رضوان الله؟
فهل يمكن أن يهدي الله بالنور المبين الذين لا يتبعوا رضوان الله؟
الجواب: لا كون الله أمرنا أن نعبد رضوانه وجعل الله في رضوانه سبيل الأمن والأمان والفوز العظيم كون الله جعل رضوانه سبيلين اثنين سبيل اجباري وسبيل اختياري ولذلك قال:(من اتبع رضوانه سبل السلام) ولم يقل:(من اتبع رضوانه سبيل السلام)، لكون رضوان الله له أكثر من سبيل ولذلك قال (سُبل)؛ فالسبيل الأول هو سبيل عبادة رضوان الله النعيم الأعظم وسيلة من أجل تحقيق النعيم الأصغر وهي الجنة والحور العين وهذه سبيل الذين عبدوا رضوان ربهم ليكون راض عنهم وحسبهم ذلك ولم يدركوا حقيقة رضوان الله في نفسه على كافة عباده وأن رضوان الله على شخص بعينه أو مجموعة أو قوم إنما هو جزء من رضوان الله الأكبر في نفسه على كافة عباده.
والسبيل الثاني هو سبيل عبادة رضوان الله غاية وهذا السبيل الاختياري وأصحاب هذا السبيل عبدوا رضوان الله ليكون راض عنهم أولا ولكنهم لم يتوقفوا هنا بل علمهم امامهم أن رضوان الله في نفسه هو النعيم الأعظم فمن ثم اتخذوا عند الرحمن عهدا أن لا يرضوا حتى يرضى الله في نفسه على كافة عباده ليحققوا الغاية من خلقهم مستغلين وعد الله لعباده في قوله:(رضي الله عنهم ورضوا عنه)؛ فاستغلوا وعد الله لتحقيق رضوان الله في نفسه على كافة عباده ولذلك خلقهم وما بدلوا تبديلا.
فلنأتي الان للقول واين أمرنا الله أن نعبد النعيم؟ والجواب وما هو رضوان الله يا خالد الغشم؟ والسؤال مرة أخرى لأخي خالد الغشم: ما هو رضوان الله؟ والسؤال مرة ثالثة لأخي خالد الغشم: ما هو رضوان الله؟
أليس رضوان الله هو النعيم الأعظم ولذلك تجدونه نعيما أعظم من نعيم جنته وذلك هو الفوز العظيم وقال تعالى:
{وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [التوبة]. وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.