السلام على إخوتي كتبت بحثا في مسألة صلاة الكسوف تبرهن أنّها ركعتين و أنّها تشير أنّ صلاة الفريضة ركعتين.
عن قبيصة الهلالي قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلّم فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلّم يجرّ ثوبه و أنا معه يومئذ بالمدينة فصلّى ركعتين أطالهما ثمّ انصرف و تجلّت الشمس فقال: إنّما هذه الآيات يخوّف الله بها فإذا رأيتموها فصلّوا كأحدث صلاة صلّيتموها من المكتوبة.
رواه أبو داوود و أحمد و النسائي و الحاكم في المستدرك.
ما يهمّني إخوتي قول قبيصة ركعتين كأحدث صلاة صلّيتموها من المكتوبة فهذا دليل قويّ على أنّ صلاة الكسوف ركعتين كما أشار الإمام و دليل أقوى أنّ صلاة الفريضة ركعتين لكلّ صلاة لأنّ الشمس قد تكسف بعد شروق الشمس أو بعد صلاة الظهر أو بعد صلاة العصر و في كلّ الحالات فصلاة الكسوف تبقى ركعتين كأقرب أو أحدث فريضة صلّيناها.
فتكون صلاة الكسوف ركعتين و صلاة الفريضة ركعتين كما قال الإمام ناصر محمد اليماني.أماّ عن حديث عائشة أمّ المؤمنين الذي هو افتراء عليها سأثبت لك أنّه مكذوب عليها و على رسول الله صلى الله عليه و سلّم. و إليكم الحديث المكذوب عن رسول الله صلى الله عليه و سلّم:
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فقام وكبر وصف الناس وراءه فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم سجد ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة } رواه مسلم وفي رواية (ثم سجد سجودا طويلا) .
ففي سنن أبي داوود عن ابن شهاب قال كان كثير بن عبّاس يحدّث أنّ عبد الله بن عبّاس كان يحدّث أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم:صلّى في كسوف الشمس مثل حديث عروة عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه و سلّم أنّه صلّى ركعتين في كلّ ركعة ركعتينّ؛
قال الزهري فقلت لعروة: فإنّ أخاك يوم خسفت الشّمس بالمدينة لم يزد على ركعتين فقال عروة:أنّ أخاه لم يصب السنّة.
و قد ردّ كثير من علماء المسلمين حديث عروة بن الزبيّر في صلاة الكسوف و منهم النّخعي و الثوري و بن أبي ليلى و أبا حنيفة النعمان لأنّ عبد الله بن الزبيّر صحابيّ و فعل الصحابيّ هو أولى بالإتّباع من قول تابعيّ متّهم في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلّم و خاصة أنّ هناك شواهد عديدة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلّم تثبت أنّ صلاة الكسوف ركعتين كمثل حديث قبيصة الهلالي و إليكم إخوتي هذه الأحاديث:
عن عبد الرحمان بن سمرة و كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: كنت أرتمي بأسهم بالمدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلّم إذ انكسفت الشمس فنبذتها فقلت: و الله لأنظرنّ إلى ما حدث لرسول الله صلى الله عليه و سلّم في كسوف الشمس؛قال: فأتيته وهو قائم في الصلاة رافعا يديه،قال: فجعل يسبّح و يحمد و يكبّر و يهلّل و يدعو حتّى حُسِرَ عنها، قال:فلماّ حسر عنها قال: قرأ سورتين و صلى ركعتين.
رواه بن أبي شيبة في مصنّفه.
و عن أبي قلابة عن النعمان بن بشير قال: أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلّم صلّى في الكسوف نحوا من صلاتكم هذه يركع و يسجد.أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنّفه.
و أيضا عن أبي بكرة: أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلّم صلّى ركعتين مثل صلاتكم هذه و ذكر كسوف الشمس.أخرجه النسائي في سننه و ابن حباّن.
و مازال هناك الكثير من الأحاديث التي لم أكتبها بعد لكثرتها و لكن من الأكيد أنّ صلاة الكسوف ركعتين كصلاة النافلة و من خلال الأحاديث المرويّة في صلاة الكسوف عن رسول الله صلى الله عليه و سلّم قرائن و أدلة قويّة أنّ الصلاة المكتوبة ركعتين ركعتين.