الإمام ناصر محمد اليماني
22 - 06 - 1435 هـ
22 - 04 - 2014 مـ
04:51 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهديّ إلى تلميذ الصرخي الحسني بالحقّ، والحقُّ أحقُّ أن يُتّبع إن كنتم مؤمنين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ من أوّلهم إلى خاتمهم جدِّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً وعلى المؤمنين التابعين للحقّ من ربّهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أما بعد..
ويا أيّها السائل عمّا تعلَّم من معلمه، فهل ترى ناصر محمدٍ اليماني تلميذاً عندك علَّمْتَه من علومك الظنيّة حتى تسألنا عمّا تعلمتُه منك! وأعوذ بالله أن أتعلم من علومكم الظنيّة من عند أنفسكم إلا قليلاً.
ويا رجل، جميلٌ منك أنك تنازلت عن كبرك فسألتنا عن بيان قول الله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:148]. وكان سؤال هذا الرجل عن بيان قول الله تعالى: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} صدق الله العظيم، ويريد أن يُأَوِّلَها من عند نفسه أنّ الله يقصد علوماً خفيّةً عند البشر ويريد اتِّباع العلوم الظنيّة من عند أنفسكم، وهيهات هيهات يا هذا! بل يقصد الله تعالى بقوله: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم أي: علمٌ من كتاب الله مما تنزل على أنبيائه. تصديقاً لقول الله تعالى: {اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [الأحقاف:4].
ولا يقصد العلوم الظنيّة من عند أنفسكم؛ بل يقصد سلطان العلم الحقّ لا شكّ ولا ريب فيه أنه من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)} صدق الله العظيم [يونس].
ويا رجل، ألا تحاججنا بما ينفع الإسلام والمسلمين؛ أم ترى الحجّة قائمةً عليك لو تجادلنا في نفْيِ الشفاعة، أو في عدم عصمة الأنبياء والإمام المهديّ من الخطيئة، أو في نفْيِ عذاب القبر، أو في نفْيِ حدِّ الرجم، أو في نفْيِ شفاعة العبيد بين يدي الربِّ المعبود؟ ولكن للأسف فكأنّ الإمام ناصر محمد تلميذٌ طالبُ علمٍ عندك علَّمَتْه خزعبلاتك والآن جئتَ لتختبره في الدروس مما لديكم! وهيهات هيهات وربّ الأرض والسموات لا تجادلونني من آيات القرآن العظيم إلا وهيّمنتُ عليكم بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم بإذن الله الذي علَّم الإنسانَ الإمامَ المهديّ البيان الحقّ للقرآن، ومن كذَّبَ جرَّب. فها أنتم تعتقدون بعصمة الأنبياء والمهديّ المنتظَر من الخطيئة، وبسبب مبالغتكم في الأنبياء والمهديّ المنتظَر صِرتُم تدعوننا من دون الله! ونتبرَّأ من دعائكم وشرككم.
ويا رجل، ها أنا ذا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني قد سبقت فتواي أنّه لربّما كلَّتْ يَدُ عتيدٍ من كثرة ما كتب عليَّ من ذنوب الخطيئة، ولم أفتِ قط أنّي معصومٌ من الخطيئة ولكنّي معصومٌ من الافتراء على الله لكوني لا أتَّبع الظنّ، إنّ الظنَّ لا يغني من الحقّ شيئاً. ومثلُ الإمام المهديّ كمثل الأنبياء وأئمة آل البيت المكرّمين فلم يجعل الله الأنبياء وأئمة الكتاب معصومين من الخطيئة، فمنهم من يظلم نفسه بذنبٍ فيتوب إلى ربّه فيبدل السيئة بالحسنة والاستغفار فيغفر الله له، إنّ ربِّي غفورٌ رحيمٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النمل].
فانظر لاعتراف نبيّ الله موسى بظلمه لنفسه بقتل نفسٍ بغير حقٍّ. وقال الله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17)} صدق الله العظيم [القصص].
أم إنّكم سوف تُنكرون خطيئة نبيّ الله موسى برغم إقراره أنّه ظلم نفسه وقتل نفساً بغير الحقّ؟ غير أنّه لم يكن ينوي قتله ولكنّه وكزه بعصاه في رأسه في مكانٍ قاتلٍ بجانب أذنه فقتله، فاستغفر ربّه من ذنبه وتاب وأناب فغفر له، إنّ ربّي غفورٌ رحيمٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم.
ويا معشر الذين يبالغون في الأنبياء وأئمة الكتاب، فلتتّقوا الله إنَّما هم عبيدٌ لله أمثالكم يخطئون ويتوبون فيجدون الله غفوراً رحيماً، ألا والله لو يحاسب الله كلَّ إنسانٍ أخطأ من أوِّل مرةٍ لما ترك على ظهرها من إنسانٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا} صدق الله العظيم [فاطر:45].
وكذلك انظر إلى خطأ نبيّ الله يونس إذ ترك الدعوة إلى الله بسبب ظنّه أنَّ ربَّه لم يُنزل على قومه العذاب كما وعده، وقال في نفسه: "ما دام الله لم يعذبهم برغم أنّهم كفارٌ بربِّهم ورَحِمَهم فكذلك لن يعذّبني إن تركت الدعوة إليه". لكونه غضب من ربّه لماذا لم يَصْدُقْهُ الوعدَ ويعذّب قومه، وقرر أن لا يظهر عليهم ما بقي في الحياة لكونهم لم يزدادوا حسب ظنِّه إلا تكذيباً وكفراً بنبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام، وقرر أن يركب البحر مع الركاب في أحد قوارب الأجرة، وكان صاحب القارب من الطمّاعين كونه شحن فُلْكه بركابٍ أكثر من حمولة الفُلْكِ فكادوا يغرقون جميعاً في البحر، وقرروا أن يُلقوا بأحدهم في البحر للتخفيف حتى لا يغرقوا جميعاً، فقرروا أن يُجروا القُرعة فساهم فكان من المُدْحَضين، ثم أخذوه بيديه ورجليه وقذفوه في البحر، وكان ذلك بقدرٍ من الله جزاءً لنبيّه يونس إذ ترك الدعوة إلى الله بسبب أنّ الله لم يعذب قومه، فهو لا يعلم ما حدث من بعده لقومه، ولا يعلم أنّ الله كشف عن قومه العذاب وآمنوا كلُّهم أجمعون. وعلى كل حالٍ فإلى خطأ نبيّ الله يونس عليه الصلاة والسلام. قال الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:87].
وقال الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)} صدق الله العظيم [الصافات].
ويا أيّها العربي، فهل ظلم الله نبيّه يونس إذ حكم عليه بالسجن المؤبد طيلة الحياة الدنيا إلى يوم يبعثون وهو مسجونٌ في بطن الحوت في ظلماتٍ ثلاثٍ؛ ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت؟ وقال الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:87]. ولكن نبيّ الله يونس يُبَرِّئُ اللهَ من أنه ظلمه؛ بل اعترف أنّه ظلم نفسه واستغفر ربّه وتاب وأناب وقال: {سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم.
ولكنّكم معشر الشيعة أسَّسْتُم عقيدتَكم في عصمة الأنبياء وأئمة الكتاب على أساس إحدى الآيات المتشابهات وهي قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)} صدق الله العظيم [البقرة].
وتلك من الآيات المتشابهات والتشابه فيها وقع في كلمة {الظَّالِمِينَ} فظنَّ أصحاب عقيدة عصمة الأنبياء وأئمة الكتاب أن الله يقصد ظلم الخطيئة في قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)} صدق الله العظيم، فظنّ أصحاب العصمة أنه يقصد ظلم الخطيئة. وحاشا لله أن يناقض الله نفسه في قوله تعالى: {وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم، وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، فما يقصد الله تعالى بقوله: {قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)} صدق الله العظيم [البقرة]؟ ومن ثمّ يردُّ على السائلين الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول:
يقصد ظلمَ الشرك وليس ظلم الخطيئة؛ بمعنى أن لا ينبغي لله أن يبعث رسولاً أو إماماً مشركاً بالله لكونه سوف يزيد المشركين شركاً إلى شركهم؛ بل يعصم الأنبياء وأئمة الكتاب من ظلم الشرك فيبعثهم إلى الناس ليُخرجوهم من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد الله وحده لا شريك له. فاتّقوا الله واتّبعوني نهدِكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.
وأمّا أنكم تختبرونني في مستواي العلميّ في علومكم فالحمد لله ربّ العالمين أنّي أجهل كثيراً مما بين أيديكم من علومكم من عند أنفسكم وما أنزل الله بها من سلطانٍ. فلا تختبروني فلم أتلقَّ علومكم الظنيّة فلا حاجة لي بها، ومصطلحاتكم لكم وعلومكم الظنيّة تَغنّوْا بها فقد أغناني ربّي بالبيان الحقّ للقرآن العظيم لمن أراد أن يستقيم على الصراط المستقيم، فأجيبوا دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم لنستنبط لكم حكم الله فيما كنتم فيه تختلفون ونحقُّ الحقّ ونبطلُ الباطل فندمغه بالحقّ فإذا هو زاهقٌ.
ولم يبتعثني الله لنهيمن عليكم بعلومكم الظنيّة من عند أنفسكم؛ بل لنهيمن عليكم بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم كما هيمنتُ عليك الآن بنفْيِ عصمة الأنبياء وأئمة الكتاب من ارتكاب الخطيئة؛ غير أنهم معصومون من الافتراء على الله والبرهان من محكم القرآن. وأنّهم معصومون من الافتراء على الله تجدوه في قول نبيّ الله وكليمه موسى عليه الصلاة والسلام؛ قال لفرعون: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلا الحقّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)} صدق الله العظيم [الأعراف].
ولكننا لم نجد أنَّ نبيّ الله موسى يُبَرِّئُ نفسه أمام فرعون من ارتكاب الخطيئة. وقال فرعون: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)} صدق الله العظيم [الشعراء].
تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)} صدق الله العظيم [القصص].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________