الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 02 - 1432 هـ
04 - 02 - 2011 مـ
04:09 صباحاً
ـــــــــــــــــــ
نفي رؤيــــــة ذات الله جهرةً بالبصر ..
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الصافات]، والسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق: هل ينبغي لله سبحانه أن يكذب في قوله سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟ والجواب تجدونه في قول الله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلً} صدق الله العظيم [النساء:122].
إذاً يا قوم فكيف أنّ الله يفتينا في محكم كتابه أنه لم يغرق أحداً من ذرية نبيّ الله نوح في الطوفان كونكم تجدون فتوى الله جليةً واضحةً بينةً محكمةً للعاقل والجاهل وللعالِم والأُمي ولكل ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ يفتيكم الله أنه لم يغرق أحداً من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام في قول الله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم، فسألتكم بالله العظيم فهل ترون أنّ هذه الآية من الآيات المتشابهات التي لا يعلم بتأويلهن إلا الله، أم إنّها من الآيات المحكمات البيّنات من آيات أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحق؟ فكيف أنّ الله يفتيكم في محكم كتابه أنّه لم يغرق أحداً من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرّيّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} صدق الله العظيم؟ ولكن أبا حمزة لا يُكذِّب الإمام ناصر محمد اليماني بل يكذب بفتوى الله في محكم كتابه: {وَجَعَلْنَا ذُرّيّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} صدق الله العظيم.
إذاً فتعالوا لنرجع للعقل والمنطق لو أنّ أحداً من أبناء نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام غرق في الطوفان الذي أصاب قوم نبيّ الله نوح الكافرين فماذا سوف يكون جواب العقل والمنطق؟ فحتماً سوف يقول إذاً تبين أنّه أحدٌ من أبناء نبيّ الله نوح غرق في الطوفان فهذا لا شكّ ولا ريب أنه ليس ابنه، بمعنى أنّ امرأته أمّ الغريق خانت نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام لا شكّ ولا ريب، وهذا ما يقوله العقل والمنطق، فتعالوا لنرجع إلى كتاب الله لننظر هل وافق فتوى العقل والمنطق؟ فتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ ﴿٤٢﴾ قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴿٤٣﴾ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٤﴾ وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [هود].
إذاً يا قوم قد جاءت الفتوى الحقّ مصدقة لتحليل العقل والمنطق، فتبين لكم أنّ إحدى نساء نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام خانته وهي كذلك من الكافرين وفرّق الله بينها وبين نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام ودليل خيانتها قول الله تعالى: {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} صدق الله العظيم، إذاً يا قوم لقد خانت أم ذلك الولد زوجها فهو ليس من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام، وكذلك تجدون فتوى الخيانة في قول الله تعالى: {ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [التحريم].
ويا أبا حمزة، وتالله لو لم أجد في كتاب الله إلا هذه الآية في هذا الشأن وهي قول الله تعالى: {كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا} صدق الله العظيم؛ لاتّبعتُ فتواك واعترفت بالحقّ أنها خيانة الكفر فقط ولا غير ولما تجرأت أن أُفتي بزناها لو اجتمع على الفتوى بزناها كافة علماء الجنّ والإنس لما أفتيتُ بذلك ولقلت أنّها خيانة في الإيمان فقط، ولكن يا أبا حمزة ليس الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني من الذين قال الله عنهم: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].
فلو أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يتّبع فتوى أبي حمزة المصري وأقول إنّما هي خيانة في الكفر فقط! إذاً فقد كذّبت بآياتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الصافات].
وكذلك بقول الله تعالى: {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} صدق الله العظيم [هود:45-46]، وما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم يا أبا حمزة محمود المصري ما دُمتُ حيّاً؛ بل أراك تقول أنّك كتبتَ ردك الأخير دون أن تطلع على ما أنزلناه من بيانات بالحقّ من بعدك، ولذلك قال أبو حمزة:
ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وأقول: بل قرأت فتوى الإمام ناصر محمد اليماني بنفي رؤية ذات الله جهرةً بالبصر، وتبين لك الحقّ من ربّك أن الحقّ هو مع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كونه أثبت أن عدم رؤية ذات الله جهرةً بالأبصار من صفات الربّ الأزليّة فلا تبديل لصفاته الأزليّة سبحانه لا في الدنيا ولا في الآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾ قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ من ربّكم فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وحتى لا يفتنكم المسيح الكذاب الذي يدعي الربوبيّة فيكلِّمكم جهرة وتحيط برؤيته أبصاركم، ولذلك أفتاكم الله ربكم أنها لا تحيط برؤية عظمة ذات الله سبحانه أبصار خلقه جميعاً. ولذلك قال الله تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾ قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ من ربّكم فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾} صدق الله العظيم، وعلّمكم عن السبب لماذا لا تحيط برؤيته أبصار خلقه، فأفتاكم الله أنّ ليس ذلك حتى تؤمنوا به وأنتم لم ترونه بل كون أبصار خلقه جميعاً لا تستحمل رؤية عظمة ذات الله سبحانه ولذلك ضرب لكم ولنبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام المثل الحقّ على الواقع الحقيقي وجعل الله فتوى رؤية عظمة ذات الله متوقفة على ثبوت الجبل العظيم وتحمله لرؤية عظمة ذات الله، فإن استقر الجبل العظيم مكانه متحملاً رؤية عظمة ذات الله سبحانه فسوف ترون عظمة ذات ربكم سبحانه، وتعالوا للنظر إلى النتيجة بالحقّ على الواقع الحقيقي ماذا حدث؟ وقال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
فانظروا لقول نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام من بعد أن ضرب الله له المثل العملي على الواقع الحقيقي عن سبب عدم رؤية عظمة ذات الله جهرة حتى إذا أفاق نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام بعد أن خرَّ صريعاً مغشياً عليه مما حدث للجبل العظيم الذي لم يتحمل رؤية عظمة ذات الله سبحانه، ومن ثم تاب نبيّ الله موسى عن معتقد رؤية عظمة ذات الله جهرة بالأبصار وقال: {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.
ولكن يا معشر الباحثين عن الحقّ فهل تعلمون لماذا أعرض محمود أبو حمزة عن فتوى الإمام ناصر محمد اليماني عن نفي رؤية عظمة ذات الله جهرةً بالأبصار؟ كون أبو حمزة يرى أنّ هذه الفتوى الحقّ التي أفتى بها الإمام ناصر محمد اليماني عن عدم رؤية ذات الله جهرة، فهذا يعني أنّ المسيح الكذاب سوف يعجز تماماً عن فتنة المسلمين كونهم سوف يحاجّونه بالمعتقد الحقّ بصفات الله الذاتيّة في قول الله تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾ قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ من ربّكم فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ومن ثمّ فما كان من أبي حمزة محمود إلا أن يُعرض عن فتوى الإمام ناصر محمد اليماني عن فتوى رؤية عظمة ذات الله جهرة وكأنه لم يقرأ آيات الكتاب المحكمات التي تنفي عدم رؤية عظمة ذات الله جهرة! ومن ثم عاد ليحاجّ الإمام ناصر محمد اليماني عن زنى إحدى نساء نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام كونه يريد أن يضيع وقت الإمام ناصر محمد اليماني في مسألةٍ خصوصية لا تنفع المسلمين بشيء كونه يرى أن الإمام ناصر محمد اليماني يصحِّح معتقد المسلمين في مسائل عقائديّة كبرى وفقهية، ولا يزال يصدّ عن الإمام ناصر محمد اليماني صدوداً كبيراً كونه يرى أنّ الإمام ناصر محمد اليماني ينسف عقائد الباطل المفتراة في السُّنة النبويّة نسفاً بمحكم كتاب الله فيثبت بالبرهان المبين الأحاديث الحقّ في السُّنة النبويّة عن عدم رؤية ذات الله جهرةً لا في الدنيا ولا في الآخرة، تصديقاً لفتوى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صحيح مسلم قال: (عن أبي ذر أنه قال: يا رسول الله هل رأيت ربك؟ فقال: [ رأيت نورًا ] صدق عليه الصلاة والسلام).
كوني أجد في كتاب الله أنّ نور ذات الله سبحانه يخترق إلى الأبصار من وراء الحجاب إلى أرض المحشر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
وإنما يشرق نور ذات الله سبحانه من وراء الحجاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة]، ونور ذات الله سبحانه يشرق من وراء الغمام.
ولربّما يودّ أحد علماء الشيعة ممن يبالغون في الإمام المهديّ بغير الحقّ أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني يا من يزعم أنه المهديّ المنتظَر فإن المهديّ المنتظَر إذا ظهر أشرقت الأرض بنور المهديّ المنتظَر فيستغني البشر عن ضوء الشمس والقمر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم، فهل فهمت الخبر يا ناصر أم لم تقرأ الخبر اليقين لدينا بما يلي عن الإمام الرضا:
بل يا أيها المهديّ المنتظَر الكذاب ناصر محمد اليماني إن دليل كذبك على إنّك لست المهديّ المنتظَر كون الإمام الحجّة محمد الحسن العسكري هو وجه الله تعالى، لكن أي وجه لله هو عليه السلام؟ نقرأ في دعاء الندبة:
بل يا أيها المهديّ المنتظَر ناصر الكذاب فلن نصدقك بزعمك أنّك صاحب علم الكتاب المهديّ المنتظَر حتى لا نرى لك ظلاً في النهار! وكذلك إذا ذهبت للغائط حتى إذا وليت فننظر هل ابتلعت الأرض الغائط الذي تركته بل تكون رائحته أطيب من المسك حتى لا نشم لأذاك رائحةً وبولك مسك، أم لم تقرأ ما لدينا في الأثر عن أئمة آل البيت المطهر عن صفات المهديّ المنتظَر بما يلي:
ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: سبحان ربي وهل كنت إلا بشراً وإماماً كريماً؟ ولم أجد أن غائطي تبتلعه الأرض كما تزعمون! ولم أجد لبولي رائحة المسك كوني بشرٌ مثلكم، فلا فرق بيني وبينكم شيئاً يا من تبالغون في المهديّ المنتظَر بغير الحقّ فقد أشركتم بالله حتى تتوبوا إلى الله متاباً، فلا يحزن الصالحون الذين يريدون الحقّ منكم فتوى الإمام ناصر محمد اليماني، فاتقوا الله وما كان للمهديّ المنتظَر الحقّ أنْ يتّبع أهواءكم ولم يجعل الله الحجّة لكم أنَّ المهديّ المنتظَر لا تبتلع الأرض برازه عند الغائط ولم يجعل الله الحجّة لكم أنَّ المهديّ المنتظَر الحقّ رائحة بوله كرائحة المسك! فكم أنتم قوم جاهلون بالغُلُوِّ في شأن المهديّ المنتظَر بغير الحقّ حتى كان سبباً في شرك كثير منكم بربّ العالمين.
وأما أهل السُّنة والجماعة فحقَّروا من شأنه حتى جعلوا أنفسهم أعلم منه وأنّهم من يُعرِّفونه على شأنه فيهم فيجبِرونه على البيعة وهو صاغر! فما أعظم جهلكم يا معشر الشيعة والسُّنة إلا من رحم ربي منكم فاتّبع الحقّ من ربه والحقّ أحقّ أن يتبع.
ويا قوم أفلا أدلكم عن حجّة الله عليكم يوم القيامة، فتعالوا لننظر فتوى الله في محكم كتابه عن حجته على عباده يوم القيامة، وسوف تجدونها آيات الكتاب البيّنات حجّة الله على الجنّ والإنس إلى يوم القيامة، ولذلك سوف يقيم الله عليكم الحجّة أنه أنزل إليكم الكتاب لأتباعه. وقال الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وقال الله تعالى: {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾} [طه].
وقال الله تعالى: {بَلَى قَدْ جَآءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الزمر:59].
فقد جعل الله كتابه القرآن العظيم حجته عليكم فيعذِّبكم لو لم تتّبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم. وقال الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ من ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
لا قوة إلا بالله! كيف أنّي أرى أنّ الله قد أعمى بصائركم عن الحقّ من ربّكم مهما جادلتُكم بمحكم كتاب الله فلن يتّبعه الذين تأخذهم العزّة بالإثم منكم ولن يتّبعه الذين فرحوا بما عندهم من العلم المفترى من الشيطان ما خالف لمحكم القرآن، فيا عجبي منكم يا قوم عجباً شديداً! فكيف أُلزمكم بالحقّ وأنتم للحقّ كارهون! كوني أدحض حججكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم، فأمّا طائفة منكم فيتّبعون ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم ويحسبون أنّهم مهتدون وهو عليهم عمًى كونهم فرحين بما لديهم من العلم في الروايات والأحاديث، أفلا يعلمون أنّ ما خالف لمحكم كتاب الله في الأحاديث والروايات أنّه من افتراء الشيطان الرجيم - إبليس - على لسان أوليائه ليجادلوكم به الذين اتّبعوا افتراء الشياطين ويحسبون أنّهم مهتدون، فبأي حديثٍ بعد حديث الله المحفوظ من التحريف تؤمنون، ومن أصدق من الله قيلاً؟
ولربّما يودّ أحد الذين يؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم وهم به كافرون أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني ما خطبك تحاجنا وكأنّنا معشر المسلمين كافرون بكتاب الله القرآن العظيم". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً لماذا لا تتّبعوه إن كنتم صادقين؟ ولكن مثلكم كمثل الذين قالوا سمعنا وعصينا فهم يؤمنون بالحقّ من ربهم ولكنهم لا يتّبعونه بل يتبعون ما يخالف لمحكم كتاب الله، فما أشبهكم باليهود يا معشر المعرضين عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، لقد اختلفتم في رؤية الله جهرة اختلافاً كبيراً وإنّما جعلني الله حكَماً بينكم فيما كنتم فيه تختلفون وأرى بعض الجاهلين يحاجّ الإمام ناصر محمد اليماني ويقول: "لقد سبقه قوم آخرون في الحكم في تلك المسألة". ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فكم أنت من الجاهلين! فقد سبقت فتوانا بالحقّ أن الإمام المهديّ المنتظَر لم يبعثني الله بدينٍ جديدٍ وإنّما أدعوكم إلى الاحتكام إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم لعرض ما وجدتم عليه من آبائكم من الأحاديث والروايات، فما وجدناه جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فهو حديث مفترى جاءكم من عند غير الله، ولن تجدوني أنتمي إلى أيٍّ من الذين فرقوا دينهم شيعاً بل أدعوكم إلى كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ ولا يهمني شيئاً رواة الحديث سواء كانوا ألف راوٍ أو آحاد إذا خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فسوف تجدونني أنسف الحديث المفترى نسفاً ولا أبالي برضوانكم شيئاً؛ بل مصدق لفتوى الله في محكم كتابه لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ أنّ ما كان منها من عند غير الله فسوف تجدون بينها وبين محكم كتاب الله القرآن العظيم اختلافاً كثيراً ولن أتّبع لما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم حتى ولو اجتمعت على روايته جميع علماء الجنّ والإنس لكذبتهم ولا أبالي.
ويا قوم إنّي أرى أناساً منكم يتساءلون: لماذا لم يُصدِر ناصر محمد اليماني بياناً بفتوى ما يحدث في بعض دول المنطقة العربيّة هذه الأيام، فكأن الأمر لا يهم ناصر محمد اليماني شيء؟ ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إني لا أريدُ أن أعرِّضَ أنصاري للخطر كون أعداؤهم سوف يستغلون الفتوى لو أُفتي أنصاري بالاشتراك بالمظاهرات ضدّ الذين يظلمون الشعوب بغير الحقّ، إذاً فمن عُلِم به من أنصار الإمام ناصر محمد اليماني بين المتظاهرين فسوف يلقون القبض عليه من بين المتظاهرين ويزعمون أنّهم ممن يحرِّضون للمظاهرة كونهم اتّبعوا فتوى إمامهم، ولكن حفاظاً على أنصاري لم نعرِّضْهم للخطر، فلم نأمرهم بذلك ولم ننهَهم عن ذلك.
وأما بالنسبة لليمن فهو يختلف عن الشعوب العربيّة جميعاً كونه شعبٌ مسلحٌ، فمن لا يملك الرشاش الآلي منهم فهو يملك أقل شيء السلاح الأبيض (الجنبية اليمانيّة)، وحفاظاً على الشعب اليماني أوجِّهُ الأمر إلى أنصار المهديّ المنتظَر في اليمن بعدم الاشتراك في المظاهرة كون ضررها سوف يكون أكبر من نفعها، ولا ينسوا فتوى الإمام ناصر محمد اليماني بالحقّ أنه لا ينبغي أن يذهب الرئيس علي صالح من السلطة من قبل أن يسلم القيادة اليمانيّة إلى المهديّ المنتظَر، فذلك ما أعلمه من الله أنّ الذي سوف يسلم قيادة اليمن إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هو الرئيس اليماني علي عبد الله صالح، وما أعلمهُ أنّه سوف يسلِّمها بكل قناعةٍ عن طيب نفسٍ وليس كرهاً، غير أنّي لا أعلم عن الأسباب التي جعلته يسلِّمها، فهل بسبب كوكب العذاب؟ أم بسبب البيان الحقّ للكتاب؟ أم بسبب مكر العرافين؟ كونه سيتبيّن له أنّ العرافين حقاً أولياء الشياطين، وسيتبيّن له أنّهم كانوا يحذِّرونه من القبيلة التي منها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولن يتبيّن له أنّ العرافين أولياء الشياطين وأنهم لا يُحذِّرون إلا من الصالحين حتى يعلم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿٥﴾ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿٦﴾ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [القصص].
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تخاف أم موسى على ولدها الطفل الرضيع من فرعون وجنوده؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} صدق الله العظيم [القصص:4].
وثمة سؤال آخر وهو لماذا يذبح أبناءهم الرُضع؟ ولذلك قال الله تعالى لأم موسى: {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم [القصص:7].
وذلك لأنَّ العرافين أولياء الشياطين أخبروا فرعون بخطفة غيبية وقالوا: يا فرعون لقد ولد هذا العام مولود في بني إسرائيل وسوف يذهب ملكك إليه فقال فرعون: وهل تعلمون من يكون؟ فقالوا: لا نعلم إلا أنّه وُلد في بني إسرائيل هذا العام. ومن ثم قال فرعون: إذاً فسوف نصدر الأمر إلى جنودنا بالقيام بذبح الجيل الذين ولدوا جميعاً في هذا العام في بني إسرائيل فلا نبقي منهم أحداً حتى نضمن أننا قمنا بقتل ذلك الطفل الذي سيؤول إليه ملكنا.
وقد قام بذبحهم جميعاً فلم ينجُ منهم أحدٌ إلا الطفل الرضيع موسى عليه الصلاة والسلام، وأراد الله أن يلقِّن الذين يصدقون العرافين درساً في العقيدة أنّ الخطفة إذا كانت حقيقية فلن يغيِّروا من القدر المقدور في الكتاب المسطور وأنّ الله بالغُ أمره. وقال الله تعالى: {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم، ويريد الله أن يذهب به اليم ليلقيه بساحل آل فرعون لكي يقوم فرعون بتربيته بنفسه. وقال الله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً} [طه:39].
وذلك لأن الله ألقى في قلب آسيا امرأة فرعون - عليها الصلاة والسلام - الحبّ للطفل الرضيع موسى - عليه الصلاة والسلام - وهي لم تنجب من فرعون شيئاً وأراد فرعون أن يقتل ذلك الطفل الرضيع خشية أن يكون هو الطفل الذي سوف يؤول إليه ملكه ولكنه ليس متأكداً أنّه من بني إسرائيل فلعل نهر النيل جاء به من مكانٍ بعيدٍ ولذلك لم يصر على قتله بل قالت امرأة فرعون لزوجها: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠﴾ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١١﴾ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿١٢﴾ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: فهل وجدتم أن ما فعله فرعون من حركة مضادة حتى لا يتحقّق ما كان يحذره بسبب مكر أولياء الشياطين لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام فهل تحقّق المقصود ولم يحدث ما يحذر منه؟ بل لم يغنِ عنه ذلك شيئاً، ولكن يا قوم أفلا تعلمون لو أنّ فرعون صدّق بالحقّ من ربه فإنَّ الله سوف يمحو ما في الكتاب فيزيد فرعون عزّاً إلى عزّه وذلك لو أنّه اتّقى ربّه وخشيه فاتّبع الحقّ من ربِّه ولذلك قال الله لنبيه موسى وأخيه هارون أن يقولا لفرعون قولاً ليّناً لعله يتذكر أو يخشى. وقال الله تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [طه].
وما يستفاد من هذه القصة بالحقّ هو أنّ العرافين حقاً لا يحذّرون إلا من الصالحين، ألم يحذّروا فرعون من موسى وهو من الصالحين؟ وكذلك الإمام المهديّ الذين يحذّرك من قبيلته العرافون، يا أيها الرئيس علي عبد الله صالح ألا والله لئن صدّقت بالحقّ لا يزيدك الله إلا عزاً إلى عزك، وعلى كلّ حالٍ إنّك تعلم أنّي لم أفترِ عليك بغير الحقّ وأنّ العرافين المشعوذين حقّاً يحذّرونك من هذه القبيلة التي منها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. ألا والله لن ينفعك أنّك تمنعنا حقوقنا ولن ينفعك أنّك تحرمنا من المادة علّه لا يحدث ذلك؛ بل والله الذي لا إله غيره لا يُسلِّم الراية إلينا سواك سواء عن قناعة ذاتيّة بسبب البيان الحقّ للكتاب أو بسبب مرور كوكب العذاب فأقول: العلم عند الله فكل ما أعلمه أنّ علي عبد الله صالح هو من سوف يسلّم الراية اليمانيّة إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وليس إيماني بذلك بسبب خزعبلات الشيعة فمنها الحقّ وأكثرها باطل كانت سبب ضلال الحوثيّين؛ بل لأنّي أعلم ذلك بفتوى من الله، فلن يذهب من السلطة من قبل تسليم القيادة بإذن الله والله على كلّ شيءٍ قديرٌ وإلى الله تُرجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه النشور.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
______________