..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ولي الصالحين والصلاة والسلام على النبي الأمين وجميع النبيين وآلهم لا أفرق بين أحد منهم وأنا أول المسلمين ،
وعلى الخبير بالرحمن ومن عنده علم الكتاب المهدي بنور الله يمشى به في الناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور بإذن الله إلى سبل السلام ،
وأبى أحمد عمرو إلى الظلمات ليس بخارج منها ،
ومثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون ..
سلام الله عليكم أحبتي في الله الأنصار الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور أولكم وآخركم ،
ولم يؤخرني عنكم دنيا فانية أو متاع قليل ،
يسر الله بفضله هداية عباده إليه ليشكروه فيرضى ونرضى عنه كما وعدنا ..
فاللهم حقق لنا رضواننا برضوانك ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له ،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ،
فلا تكن من الهالكين يا أحمد عمرو فما كان لرسول الله أن يخالف ما أوحي إليه ، ولا أن يدعوا الناس إلى اليأس من رحمة الله ،
إني أعظك أن تكون من الجاهلين ..
وأشهد أن ناصر محمد ناصرا لمحمد قد دفع الكذب عن رسول الله ونصر ما جاء به ، فأنار الله به الظلمات وكشف باطل الشيطان وأوليائه ،
وأنه على الحق المبين والتوحيد الخالص ، أنار به القلوب وطهرها وزكاها بفضل من الله ورحمة ..
} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا {33/70
فاتق الله يا أحمد عمرو وقل قولا سديدا ،
وقد أعلمتك أنني قضيت عمرا من قبل في هذه الكتب ، التي اختلط الحق فيها بالباطل ،
فما قاله القوم رأي ، وهو خير ما عندهم ، من أتاهم بخير منه قبلوه ..
فلماذا لا تقبله أنت وقد جاءك واضحا بينا ، فهل أنت ممن قال الله فيهم :
} وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ (٢٣) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (٢٤) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٢٥){[الزخرف]
وقد خبرتك لا تبحث عن الحق ، لأنك في نظرك من أهله ،
وما جئت إلا لتصد عن ناصر محمد صدودا ،
وكل من تابع مشاركاتك يشهد عليك بذلك ، وكم بينات تمر عليها صما وعميانا ، بل قد افتريت علينا أكثر من مرة ، والباحثون عليك شهود ..
ولم تكن قادرا على الإنتصار لمذهبك إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ،
وليتك فقهت عنا وتعلمت منا ، ولكنك لم تزدد إلا عمى ..
فما أظلمك لنفسك وما أشد عداوتك لها ، ولن تجد لك من دون الله وليا ولا نصيرا ،
فاتق الله وقل قولا سديدا ، ولو علم الله فيك خيرا لأسمعك ،
ولكنك جئت لا تبحث عن الخير ، فمذاهب القوم هي قرآنك وسنتك ،
وحسبي الله عليك ونعم الوكيل ،
فارحم نفسك ولا ترحم إلا نفسك ، واعط نفسك مهلة واخلوا بها بين يدي الله ،
وأنب إليه يهد قلبك ويبصرك الحق ، }وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ {10/101 ،
وكفاك جدالا في آيات الله بغير سلطان حتى لا تنال مقت الله ، فقد نلت مقت الذين آمنوا } الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ {40/ 35 ،
فلا يكن قلبك : متكبر عن الحق إذ جاء الحق يخالف مذهبك ، ظالم لا تنفعه الذكرى ..
لقد تركتُ حوارك من بعد أن أعرضتَ عن كل بينة ، فتركتُك في سكرتك علك تستيقظ ،
وما رأيتُ منك إلا ما أمقتك عليه ، فاتق الله وقل قولا سديدا ،
وأختم الرد عليك من مذهبك ، مذهب أهل السنة والجماعة ، أصحاب الحديث بما رواه البخاري في موضوع الشفاعة ،
فقد روى أن الله يقول في يوم الحساب أن قد شفع النبيون والملائكة والمؤمنون ، ولم يبق إلا شفاعة أرحم الراحمين ،
فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط ، هم عتقاء الرحمن ، أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه .. الخ الحديث ،
---------
قال البخاري :
7439 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: .. الحديث ،
والشاهد في الحديث :
.. ، ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ "، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الجَسْرُ؟ قَالَ: " مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ، وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ، تَكُونُ بِنَجْدٍ، يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ، المُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ، وَكَأَجَاوِيدِ الخَيْلِ وَالرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا، فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِي مُنَاشَدَةً فِي الحَقِّ، قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنَ المُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ، وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا، فِي إِخْوَانِهِمْ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ، فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِي النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا " قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَاقْرَءُوا: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء: 40]، " فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالمَلاَئِكَةُ وَالمُؤْمِنُونَ، فَيَقُولُ الجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدْ امْتُحِشُوا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الجَنَّةِ، يُقَالُ لَهُ: مَاءُ الحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِي حَافَتَيْهِ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ، وَإِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ [ص:131] مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ، فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ الخَوَاتِيمُ، فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الجَنَّةِ: هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ، أَدْخَلَهُمُ الجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ " [صحيح البخاري (9/ 129)]
__________
7510 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلاَلٍ العَنَزِيُّ، قَالَ: اجْتَمَعْنَا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ فَذَهَبْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَذَهَبْنَا مَعَنَا بِثَابِتٍ البُنَانِيِّ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ لَنَا عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ، فَإِذَا هُوَ فِي قَصْرِهِ فَوَافَقْنَاهُ يُصَلِّي الضُّحَى، فَاسْتَأْذَنَّا، فَأَذِنَ لَنَا وَهُوَ قَاعِدٌ عَلَى فِرَاشِهِ، فَقُلْنَا لِثَابِتٍ: لاَ تَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ أَوَّلَ مِنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ هَؤُلاَءِ إِخْوَانُكَ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ جَاءُوكَ يَسْأَلُونَكَ عَنْ حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ [ص:147] فِي بَعْضٍ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِإِبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَإِنَّهُ كَلِيمُ اللَّهِ، فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ، وَكَلِمَتُهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَهَا، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَأْتُونِي، فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُؤْذَنُ لِي، وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لاَ تَحْضُرُنِي الآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ، وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ - أَوْ خَرْدَلَةٍ - مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ، فَأَنْطَلِقُ، فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ " فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ أَنَسٍ قُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا: لَوْ مَرَرْنَا بِالحَسَنِ وَهُوَ مُتَوَارٍ فِي مَنْزِلِ أَبِي خَلِيفَةَ فَحَدَّثْنَاهُ بِمَا حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَنَا فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، جِئْنَاكَ مِنْ عِنْدِ أَخِيكَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَلَمْ نَرَ مِثْلَ مَا حَدَّثَنَا فِي الشَّفَاعَةِ، فَقَالَ: هِيهْ فَحَدَّثْنَاهُ بِالحَدِيثِ، فَانْتَهَى إِلَى هَذَا المَوْضِعِ، فَقَالَ: هِيهْ، فَقُلْنَا لَمْ يَزِدْ لَنَا عَلَى هَذَا، فَقَالَ: لَقَدْ حَدَّثَنِي وَهُوَ جَمِيعٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً فَلاَ أَدْرِي أَنَسِيَ أَمْ كَرِهَ أَنْ تَتَّكِلُوا، قُلْنَا: يَا أَبَا سَعِيدٍ فَحَدِّثْنَا فَضَحِكَ، وَقَالَ: خُلِقَ الإِنْسَانُ عَجُولًا مَا ذَكَرْتُهُ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ حَدَّثَنِي كَمَا حَدَّثَكُمْ بِهِ، قَالَ: " ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي، وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " [صحيح البخاري (9/ 146)
]
__________
فهاهم أهل السنة يثبتون أحاديث شفاعة الله لعباده الضالين الذين ماتوا على الكفر ،
بدلالة أن شفاعة العباد تقضي بخروج كل من في قلبه مثقال دينار ونصف دينار وذرة وخردل من إيمان ، كما تثبته هذه المرويات حتى لا يبقى أحد من أهل الإيمان في النار ،
بدلالة أن الله يأذن للرسول في من قال : لا إله إلا الله ،
فكل من قال لا إله إلا الله فهو من نصيب العباد ،
وعتقاء الرحمن لم يعملوا خيرا قط ، وهم من بقي في النار بعد خروج أهل الإيمان في أدنى مستويات الإيمان الممكن ،
ومما هو ثابت في عقيدة أهل السنة أن الإيمان قول وعمل ، وهؤلاء لم يثبت لهم الحديث أي عمل ،
بل لم يعملوا خيرا قط ، ودخلوا الجنة ولا عمل -أي حتى ولا إيمان- لهم ،
وإن كان هذا الحديث يثبت أن الله يدخل أقواما كانوا كافرين بشفاعة رحمته جنته ، إلا أنه يجعل أرحم الراحمين هو آخر من يرحم ، فيخلط الحق بالباطل ، ويدعوا إلى اليأس من رحمة الله ،
وأن شفاعة الله إنما هي للكافرين من دون المؤمنين ،
فالمؤمنون يشفع لهم العباد بين يدي الرب المعبود ..
هكذا هو زخرف القول غرورا من وحي الشيطان يتصيد المؤمنين يقنطهم من رحمة الله ليرجوا شفاعة عباده ،
فيقعوا فيما بعث الله الأنبياء لإبطاله ،
وماذا تركتم إذن للمشركين الذين كانوا يرجون شفاعة العبيد فيتوجهون بهم ،
ولم يتوجهوا إلا بأنبياء الله وصالحي عباده ،
لقد يئست قلوب فريق من الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون من رحمة الله ،
فصدقوا هذا الباطل ،
فمن يجرهم من عذاب أليم ..
كيف يكون هناك من هو أرجى من الله ثم لا تقبلون بأن يكون هذا من الإشراك بالله ،
ومن هذا الذي يجير على الله عباده ، وهو الله الذي يجير ولا يجار عليه ،
أفلا تعقلون ..
ثم إن هناك تناقضا واضحا بين الحديثين ففي الأول ينطلق المؤمنون فيخرجون من النار إخوانهم من أهل الإيمان ،
وفي الحديث الثاني يكون صاحب هذا الدور إنما هو رسول الله ..
فمن الذي ينطلق إلى النار ليخرج منها أهل الإيمان إذا كان الحديث يخبر أن الرسول قد أذن له الله بإخراج من في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان ، ثم يأذن له بمن قال لا إله إلا الله ،
وهذا الحديث يخبر عن الشفاعة لأهل الموقف ،
والحديث الأول يخبر عن شفاعة المؤمنين بعد اجتياز الصراط ، فيأذن للمؤمنين بما أذن للرسول ،
فماذا سيجد المؤمنون إذا دخلوا النار ؟!!
لن يجدوا أحدا !!
لأن الحديث الثاني يخبر أن قد أخرجهم رسول الله حتى لم يبق فيها من في قلبه أدنى أدنى أدنى حبة خردل من إيمان ، بل لم يبق من قال لا إله إلا الله ،
فما هذه الأحاديث التي تضحك من عقول القراء طيلة هذه القرون ..
والله لقد بلغ الأسى في قلوبنا عليك يا أحمد عمرو إذ لم نستطع إنقاذك بكل هذا البيان الحق للقرآن المجيد ،
فاتق الله وقل قولا سديدا ..
ولكن الأسى والحسرة على حسرة الله على عباده لا تبلغه حسرة ، وما حزننا على عباد الله إلا لعلمنا بحسرة الله في نفسه الذي يأسف على عباده إذا انتقم منهم ، وهو يعلم أنهم ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ،
زينت لهم سيئات أعمالهم ليروها حسنة ،
وضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ..
}ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون{ ..
لقد هدى الله بالبيان والحوار أقواما وازداد أنصار الله علما وفهما لكتاب الله ،
والحجة قائمة عند كل مجتهد في معرفة الحق ،
أفلا يحدث لك ذكرا أن يؤمن أنصار جدد في كل حين ممن أظهرهم الله على هذه الدعوة المباركة ،
ومن أعرض لم يستمع القول ابتداء حتى يتبع أحسنه ،
ومن استجاب للحوار أمثالك لم يزل عاجزا عن إقامة الحجة والإنتصار لمذهبه ببيان أهدى وقولا أقوم ..
ما لكم كيف تحكمون !!
ونحن لم نعرف ناصر محمد من قبل ولا تجمعنا به صلة رحم حتى نتعصب له ، ولكنه الحق الذي وجدناه ، ولن نبيع ديننا من أجل رجل لا يقول الحق ولا يهدي السبيل ، ولكننا نستمع القول ونتبع أحسنه ، اجتمعنا من قبائل شتى وأفناء الناس لا قرابة بيننا على حب الله وطلب رضوانه بالمجاهدة في سبيله ولا نخاف لومة لائم ..
فاللهم عهدا بين يديك في الدنيا والآخرة أن لا نرضى بشيء حتى ترضى ، فاهد عبادك إليك بحق عظيم نعيم رضوان نفسك على عبادك ، وبحق رحمتك التي كتبت على نفسك وجعلتها حجة عبادك عليك ياااااأرحم الراحمين ..
ولا نزال ندعوا إلى الله على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة ونجادل الناس بالتي هي أحسن ، ولا نريد إلا هداهم طلبا في رضوان الله وإدخالا للفرحة في نفسه بتوبة عباده ،
فهل يستوي من هذا حاله بحال من يجادل في آيات الله بغير سلطان أتاه ، أولائك لا نصيب لهم إلا المقت في نفس الله،
فاتق الله يا أحمد عمرو وقل قولا سديدا ..
الله أعلم بما في نفسك ،
ولكننا ما رأينا منك إلا الصد والمغالطات والمجادلة بالباطل تدحض به الحق ،
فاتق الله وقل قولا سديدا ..
والسلام على معلم الناس الخير والبيان الحق للقرآن ،
الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ،
وعلى أنصار الله الأخيار في عصر الحوار ،
وعلى عباد الله الصالحين في الأولين والآخرين ،
والحمد لله رب العالمين ..
كتبه أخوكم عبد النعيم الأعظم وليد الجبرتي من شهداء الإمام بالحق على اليقين وأنصاره إلى الله ،
فاللهم ثبتنا ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ..
..