25 - رجب - 1442 هـ
09 - 03 - 2021 مـ
02:45 مساءً
(بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://albushra-islamia.org/showthread.php?p=344848
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ردُّ الإمامُ المهديّ على المُنْكرين عليه استخدام وسيلة الإنترنت العالميّة في دعوتهِ العالميّةِ ..
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله بالقرآن العظيم للناس كافة، ثمّ أمّا بعد..
فيا عجبي الشديد من عقلك أيها الضيف (علي أبو المحسن)! فهل تريد الإمام المهديّ يطوف في العالمين ليبحث عن الذين لا يستطيعون دخول الإنترنت من المساكين والفقراء حسب زعمك؟ برغم أنهم يستطيعون 99.9 % في العالمين إن لم يكونوا أكثر من ذلك، ويا رجل فهل تريد من الإمام المهدي ناصر محمد أن يلفّ على الناس أجمعين فرداً فرداً؟ فهل تراني أستطيع ذلك؟! أو أنك ترى ذلك من العقل والمنطق؟ ثم نترك الردّ عليك من ربّك بقول الله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ﴿٤٩﴾ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ﴿٥٠﴾ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ﴿٥١﴾ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ صُحُفًا مُّنَشَّرَةً ﴿٥٢﴾ كَلَّا ۖ بَل لَّا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ ﴿٥٣﴾ كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ﴿٥٤﴾ فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ ﴿٥٥﴾ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ۚ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [المدثر].
ويا رجل ألا تعلم أن محمداً رسول الله إلى الناس جميعاً؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل تلوم على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كونه لم يلفّ على الناس كافّة؟ وربما يود (أبو المحسن) أن يقول: " ولكنه لا يستطيع ذلك "، فمن ثم نقيم عليك حجة العقل والمنطق: فهل لو كانت هذه الوسيلة العالميّة موجودةً في عصره فهل سوف يستخدمها كونها وسيلة عالميّة وهو يحمل رسالةً من الله للعالمين؟ وبما أنه لا يستطيع ذلك فأصبح مُكلَّفاً بتبليغ رسالة القرآن للأمة الوسط ليبلّغوه للناس كافّة، فيكون الرسول عليهم شهيداً بأنه بلّغهم رسالة ربهم، وهم يكونون شهداء على الناس بتبليغ الرسالة العالمية، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ} صدق الله العظيم [البقرة:١٤٣].
وربما يودّ الرجل الذكيّ (علي أبو المحسن) أن يقول: " يا ناصر محمد إنها لو كانت موجودة لمَنَعْتُ رسول الله أن يستخدمها وسيلة لتبليغ العالمين، كونها مُحرّمة، كون الأُمّة في عصره (الكفار) هم من صنعوها. " وربما يقول (علي أبو المحسن): "أجُنِنتَ يا ناصر محمد فكيف أُحرِّم ما لم يُحرّمه الله ورسوله؟! فما عساني أكون إلا مسلماً لا أُحرِّم إلا ما حَرّمه الله ورسوله؟!" ثم نقيم عليك الحجة بالحق ونقول: إذاً فهل عندك سلطان من الله ورسوله بتحريم استخدامها وسيلة تبليغ دين الله للعالمين؟ فنصيحتي لك لا تكذب على الله ورسوله تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَالٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿١١٦﴾} صدق الله العظيم [النحل]، وها أنت تستخدم الإنترنت العالميّة وتحاورني في دين الله بغير سفرٍ ولا ترحال ولا خسارة آلاف الدولارات بل وأنت في بيتك.
وربما (علي أبو المحسن) يود أن يقول: " إني لا أُنكر أنها وسيلة تبليغ عالميّة سهلة الاستخدام وممتازة وسريعة كلمح البصر وإذا البيان صار في كل قريةٍ من قرى البشر ومعجزة علميّة عالميّة، ولكنّي أراها مُحرّمة "، فمن ثم نقيم عليك الحجة: فما دمت تراها مُحرَّمة بسبب أنها من اختراع الكافرين فمن ثم نقول لك: إذاً يا (علي أبو المحسن) فلا تركب السيّارة إن كان معك الحقّ في ذلك فامشي على قدميك ألف كيلو، أو اركب على حمارٍ كون السيارات مواصلات من الاكتشافات العلميّة صنعها قومٌ كافرون! فهل عندك سلطانٌ بهذا حتى تُحرِّمها على المسلمين لتبليغ العالمين بالقرآن (ذِكراً للعالمين)؟ فاتّقِ الله من الكذبِ على الله بفتوى تحريمها بغيرِ سلطان علمٍ من الله بتحريمها تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَالٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿١١٦﴾} صدق الله العظيم [النحل].
ويا رجل فوالله لو كانت للإمام المهدي أجنحة جبريل عليه الصلاة والسلام ولففتُ العالمين لأخاطبهم فرداً فرداً إذاً لَما قُلت لهم إلا ما تراني أكتُبه لهم من بيان القرآن بالقرآن عبر هذه الوسيلة العالميّة التي أحاط البشر باكتشافها نعمة من ربِّ العالمين الذي لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، فلا تكُن من الجاهلين من الذين لا يعقلون فاحمد ربّك على هذه الوسيلة العالميّة واستخدمها لتحقيق ما يُرضي الله كما يستخدمها أعداء الله لتحقيق ما يغضبه، ويا (علي أبو المحسن) إن الإنترنت العالميّة والسيارات والطائرات ووقودها جميعاً من خلق الله، فهو من أنزل الحديد فيه منافع للناس، وخلق كافّة المعادن في الأرض، وخلق النفط في جوف الأرض مع كامل مُشتقاته، وذبذبات الهواتف والإنترنت والتلفاز والراديو في الهواء مُتموِّجةً كموّجات الراديو ومستقيمة كمثل موجات التلفاز والهواتف والإنترنت، فكل ما أحاطهم الله هو من خلق الله تصديقاً لقول الله تعالى:{اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ ﴿٣٢﴾ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ﴿٣٣﴾ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴿٣٤﴾ [إبراهيم].
وقال الله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿١٢﴾ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٣﴾ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿١٤﴾} [النحل].
وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿٢٩﴾} [البقرة].
وقال الله تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿٢٥٥﴾} [البقرة].
وأما مسائل الفقه والدين فكأنك نوع من العُلماء المتخلفين عقليّاً برغم أنهم ليسوا بمجانين ولكنهم كالأنعام لا يستخدمون عقولهم مع احترامي لشخصكم الكريم، ولكن هذه هي الحقيقة المُرّة التي كانت من أكبر الصدّ للعالمين في الدخول في دين الله الإسلام، فجعلتم الإسلام دين المُتخلّفين بسبب بغضكم للكافرين الذين لا يؤمنون بالله فتبغضونهم بسبب أنهم ليسوا مؤمنين بالله ربِّ العالمين، برغم أن الله ما أمركم ببغضهم وعدم الاحسان إليهم؛ بل أمركم الله أن تبروا الكافرين وتقسطوا إليهم بالعدل تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الممتحنة].
وإنما نهاكم الله عن ولاء الكافرين الذين يحادّون الله ورسوله أي يحاربون الله ورسوله أن تتولوهم تصديقاً لقول الله تعالى:{لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].
ألا والله لا تهدون الناس أبداً وهم يشعرون أنكم لهم كارهون، وما أمَرَكُمُ الله بما أنتم عليه من الحِقد والبغضاء تجاه قومٍ لا يحاربونكم في دين الله؛ فكيف يعيشوا معكم بسلامٍ آمنين برغم أنهم كَفّوا أيديهم عنكم ويرجون العيش معكم بسلامٍ آمنين؟! وما جعل الله لكم عليهم سبيلاً تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّـهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وما آتاكم الله حكمة الدعوة إلى الله على بصيرة من ربكم يا معشر المتشدّدين تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
ولستم من الدعاة إلى الله على بصيرةٍ من ربهم؛ بل تصدّون عن دين الله الإسلام بسبب تشدّدكم بغيرِ الحقّ على الكافرين المُسالمين بدل أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم فخالفتم أمر الله إليكم، فحتماً يُهلِك الله المتشدّدين فيكم لأنهم أخطر على دين الله الإسلام من السيوف المُهنَّدة، فبدل أن يُنفِّذوا ما توصّاهم الله به تجاه الكافرين الذين لا يقاتلونهم في دين الله (أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم) فإذا هم يجِدونكم تكرهونهم وتحقدون عليهم وتحمِلون فظاظة القلب إليهم فيبغضونكم ويبغضون دينكم، ولذلك هلك المتشدِّدون على النّاس بغيرِ الحقّ.
وأُجبِرنا على هذا الرد للعظة والعِبرة لكثيرٍ (مَن هم على شاكلتك) وسلاحٍ بيدِّ الأنصار ليلجموا به الممترين.
وسلامٌ على المَرسَلين والحمدُ لله ربِّ العالمين..
خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
___________________