الإمام ناصر مُحمد اليماني :
.......................
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار وجميع الأنصار وجميع المُسلمين الأبرار الذين لا تأخذهم العزة بالإثم إن تبين لهم الحق من ربهم استغفروا ربهم وأنابوا وتابوا أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين الذين يحاربونهم في دينهم:-
ويا فضيلة الشيخ عبد القادر لا تجبر المهدي المنتظر على المُباهلة فتكون من أصحاب النار فاتق الله الواحد القهار ولا تصد عن إتباع الذكر الذي يحاجكم به المهدي المنتظر ويُحذر البشر من بأس الله بما يسمونه الكوكب العاشر ذلكم كوكب النار سقر,وستعلمون البيان الحق ليلة يسبق الليل النهار, رجوت من ربي أن يريكم الحق حقاً ويرزقكم إتباعه والباطل باطلاً ويرزقكم إجتنابه, وبالنسبة للمُباهلة فسوف يجعلها الإمام المهدي ناصر محمد اليماني عليه وحده إن كان من الظالمين وإن لم يكن المهدي المنتظر فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وإن كان الإمام المهدي المنتظر هو حقاً الإمام ناصر محمد اليماني فرجوت من ربي وأتوسل إليه أن يغفر لفضيلة الشيخ عبد القادر إدريس وجميع عُلماء المُسلمين وأمتهم وأقول: اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون أني الإمام المهدي المنتظر الحق من ربهم, فأنت يا أخي الكريم جزء من هدف الإمام المهدي فإن فرطت فيك فهذا يعني أني عجزت عن تحقيق هدفي في تحقيق النعيم الأعظم أن يكون الله راضي في نفسه وأسعى إلى هدى الأمة كلها كون ذلك جزء من تحقيق رضوان الله في نفسه ليجعلهم أمة واحدة على صراطٍ مستقيم, ولذلك لن أفرط في مُسلم ولا كافر ولن أفرط فيك أبداً كوني لا أراك من شياطين البشر بل من الذين ضل سعيهم في الحياة الدُنيا ويحسبون أنهم على كتاب الله وسنة رسوله الحق وهم ليسوا على شيء حتى يقيموا ما أنزل الله إليهم في محكم القرآن العظيم, ومثل الشيعة والسنة كمثل اليهود والنصارى وقال الله تعالى:
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ) صدق الله العظيم
ولكنهم في الحقيقة ليسُوا على شيء النصارى واليهود بسبب عدم إتباع ما أنزل الله إليهم في محكم التوراة والإنجيل والقرآن العظيم, ولذلك قال الله تعالى:
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) صدق الله العظيم
وكذلك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني يقول يامعشر الشيعة والسنة وجميع الفرق الإسلامية لستم على شيء حتى تقيموا ما أنزل الله إليكم في مُحكم كتابه القرآن العظيم فتعتصموا بحبل الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف وتكفروا بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في السنة النبوية, وأشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أن ما وجدتموه مخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم في التوراة أو الإنجيل او السنة النبوية أنه جاءكم من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم إبليس على لسان أوليائه ليجادلوا الحق به وقال الله تعالى:
(وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) صدق الله العظيم
ويا عُلماء أمة الإسلام وأمتهم إنه لنبأ عظيم أنتم عنه مُعرضون, فلا يصدكم عن إتباع الحق من ربكم الذين يقولون على الله مالا يعلمون, ويامحمود أبو حمزة إن إمرأة النبي إذا خانت زوجها فإنهن لسن كأحد من نساء المُسلمين كون ولدها سوف يكون إبن لنبي ظاهر الأمر فيضل الأمة من بعد أبيه إذا كان من ذريات الشياطين ولذلك ليس نساء الأنبياء كأحد من نساء المُسلمين فمن تخون زوجها في فراشه فإن مصيرها النار وبئس القرار, وقال الله تعالى:
(يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا * يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ) صدق الله العظيم
ولربما محمود المصري يقول: أفلا ترون أن الإمام ناصر محمد اليماني يقذف نساء محمد رسول الله بالزنا, ومن ثم يرد عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: ألا لعنة الله على الذينيلبسون الحق بالباطل وهم يعلمون انه الحق من ربهم, وإنما أردنا ان نبين لك الناموس لنساء الأنبياء في الكتاب أنهن لسن كأحد من النساء, فإذا أنجبت أحداهن ولدا ليس من ذرية زوجها النبي المُرسل فإن في ذلك خطر عظيم على أتباعه إذا كان من ذريات الشياطين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر, من الذين لا يلدون إلا فاجراً كفاراً, فسوف يضل الأمة ضلالاً بعيداً ولذلك كان سبب خيانة إمراة نوح ولوط أن أزاغ الله قلوبهن ليكونا من أصحاب الجحيم بسبب خيانتهن لأزواجهن, ولم يذكر الإمام ناصر محمد اليماني جميع نساء الأنبياء إلا بخير وأصلي عليهن وأسلمُ تسليماً, إلا إمرأة نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام وإمراة نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام أفتي في شأنهن حسب فتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم
وهنا يتوقف المُتدبر لذكر الله فيتفكر ما يقصده الله بالضبط فما هي نوع هذه الخيانة؟ فلا يجوز الإستغناء بهذه الآية التي تبينخيانتهن في موضوع معين, وكان ذلك سبباً أن صرف الله قلوبهن عن اتباع الحق من ربهن, ولكن ما نوع تلك الخيانة بالضبط فهل هي خيانة زوجية؟ فبالعقل والمنطق إذا كان الله يقصد خيانة زوجية فلا بد أن تحمل أحداهن حتى يبين الله في الكتاب عن نوع خيانتهن ولذلك تجدوا الجواب في قول الله تعالى:
(وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45)
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) صدق الله العظيم
فهذا يعني أنه ليس من أهله وليس من ذريته ومن ثم بين الله لكم أنه حقاً ليس من أهله وليس من ذريته ولذلك قال الله تعالى:
(وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ) صدق الله العظيم
أفلا تعلم أن الذين أهلكهم الله بالغرق جميعهم من ذريات الشياطين فلا يلدوا إلا فاجراً كفاراً, ولذلك قال نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام:
(إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا) صدق الله العظيم
ومن ثم وعد الله نبيه بالإجابة بشرط أن لا يخاطبه في الذين كفروا أو في أحدهم وقال الله تعالى:
(وَأُوحِيَ إِلَىَ نُوحٍ أَنّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِنّهُمْ مّغْرَقُونَ) صدق الله العظيم
ولكن نبي الله نوح حين جاء الغرق فتنته رحمته بإبنه فخالف لأمر ربه ((وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الّذِينَ ظَلَمُوَاْ إِنّهُمْ مّغْرَقُونَ)) ولكنه حين الغرق لإبنه قال:
((رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)) صدق الله العظيم
ولكن هُنا نتفكر في لماذا حاج نبي الله نوح ربه بقوله: (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ)
والجواب عن سبب هذا الإحتجاج من نوح إلى ربه وذلك لأن الله وعده ان ينجيه في السفينة هو وأهله والذين آمنوا معه وقال الله تعالى:
(حَتّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إلاّ قَليلٌ) صدق الله العظيم
ولذلك ظن نبي الله نوح ان الله سوف يهدي إبنه فيركب معهم كونه من أهله فقد وعده الله أن ينجيه وأهله ومن آمن معه, ولكن نبي الله نوح حاول مع إبنه ليركب معهم كونه من أهله فقد وعده الله أن ينجيه وأهله ولكن إبنه أبى ولذلك حاج نبي الله ربه بوعده له من قبل وقال:
((رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)) صدق الله العظيم
فانظروا لقول نبي الله نوح:
((رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ))
فما يقصد بقوله ووعدك الحق وذلك لأنه وعده الله بنجاة أهله في قول الله تعالى:
((احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ))
ولذلك خاطب نوح عليه الصلاة والسلام ربه وقال:
((رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)) صدق الله العظيم
وبرغم أن نبي الله نوح هو من أهل ذلك الولد كونه من رباه فهو أبوه بالتبني ولكن الله يعلم أنه ليس إبنه من دمه بسبب انه ثمرة عمل غير صالح من زوجته ولذلك قال الله تعالى:
((قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)) صدق الله العظيم
فإلى متى تظل تحاجنا في خيانة إمرأة نوح ولوط عليهم الصلاة والسلام يا أبو حمزة لتضيع وقتنا حتى لا نبين للمُسلمين ما سوف ينفعهم وينقذهم من فتنة المسيح الكذابولسوف نبين في هذا البيان نفي رؤية الله جهرة حين تكليم عباده في الدُنيا والآخرة وإنا لصادقون, وياقوم لا بد لكم أن تعلموا كيف طريقة الإمام المهدي في تفصيل كتاب الله القرآن العظيم, فلن تجدوه مجرد تفسير كمثل تفاسيركم الظنية التي يناقض بعضها بعضاً بل بيان الإمام المهدي للقرآن العظيم هو تفصيل الكتاب لا ريب فيه كونه يفصل لكم القرآن بالقرآن في قلب وذات الموضوع فحين تجدوني أفتيكم بعدم رؤية الله جهرة فليس أني اعتمدت على آية واحدة فأحاججكم بها, كلا وربي بل نأتيكم بالبيان بالتفصيل من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب, وعلى سبيل المثال نفي الإمام المهدي لرؤية الله جهرة سُبحانه وذلك لأني أجد عدم رؤية الله جهرة من صفات الله الأزلية في محكم كتابه كما جاء ذلك من ضمن التعريف عن صفات الرب الأزلية تصديقاً لقول الله تعالى:
((بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ))صدق الله العظيم
وبما أن هذا التعريف لصفات الرب الأزلية ولذلك قال الله تعالى:
(ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) صدق الله العظيم
بمعنى لا تحيط برؤيته الأبصار ولا يُكلم أحداً من عباده إلا من وراء حجاب تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم
بمعنى ما كان لبشر أن يكلمه الله جهرة وهو يراه سبحانه وكما أسلفنا بيان طرق الوحي الثلاثة من الرب, إما وحي التفهيم المباشر من الرب إلى القلب كما أوحى الله إلى قلب يوسف عليه الصلاة والسلام والسلام:
((وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ)) صدق الله العظيم
فقد أوحى الله بوحي التفهيم إلى قلب يوسف أن هذا المكر الذي يمكرون به إخوته سوف يكون سبب عزه وسوف يجدوه يوماً ما في عز وهم في ذل ثم ينبئهم بأمرهم هذا الذي صنعوه به وهم لا يشعرون أنه أخاهم يوسف كونه صار في مكان عزيز, وهذا ما حدث بالضبط فقد جاؤوا إخوته يتسولون من يوسف أن يتصدق عليهم فكانوا بوضع ذليل وهو في مكان عزيز ولذلك لم يشعروا أنه اخاهم يوسف ولذلك نبأهم بما صنعوه به ومن ثم علموا أنه أخاهم يوسف وقال تعالى:
((فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (89)قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ (90)قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ)) صدق الله العظيم
وذلك هو التفصيل لوحي التفهيم من الرب إلى قلب يوسف عليه الصلاة والسلام من قبل أن يبعثه الله رسولاً إلى آل فرعون ولا يزال صغيراً في السن وقال الله تعالى:
(وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ) صدق الله العظيم
أي سوف تذكرهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون أنك أخاهم يوسف كون الله سوف يعزك بسبب مكرهم ويذلهم بسبب مكرهم بك بغير الحق ثم جاء تصديق وحي التفهيم بالحق على الواقع الحقيقيوقال الله تعالى:
((فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (89)قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ (90)قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (91)قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ (92)قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)) صدق الله العظيم
وكذلك من برهان وحي التفهيم من الرب إلى القلب قول الله تعالى:
(فَتَلَّقى آَدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) صدق الله العظيم
وإنما تلقى آدم وزوجته إلى قلوبهم كلمات الدُعاء إلى ربهم وقال الله تعالى:
((رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لمَ تَغْفِرْلَنَا وَتَرْحَمْناَ لَنَكُوْنَنَّ مِنَ اْلخَاسِرِيْنْ)) صدق الله العظيم
ولكن الله لا يكلم الكافرين يوم القيامة بوحي التفهيم عن الدعاءإلى ربهم ليرحمهم وقال الله تعالى:
(وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) صدق الله العظيم
ولا يقصد الله أنه لا يكلمهم بوحي التكليم من وراء الحجاب بل ستجدوه يكلمهم تكليماً وقال الله تعالى:
((يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ))
وقال الله تعالى:
(أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ( 105 ) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ( 106 ) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ( 107 ) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ) صدق الله العظيم
إذاً ياقوم فما يقصد الله تعالى بقوله: ( وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
إذاً فهو يقصد أنه لا يكلمهم بوحي التفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته وكذلك لا ينظر إليهم من ذات نفسه وهم لم يسألوه رحمتهوإنما سألوه أن يرجعهم للحياة الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون, فقد تبين لكم طريقة وحي التفهيم من الرب إلى القلب مباشرة وذلك الوحي هو من أخطر أنواع الوحي على الذين لا يعلمون كونه قد يوسوس له شيطان في صدره فيزعم أنه وحي التفهيم, إذاً فلا بد لوحي التفهيم من سلطان العلم من الكتاب, وأما حدثني قلبي ومن غير سلطان يأتي به مما علمه الله فلا قبول له لدينا كون الحجة هي سلطان العلم, فإن كان الإمام المهدي يفتيكم أنه يتلقى البيان الحق للقرآن بوحي التفهيم من الرب إلى القلب مباشرة فإنكم تجدوني آتيكم بسلطان العلم الذي ألهمني به ربي في محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب كون الإمام المهدي لا يحفظ القرآن عن ظهر قلب وعلى كل حال نعود لقول الله تعالى:
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم
فأما الطريقة الأولى لوحي التفهيم في قول الله تعالى:
(وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا ) فقد بيناها لكم بالحق فذلك هو وحي التفهيم وأما الطريقة الثانية فهي وحي التكليم من وراء الحجاب في قول الله تعالى:
((أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ))
وأما الطريقة الثالثة فهي إرسال جبريل عليه الصلاة والسلام تصديقاً لقول الله تعالى:
((أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)) صدق الله العظيم.
ألا والله الذي لا إله غيره أن الله أراني المسيح الكذاب في المنام,
وقال المسيح الكذاب: أنا الله وعندي جنة وعندي نارأنتهت رؤياي للمسيح الكذاب وأقمت عليه الحجة من محكم الكتاب, فحاجوه بذلك إن كنتم تؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم.
ومن ثم نظر إلى الإمام ناصر محمد اليماني نظرة حقد شديد وقال: وأنا الذي أنزلت القرآن
ومن ثم رديت عليه وقلت له: أنت الذي أنزل القرآن؟!
قال: نعم
ومن ثم حاججته بقول الله تعالى:
((وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)) صدق الله العظيم
ومن ثم تقدمت إليه حتى صار أنفي على مقربة من أنفه و قلت له: فكيف تكلمنى مواجهة ونحن نراك؟! فغلبته بالحق وكنت أسمع صرير أسنانه من الغيظ
ومن ثم قال: حرام وطلاق إني الله
وياقوم إتقوا الله واتبعوا الحق من ربكم فلم يحتجب الرب عن الأبصار حتى تؤمنوا به عن ظهر الغيب, بل لأنه لا يستحمل رؤية عظمة ذات الله إلا شيء مثله يساويه في العظمة الذاتية ولكنه قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) صدق الله العظيم
وقد ضرب الله لكم المثل على الواقع الحقيقي لماذا لا يتجلى لأبصار خلقه أجمعين, كون أبصار خلقه أجمعين لا تتحمل رؤية عظمة ذات الله سُبحانه وتعالى علواً كبيراً, وضرب الله المثل على ذلك الجبل العظيم وقال الله تعالى:
((وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَلَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)) صدق الله العظيم
إذاً ياقوم إن من صفات الرب أن يكلم عباده من وراء الحجاب سواء في الدُنيا اوالآخرة وقال الله تعالى:
{وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا} صدق الله العظيم
فماهو ذلك الغمام ؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب أنه حجاب الرب سُبحانه بين العبيد والرب المعبود وقال الله تعالى:
(هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ) صدق الله العظيم
ولكن الذين في قلوبهم زيغ عن الحق من ربهم سوف يترك جميع هذه الآيات المحكمات البينات للعالم والجاهل وكأنه لم يسمعهاويذهب إلى الآيات المتشابهات ليحاجج الإمام المهدي برؤية الله جهرة فيقول: قال الله تعالى:
((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)) صدق الله العظيم
فوقعوا في المتشابه, ألا وأن التشابه هو في قوله تعالى:
((نَّاظرَةٌ)) فظنوا أنه يقصد الناظر بالنظر وهو يقصد الإنتظار, كمثل قول ملكة سبأ: (فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) أي منتظرة وكذلك قول الله تعالى:
((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ))
فهو يقصد الوجوه الباطنة التي يتعامل الله معها وهي القلوب وقال الله تعالى:
(يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) صدق الله العظيم
فذلك هو الوجه المقصود وقد بينه الله لكم في ذات الموضوع أن وجوه تنتظر الرحمة من الله ووجوه تنتظر أن يفعل بها فاقره ولذلك قال الله تعالى:
((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ)) صدق الله العظيم
إذاً هو يتكلم عن المنتظرين لرحمته والمنتظرين لعذابه, كلٌّ حسب ظنه في ربه,
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)
((وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ))
وياقوم لم يأمركم الله أن تتبعوا ظاهر المتشابه كونكم إذا اتبعتم المتشابه من القرآن الذي لا يزال بحاجة للتأويل وتركتم الآيات المحكمات البينات هن أم الكتاب في قلب وذات الموضوع, فإذا تركتموها واتبعتم الآيات التي لها تأويل غير ظاهرها ففي قلوبكم زيغ عن الحق في آيات الكتاب المحكمات البينات لعالمكم وجاهلكم هن أم الكتاب, وبذلك تعلمون الذين في قلوبهم زيغ عن الحق المحكم في آيات أم الكتاب ولذلك قال الله تعالى:
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ 7 رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ 8 رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) صدق الله العظيم
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد وإن كان الحق مع الشيعة في هذه العقيدة بعدم رؤية الله جهرة فإنهم على ضلال مبين في عقائد أخرى كمثل عقيدتهم في عصمة الأنبياء والأئمة من الخطيئة عصمة مطلقة وتجدوهم يحاجون الناس بقول الله تعالى:
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) صدق الله العظيم
فوقعوا في المتشابه كون التشابه بالضبط هو قوله تعالى:
(قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) فظنوا الشيعة أنهُ يقصد ظلم الخطيئة بقوله تعالى: (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
ولكنه يقصد ظلم الشرك بالله فكيف يُخرج الناس من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد من كان في قلبه ظلم الشرك بالله ولكن يامعشر الشيعة "لو أنكم تركتم هذه الآية التي لا تزال بحاجة للتأويل واتبعتم العقيدة الحق في محكم كتاب الله عن عدم عصمة المُرسلون من الخطيئة ومن تاب فإن ربي غفورٌ رحيم وقال الله تعالى:
((يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَن ظَلَمَثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) صدق الله العظيم
وتجدوا رسول الله موسى حين ظلم نفسه بارتكاب الخطيئة فقتل نفساً بغير الحق فتاب إلى ربه وتاب الله عليه وقال الله تعالى:
((وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ( 14 ) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ( 15 ) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) صدق الله العظيم
فانظروا لقول الله تعالى:
(فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ( 15 ) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
إذاً يامعشر الشيعة الإثني عشر إن في بيانكم للقرآن تناقضاً كبيراً وكان سبب شرك كثير منكم بالمبالغة في الأئمة المصطفينهو إتباعكم للمُتشابه في قول الله تعالى:
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
فظننتم أنه يقصد ظُلم الخطيئة وهو يقصد ظُلم الشرك فكيف لإمام أن يخرج الناس من الظُلمات إلى النور فيهديهم إلى صراط العزيز الحميد وقلبه ليس سليم من ظُلم الشرك بالله ولذلك قال الله تعالى:
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)صدق الله العظيم
ويامعشر الشيعة والسنة وجميع الذين فرقوا دينهم شيعاً وكل حزب بما لديهم من العلم فرحون, إنما جعل الله الإمام المهدي حكماً بينكم بالحق فيما كنتم فيه تختلفون، ولا ينبغي للحق أن يتبع أهواءكم بل أصدق ما كان من الحق لديكم وأخالفكم إلى الحق فيما كنتم عليه من عقائد الباطل, وما ينبغي للحق أن يتبع أهواءكم ويا معشر الباحثين عن الحق إذا تبين لكم الحق فلا تنصتوا وقولوا أضعف الإيمان إن الحق هو مع الإمام ناصر محمد اليماني في المسألة الفلانية ولكن لا يعني هذا أنه المهدي المنتظر حتى يصدقه الله الرؤيا بالحق فنجده قد هيمن بالحق في جميع مواضيع الحوار في دين الله ويهيمن علينا في جميع ما كنا فيه نختلف, فلا يجامل هذا ولا ذاك على حساب الدين وما ينبغي له إن كان الإمام المهدي الحق فلا يخاف في الله لومة لائم وسوف يظهره الله شئنا أم أبينا بعذاب شديد لئن أعرضنا عن إتباع الحق من الله العزيز الحكيم.
وأما الذي يسأل عن قول الله تعالى:
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) صدق الله العظيم
وتجد الجواب في قول الله تعالى:
((فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)) صدق الله العظيم
أي فلما زاغوا عن إتباع الحق من ربهم (أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
ولكني أراك تريد أن تقول إنما الحجة هم الأنبياء والمُرسلون على الناس وبما أن ناصر محمد اليماني ليس بنبي ولا رسولفأصبح لا ولن يعذبنا الله أبداً لو لم نتبعه كونه ليس من الأنبياء والمُرسلين! ومن ثم يرد عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إنك أنت الحكيم الرشيد ولم يجعل الله الحجة على عبادهفي ذات الأنبياء بل جعل الله الحجة على عباده هو في الكتاب الذي يحاج به أنبياؤه والمهدي المنتظر تصديقاً لقول الله تعالى:
((وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ)) صدق الله العظيم
إذاً الحجة على العباد ليس في ذات الأنبياء ولا المهدي المنتظر بل الحجة لله عليهم حتى عذبهم هو كفرهم بآيات الكتاب التي تتلى عليهم وقال الله تعالى:
((يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ))
وقال الله تعالى:
((أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ( 105 ) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106 ) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ( 107 ) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ ))صدق الله العظيم
إذاً لم يعذب الله عباده الذين كذبوا بأنبياء الله بسبب انهم كذبوا بأنبياء الله بل بسبب أنهم كذبوا بآيات الكتاب التي يتلوها عليهم أنبياء الله ومن كذب بأنبياء الله الحق فهو لم يكذب بأنبياء الله أصلاً بل هو كذب بآيات الله التي يتلوها عليهم أنبياء الله ولذلك قال الله تعالى:
((فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ))صدق الله العظيم
وكذلك الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني فمن كذب بدعوته إلى الإحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فإنه لم يكذب ناصر محمد اليماني بل كذب بكتاب الله القرآن العظيم ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً وقال الله تعالى:
(وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (56) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (57) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (58) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (59) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) صدق الله العظيم
فانظر لحجة الله على عباده يوم القيامة:
((بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ))
ولكنك أخي الكريم كنت تريد ان تستنبط من الكتاب أنه لن يعذب الله البشر بسبب تكذيبهم بالمهدي المنتظر ناصر محمد اليماني كون المهدي المنتظر لم يجعله الله نبياً ولا رسولاً ولكن المهدي المنتظر يرد عليك بالقول المختصر وأقول فلن يعذب الله البشر بسبب تكذيبهم بالمهدي المنتظر ناصر محمد اليماني بل بسبب إعراضهم عن إتباع الذكر الذي يدعوهم إليه المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وقال الله تعالى:
((تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ))
وقال الله تعالى:
((وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ)) صدق الله العظيم
وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني